nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28979_32271_30786ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم
هذا حكم آخر من أحكام الجهاد .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67ما كان لنبي ما صح له وما استقام ، قرأ
أبو عمرو وسهيل ويعقوب ويزيد والمفضل " أن تكون " بالفوقية وقرأ الباقون بالتحتية ، وقرأ أيضا
يزيد والمفضل " أسارى " وقرأ الباقون " أسرى " والأسرى جمع أسير ، مثل قتلى وقتيل ، وجرحى وجريح .
ويقال في جمع أسير أيضا أسارى بضم الهمزة وفتحها ، وهو مأخوذ من الأسر ، وهو القد ، لأنهم كانوا يشدون به الأسير ، فسمي كل أخيذ وإن لم يشد بالقد أسيرا ، قال
الأعشى :
وقيدني الشعر في بيته كما قيدت الأسرات الحمارا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء : الأسرى هم غير الموثقين عندما يؤخذون ، والأسارى هم الموثقون رقا .
والإثخان : كثرة القتل والمبالغة فيه ، تقول العرب : أثخن فلان في هذا الأمر : أي بالغ فيه .
فالمعنى : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يبالغ في قتل الكافرين ويستكثر من ذلك ، وقيل : معنى الإثخان : التمكن ، وقيل : هو القوة .
أخبر الله - سبحانه - أن قتل المشركين يوم بدر كان أولى من أسرهم وفدائهم ، ثم لما كثر المسلمون رخص الله في ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإما منا بعد وإما فداء ( محمد : 4 ) كما يأتي في سورة القتال إن شاء الله .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67تريدون عرض الحياة الدنيا أي نفعها ومتاعها بما قبضتم من الفداء ، وسمي عرضا لأنه سريع الزوال كما تزول الأعراض التي هي مقابل الجواهر
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67والله يريد الآخرة أي يريد لكم الدار الآخرة بما يحصل لكم من الثواب في الإثخان بالقتل .
وقرئ " يريد الآخرة " بالجر على تقدير مضاف وهو المذكور قبله : أي والله يريد عرض الآخرة والله عزيز لا يغالب حكيم في كل أفعاله .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم .
اختلف المفسرون في هذا الكتاب الذي سبق ما هو ؟ على أقوال : الأول : ما سبق في علم الله من أنه سيحل لهذه الأمة الغنائم بعد أن كانت محرمة على سائر الأمم ، والثاني : أنه مغفرة الله
لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر كما في الحديث الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020305إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .
القول الثالث : هو أنه لا يعذبهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم كما قال - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ( الأنفال : 33 ) .
القول الرابع : أنه لا يعذب أحدا بذنب فعله جاهلا لكونه ذنبا .
القول الخامس : أنه ما قضاه الله من محو الصغائر باجتناب الكبائر .
القول السادس : أنه لا يعذب أحدا إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهي ولم يتقدم نهي عن ذلك .
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري إلى أن هذه المعاني كلها داخلة تحت اللفظ وأنه يعمها . لمسكم أي لحل بكم
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68فيما أخذتم أي لأجل ما أخذتم من الفداء
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68عذاب عظيم .
والفاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فكلوا مما غنمتم لترتيب ما بعدها على سبب محذوف ، أي قد أبحت لكم الغنائم فكلوا مما غنمتم ويجوز أن تكون عاطفة على مقدر محذوف ، أي اتركوا الفداء فكلوا مما غنمتم من غيره ، وقيل : إن ما عبارة عن الفداء ، أي كلوا من الفداء الذي غنمتم فإنه من جملة الغنائم التي أحلها الله لكم و حلالا طيبا منتصبان على الحال أو صفة المصدر المحذوف ، أي أكلا حلالا طيبا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69واتقوا الله فيما يستقبل فلا تقدموا على شيء لم يأذن الله لكم به
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69إن الله غفور لما فرط منكم رحيم بكم ؛ فلذلك رخص لكم في أخذ الفداء في مستقبل الزمان .
وقد أخرج
أحمد ، عن
أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020306nindex.php?page=treesubj&link=30786استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس في الأسارى يوم بدر فقال : إن الله قد أمكنكم منهم ، فقام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم ، وإنما هم إخوانكم بالأمس ، فقام عمر فقال : يا رسول الله اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عاد فقال مثل ذلك فقام nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق فقال : يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم ، وأن تقبل منهم الفداء ، فعفا عنهم وقبل منهم الفداء ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وحسنه ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
والحاكم وصححه ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020307لما كان يوم بدر جيء بالأسارى وفيهم العباس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله قومك وأهلك فاستبقهم لعل الله أن يتوب عليهم ، وقال عمر : يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك ، قدمهم فاضرب أعناقهم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة : يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأضرمه عليهم نارا ، فقال العباس وهو يسمع : قطعت رحمك فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم ولم يرد عليهم شيئا ، فقال أناس : يأخذ بقول أبي بكر ، وقال أناس : يأخذ بقول عمر ، وقال قوم : يأخذ بقول nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن ، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة ، مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم - عليه السلام - قال : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ( إبراهيم : 36 ) [ ص: 551 ] ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى - عليه السلام - قال : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( المائدة : 118 ) ، ومثلك يا عمر مثل نوح - عليه السلام - إذ قال : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ( نوح : 26 ) ، ومثلك يا عمر مثل موسى - عليه السلام - إذ قال : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ( يونس : 88 ) أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق ، فقال عبد الله : يا رسول الله إلا nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع علي الحجارة من السماء من ذلك اليوم ، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إلا nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67ما كان لنبي أن يكون له أسرى الآية .
وأخرج
الحاكم وصححه
وابن مردويه ،
والبيهقي في سننه عن
علي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020308قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأسارى يوم بدر : إن شئتم قتلتموهم ، وإن شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء ، واستشهد منكم بعدتهم ، فكان آخر السبعين nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس استشهد باليمامة .
وأخرج
عبد الرزاق ، في مصنفه
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ، عن
عبيدة نحوه .
وأخرج
الحاكم وصححه
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020309لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس فيمن أسره ، أسره رجل من الأنصار وقد وعدته الأنصار أن يقتلوه ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني لم أنم الليلة من أجل عمي العباس ، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه ، فقال له عمر : فآتيهم ؟ قال : نعم ، فأتى عمر الأنصار فقال : أرسلوا العباس ، فقالوا : لا والله لا نرسل ، فقال لهم عمر : فإن كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضا ؟ ، قالوا : فإن كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضا فخذه ، فأخذه عمر ، فلما صار في يده قال له : يا عباس أسلم ، فوالله إن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب ، وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه إسلامك ، قال : فاستشار رسول الله أبا بكر فقال أبو بكر : عشيرتك فأرسلهم ، فاستشار عمر فقال : اقتلهم ، ففاداهم رسول الله ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67ما كان لنبي أن يكون له أسرى الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67حتى يثخن في الأرض يقول حتى يظهروا على الأرض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
مجاهد قال : الإثخان هو القتل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ، عن
مجاهد أيضا في الآية قال : ثم نزلت الرخصة بعد ، إن شئت فمن ، وإن شئت ففاد .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
قتادة ،
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67تريدون عرض الدنيا قال : أراد أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر الفداء ففادوهم بأربعة آلاف أربعة آلاف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن عكرمة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67تريدون عرض الدنيا قال : الخراج .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لولا كتاب من الله سبق قال : سبق لهم المغفرة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : ما سبق لأهل بدر من السعادة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،
وابن مردويه ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : سبقت لهم من الله الرحمة قبل أن يعملوا بالمعصية .
وأخرج
أبو حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد قال : سبق أن لا يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67nindex.php?page=treesubj&link=28979_32271_30786مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
هَذَا حُكْمٌ آخَرُ مِنْ أَحْكَامِ الْجِهَادِ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67مَا كَانَ لِنَبِيٍّ مَا صَحَّ لَهُ وَمَا اسْتَقَامَ ، قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَسُهَيْلٌ وَيَعْقُوبُ وَيَزِيدُ وَالْمُفَضَّلُ " أَنْ تَكُونَ " بِالْفَوْقِيَّةِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَقَرَأَ أَيْضًا
يَزِيدُ وَالْمُفَضَّلُ " أُسَارَى " وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " أَسْرَى " وَالْأَسْرَى جَمْعُ أَسِيرٍ ، مِثْلَ قَتْلَى وَقَتِيلٍ ، وَجَرْحَى وَجَرِيحٍ .
وَيُقَالُ فِي جَمْعِ أَسِيرٍ أَيْضًا أُسَارَى بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِهَا ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْأَسْرِ ، وَهُوَ الْقَدُّ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَشُدُّونَ بِهِ الْأَسِيرَ ، فَسُمِّيَ كُلُّ أَخِيذٍ وَإِنْ لَمْ يُشَدَّ بِالْقَدِّ أَسِيرًا ، قَالَ
الْأَعْشَى :
وَقَيَّدَنِي الشِّعْرُ فِي بَيْتِهِ كَمَا قَيَّدَتِ الْأَسَرَاتُ الْحِمَارَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : الْأَسْرَى هُمْ غَيْرُ الْمُوَثَّقِينَ عِنْدَمَا يُؤْخَذُونَ ، وَالْأُسَارَى هُمُ الْمُوَثَّقُونَ رِقًّا .
وَالْإِثْخَانُ : كَثْرَةُ الْقَتْلِ وَالْمُبَالَغَةُ فِيهِ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : أَثْخَنَ فُلَانٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ : أَيْ بَالَغَ فِيهِ .
فَالْمَعْنَى : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُبَالِغَ فِي قَتْلِ الْكَافِرِينَ وَيَسْتَكْثِرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَقِيلَ : مَعْنَى الْإِثْخَانِ : التَّمَكُّنُ ، وَقِيلَ : هُوَ الْقُوَّةُ .
أَخْبَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - أَنَّ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ كَانَ أَوْلَى مِنْ أَسْرِهِمْ وَفِدَائِهِمْ ، ثُمَّ لَمَّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ رَخَّصَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً ( مُحَمَّدٍ : 4 ) كَمَا يَأْتِي فِي سُورَةِ الْقِتَالِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67تُرِيدُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أَيْ نَفْعَهَا وَمَتَاعَهَا بِمَا قَبَضْتُمْ مِنَ الْفِدَاءِ ، وَسُمِّيَ عَرَضًا لِأَنَّهُ سَرِيعُ الزَّوَالِ كَمَا تَزُولُ الْأَعْرَاضُ الَّتِي هِيَ مُقَابِلُ الْجَوَاهِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ أَيْ يُرِيدُ لَكُمُ الدَّارَ الْآخِرَةَ بِمَا يَحْصُلُ لَكُمْ مِنَ الثَّوَابِ فِي الْإِثْخَانِ بِالْقَتْلِ .
وَقُرِئَ " يُرِيدُ الْآخِرَةِ " بِالْجَرِّ عَلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ وَهُوَ الْمَذْكُورُ قَبْلَهُ : أَيْ وَاللَّهُ يُرِيدُ عَرَضَ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ لَا يُغَالَبُ حَكِيمٌ فِي كُلِّ أَفْعَالِهِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي سَبَقَ مَا هُوَ ؟ عَلَى أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ : مَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَنَّهُ سَيُحِلُّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ الْغَنَائِمَ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مُحَرَّمَةً عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ، وَالثَّانِي : أَنَّهُ مَغْفِرَةُ اللَّهِ
لِأَهْلِ بَدْرٍ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَمَا تَأَخَّرَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020305إِنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ .
الْقَوْلُ الثَّالِثُ : هُوَ أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُهُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ كَمَا قَالَ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ( الْأَنْفَالِ : 33 ) .
الْقَوْلُ الرَّابِعُ : أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا بِذَنْبٍ فَعَلَهُ جَاهِلًا لِكَوْنِهِ ذَنْبًا .
الْقَوْلُ الْخَامِسُ : أَنَّهُ مَا قَضَاهُ اللَّهُ مِنْ مَحْوِ الصَّغَائِرِ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ .
الْقَوْلُ السَّادِسُ : أَنَّهُ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا إِلَّا بَعْدَ تَأْكِيدِ الْحُجَّةِ وَتَقْدِيمِ النَّهْيِ وَلَمْ يَتَقَدَّمْ نَهْيٌ عَنْ ذَلِكَ .
وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْمَعَانِيَ كُلَّهَا دَاخِلَةٌ تَحْتَ اللَّفْظِ وَأَنَّهُ يَعُمُّهَا . لَمَسَّكُمْ أَيْ لَحَلَّ بِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68فِيمَا أَخَذْتُمْ أَيْ لِأَجْلِ مَا أَخَذْتُمْ مِنَ الْفِدَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68عَذَابٌ عَظِيمٌ .
وَالْفَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى سَبَبٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ قَدْ أَبَحْتُ لَكُمُ الْغَنَائِمَ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ عَاطِفَةً عَلَى مُقَدَّرٍ مَحْذُوفٍ ، أَيِ اتْرُكُوا الْفِدَاءَ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ مِنْ غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ مَا عِبَارَةٌ عَنِ الْفِدَاءِ ، أَيْ كُلُوا مِنَ الْفِدَاءِ الَّذِي غَنِمْتُمْ فَإِنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنَائِمِ الَّتِي أَحَلَّهَا اللَّهُ لَكُمْ وَ حَلَالًا طَيِّبًا مُنْتَصِبَانِ عَلَى الْحَالِ أَوْ صِفَةِ الْمَصْدَرِ الْمَحْذُوفِ ، أَيْ أَكْلًا حَلَالًا طَيِّبًا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69وَاتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ فَلَا تُقْدِمُوا عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لَكُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=69إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لِمَا فَرَطَ مِنْكُمْ رَحِيمٌ بِكُمْ ؛ فَلِذَلِكَ رَخَّصَ لَكُمْ فِي أَخْذِ الْفِدَاءِ فِي مُسْتَقْبَلِ الزَّمَانِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَحْمَدُ ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020306nindex.php?page=treesubj&link=30786اسْتَشَارَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّاسَ فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمْكَنَكُمْ مِنْهُمْ ، فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِ اللَّهَ قَدْ أَمْكَنَكُمْ مِنْهُمْ ، وَإِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُكُمْ بِالْأَمْسِ ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ عَادَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَامَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُمْ ، وَأَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ ، فَعَفَا عَنْهُمْ وَقَبِلَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020307لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جِيءَ بِالْأُسَارَى وَفِيهِمُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ فَاسْتَبْقِهُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ وَقَاتَلُوكَ ، قَدِّمْهُمْ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ ، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ انْظُرْ وَادِيًا كَثِيرَ الْحَطَبِ فَأَضْرِمْهُ عَلَيْهِمْ نَارًا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ وَهُوَ يَسْمَعُ : قَطَعْتَ رَحِمَكَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا ، فَقَالَ أُنَاسٌ : يَأْخُذُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ ، وَقَالَ أُنَاسٌ : يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ ، وَقَالَ قَوْمٌ : يَأْخُذُ بِقَوْلِ nindex.php?page=showalam&ids=82عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَيُلَيِّنُ قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ حَتَّى تَكُونَ أَلْيَنَ مِنَ اللَّبَنِ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُشَدِّدُ قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ حَتَّى تَكُونَ أَشَدَّ مِنَ الْحِجَارَةِ ، مَثَلُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَثَلُ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( إِبْرَاهِيمَ : 36 ) [ ص: 551 ] وَمَثَلُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَثَلُ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( الْمَائِدَةِ : 118 ) ، وَمَثَلُكَ يَا عُمَرُ مَثَلُ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِذْ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ( نُوحٍ : 26 ) ، وَمَثَلُكَ يَا عُمَرُ مَثَلُ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - إِذْ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ( يُونُسَ : 88 ) أَنْتُمْ عَالَةٌ فَلَا يَنْفَلِتَنَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا بِفِدَاءٍ أَوْ ضَرْبِ عُنُقٍ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=355سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَمَا رَأَيْتُنِي فِي يَوْمٍ أَخْوَفَ مِنْ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الْحِجَارَةُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=355سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020308قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ : إِنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَادَيْتُمْ وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِالْفِدَاءِ ، وَاسْتَشْهَدَ مِنْكُمْ بِعِدَّتِهِمْ ، فَكَانَ آخِرُ السَبْعِينَ nindex.php?page=showalam&ids=215ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ اسْتَشْهَدَ بِالْيَمَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، فِي مُصَنَّفِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ
عُبَيْدَةَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020309لَمَّا أُسِرَ الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ أُسِرَ الْعَبَّاسُ فِيمَنْ أَسَرَهُ ، أَسَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَدْ وَعَدَتْهُ الْأَنْصَارُ أَنْ يَقْتُلُوهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنِّي لَمْ أَنَمِ اللَّيْلَةَ مِنْ أَجْلِ عَمِّي الْعَبَّاسِ ، وَقَدْ زَعَمَتِ الْأَنْصَارُ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَآتِيهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَتَى عُمَرُ الْأَنْصَارَ فَقَالَ : أَرْسِلُوا الْعَبَّاسَ ، فَقَالُوا : لَا وَاللَّهِ لَا نُرْسِلُ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : فَإِنْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِضًا ؟ ، قَالُوا : فَإِنْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِضًا فَخُذْهُ ، فَأَخَذَهُ عُمَرُ ، فَلَمَّا صَارَ فِي يَدِهِ قَالَ لَهُ : يَا عَبَّاسُ أَسْلِمْ ، فَوَاللَّهِ إِنْ تُسْلِمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُسْلِمَ الْخَطَّابُ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ إِسْلَامُكَ ، قَالَ : فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : عَشِيرَتُكَ فَأَرْسِلْهُمْ ، فَاسْتَشَارَ عُمَرَ فَقَالَ : اقْتُلْهُمْ ، فَفَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ يَقُولُ حَتَّى يَظْهَرُوا عَلَى الْأَرْضِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : الْإِثْخَانُ هُوَ الْقَتْلُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : ثُمَّ نَزَلَتِ الرُّخْصَةُ بَعْدُ ، إِنْ شِئْتَ فَمُنَّ ، وَإِنْ شِئْتَ فَفَادِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا قَالَ : أَرَادَ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَدْرٍ الْفِدَاءَ فَفَادُوهُمْ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ أَرْبَعَةِ آلَافٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا قَالَ : الْخَرَاجُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=68لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ قَالَ : سَبَّقَ لَهُمُ الْمَغْفِرَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : مَا سَبَقَ لِأَهْلِ بَدْرٍ مِنَ السَّعَادَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَةُ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِالْمَعْصِيَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : سَبَقَ أَنْ لَا يُعَذِّبُ أَحَدًا حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُ وَيَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ .