قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين
قوله تعالى : ومريم ابنة عمران أي واذكر
مريم . وقيل : هو معطوف على امرأة فرعون . والمعنى : وضرب الله مثلا
لمريم ابنة عمران وصبرها على أذى
اليهود .
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12التي أحصنت فرجها أي عن الفواحش . وقال المفسرون : إنه أراد بالفرج هنا الجيب لأنه قال :
[ ص: 188 ] nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12فنفخنا فيه من روحنا ،
وجبريل عليه السلام إنما نفخ في جيبها ولم ينفخ في فرجها . وهي في قراءة
أبي " فنفخنا في جيبها من روحنا " . وكل خرق في الثوب يسمى جيبا ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6وما لها من فروج . ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها . ومعنى فنفخنا أرسلنا
جبريل فنفخ في جيبها من روحنا أي روحا من أرواحنا وهي روح
عيسى . وقد مضى في آخر سورة " النساء " بيانه مستوفى والحمد لله .
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وصدقت بكلمات ربها قراءة العامة وصدقت بالتشديد . وقرأ
حميد والأموي " وصدقت " بالتخفيف . " بكلمات ربها " : قول
جبريل لها :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19إنما أنا رسول ربك الآية . وقال
مقاتل : يعني بالكلمات
عيسى وأنه نبي
وعيسى كلمة الله . وقد تقدم .
وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية " بكلمة ربها وكتابه " وقرأ
أبو عمرو وحفص عن
عاصم : " وكتبه " جمعا . وعن
أبي رجاء " وكتبه " مخفف التاء . والباقون " بكتابه " على التوحيد . والكتاب يراد به الجنس ; فيكون في معنى كل كتاب أنزل الله تعالى .
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وكانت من القانتين أي من المطيعين . وقيل : من المصلين بين المغرب والعشاء . وإنما لم يقل من القانتات ; لأنه أراد وكانت من القوم القانتين . ويجوز أن يرجع هذا إلى أهل بيتها ; فإنهم كانوا مطيعين لله . وعن
معاذ بن جبل رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=865287أن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=showalam&ids=10640لخديجة وهي تجود بنفسها : " أتكرهين ما قد نزل بك ولقد جعل الله في الكره خيرا ، فإذا قدمت على ضراتك فأقرئيهن مني السلام : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكليمة - أو قال : حكيمة - بنت عمران أخت موسى بن عمران " . فقالت : بالرفاء والبنين يا رسول الله . وروى
قتادة عن
أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831456 " حسبك من نساء العالمين أربع مريم ابنة عمران nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة بنت خويلد nindex.php?page=showalam&ids=129وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون بنت مزاحم " . وقد مضى في ( آل عمران ) الكلام في هذا مستوفى ، والحمد لله
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ أَيْ وَاذْكُرْ
مَرْيَمَ . وَقِيلَ : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ . وَالْمَعْنَى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا
لِمَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ وَصَبْرِهَا عَلَى أَذَى
الْيَهُودِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا أَيْ عَنِ الْفَوَاحِشِ . وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّهُ أَرَادَ بِالْفَرْجِ هُنَا الْجَيْبَ لِأَنَّهُ قَالَ :
[ ص: 188 ] nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ،
وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا نَفَخَ فِي جَيْبِهَا وَلَمْ يَنْفُخْ فِي فَرْجِهَا . وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ
أُبَيٍّ " فَنَفَخْنَا فِي جَيْبِهَا مِنْ رُوحِنَا " . وَكُلُّ خَرْقٍ فِي الثَّوْبِ يُسَمَّى جَيْبًا ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=6وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا وَنَفَخَ الرُّوحَ فِي جَيْبِهَا . وَمَعْنَى فَنَفَخْنَا أَرْسَلْنَا
جِبْرِيلَ فَنَفَخَ فِي جَيْبِهَا مِنْ رُوحِنَا أَيْ رُوحًا مِنْ أَرْوَاحِنَا وَهِيَ رُوحُ
عِيسَى . وَقَدْ مَضَى فِي آخِرِ سُورَةِ " النِّسَاءِ " بَيَانُهُ مُسْتَوْفًى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ وَصَدَّقَتْ بِالتَّشْدِيدِ . وَقَرَأَ
حُمَيْدٌ وَالْأُمَوِيُّ " وَصَدَقَتْ " بِالتَّخْفِيفِ . " بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا " : قَوْلُ
جِبْرِيلَ لَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ الْآيَةَ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي بِالْكَلِمَاتِ
عِيسَى وَأَنَّهُ نَبِيٌّ
وَعِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ " بِكَلِمَةِ رَبِّهَا وَكِتَابِهِ " وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ : " وَكُتُبِهِ " جَمْعًا . وَعَنْ
أَبِي رَجَاءٍ " وَكُتُبِهِ " مُخَفَّفُ التَّاءِ . وَالْبَاقُونَ " بِكِتَابِهِ " عَلَى التَّوْحِيدِ . وَالْكِتَابُ يُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ ; فَيَكُونُ فِي مَعْنَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ أَيْ مِنَ الْمُطِيعِينَ . وَقِيلَ : مِنَ الْمُصَلِّينَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ . وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ مِنَ الْقَانِتَاتِ ; لِأَنَّهُ أَرَادَ وَكَانَتْ مِنَ الْقَوْمِ الْقَانِتِينَ . وَيَجُوزُ أَنْ يُرْجِعَ هَذَا إِلَى أَهْلِ بَيْتِهَا ; فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُطِيعِينَ لِلَّهِ . وَعَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=865287أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=10640لِخَدِيجَةَ وَهِيَ تَجُودُ بِنَفْسِهَا : " أَتَكْرَهِينَ مَا قَدْ نَزَلَ بِكِ وَلَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي الْكُرْهِ خَيْرًا ، فَإِذَا قَدِمْتِ عَلَى ضَرَّاتِكِ فَأَقْرِئِيهِنَّ مِنِّي السَّلَامَ : مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ بِنْتِ مُزَاحِمٍ وَكَلِيمَةَ - أَوْ قَالَ : حَكِيمَةَ - بِنْتِ عِمْرَانَ أُخْتِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ " . فَقَالَتْ : بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . وَرَوَى
قَتَادَةُ عَنْ
أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831456 " حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ nindex.php?page=showalam&ids=10640وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=129وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ بِنْتُ مُزَاحِمٍ " . وَقَدْ مَضَى فِي ( آلِ عِمْرَانَ ) الْكَلَامُ فِي هَذَا مُسْتَوْفًى ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ