الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [16] فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون

                                                                                                                                                                                                                                      فاتقوا الله ما استطعتم أي: جهدكم ووسعكم، أي: ابذلوا فيها استطاعتكم، واسمعوا وأطيعوا أي: افهموا هذه الأوامر واعملوا بها وأنفقوا أي: أموالكم التي ابتلاكم الله بها في مراضيه خيرا لأنفسكم أي: وائتوا خيرا لأنفسكم، أي: اقصدوا في الأموال والأولاد ما هو خير لكم. ف: " خيرا " مفعول بمقدر، وهذا قول سيبويه ، كقوله تعالى: انتهوا خيرا لكم وقيل: تقديره: يكن الإنفاق خيرا، فهو خبر (يكن) مضمرا، وهو قول أبي عبيد . وقيل: مفعول ل: " أنفقوا " وهو رأي ابن جرير . قال: أي: وأنفقوا مالا من أموالكم لأنفسكم تستنقذوها من عذاب الله، والخير في هذا الموضع المال ومن يوق شح نفسه أي: بالعصمة منه فأولئك هم المفلحون أي: المنجحون الذين أدركوا طلباتهم عند ربهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5827 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية