الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          الفصل السادس والعشرون :

          في تفسير غريب هذا الحديث ، ومشكله

          قوله : المشذب ، أي البائن الطول في نحافة ، وهو مثل قوله في الحديث الآخر : ليس بالطويل الممغط .

          والشعر الرجل : الذي كأنه مشط فتكسر قليلا ، ليس ببسط ، ولا جعد .

          والعقيقة : شعر الرأس ، أراد إن انفرقت من ذات نفسها فرقها ، وإلا تركها معقوصة . ويروى : عقيصته .

          وأزهر اللون : نيره ، وقيل : أزهر : حسن . ومنه زهرة الحياة الدنيا ، أي زينتها . وهذا كما قال في الحديث الآخر : ليس بالأبيض الأمهق ، ولا بالآدم .

          والأمهق : هو الناصع البياض . والآدم : الأسمر اللون . ومثله في الحديث الآخر : أبيض مشرب ، أي فيه حمرة .

          والحاجب الأزج : المقوس الطويل الوافر الشعر .

          والأقنى : السائل الأنف ، المرتفع ، وسطه .

          والأشم : الطويل قصبة الأنف .

          والقرن : اتصال شعر الحاجبين . وضده البلج . ووقع في حديث أم معبد وصفه بالقرن . والأدعج : الشديد سواد الحدقة .

          وفي الحديث الآخر : أشكل العين ، وأسجر العين ، وهو الذي في بياضها حمرة .

          والضليع : الواسع .

          والشنب : رونق الأسنان وماؤها . وقيل : رقتها ، وتحزين فيها ، كما يوجد في أسنان الشباب . والفلج : فرق بين الثنايا .

          ودقيق المسربة : خيط الشعر الذي بين الصدر ، والسرة .

          بادن : ذو لحم متماسك ، معتدل الخلق ، يمسك بعضه بعضا ، مثل قوله في الحديث الآخر : لم يكن بالمطهم ، ولا بالمكلثم ، أي ليس بمسترخي اللحم .

          والمكلثم : القصير الذقن .

          وسواء البطن والصدر : أي مستويهما .

          مشيح الصدر ، إن صحت هذه اللفظة فتكون من الإقبال ، وهو أحد معاني [ أشاح ] ، أي أنه كان بادي الصدر ، ولم يكن في صدره قعس ، وهو تطامن فيه ، وبه يتضح قوله قبل : [ ص: 212 ] سواء البطن والصدر ، أي ليس بمتقاعس الصدر ، ولا مفاض البطن .

          ولعل اللفظ : مسيح بالسين ، وفتح الميم ، بمعنى عريض ، كما وقع في الرواية الأخرى . وحكاه ابن دريد .

          والكراديس : رءوس العظام ، وهو مثل قوله في الحديث الآخر : جليل المشاش ، والكتد .

          والمشاش : رءوس المناكب . والكتد : مجتمع الكتفين .

          وشثن الكفين ، والقدمين : لحيمهما . والزندان : عظما الذراعين . وسائل الأطراف : أي طويل الأصابع .

          وذكر ابن الأنباري أنه روي سائل الأطراف ، وقال : سائن بالنون ، قال : وهما بمعنى ، تبدل اللام من النون ، إن صحت الرواية بها . وأما على الرواية الأخرى : وسائر الأطراف فإشارة إلى فخامة جوارحه ، كما وقعت مفصلة في الحديث .

          ورحب الراحة ، أي واسعها ، وقيل : كنى به عن سعة العطاء ، والجود . وخمصان الأخمصين : أي متجافي أخمص القدم ، وهو الموضع الذي لا تناله الأرض من وسط القدم .

          مسيح القدمين : أي أملسهما ، ولهذا قال : ينبو عنهما الماء .

          وفي حديث أبي هريرة خلاف هذا ، قال فيه : إذا وطئ بقدمه ، وطئ بكلها ، ليس له أخمص .

          وهذا يوافق معنى قوله : مسيح القدمين ، وبه قالوا : سمي المسيح ابن مريم أي لم يكن له أخمص .

          وقيل مسيح : لا لحم عليهما . وهذا أيضا يخالف قوله : شثن القدمين .

          والتقلع : هو رفع الرجل بقوة .

          والتكفؤ : الميل إلى سنن الممشى وقصده .

          والهون : الرفق ، والوقار .

          والذريع : الواسع الخطو ، أي إن مشيه كان يرفع فيه رجليه بسرعة ، ويمد خطوه ، خلاف مشية المختال ، ويقصد سمته ، وكل ذلك برفق ، وتثبت دون عجلة ، كما قال : كأنما ينحط من صبب .

          وقوله : يفتتح الكلام ، ويختمه بأشداقه : أي لسعة فمه . والعرب تتمادح بهذا ، وتذم بصغر الفم .

          وأشاح : مال وانقبض ، وحب الغمام : البرد .

          وقوله : فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، أي جعل من جزء نفسه ما يوصل الخاصة إليه فتوصل عنه للعامة .

          وقيل : يجعل منه للخاصة ، ثم يبدلها في جزء آخر بالعامة .

          ويدخلون روادا ، أي محتاجين إليه ، وطالبين لما عنده .

          ولا يتفرقون إلا عن ذواق : قيل : عن علم يتعلمونه ، ويشبه أن يكون على ظاهره أي في الغالب والأكثر .

          والعتاد : العدة ، والشيء الحاضر المعد . والموازرة : المعاونة . وقوله : لا يوطن الأماكن ، أي لا يتخذ لمصلاه موضعا معلوما . وقد ورد نهيه عن هذا مفسرا في غير هذا الحديث .

          وصابره : أي حبس نفسه على ما يريد صاحبه .

          ولا تؤبن فيه الحرم : أي لا يذكرن فيه بسوء .

          ولا تثنى فلتاته : أي لا يتحدث بها ، أي لم تكن فيه فلتة ، وإن كانت من أحد سترت .

          ويرفدون : يعينون .

          والسخاب : الكثير الصياح .

          وقوله : ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ . قيل مقتصد في ثنائه ، ومدحه .

          وقيل : إلا من مسلم .

          وقيل : إلا من مكافئ على يد سبقت من النبي - صلى الله عليه وسلم - له .

          ويستفره : يستحقه . وفي حديث آخر في وصفه - صلى الله عليه وسلم - : منهوس العقب ، أي قليل لحمها . وأهدب الأشفار : أي طويل شعرها .

          [ ص: 213 ] [ ص: 214 ] [ ص: 215 ]

          التالي السابق


          الخدمات العلمية