قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا .
nindex.php?page=treesubj&link=29019قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سيقول لك المخلفون من الأعراب قال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : يعني أعراب
غفار ومزينة وجهينة وأسلم وأشجع والديل ، وهم الأعراب الذين كانوا حول
المدينة ، تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد السفر إلى
مكة عام الفتح ، بعد أن كان استنفرهم ليخرجوا معه حذرا من
قريش ، وأحرم بعمرة وساق معه الهدي ، ليعلم الناس أنه لا يريد حربا فتثاقلوا عنه واعتلوا بالشغل ، فنزلت . وإنما قال : ( المخلفون ) لأن الله خلفهم عن صحبة نبيه . والمخلف المتروك . وقد مضى في ( التوبة )
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11شغلتنا أموالنا وأهلونا أي ليس لنا من يقوم بهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11فاستغفر لنا جاءوا يطلبون الاستغفار واعتقادهم بخلاف ظاهرهم ، ففضحهم الله تعالى بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وهذا هو النفاق المحض .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( ضرا ) بضم الضاد هنا فقط ، أي : أمرا يضركم . وقال
ابن عباس : الهزيمة . الباقون بالفتح ، وهو مصدر ضررته ضرا . وبالضم اسم لما ينال الإنسان من الهزال وسوء الحال . والمصدر يؤدي عن المرة وأكثر . واختاره
أبو عبيد وأبو حاتم ، قالا : لأنه قابله بالنفع وهو ضد الضر . وقيل : هما لغتان بمعنى ، كالفقر والفقر والضعف والضعف .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11أو أراد بكم نفعا أي نصرا وغنيمة . وهذا رد عليهم حين ظنوا أن التخلف عن الرسول يدفع عنهم الضر ويعجل لهم النفع .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا .
nindex.php?page=treesubj&link=29019قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ قَالَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي أَعْرَابَ
غِفَارٍ وَمُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ وَأَسْلَمَ وَأَشْجَعَ وَالدِّيلِ ، وَهُمُ الْأَعْرَابُ الَّذِينَ كَانُوا حَوْلَ
الْمَدِينَةِ ، تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أَرَادَ السَّفَرَ إِلَى
مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ ، بَعْدَ أَنْ كَانَ اسْتَنْفَرَهُمْ لِيَخْرُجُوا مَعَهُ حَذَرًا مِنْ
قُرَيْشٍ ، وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ ، لِيَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ حَرْبًا فَتَثَاقَلُوا عَنْهُ وَاعْتَلُّوا بِالشُّغْلِ ، فَنَزَلَتْ . وَإِنَّمَا قَالَ : ( الْمُخَلَّفُونَ ) لِأَنَّ اللَّهَ خَلَّفَهُمْ عَنْ صُحْبَةِ نَبِيِّهِ . وَالْمُخَلَّفُ الْمَتْرُوكُ . وَقَدْ مَضَى فِي ( التَّوْبَةِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا أَيْ لَيْسَ لَنَا مَنْ يَقُومُ بِهِمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11فَاسْتَغْفِرْ لَنَا جَاءُوا يَطْلُبُونَ الِاسْتِغْفَارَ وَاعْتِقَادُهُمْ بِخِلَافِ ظَاهِرِهِمْ ، فَفَضَحَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَهَذَا هُوَ النِّفَاقُ الْمَحْضُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( ضُرًّا ) بِضَمِّ الضَّادِ هُنَا فَقَطْ ، أَيْ : أَمْرًا يَضُرُّكُمْ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الْهَزِيمَةُ . الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ ، وَهُوَ مَصْدَرُ ضَرَرْتُهُ ضَرًّا . وَبِالضَّمِّ اسْمٌ لِمَا يَنَالُ الْإِنْسَانُ مِنَ الْهُزَالِ وَسُوءِ الْحَالِ . وَالْمَصْدَرُ يُؤَدِّي عَنِ الْمَرَّةِ وَأَكْثَرُ . وَاخْتَارَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ ، قَالَا : لِأَنَّهُ قَابَلَهُ بِالنَّفْعِ وَهُوَ ضِدُّ الضَّرِّ . وَقِيلَ : هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى ، كَالْفَقْرِ وَالْفُقْرِ وَالضَّعْفِ وَالضُّعْفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا أَيْ نَصْرًا وَغَنِيمَةً . وَهَذَا رَدٌّ عَلَيْهِمْ حِينَ ظَنُّوا أَنَّ التَّخَلُّفَ عَنِ الرَّسُولِ يَدْفَعُ عَنْهُمُ الضَّرَّ وَيُعَجِّلُ لَهُمُ النَّفْعَ .