الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
116 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحق بن إبراهيم جميعا عن nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان قال nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15688حجاج الصواف عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=657175أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة قال حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ما لي أراك مغطيا يديك قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=31104_33175_33481_30526_30538_19770اللهم وليديه فاغفر
فيه حديث جابر - رضي الله عنه - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504382أن الطفيل بن عمرو الدوسي هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل في منامه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له : ما صنع بك ربك ؟ فقال : غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال مالي أراك مغطيا يديك ؟ قال : قيل لي : لن نصلح منك ما أفسدت . فقصها الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم وليديه فاغفر ) .
[ ص: 299 ] قوله : ( فاجتووا المدينة ) هو بضم الواو الثانية ضمير جمع وهو ضمير يعود على الطفيل والرجل المذكور ومن يتعلق بهما ، ومعناه : كرهوا المقام بها لضجر ، ونوع من سقم . قال أبو عبيد والجوهري وغيرهما : اجتويت البلد إذا كرهت المقام به ، وإن كنت في نعمة . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وأصله من الجوى وهو داء يصيب الجوف .
وقوله : ( فأخذ مشاقص ) هي بفتح الميم وبالشين المعجمة وبالقاف والصاد المهملة وهي جمع مشقص بكسر الميم وفتح القاف . قال الخليل ، وابن فارس ، وغيرهما : هو سهم فيه نصل عريض . وقال آخرون : سهم طويل ليس بالعريض . وقال الجوهري : المشقص ما طال وعرض ، وهذا هو الظاهر هنا لقوله قطع بها براجمه ، ولا يحصل ذلك إلا بالعريض .
وأما ( البراجم ) بفتح الباء الموحدة وبالجيم فهي مفاصل الأصابع واحدتها ( برجمة ) .
قوله : ( فشخبت يداه ) هو بفتح الشين والخاء المعجمتين أي سال دمهما ، وقيل : سال بقوة .
وقوله : ( هل لك في حصن حصين ومنعة ) هي بفتح الميم وبفتح النون وإسكانها لغتان ذكرهما ابن السكيت والجوهري ، وغيرهما . الفتح أفصح ، وهي العز والامتناع ممن يريده ، وقيل المنعة جمع مانع كظالم وظلمة أي جماعة يمنعونك ممن يقصدك بمكروه .
أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من nindex.php?page=treesubj&link=28652قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر ، ولا يقطع له بالنار ، بل هو في حكم المشيئة . وقد تقدم بيان القاعدة وتقريرها . وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها nindex.php?page=treesubj&link=28652_28851تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار ، وفيه إثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصي فإن هذا عوقب في يديه ففيه nindex.php?page=treesubj&link=28851_28835رد على المرجئة القائلين بأن المعاصي لا تضر . والله أعلم .