[ ص: 273 ] سورة نوح
مكية ، وهي ثمان وعشرون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم
قد مضى القول في " الأعراف " أن
نوحا عليه السلام أول رسول أرسل . ورواه
قتادة عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31828 " أول رسول أرسل نوح وأرسل إلى جميع أهل الأرض " . فلذلك لما كفروا أغرق الله أهل الأرض جميعا . وهو
نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهلايل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم عليه السلام . قال
وهب : كلهم مؤمنون . أرسل إلى قومه وهو ابن خمسين سنة . وقال
ابن عباس : ابن أربعين سنة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد : بعث وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة . وقد مضى في سورة " العنكبوت " القول فيه . والحمد لله .
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1أن أنذر قومك أي بأن أنذر قومك ; فموضع أن نصب بإسقاط الخافض . وقيل : موضعها جر لقوة خدمتها مع " أن " . ويجوز " أن " بمعنى المفسرة فلا يكون لها موضع من الإعراب ; لأن في الإرسال معنى الأمر ، فلا حاجة إلى إضمار الباء . وقراءة
عبد الله " أنذر قومك " بغير " أن " بمعنى قلنا له أنذر قومك . وقد تقدم معنى الإنذار في أول " البقرة " .
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال
ابن عباس : يعني عذاب النار في الآخرة .
[ ص: 274 ] وقال
الكلبي : هو ما نزل عليهم من الطوفان . وقيل : أي أنذرهم العذاب الأليم على الجملة إن لم يؤمنوا . فكان يدعو قومه وينذرهم فلا يرى منهم مجيبا ; وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه فيقول ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . وقد مضى هذا مستوفى في سورة " العنكبوت " والحمد لله .
[ ص: 273 ] سُورَةُ نُوحٍ
مَكِّيَّةٌ ، وَهِيَ ثَمَانٍ وَعِشْرُونَ آيَةً .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي " الْأَعْرَافِ " أَنَّ
نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوَّلُ رَسُولٍ أُرْسِلَ . وَرَوَاهُ
قَتَادَةُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31828 " أَوَّلُ رَسُولٍ أُرْسِلَ نُوحٌ وَأُرْسِلَ إِلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ " . فَلِذَلِكَ لَمَّا كَفَرُوا أَغْرَقَ اللَّهُ أَهْلَ الْأَرْضِ جَمِيعًا . وَهُوَ
نُوحُ بْنُ لَامَكَ بْنِ مَتُّوشَلَخَ بْنِ أَخْنُوخَ وَهُوَ إِدْرِيسُ بْنُ يَرْدِ بْنِ مَهْلَايِلَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَالَ
وَهْبٌ : كُلُّهُمْ مُؤْمِنُونَ . أُرْسِلَ إِلَى قَوْمِهِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16439عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ : بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً . وَقَدْ مَضَى فِي سُورَةِ " الْعَنْكَبُوتِ " الْقَوْلُ فِيهِ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ أَيْ بِأَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ ; فَمَوْضِعُ أَنْ نَصْبٌ بِإِسْقَاطِ الْخَافِضِ . وَقِيلَ : مَوْضِعُهَا جَرٌّ لِقُوَّةِ خِدْمَتِهَا مَعَ " أَنْ " . وَيَجُوزُ " أَنْ " بِمَعْنَى الْمُفَسِّرَةِ فَلَا يَكُونُ لَهَا مَوْضِعٌ مِنَ الْإِعْرَابِ ; لِأَنَّ فِي الْإِرْسَالِ مَعْنَى الْأَمْرِ ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى إِضْمَارِ الْبَاءِ . وَقِرَاءَةُ
عَبْدِ اللَّهِ " أَنْذِرْ قَوْمَكَ " بِغَيْرِ " أَنْ " بِمَعْنَى قُلْنَا لَهُ أَنْذِرْ قَوْمَكَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الْإِنْذَارِ فِي أَوَّلِ " الْبَقَرَةِ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=1مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي عَذَابَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ .
[ ص: 274 ] وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : هُوَ مَا نَزَلَ عَلَيْهِمْ مِنَ الطُّوفَانِ . وَقِيلَ : أَيْ أَنْذِرْهُمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ عَلَى الْجُمْلَةِ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا . فَكَانَ يَدْعُو قَوْمَهُ وَيُنْذِرُهُمْ فَلَا يَرَى مِنْهُمْ مُجِيبًا ; وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ فَيَقُولُ ( رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) . وَقَدْ مَضَى هَذَا مُسْتَوْفًى فِي سُورَةِ " الْعَنْكَبُوتِ " وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .