قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=149فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=150أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151ألا إنهم من إفكهم ليقولون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=152ولد الله وإنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=153أصطفى البنات على البنين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154ما لكم كيف تحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=155أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=156أم لكم سلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=157فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين .
[ ص: 120 ] قوله تعالى : فاستفتهم لما ذكر أخبار الماضين تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - احتج على كفار
قريش في قولهم : إن الملائكة بنات الله ، فقال : فاستفتهم . وهو معطوف على مثله في أول السورة وإن تباعدت بينهم المسافة ، أي : فسل يا
محمد أهل
مكة
ألربك البنات وذلك أن
جهينة وخزاعة وبني مليح وبني سلمة وعبد الدار زعموا أن الملائكة بنات الله . وهذا سؤال توبيخ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=150أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون أي حاضرون لخلقنا إياهم إناثا ، وهذا كما قال الله - عز وجل - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151ألا إنهم من إفكهم وهو أسوأ الكذب
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون في قولهم إن لله ولدا وهو الذي لا يلد ولا يولد . و " إن " بعد " ألا " مكسورة ; لأنها مبتدأة . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أنها تكون بعد أما مفتوحة أو مكسورة ، فالفتح على أن تكون أما بمعنى حقا ، والكسر على أن تكون أما بمعنى ألا .
النحاس : وسمعت
علي بن سليمان يقول : يجوز فتحها بعد ألا تشبيها بأما ، وأما في الآية فلا يجوز إلا كسرها ; لأن بعدها الرفع . وتمام الكلام : لكاذبون .
ثم يبتدئ أصطفى على معنى التقريع والتوبيخ كأنه قال : ويحكم أصطفى البنات أي : اختار البنات وترك البنين . وقراءة العامة " أصطفى " بقطع الألف ; لأنها ألف استفهام دخلت على ألف الوصل ، فحذفت ألف الوصل وبقيت ألف الاستفهام مفتوحة مقطوعة على حالها مثل : أطلع الغيب على ما تقدم . وقرأ
أبو جعفر وشيبة ونافع وحمزة " اصطفى " بوصل الألف على الخبر بغير استفهام . وإذا ابتدأ كسر الهمزة . وزعم
أبو حاتم أنه لا وجه لها ; لأن بعدها ما لكم كيف تحكمون فالكلام جار على التوبيخ من جهتين : إحداهما أن يكون تبيينا وتفسيرا لما قالوه من الكذب ويكون ما لكم كيف تحكمون منقطعا مما قبله . والجهة الثانية أنه قد حكى النحويون - منهم
الفراء - أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما قال - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا وقيل : هو على إضمار القول ، أي : ويقولون " اصطفى البنات " . أو يكون بدلا من قوله : ولد الله
[ ص: 121 ] لأن ولادة البنات واتخاذهن اصطفاء لهن ، فأبدل مثال الماضي من مثال الماضي ، فلا يوقف على هذا على " لكاذبون " . أفلا تذكرون في أنه لا يجوز أن يكون له ولد .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=156أم لكم سلطان مبين حجة وبرهان .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=157فأتوا بكتابكم أي بحججكم إن كنتم صادقين في قولكم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29008nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=149فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=150أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=152وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=153أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=154مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=155أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=156أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=157فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
[ ص: 120 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : فَاسْتَفْتِهِمْ لَمَّا ذَكَرَ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ تَسْلِيَةً لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَّ عَلَى كُفَّارِ
قُرَيْشٍ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ ، فَقَالَ : فَاسْتَفْتِهِمْ . وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مِثْلِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ وَإِنْ تَبَاعَدَتْ بَيْنَهُمُ الْمَسَافَةُ ، أَيْ : فَسَلْ يَا
مُحَمَّدُ أَهْلَ
مَكَّةَ
أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَذَلِكَ أَنَّ
جُهَيْنَةَ وَخُزَاعَةَ وَبَنِي مَلِيحٍ وَبَنِي سَلِمَةَ وَعَبْدَ الدَّارِ زَعَمُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ . وَهَذَا سُؤَالُ تَوْبِيخٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=150أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ أَيْ حَاضِرُونَ لِخَلْقِنَا إِيَّاهُمْ إِنَاثًا ، وَهَذَا كَمَا قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ وَهُوَ أَسْوَأُ الْكَذِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=151لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فِي قَوْلِهِمْ إِنَّ لِلَّهِ وَلَدًا وَهُوَ الَّذِي لَا يَلِدُ وَلَا يُولَدُ . وَ " إِنَّ " بَعْدَ " أَلَا " مَكْسُورَةٌ ; لِأَنَّهَا مُبْتَدَأَةٌ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ أَنَّهَا تَكُونُ بَعْدَ أَمَا مَفْتُوحَةً أَوْ مَكْسُورَةً ، فَالْفَتْحُ عَلَى أَنْ تَكُونَ أَمَا بِمَعْنَى حَقًّا ، وَالْكَسْرُ عَلَى أَنْ تَكُونَ أَمَا بِمَعْنَى أَلَا .
النَّحَّاسُ : وَسَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ : يَجُوزُ فَتْحُهَا بَعْدَ أَلَا تَشْبِيهًا بِأَمَا ، وَأَمَّا فِي الْآيَةِ فَلَا يَجُوزُ إِلَّا كَسْرُهَا ; لِأَنَّ بَعْدَهَا الرَّفْعَ . وَتَمَامُ الْكَلَامِ : لَكَاذِبُونَ .
ثُمَّ يَبْتَدِئُ أَصْطَفَى عَلَى مَعْنَى التَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ كَأَنَّهُ قَالَ : وَيْحَكُمْ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ أَيِ : اخْتَارَ الْبَنَاتِ وَتَرَكَ الْبَنِينَ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ " أَصْطَفَى " بِقَطْعِ الْأَلِفِ ; لِأَنَّهَا أَلِفُ اسْتِفْهَامٍ دَخَلَتْ عَلَى أَلِفِ الْوَصْلِ ، فَحُذِفَتْ أَلِفُ الْوَصْلِ وَبَقِيَتْ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ مَفْتُوحَةً مَقْطُوعَةً عَلَى حَالِهَا مِثْلَ : أَطَّلَعَ الْغَيْبَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَحَمْزَةُ " اصْطَفَى " بِوَصْلِ الْأَلِفِ عَلَى الْخَبَرِ بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ . وَإِذَا ابْتَدَأَ كَسَرَ الْهَمْزَةَ . وَزَعَمَ
أَبُو حَاتِمٍ أَنَّهُ لَا وَجْهَ لَهَا ; لِأَنَّ بَعْدَهَا مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ فَالْكَلَامُ جَارٍ عَلَى التَّوْبِيخِ مِنْ جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا أَنْ يَكُونَ تَبْيِينًا وَتَفْسِيرًا لِمَا قَالُوهُ مِنَ الْكَذِبِ وَيَكُونُ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ مُنْقَطِعًا مِمَّا قَبْلَهُ . وَالْجِهَةُ الثَّانِيَةُ أَنَّهُ قَدْ حَكَى النَّحْوِيُّونَ - مِنْهُمُ
الْفَرَّاءُ - أَنَّ التَّوْبِيخَ يَكُونُ بِاسْتِفْهَامٍ وَبِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ كَمَا قَالَ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَقِيلَ : هُوَ عَلَى إِضْمَارِ الْقَوْلِ ، أَيْ : وَيَقُولُونَ " اصْطَفَى الْبَنَاتَ " . أَوْ يَكُونُ بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ : وَلَدَ اللَّهُ
[ ص: 121 ] لِأَنَّ وِلَادَةَ الْبَنَاتِ وَاتِّخَاذَهُنَّ اصْطِفَاءٌ لَهُنَّ ، فَأَبْدَلَ مِثَالَ الْمَاضِي مِنْ مِثَالِ الْمَاضِي ، فَلَا يُوقَفُ عَلَى هَذَا عَلَى " لَكَاذِبُونَ " . أَفَلَا تَذَكَّرُونَ فِي أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=156أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ حُجَّةٌ وَبُرْهَانٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=157فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ أَيْ بِحُجَجِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي قَوْلِكُمْ .