الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ؛ هذا جواب تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون ؛ لأن معناه معنى الأمر؛ المعنى: "آمنوا بالله ورسوله؛ وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم؛ وأنفسكم؛ يغفر لكم ذنوبكم"؛ أي: إن فعلتم ذلك يغفر لكم؛ والدليل على ذلك قراءة عبد الله بن مسعود: "آمنوا بالله ورسوله"؛ وقد غلط بعض النحويين فقال: هذا جواب "هل"؛ وهذا غلط بين؛ ليس إذا دلهم النبي على ما ينفعهم غفر الله لهم؛ إنما يغفر الله لهم إذا آمنوا وجاهدوا؛ فإنما هو جواب "تؤمنون بالله ورسوله؛ وتجاهدون؛ يغفر لكم"؛ فأما جواب الاستفهام المجزوم فكقولك: "هل جئتني بشيء أعطك مثله"؛ المعنى: "لو كنت جئتني أعطيتك"؛ و"إن جئتني أعطيتك"؛ وكذلك "أين بيتك أزرك". وقوله: في جنات عدن ؛ أي: في جنات إقامة وخلود؛ يقال: "عدن بالمكان"؛ إذا أقام به.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية