الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                      تنزيل الكتاب على الأول خبر بعد خبر على أنه مصدر أطلق على المفعول مبالغة، وعلى الثاني خبر لمبتدأ محذوف، أي: المؤلف من جنس ما ذكر تنزيل الكتاب، وقيل: خبر "الم" أي: المسمى به تنزيل الكتاب، وقد مر مرارا أن ما يجعل عنوانا للموضوع حقه أن يكون قبل ذلك معلوم الانتساب إليه، وإذ لا عهد بالتسمية قبل فحقها الإخبار بها، وقوله تعالى: لا ريب فيه خبر ثالث على الوجه الأول، وثان على الأخيرين. وقيل: خبر ل «تنزيل الكتاب» فقوله تعالى: من رب العالمين متعلق بمضمر هو حال من الضمير المجرور، أي: كائنا منه تعالى لا ب «تنزيل»; لأن المصدر لا يعمل فيما بعد الخبر. والأوجه حينئذ أنه الخبر، و "لا ريب فيه" حال من الكتاب أو اعتراض، والضمير في "فيه" راجع إلى مضمون الجملة، كأنه قيل: لا ريب في ذلك، أي: في كونه منزلا من رب العالمين، ويؤيده قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية