الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ) الآية [ 76 ] .

                                                                                                                                                                  584 - قال ابن عباس : حسدت اليهود مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ، فقالوا : إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام ، فإن كنت نبيا فالحق بها ، فإنك إن خرجت إليها صدقناك وآمنا بك . فوقع ذلك في قلبه لما يحب من إسلامهم ، فرحل من المدينة على مرحلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

                                                                                                                                                                  585 - وقال عبد الرحمن بن غنم : إن اليهود أتوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إن كنت صادقا أنك نبي [ الله ] فالحق بالشام ، فإن الشام أرض المحشر ، والمنشر ، وأرض الأنبياء . فصدق ما قالوا ، وغزا غزوة " تبوك " لا يريد بذلك إلا الشام . فلما بلغ " تبوك " أنزل الله تعالى : ( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ) .

                                                                                                                                                                  586 - وقال مجاهد ، وقتادة ، والحسن : هم أهل مكة بإخراج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة ، فأمره الله تعالى بالخروج . وأنزل عليه هذه الآية إخبارا عما هموا به .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية