وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30340_33679_29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض ... إلخ استئناف مسوق من جهته تعالى لتحقيق مضمون الجواب الذي أمر صلى الله عليه وسلم أن يخاطبهم به ويلزمهم الحجة، والهمزة للإنكار والنفي والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي أليس الذي أنشاها أول مرة وليس الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا وليس الذي خلق السماوات والأرض مع كبر جرمهما وعظم شأنهما
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بقادر على أن يخلق مثلهم في الصغر والحقارة بالنسبة إليهما على أن المراد بمثلهم هم وأمثالهم أو على أن المراد به هم أنفسهم بطريق الكناية كما في مثلك يفعل كذا، وقال بعضهم: مثلهم في أصول الذات وصفاتها وهو المعاد، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - تفصيل الكلام في هذا المقام، وزعم جماعة من المفسرين عود ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81مثلهم للسماوات والأرض لشمولهما لمن فيهما من العقلاء؛ فلذا كان ضمير العقلاء تغليبا والمقصود بالكلام دفع توهم قدم العالم المقتضي لعدم إمكان إعادته، وهو تكلف ومخالف للظاهر، والمشركون لا يقولون بقدم العالم فيما يظهر. وتعقب أيضا بأن قدم العالم لو فرض مع قدم النوع الإنساني وعدم تناهي أفراده في جانب المبدأ لا يأبى الحشر الجسماني؛ إذ هو بالنسبة إلى المكلفين وهم متناهون. وزعم أن ما ثبت قدمه استحال عدمه غير تام كما قرر في محله فلا تغفل! وقرأ
الجحدري وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وسلام nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب في رواية "يقدر" بفتح الياء وسكون القاف فعلا مضارعا.
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بلى جواب من جهته تعالى وتصريح بما أفاده الاستفهام الإنكاري من تقرير ما بعد النفي من القدرة على الخلق وإيذان بتعيينه للجواب نطقوا به أو تلعثموا فيه مخافة الالتزام، وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81وهو الخلاق العليم عطف على ما يفيده الإيجاب أي بلى هو سبحانه قادر على ذلك وهو - جل وعلا - المبالغ في الخلق والعلم كيفا وكما.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن والجحدري
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=16871ومالك بن دينار "الخالق" بزنة الفاعل
وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30340_33679_29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ... إِلَخِ اسْتِئْنَافٌ مَسُوقٌ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى لِتَحْقِيقِ مَضْمُونِ الْجَوَابِ الَّذِي أَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخَاطِبَهُمْ بِهِ وَيُلْزِمَهُمُ الْحُجَّةَ، وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ وَالنَّفْيِ وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ يَقْتَضِيهِ الْمَقَامُ أَيْ أَلَيْسَ الَّذِي أَنْشَاهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلَيْسَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا وَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مَعَ كِبَرِ جِرْمِهِمَا وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ فِي الصِّغَرِ وَالْحَقَارَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمَا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِمَثَلِهِمْ هُمْ وَأَمْثَالُهُمْ أَوْ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ هُمْ أَنْفُسُهُمْ بِطَرِيقِ الْكِنَايَةِ كَمَا فِي مِثْلُكَ يَفْعَلُ كَذَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مِثْلُهُمْ فِي أُصُولِ الذَّاتِ وَصِفَاتِهَا وَهُوَ الْمَعَادُ، وَسَيَأْتِي - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - تَفْصِيلُ الْكَلَامِ فِي هَذَا الْمَقَامِ، وَزَعَمَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ عَوْدَ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81مِثْلَهُمْ لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لِشُمُولِهِمَا لِمَنْ فِيهِمَا مِنَ الْعُقَلَاءِ؛ فَلِذَا كَانَ ضَمِيرُ الْعُقَلَاءِ تَغْلِيبًا وَالْمَقْصُودُ بِالْكَلَامِ دَفْعُ تَوَهُّمِ قِدَمِ الْعَالَمِ الْمُقْتَضِي لِعَدَمِ إِمْكَانِ إِعَادَتِهِ، وَهُوَ تُكَلِّفٌ وَمُخَالِفٌ لِلظَّاهِرِ، وَالْمُشْرِكُونَ لَا يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ فِيمَا يَظْهَرُ. وَتُعُقِّبَ أَيْضًا بِأَنَّ قِدَمَ الْعَالَمِ لَوْ فُرِضَ مَعَ قِدَمِ النَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّ وَعَدَمِ تَنَاهِي أَفْرَادِهِ فِي جَانِبِ الْمَبْدَأِ لَا يَأْبَى الْحَشْرَ الْجُسْمَانِيَّ؛ إِذْ هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُكَلَّفِينَ وَهُمْ مُتَنَاهُونَ. وَزَعْمُ أَنَّ مَا ثَبَتَ قِدَمُهُ اسْتَحَالَ عَدَمُهُ غَيْرُ تَامٍّ كَمَا قُرِّرَ فِي مَحَلِّهِ فَلَا تَغْفُلْ! وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَسَلَامٌ nindex.php?page=showalam&ids=17379وَيَعْقُوبُ فِي رِوَايَةٍ "يَقْدِرُ" بِفَتْحِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْقَافِ فِعْلًا مُضَارِعًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81بَلَى جَوَابٌ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى وَتَصْرِيحٌ بِمَا أَفَادَهُ الِاسْتِفْهَامُ الْإِنْكَارِيُّ مِنْ تَقْرِيرِ مَا بَعْدَ النَّفْيِ مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَى الْخَلْقِ وَإِيذَانٌ بِتَعْيِينِهِ لِلْجَوَابِ نَطَقُوا بِهِ أَوْ تَلَعْثَمُوا فِيهِ مَخَافَةَ الِالْتِزَامِ، وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ عَطْفٌ عَلَى مَا يُفِيدُهُ الْإِيجَابُ أَيْ بَلَى هُوَ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ - جَلَّ وَعَلَا - الْمُبَالِغُ فِي الْخَلْقِ وَالْعِلْمِ كَيْفًا وَكَمًّا.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ وَالْجَحْدَرِيُّ
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=16871وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ "الْخَالِقُ" بِزِنَةِ الْفَاعِلِ