nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29006_28658_33679يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى
استدلال عليهم بما في مظاهر السماوات من الدلائل على بديع صنع الله في أعظم المخلوقات ليتذكروا بذلك أنه الإله الواحد .
وتقدم الكلام على نظير هذه الآية في سورة لقمان ، سوى أن هذه الآية جاء فيها "
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13كل يجري لأجل " فعدي فعل " يجري " باللام وجيء في آية سورة
لقمان تعدية فعل " يجري " بحرف " إلى " ، فقيل اللام تكون بمعنى " إلى " في الدلالة على الانتهاء ، فالمخالفة بين الآيتين تفنن في النظم . وهذا أباه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في سورة
لقمان ورده أغلظ رد فقال : ليس ذلك من تعاقب الحرفين ، ولا يسلك هذه الطريقة إلا بليد الطبع ضيق العطن ، ولكن المعنيين أعني الانتهاء والاختصاص كل واحد منهما ملائم لصحة الغرض لأن قولك : يجري إلى أجل مسمى معناه يبلغه ، وقوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13يجري لأجل " تريد لإدراك أجل اهـ . وجعل اللام للاختصاص أي ويجري لأجل أجل ، أي لبلوغه واستيفائه ، والانتهاء والاختصاص كل منهما ملائم للغرض ، أي فمآل المعنيين واحد وإن كان طريقه مختلفا ، يعني فلا يعد الانتهاء معنى للام كما فعل
ابن مالك وابن هشام ، وهو وإن كان يرمي إلى تحقيق الفرق بين معاني الحروف وهو ما نميل إليه إلا أننا لا نستطيع أن ننكر كثرة ورود اللام في مقام معنى الانتهاء كثرة جعلت استعارة حرف التخصيص لمعنى الانتهاء من الكثرة إلى مساويه للحقيقة ، اللهم إلا أن يكون
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري يريد أن الأجل هنا هو أجل كل إنسان ، أي عمره وأن الأجل في سورة
لقمان هو أجل بقاء هذا العالم .
وهو على الاعتبارين إدماج للتذكير في خلال الاستدلال ففي هذه الآية ذكرهم
[ ص: 282 ] بأن لأعمارهم نهاية تذكيرا مرادا به الإنذار والوعيد على نحو قوله تعالى في سورة الأنعام "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ، واقتلاع الطغيان والكبرياء من نفوسهم .
ويريد ذلك أن معظم الخطاب في هذه الآية موجه إلى المشركين ، ألا ترى إلى قوله بعدها "
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير " وفي سورة
لقمان الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - أو عام لكل مخاطب من مؤمن وكافر ، فكان إدماج التذكير فيه بأن لهذا العالم انتهاء أنسب بالجميع ليستعد له الذين آمنوا وليرغم الذين كفروا على العلم بوجود البعث لأن نهاية هذا العالم ابتداء لعالم آخر .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29006_28658_33679يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى
اسْتِدْلَالٌ عَلَيْهِمْ بِمَا فِي مَظَاهِرِ السَّمَاوَاتِ مِنَ الدَّلَائِلِ عَلَى بَدِيعِ صُنْعِ اللَّهِ فِي أَعْظَمِ الْمَخْلُوقَاتِ لِيَتَذَكَّرُوا بِذَلِكَ أَنَّهُ الْإِلَهُ الْوَاحِدُ .
وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى نَظِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ لُقْمَانَ ، سِوَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ جَاءَ فِيهَا "
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ " فَعُدِّيَ فِعْلُ " يَجْرِي " بِاللَّامِ وَجِيءَ فِي آيَةِ سُورَةِ
لُقْمَانَ تَعْدِيَةُ فِعْلِ " يَجْرِي " بِحَرْفِ " إِلَى " ، فَقِيلَ اللَّامُ تَكُونُ بِمَعْنَى " إِلَى " فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الِانْتِهَاءِ ، فَالْمُخَالَفَةُ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ تَفَنُّنٌ فِي النَّظْمِ . وَهَذَا أَبَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي سُورَةِ
لُقْمَانَ وَرَدَّهُ أَغْلَظَ رَدٍّ فَقَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ تَعَاقُبِ الْحَرْفَيْنِ ، وَلَا يَسْلُكُ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ إِلَّا بَلِيدُ الطَّبْعِ ضَيِّقُ الْعَطَنِ ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَيَيْنِ أَعْنِي الِانْتِهَاءَ وَالِاخْتِصَاصَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُلَائِمٌ لِصِحَّةِ الْغَرَضِ لِأَنَّ قَوْلَكَ : يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى مَعْنَاهُ يَبْلُغُهُ ، وَقَوْلَهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13يَجْرِي لِأَجَلٍ " تُرِيدُ لِإِدْرَاكِ أَجَلٍ اهـ . وَجُعِلَ اللَّامُ لِلِاخْتِصَاصِ أَيْ وَيَجْرِي لِأَجْلِ أَجَلٍ ، أَيْ لِبُلُوغِهِ وَاسْتِيفَائِهِ ، وَالِانْتِهَاءُ وَالِاخْتِصَاصُ كُلٌّ مِنْهُمَا مُلَائِمٌ لِلْغَرَضِ ، أَيْ فَمَآلُ الْمَعْنَيَيْنِ وَاحِدٌ وَإِنْ كَانَ طَرِيقُهُ مُخْتَلِفًا ، يَعْنِي فَلَا يُعَدُّ الِانْتِهَاءُ مَعْنًى لِلَّامِ كَمَا فَعَلَ
ابْنُ مَالِكٍ وَابْنُ هِشَامٍ ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ يَرْمِي إِلَى تَحْقِيقِ الْفَرْقِ بَيْنَ مَعَانِي الْحُرُوفِ وَهُوَ مَا نَمِيلُ إِلَيْهِ إِلَّا أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُنْكِرَ كَثْرَةَ وُرُودِ اللَّامِ فِي مَقَامِ مَعْنَى الِانْتِهَاءِ كَثْرَةً جَعَلَتِ اسْتِعَارَةَ حَرْفِ التَّخْصِيصِ لِمَعْنَى الِانْتِهَاءِ مِنَ الْكَثْرَةِ إِلَى مُسَاوِيهِ لِلْحَقِيقَةِ ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ يُرِيدُ أَنَّ الْأَجَلَ هُنَا هُوَ أَجَلُ كُلِّ إِنْسَانٍ ، أَيْ عُمُرُهُ وَأَنَّ الْأَجَلَ فِي سُورَةِ
لُقْمَانَ هُوَ أَجَلُ بَقَاءِ هَذَا الْعَالَمِ .
وَهُوَ عَلَى الِاعْتِبَارَيْنِ إِدْمَاجٌ لِلتَّذْكِيرِ فِي خِلَالِ الِاسْتِدْلَالِ فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ذَكَّرَهُمْ
[ ص: 282 ] بِأَنَّ لِأَعْمَارِهِمْ نِهَايَةً تَذْكِيرًا مُرَادًا بِهِ الْإِنْذَارُ وَالْوَعِيدُ عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ، وَاقْتِلَاعُ الطُّغْيَانِ وَالْكِبْرِيَاءِ مِنْ نُفُوسِهِمْ .
وَيُرِيدُ ذَلِكَ أَنَّ مُعْظَمَ الْخِطَابِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُوَجَّهٌ إِلَى الْمُشْرِكِينَ ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَهَا "
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ " وَفِي سُورَةِ
لُقْمَانَ الْخِطَابُ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ عَامٌّ لِكُلِّ مُخَاطَبٍ مِنْ مُؤْمِنٍ وَكَافِرٍ ، فَكَانَ إِدْمَاجُ التَّذْكِيرِ فِيهِ بِأَنَّ لِهَذَا الْعَالَمِ انْتِهَاءً أَنْسَبَ بِالْجَمِيعِ لِيَسْتَعِدَّ لَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلِيُرْغَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى الْعِلْمِ بِوُجُودِ الْبَعْثِ لِأَنَّ نِهَايَةَ هَذَا الْعَالَمِ ابْتِدَاءٌ لِعَالَمٍ آخَرَ .