nindex.php?page=treesubj&link=28659_29705_31757_32410_32412_32415_32433_32438_34153_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ؛ " أم " ؛ للإضراب الانتقالي؛ ودالة على الاستفهام المتضمن معنى المعادلة والموازنة؛ بين الله (تعالى)؛ خالق الكون وما فيه؛ ومن فيه؛ وأوثانهم التي يعبدونها.
[ ص: 5472 ] وإن الإضراب الانتقالي مؤداه أنه انتقال من لوم وتوبيخ إلى لون آخر فيه أشد تأنيبا؛ وأبعد استنكارا؛ وكلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61جعل الأرض ؛ أي: خلق الأرض؛ ومهدها تمهيدا؛ بحيث جعلها ذات قرار وإقامة؛ واستمكانا للأحياء؛ يمكنون فيها؛ ويتخذون مساكن؛ من البناء؛ أو الأخبية؛ وجعل من خلالها أنهارا؛ أي في أوساطها وأجزاء منها أنهارا؛ مياها عذبة تكون ذات مناظر بهيجة؛ وتلطف حرارتها؛ وترطبها؛ وتذهب بجفافها؛ وتكون منها المياه العذبة؛ منها إنبات الزرع وفلق الحب والنوى؛ والكلأ الذي يأكل منه الحيوان؛ وتتغذون به؛ وتكون منه إبلكم التي فيها جمال حين تريحون؛ وحين تسرحون.
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61وجعل لها رواسي ؛ أي: جبالا رواسي ثابتة تثبت الأرض؛ وهي لها كالأوتاد؛ وتنحتون فيها بيوتا؛ ويكون فيها مزارع وأشجار ونخيل؛ بل غابات تحمي الأنفس؛ كما نرى في جبال الجزائر وجبال الشامات؛ وفيها جبال جرد؛ وغرابيب سود؛ أي أن فيها متعة ومنعة؛ وقوة بأس.
وما في الأرض اجتماع المياه العذبة؛ والمياه التي فيها ملح أجاج؛ وتجاورهما من غير أن يختلط أحدهما بالآخر؛ بل يكون العذب الفرات بجوار الملح الأجاج؛ ومع تجاورهما لا يختلطان؛ كأن بينهما بقدرة الله القادر القهار حاجزا يحجز أحدهما ذا الثقل؛ وهو الملح؛ عن الآخر الخفيف؛ ولذا قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61وجعل بين البحرين حاجزا ؛ أي: جعل بين بحر العذب الفرات والبحر الأجاج؛ حاجزا ربانيا؛ لا يجعل أحدهما يختلط بالآخر؛ كما قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مرج البحرين يلتقيان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بينهما برزخ لا يبغيان
هل يستوي خالق هذا؛ ومبدع الأرض؛ ذلك الإبداع؛ مع أوثان لا تضر ولا تنفع؛ ولذا قال (تعالى) - نافيا عنها الألوهية -:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61أإله مع الله ؛ الاستفهام إنكاري؛ لإنكار الوقوع؛ والمعنى: لا إله مع الله؛ بل هم قوم لا يعلمون؛ و " بل " ؛ للإضراب الانتقالي؛ وهم لا يعلمون؛ أي: لا علم لهم؛ ويتجدد جهلهم بتجدد أفعالهم؛ ولذلك كان التعبير بالمضارع الدال على التصوير؛ وتجدد الفعل بتجدد أفعالهم وإنكارهم.
nindex.php?page=treesubj&link=28659_29705_31757_32410_32412_32415_32433_32438_34153_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ؛ " أَمْ " ؛ لِلْإِضْرَابِ الِانْتِقَالِيِّ؛ وَدَالَّةٌ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ الْمُتَضَمِّنِ مَعْنَى الْمُعَادَلَةِ وَالْمُوَازَنَةِ؛ بَيْنَ اللَّهِ (تَعَالَى)؛ خَالِقِ الْكَوْنِ وَمَا فِيهِ؛ وَمَنْ فِيهِ؛ وَأَوْثَانِهِمُ الَّتِي يَعْبُدُونَهَا.
[ ص: 5472 ] وَإِنَّ الْإِضْرَابَ الِانْتِقَالِيَّ مُؤَدَّاهُ أَنَّهُ انْتِقَالٌ مِنْ لَوْمٍ وَتَوْبِيخٍ إِلَى لَوْنٍ آخَرَ فِيهِ أَشَدَّ تَأْنِيبًا؛ وَأَبْعَدَ اسْتِنْكَارًا؛ وَكَلِمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61جَعَلَ الأَرْضَ ؛ أَيْ: خَلَقَ الْأَرْضَ؛ وَمَهَّدَهَا تَمْهِيدًا؛ بِحَيْثُ جَعَلَهَا ذَاتَ قَرَارٍ وَإِقَامَةٍ؛ وَاسْتِمْكَانًا لِلْأَحْيَاءِ؛ يُمَكَّنُونَ فِيهَا؛ وَيَتَّخِذُونَ مَسَاكِنَ؛ مِنَ الْبِنَاءِ؛ أَوِ الْأَخْبِيَةِ؛ وَجَعَلَ مِنْ خِلَالِهَا أَنْهَارًا؛ أَيْ فِي أَوْسَاطِهَا وَأَجْزَاءٍ مِنْهَا أَنْهَارًا؛ مِيَاهًا عَذْبَةً تَكُونُ ذَاتَ مَنَاظِرَ بَهِيجَةٍ؛ وَتُلَطِّفُ حَرَارَتَهَا؛ وَتُرَطِّبُهَا؛ وَتَذْهَبُ بِجَفَافِهَا؛ وَتَكُونُ مِنْهَا الْمِيَاهُ الْعَذْبَةُ؛ مِنْهَا إِنْبَاتُ الزَّرْعِ وَفَلْقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى؛ وَالْكَلَأُ الَّذِي يَأْكُلُ مِنْهُ الْحَيَوَانُ؛ وَتَتَغَذَّوْنَ بِهِ؛ وَتَكُونُ مِنْهُ إِبِلُكُمُ الَّتِي فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ؛ وَحِينَ تَسْرَحُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ؛ أَيْ: جِبَالًا رَوَاسِيَ ثَابِتَةً تُثَبِّتُ الْأَرْضَ؛ وَهِيَ لَهَا كَالْأَوْتَادِ؛ وَتَنْحِتُونَ فِيهَا بُيُوتًا؛ وَيَكُونُ فِيهَا مَزَارِعُ وَأَشْجَارٌ وَنَخِيلٌ؛ بَلْ غَابَاتٌ تَحْمِي الْأَنْفُسَ؛ كَمَا نَرَى فِي جِبَالِ الْجَزَائِرِ وَجِبَالِ الشَّامَاتِ؛ وَفِيهَا جِبَالٌ جُرْدٌ؛ وَغَرَابِيبُ سُودٌ؛ أَيْ أَنَّ فِيهَا مُتْعَةً وَمَنْعَةً؛ وَقُوَّةَ بَأْسٍ.
وَمَا فِي الْأَرْضِ اجْتِمَاعُ الْمِيَاهِ الْعَذْبَةِ؛ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فِيهَا مِلْحٌ أُجَاجٌ؛ وَتَجَاوُرُهُمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخْتَلِطَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ؛ بَلْ يَكُونُ الْعَذْبُ الْفُرَاتُ بِجِوَارِ الْمِلْحِ الْأُجَاجِ؛ وَمَعَ تَجَاوُرِهِمَا لَا يَخْتَلِطَانِ؛ كَأَنَّ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَةِ اللَّهِ الْقَادِرِ الْقَهَّارِ حَاجِزًا يَحْجِزُ أَحَدَهُمَا ذَا الثِّقْلِ؛ وَهُوَ الْمِلْحُ؛ عَنِ الْآخَرِ الْخَفِيفِ؛ وَلِذَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ؛ أَيْ: جَعَلَ بَيْنَ بَحْرِ الْعَذْبِ الْفُرَاتِ وَالْبَحْرِ الْأُجَاجِ؛ حَاجِزًا رَبَّانِيًّا؛ لَا يَجْعَلُ أَحَدَهُمَا يَخْتَلِطُ بِالْآخَرِ؛ كَمَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ
هَلْ يَسْتَوِي خَالِقُ هَذَا؛ وَمُبْدِعُ الْأَرْضِ؛ ذَلِكَ الْإِبْدَاعَ؛ مَعَ أَوْثَانٍ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ؛ وَلِذَا قَالَ (تَعَالَى) - نَافِيًا عَنْهَا الْأُلُوهِيَّةَ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=61أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ؛ اَلِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ؛ لِإِنْكَارِ الْوُقُوعِ؛ وَالْمَعْنَى: لَا إِلَهَ مَعَ اللَّهِ؛ بَلْ هُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ؛ وَ " بَلْ " ؛ لِلْإِضْرَابِ الِانْتِقَالِيِّ؛ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ؛ أَيْ: لَا عِلْمَ لَهُمْ؛ وَيَتَجَدَّدُ جَهْلُهُمْ بِتَجَدُّدِ أَفْعَالِهِمْ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ التَّعْبِيرُ بِالْمُضَارِعِ الدَّالِّ عَلَى التَّصْوِيرِ؛ وَتَجَدُّدِ الْفِعْلِ بِتَجَدُّدِ أَفْعَالِهِمْ وَإِنْكَارِهِمْ.