المسألة الثانية : تمسك بعضهم بهذه الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28809الملك أفضل من البشر ، فقال : إنه سبحانه ختم مراتب سعادات البشر بدخول الملائكة عليهم على سبيل التحية والإكرام والتعظيم ، فكانوا به أجل مرتبة من البشر ، ولو كانوا أقل مرتبة من البشر لما كان دخولهم عليهم لأجل السلام والتحية موجبا علو درجاتهم وشرف مراتبهم ، ألا ترى أن من عاد من سفره إلى بيته ، فإذا قيل في معرض كمال مرتبته : إنه يزوره الأمير والوزير والقاضي والمفتي ، فهذا يدل على أن درجة ذلك المزور أقل وأدنى من درجات الزائرين ، فكذلك هاهنا.
المسألة الثالثة : قال
الزجاج : هاهنا محذوف تقديره الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ويقولون سلام عليكم ، فأضمر القول هاهنا ؛ لأن في الكلام دليلا عليه ، وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ففيه وجهان :
أحدهما : أنه متعلق بالسلام ، والمعنى : أنه إنما حصلت لكم هذه السلامة بواسطة صبركم على الطاعات ، وترك المحرمات.
والثاني : أنه متعلق بمحذوف ، والتقدير : أن هذه الكرامات التي ترونها ، وهذه الخيرات التي تشاهدونها إنما حصلت بواسطة ذلك الصبر.
المسألة الثَّانِيَةُ : تَمَسَّكَ بَعْضُهُمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28809الْمَلَكَ أَفْضَلُ مِنَ الْبَشَرِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ سُبْحَانَهُ خَتَمَ مَرَاتِبَ سَعَادَاتِ الْبَشَرِ بِدُخُولِ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمْ عَلَى سَبِيلِ التَّحِيَّةِ وَالْإِكْرَامِ وَالتَّعْظِيمِ ، فَكَانُوا بِهِ أَجَلَّ مَرْتَبَةً مِنَ الْبَشَرِ ، وَلَوْ كَانُوا أَقَلَّ مَرْتَبَةً مِنَ الْبَشَرِ لَمَا كَانَ دُخُولُهُمْ عَلَيْهِمْ لِأَجْلِ السَّلَامِ وَالتَّحِيَّةِ مُوجِبًا عُلُوَّ دَرَجَاتِهِمْ وَشَرَفَ مَرَاتِبِهِمْ ، أَلَا تَرَى أَنَّ مَنْ عَادَ مِنْ سَفَرِهِ إِلَى بَيْتِهِ ، فَإِذَا قِيلَ فِي مَعْرِضِ كَمَالِ مَرْتَبَتِهِ : إِنَّهُ يَزُورُهُ الْأَمِيرُ وَالْوَزِيرُ وَالْقَاضِي وَالْمُفْتِي ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ دَرَجَةَ ذَلِكَ الْمَزُورِ أَقَلُّ وَأَدْنَى مِنْ دَرَجَاتِ الزَّائِرِينَ ، فَكَذَلِكَ هَاهُنَا.
المسألة الثَّالِثَةُ : قَالَ
الزَّجَّاجُ : هَاهُنَا مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ الْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ وَيَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، فَأُضْمِرَ الْقَوْلُ هَاهُنَا ؛ لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ دَلِيلًا عَلَيْهِ ، وَأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=24بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) فَفِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِالسَّلَامِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ إِنَّمَا حَصَلَتْ لَكُمْ هَذِهِ السَّلَامَةُ بِوَاسِطَةِ صَبْرِكُمْ عَلَى الطَّاعَاتِ ، وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ.
وَالثَّانِي : أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَنَّ هَذِهِ الْكَرَامَاتِ الَّتِي تَرَوْنَهَا ، وَهَذِهِ الْخَيْرَاتِ الَّتِي تُشَاهِدُونَهَا إِنَّمَا حَصَلَتْ بِوَاسِطَةِ ذَلِكَ الصَّبْرِ.