قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون .
فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=29020قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة أي في الدين والحرمة لا في النسب ، ولهذا قيل : أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب . وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831213لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا . وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831214لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه لفظ
مسلم . وفي غير الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يعيبه ولا يخذله ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه ولا يؤذيه بقتار قدره إلا أن يغرف له غرفة ولا يشتري لبنيه الفاكهة فيخرجون بها إلى صبيان جاره ولا يطعمونهم منها . ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( احفظوا ولا يحفظ منكم إلا قليل ) .
[ ص: 293 ] الثانية : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10فأصلحوا بين أخويكم أي بين كل مسلمين تخاصما . وقيل : بين
الأوس والخزرج ، على ما تقدم . وقال
أبو علي : أراد بالأخوين الطائفتين ; لأن لفظ التثنية يرد والمراد به الكثرة ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بل يداه مبسوطتان وقال
أبو عبيدة : أي : أصلحوا بين كل أخوين ، فهو آت على الجميع . وقرأ
ابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=14301ونصر بن عاصم nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية والجحدري ويعقوب ( بين إخوتكم ) بالتاء على الجمع . وقرأ
الحسن ( إخوانكم ) الباقون : أخويكم بالياء على التثنية .
الثالثة : في هذه الآية والتي قبلها دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=9519البغي لا يزيل اسم الإيمان ; لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14057الحارث الأعور : سئل
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو القدوة عن قتال أهل البغي من أهل الجمل
وصفين : أمشركون هم ؟ قال : لا ، من الشرك فروا . فقيل : أمنافقون ؟ قال : لا ; لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . قيل له : فما حالهم ؟ قال إخواننا بغوا علينا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .
فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29020قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ أَيْ فِي الدِّينِ وَالْحُرْمَةِ لَا فِي النَّسَبِ ، وَلِهَذَا قِيلَ : أُخُوَّةُ الدِّينِ أَثْبَتُ مِنْ أُخُوَّةِ النَّسَبِ ، فَإِنَّ أُخُوَّةَ النَّسَبِ تَنْقَطِعُ بِمُخَالَفَةِ الدِّينِ ، وَأُخُوَّةَ الدِّينِ لَا تَنْقَطِعُ بِمُخَالَفَةِ النَّسَبِ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831213لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831214لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - بِحَسْبَ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضِهِ لَفْظُ
مُسْلِمٍ . وَفِي غَيْرِ الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَعِيبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَتَطَاوَلُ عَلَيْهِ فِي الْبُنْيَانِ فَيَسْتُرُ عَلَيْهِ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا يُؤْذِيهِ بِقُتَارِ قِدْرِهِ إِلَّا أَنْ يَغْرِفَ لَهُ غَرْفَةً وَلَا يَشْتَرِيَ لِبَنِيهِ الْفَاكِهَةَ فَيَخْرُجُونَ بِهَا إِلَى صِبْيَانِ جَارِهِ وَلَا يُطْعِمُونَهُمْ مِنْهَا . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( احْفَظُوا وَلَا يَحْفَظُ مِنْكُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) .
[ ص: 293 ] الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ أَيْ بَيْنَ كُلِّ مُسْلِمَيْنِ تَخَاصَمَا . وَقِيلَ : بَيْنَ
الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ : أَرَادَ بِالْأَخَوَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ ; لِأَنَّ لَفْظَ التَّثْنِيَةِ يَرِدُ وَالْمُرَادُ بِهِ الْكَثْرَةُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : أَيْ : أَصْلِحُوا بَيْنَ كُلِّ أَخَوَيْنِ ، فَهُوَ آتٍ عَلَى الْجَمِيعِ . وَقَرَأَ
ابْنُ سِيرِينَ nindex.php?page=showalam&ids=14301وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَالْجَحْدَرِيُّ وَيَعْقُوبُ ( بَيْنَ إِخْوَتِكُمْ ) بِالتَّاءِ عَلَى الْجَمْعِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ( إِخْوَانِكُمْ ) الْبَاقُونَ : أَخَوَيْكُمْ بِالْيَاءِ عَلَى التَّثْنِيَةِ .
الثَّالِثَةُ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَالَّتِي قَبْلَهَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=9519الْبَغْي لَا يُزِيلُ اسْمَ الْإِيمَانِ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّاهُمْ إِخْوَةً مُؤْمِنِينَ مَعَ كَوْنِهِمْ بَاغِينَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14057الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ : سُئِلَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ الْقُدْوَةُ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ مِنْ أَهْلِ الْجَمَلِ
وَصِفِّينَ : أَمُشْرِكُونَ هُمْ ؟ قَالَ : لَا ، مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا . فَقِيلَ : أَمُنَافِقُونَ ؟ قَالَ : لَا ; لِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا . قِيلَ لَهُ : فَمَا حَالُهُمْ ؟ قَالَ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا .