الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [16] أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون .

                                                                                                                                                                                                                                      أولئك أي: الموصوفون بالتوبة والاستقامة: الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا أي: من الصالحات فنجازيهم عليها: ونتجاوز عن سيئاتهم أي: فلا نعاقبهم عليها لتوبتهم: في أصحاب الجنة أي: معدودين في زمرتهم ثوابا ومقاما.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشهاب : والظاهر أنه من قبيل: وكانوا فيه من الزاهدين ليدل على المبالغة بعلو منزلتهم فيها؛ إذ قولك: (فلان من العلماء). أبلغ من قولك: (عالم). ولم يبينوه ههنا، ومن لم يتنبه لهذا قال (في) بمعنى (مع). انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5349 ] وعد الصدق الذي كانوا يوعدون أي: وعدهم تعالى هذا الوعد، وعد الحق في الدنيا، وهو موفيه لهم في الآخرة، كما قال: وما ألتناهم من عملهم من شيء

                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين تعالى نعت من عصى ما وصى به من الإحسان لوالديه، من كل ولد عاق كافر، وما له في مآله، بقوله سبحانه:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية