قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين اختلف أهل التأويل في معنى قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فقال
ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وقتادة والضحاك : كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ، ثم أحياهم ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها في الدنيا ، ثم أحياهم للبعث والقيامة ، فهاتان حياتان وموتتان ، وهو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أميتوا في الدنيا ثم أحياهم في القبور للمسألة ، ثم أميتوا ثم أحيوا
[ ص: 266 ] في الآخرة . وإنما صار إلى هذا ; لأن لفظ الميت لا ينطلق في العرف على النطفة . واستدل العلماء من هذا في
nindex.php?page=treesubj&link=32925إثبات سؤال القبر ، ولو كان الثواب والعقاب للروح دون الجسد فما معنى الإحياء والإماتة ؟ والروح عند من يقصر أحكام الآخرة على الأرواح لا تموت ولا تتغير ولا تفسد ، وهو حي لنفسه لا يتطرق إليه موت ولا غشية ولا فناء . وقال
ابن زيد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11ربنا أمتنا اثنتين . . . الآية قال : خلقهم في ظهر
آدم وأخرجهم وأحياهم وأخذ عليهم الميثاق ، ثم أماتهم ثم أحياهم في الدنيا ثم أماتهم . وقد مضى هذا في [ البقرة ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فاعترفنا بذنوبنا اعترفوا حيث لا ينفعهم الاعتراف ، وندموا حيث لا ينفعهم الندم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فهل إلى خروج من سبيل أي هل نرد إلى الدنيا لنعمل بطاعتك ، نظيره :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=44هل إلى مرد من سبيل وقوله : فارجعنا نعمل صالحا وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27يا ليتنا نرد الآية .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم ذلكم في موضع رفع أي : الأمر ذلكم أو ذلكم العذاب الذي أنتم فيه بكفركم . وفي الكلام متروك تقديره : فأجيبوا بأن لا سبيل إلى الرد . وذلك لأنكم إذا دعي الله أي : وحد الله وحده كفرتم وأنكرتم أن تكون الألوهية له خاصة ، وإن أشرك به مشرك صدقتموه وآمنتم بقوله . قال
الثعلبي : وسمعت بعض العلماء يقول : وإن يشرك به بعد الرد إلى الدنيا لو كان به تؤمنوا تصدقوا المشرك ، نظيره : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12فالحكم لله العلي الكبير عن أن تكون له صاحبة أو ولد .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ : كَانُوا أَمْوَاتًا فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ ، ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ثُمَّ أَمَاتَهُمُ الْمَوْتَةَ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا ، ثُمَّ أَحْيَاهُمْ لِلْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ ، فَهَاتَانِ حَيَاتَانِ وَمَوْتَتَانِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أُمِيتُوا فِي الدُّنْيَا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ فِي الْقُبُورِ لِلْمَسْأَلَةِ ، ثُمَّ أُمِيتُوا ثُمَّ أُحْيُوا
[ ص: 266 ] فِي الْآخِرَةِ . وَإِنَّمَا صَارَ إِلَى هَذَا ; لِأَنَّ لَفْظَ الْمَيِّتِ لَا يَنْطَلِقُ فِي الْعُرْفِ عَلَى النُّطْفَةِ . وَاسْتَدَلَّ الْعُلَمَاءُ مِنْ هَذَا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32925إِثْبَاتِ سُؤَالِ الْقَبْرِ ، وَلَوْ كَانَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ لِلرُّوحِ دُونَ الْجَسَدِ فَمَا مَعْنَى الْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ ؟ وَالرُّوحُ عِنْدَ مَنْ يَقْصُرُ أَحْكَامَ الْآخِرَةِ عَلَى الْأَرْوَاحِ لَا تَمُوتُ وَلَا تَتَغَيَّرُ وَلَا تَفْسُدُ ، وَهُوَ حَيٌّ لِنَفْسِهِ لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ مَوْتٌ وَلَا غَشْيَةٌ وَلَا فَنَاءٌ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ . . . الْآيَةَ قَالَ : خَلَقَهُمْ فِي ظَهْرِ
آدَمَ وَأَخْرَجَهُمْ وَأَحْيَاهُمْ وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، ثُمَّ أَمَاتَهُمْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ أَمَاتَهُمْ . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي [ الْبَقَرَةِ ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا اعْتَرَفُوا حَيْثُ لَا يَنْفَعُهُمُ الِاعْتِرَافُ ، وَنَدِمُوا حَيْثُ لَا يَنْفَعُهُمُ النَّدَمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=11فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ أَيْ هَلْ نُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا لِنَعْمَلَ بِطَاعَتِكَ ، نَظِيرُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=44هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ وَقَوْلُهُ : فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=27يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ الْآيَةَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ذَلِكُمْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ أَيِ : الْأَمْرُ ذَلِكُمْ أَوْ ذَلِكُمُ الْعَذَابُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ بِكُفْرِكُمْ . وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ تَقْدِيرُهُ : فَأُجِيبُوا بِأَنْ لَا سَبِيلَ إِلَى الرَّدِّ . وَذَلِكَ لِأَنَّكُمْ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ أَيْ : وُحِّدَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَأَنْكَرْتُمْ أَنْ تَكُونَ الْأُلُوهِيَّةُ لَهُ خَاصَّةً ، وَإِنْ أَشْرَكَ بِهِ مُشْرِكٌ صَدَّقْتُمُوهُ وَآمَنْتُمْ بِقَوْلِهِ . قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ : وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ بَعْدَ الرَّدِّ إِلَى الدُّنْيَا لَوْ كَانَ بِهِ تُؤْمِنُوا تُصَدِّقُوا الْمُشْرِكَ ، نَظِيرُهُ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=12فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ عَنْ أَنْ تَكُونَ لَهُ صَاحِبَةٌ أَوْ وَلَدٌ .