nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=28981_33952_31920_31913ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=86ونجنا برحمتك من القوم الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75ثم بعثنا من بعدهم معطوف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=74ثم بعثنا من بعده رسلا [ يونس : 74 ] والضمير في ( من بعدهم ) ، راجع إلى الرسل المتقدم ذكرهم ، وخص
موسى وهارون بالذكر مع دخولهما تحت الرسل لمزيد شرفهما وخطر شأن ما جرى بينهما وبين
فرعون ، والمراد بالملأ : الأشراف ، والمراد بالآيات : المعجزات ، وهي التسع المذكورة في الكتاب العزيز فاستكبروا عن قبولها ولم يتواضعوا لها ويذعنوا لما اشتملت عليه من المعجزات الموجبة لتصديق ما جاء بها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75وكانوا قوما مجرمين أي كانوا ذوي إجرام عظام وآثام كبيرة ، فبسبب ذلك اجترءوا على ردها ، لأن الذنوب تحول بين صاحبها وبين إدراك الحق وإبصار الصواب ، قيل : وهذه الجملة معترضة مقررة لمضمون ما قبلها .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين أي فلما جاء
فرعون وملأه الحق من عند الله وهو المعجزات لم يؤمنوا بها بل حملوها على السحر مكابرة منهم .
فرد عليهم
موسى قائلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا قيل : في الكلام حذف ، والتقدير : أتقولون للحق سحر فلا تقولوا ذلك ، ثم استأنف إنكارا آخر من جهة نفسه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أسحر هذا فحذف قولهم الأول اكتفاء بالثاني ، والملجئ إلى هذا أنهم لم يستفهموه عن السحر حتى يحكي ما قالوه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أسحر هذا بل هم قاطعون بأنه سحر ، لأنهم قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إن هذا لسحر مبين فحينئذ لا يكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أسحر هذا من قولهم ، وقال
الأخفش : هو من قولهم . وفيه نظر لما قدمنا ، وقيل : معنى أتقولون أتعيبون الحق وتطعنون فيه وكان عليكم أن
[ ص: 637 ] تذعنوا له ، ثم قال : أسحر هذا ؟ ! منكرا لما قالوه ، وقيل : إن مفعول أتقولون محذوف ، وهو ما دل عليه قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إن هذا لسحر والتقدير : أتقولون ما تقولون ، يعني قولهم إن هذا لسحر مبين ثم قيل : أسحر هذا ، وعلى هذا التقدير والتقدير الأول فتكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أسحر هذا مستأنفة من جهة
موسى عليه السلام ، والاستفهام للتقريع والتوبيخ بعد الجملة الأولى المستأنفة الواقعة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : ماذا قال لهم
موسى لما قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إن هذا لسحر مبين فقيل : قال
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أتقولون للحق لما جاءكم ، على طريقة الاستفهام الإنكاري ، والمعنى : أتقولون للحق لما جاءكم إن هذا لسحر مبين ، وهو أبعد شيء من السحر .
ثم أنكر عليهم وقرعهم ووبخهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أسحر هذا فجاء
موسى عليه السلام بإنكار بعد إنكار ، وتوبيخ بعد توبيخ ، وتجهيل بعد تجهيل ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77ولا يفلح الساحرون في محل نصب على الحال : أي أتقولون للحق إنه سحر ، والحال أنه لا يفلح الساحرون فلا يظفرون بمطلوب ولا يفوزون بخير ولا ينجون من مكروه ، فكيف يقع في هذا من هو مرسل من عند الله ، وقد أيده بالمعجزات والبراهين الواضحة ؟ وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل : فماذا قالوا بعد أن قال لهم
موسى ما قال ؟ وفي هذا ما يدل على أنهم انقطعوا عن الدليل وعجزوا عن إبراز الحجة ، ولم يجحدوا ما يجيبون به عما أورده عليهم ، بل لجئوا إلى ما يلجأ إليه أهل الجهل والبلادة ، وهو الاحتجاج بما كان عليهم آباؤهم من الكفر ، وضموا إلى ذلك ما هو غرضهم وغاية مطلبهم وسبب مكابرتهم للحق ، وجحودهم للآيات البينة ، وهو الرياسة الدنيوية التي خافوا عليها وظنوا أنها ستذهب عنهم إن آمنوا ، وكم بقي على الباطل وهو يعلم أنه باطل بهذه الذريعة من طوائف هذا العالم في سابق الدهر ولاحقه ، فمنهم من حبسه ذلك عن الخروج من الكفر ، ومنهم من حبسه عن الخروج إلى السنة من البدعة ، وإلى الرواية الصحيحة من الرأي البحت ، يقال لفته لفتا : إذا صرفه عن الشيء ولواه عنه ، ومنه قال الشاعر :
تلفت نحو الحي حتى وجدتني وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا
أي تريد أن تصرفنا عن الشيء الذي وجدنا عليه آباءنا ، وهو عبادة الأصنام ، والمراد بالكبرياء الملك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سمي الملك كبرياء ; لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا ، وقيل : سمي بذلك لأن الملك يتكبر .
والحاصل أنهم عللوا عدم قبولهم دعوة
موسى بأمرين : التمسك بالتقليد للآباء ، والحرص على الرياسة الدنيوية ، لأنهم إذا أجابوا النبي وصدقوه صارت مقاليد أمر أمته إليه ولم يبق للملك رئاسة تامة ، لأن التدبير للناس بالدين يرفع تدبير الملوك لهم بالسياسات والعادات ، ثم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وما نحن لكما بمؤمنين تصريحا منهم بالتكذيب وقطعا للطمع في إيمانهم ، وقد أفرد الخطاب
لموسى في قولهم : أجئتنا لتلفتنا ، ثم جمعوا بينه وبين
هارون في الخطاب في قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين ووجه ذلك أنهم أسندوا المجيء والصرف عن طريق آبائهم إلى
موسى ، لكونه المقصود بالرسالة ، المبلغ عن الله ما شرعه لهم ، وجمعوا بينهما في الضميرين الآخرين ، لأن الكبرياء شامل لهما في زعمهم ، ولكون ترك الإيمان
بموسى يستلزم ترك الإيمان
بهارون ، وقد مرت القصة في الأعراف .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم قال : هكذا لما رأى اليد البيضاء والعصا ، لأنه اعتقد أنهما من السحر ، فأمر قومه بأن يأتوه بكل ساحر عليم ، هكذا قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وابن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش " سحار " .
وقرأ الباقون ساحر وقد تقدم الكلام على هذا في الأعراف .
والسحار صيغة مبالغة : أي كثير السحر كثير العلم بعمله وأنواعه .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فلما جاء السحرة في الكلام حذف ، والتقدير هكذا : وقال
فرعون ائتوني بكل سحار عليم فأتوا بهم إليه ، فلما جاء السحرة ، فتكون الفاء للعطف على المقدر المحذوف .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون أي قال لهم هذه المقالة بعد أن قالوا له : إما أن تلقي ، وإما أن نكون نحن الملقين : أي اطرحوا على الأرض ما معكم من حبالكم وعصيكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فلما ألقوا ما ألقوه من ذلك قال لهم موسى ما جئتم به السحر أي الذي جئتم به السحر على أن ما موصولة مبتدأ والخبر السحر ، والمعنى أنه سحر ، لا أنه آية من آيات الله .
وأجاز
الفراء نصب السحر بـ ( جئتم ) ، وتكون ( ما ) شرطية ، والشرط ( جئتم ) ، والجزاء ( إن الله سيبطله ) على تقدير الفاء : أي فإن الله سيبطله ، وقيل : إن السحر منتصب على المصدر : أي ما جئتم به سحرا ، ثم دخلت الألف واللام فلا يحتاج على هذا إلى حذف الفاء ، واختاره
النحاس .
وقال : حذف الفاء في المجازاة لا يجيزه كثير من النحويين إلا في ضرورة الشعر .
وقرأ
أبو عمرو وأبو جعفر " آلسحر " على أن الهمزة للاستفهام ، والتقدير : أهو السحر فتكون ما على هذه القراءة استفهامية .
وقرأ
أبي " ما أتيتم به سحر إن الله سيبطله " أي سيمحقه فيصير باطلا بما يظهره على يدي من الآيات المعجزة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81إن الله لا يصلح عمل المفسدين أي عمل هذا الجنس ، فيشمل كل من يصدق عليه أنه مفسد ويدخل فيه السحر والسحرة دخولا أوليا .
والواو في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82ويحق الله الحق للعطف على سيبطله : أي يبينه ويوضحه بكلماته التي أنزلها في كتبه على أنبيائه لاشتمالها على الحجج والبراهين
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82ولو كره المجرمون من
آل فرعون أو المجرمون على العموم ويدخل تحتهم
آل فرعون دخولا أوليا ، والإجرام الآثام .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه الضمير يرجع إلى
موسى أي : من
قوم موسى ، وهم طائفة من ذراري
بني إسرائيل ، وقيل : المراد طائفة من ذراري
فرعون فيكون الضمير عائدا على
فرعون ، قيل : ومنهم مؤمن
آل فرعون وامرأته وماشطة ابنته وامرأة خازنه ، وقيل : هم قوم آباؤهم
[ ص: 638 ] من القبط وأمهاتهم من
بني إسرائيل ، روي هذا عن
الفراء على خوف من فرعون وملئهم الضمير
لفرعون ، وجمع لأنه لما كان جبارا جمعوا ضميره تعظيما له ، وقيل : إن
قوم فرعون سموا
بفرعون مثل
ثمود ، فرجع الضمير إليهم بهذا الاعتبار ، وقيل : إنه عائد على مضاف محذوف ، والتقدير : على خوف من
آل فرعون ، وروي هذا عن
الفراء .
ومنع ذلك
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، فلا يجوز عندهما قامت هند وأنت تريد غلامها .
وروي عن
الأخفش أن الضمير يعود على الذرية ، وقواه
النحاس أن يفتنهم أي يصرفهم عن دينهم بالعذاب الذي كان ينزله بهم ، وهو بدل اشتمال .
ويجوز أن يكون في موضع نصب بالمصدر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وإن فرعون لعال في الأرض أي عات متكبر متغلب على أرض
مصر nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وإنه لمن المسرفين المجاوزين للحد في الكفر وما يفعله من القتل والصلب وتنويع العقوبات .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين قيل : إن هذا من باب التكرير للشرط ، فشرط في التوكل على الله الإيمان به والإسلام أي : الاستسلام لقضائه وقدره ، وقيل : إن هذا ليس من تعليق الحكم بشرطين بل المعلق بالإيمان هو وجوب التوكل ، والمشروط بالإسلام وجوده ، والمعنى : أن يسلموا أنفسهم لله أي : يجعلوها له سالمة خالصة لا حظ للشيطان فيها لأن التوكل لا يكون مع التخليط .
قال في الكشاف : ونظيره في الكلام : إن ضربك زيد فاضربه إن كانت لك به قوة .
فقالوا أي
قوم موسى مجيبين له
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85على الله توكلنا ثم دعوا الله مخلصين فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85ربنا لا تجعلنا فتنة أي موضع فتنة للقوم الظالمين والمعنى : لا تسلطهم علينا فيعذبونا حتى يفتنونا عن ديننا ، ولا تجعلنا فتنة لهم يفتنون بنا غيرنا فيقولون لهم : لو كان هؤلاء على حق لما سلطنا عليهم وعذبناهم ، وعلى المعنى الأول تكون الفتنة بمعنى المفتون .
ولما قدموا التضرع إلى الله سبحانه في أن يصون دينهم عن الفساد أتبعوه بسؤال عصمة أنفسهم فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=86ونجنا برحمتك من القوم الكافرين وفي هذا دليل على أنه كان لهم اهتمام بأمر الدين فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا ( أن ) هي المفسرة لأن في الإيحاء معنى أن تبوآ أي : اتخذا لقومكما
بمصر بيوتا ، يقال : بوأت زيدا مكانا وبوأت لزيد مكانا ، والمبوأ : المنزل الملزوم ، ومنه بوأه الله منزلا أي : ألزمه إياه وأسكنه فيه ، ومنه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020450من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومنه قول الراجز :
نحن بنو عدنان ليس شك تبوأ المجد بنا والملك
قيل :
ومصر في هذه الآية هي
الإسكندرية ، وقيل : هي
مصر المعروفة لا
الإسكندرية nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87واجعلوا بيوتكم قبلة أي متوجهة إلى جهة القبلة ، قيل : والمراد بالبيوت هنا المساجد ، وإليه ذهب جماعة من السلف ، وقيل : المراد بالبيوت التي يسكنون فيها ، أمروا بأن يجعلوها منا قبلة ، والمراد بالقبلة على القول الأول هي جهة
بيت المقدس ، وهو قبلة
اليهود إلى اليوم ، وقيل : جهة
الكعبة ، وأنها كانت قبلة
موسى ومن معه ، وقيل : المراد أنهم يجعلون بيوتهم مستقبلة للقبلة ليصلوا فيها سرا لئلا يصيبهم من الكفار معرة بسبب الصلاة ، ومما يؤيد هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وأقيموا الصلاة أي التي أمركم بإقامتها فإنه يفيد أن القبلة هي قبلة الصلاة ، إما في المساجد أو في البيوت لا جعل البيوت متقابلة ، وإنما جعل الخطاب في أول الكلام مع
موسى وهارون ، ثم جعله لهما ولقومهما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ثم أفرد
موسى بالخطاب بعد ذلك ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وبشر المؤمنين لأن اختيار المكان مفوض إلى الأنبياء ، ثم جعل عاما في استقبال القبلة وإقامة الصلاة ، لأن ذلك واجب على الجميع لا يختص بالأنبياء ، ثم جعل خاصا
بموسى لأنه الأصل في الرسالة
وهارون تابع له ، فكان ذلك تعظيما للبشارة وللمبشر بها ، وقيل : إن الخطاب في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وبشر المؤمنين لنبينا
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - على طريقة الالتفات والاعتراض ، والأول أولى .
وقد أخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78لتلفتنا قال : لتلوينا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، قال : لتصدنا عن آلهتنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وتكون لكما الكبرياء في الأرض قال : العظمة والملك والسلطان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فما آمن لموسى إلا ذرية قال : الذرية القليل .
وأخرج هؤلاء عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83ذرية من قومه قال : من
بني إسرائيل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد قال : هم أولاد الذين أرسل إليهم
موسى من طول الزمان ومات آباؤهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : كانت الذرية التي آمنت
لموسى من أناس غير
بني إسرائيل من
قوم فرعون ، منهم امرأة
فرعون ومؤمن
آل فرعون وخازن
فرعون وامرأة خازنه .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=17211ونعيم بن حماد في الفتن
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين قال : لا تسلطهم علينا فيفتنونا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عنه قال في تفسير الآية : لا تعذبنا بأيدي
قوم فرعون ، ولا بعذاب من عندك ، فيقول
قوم فرعون : لو كانوا على الحق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم فيفتنون بنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
وأبو الشيخ ، عن
أبي قلابة في الآية قال : سأل ربه أن لا يظهر علينا عدونا ، فيحسبون أنهم أولى بالعدل فيفتنون بذلك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
أبي مجلز نحوه .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وأوحينا إلى موسى وأخيه الآية ، قال ذلك حين منعهم
فرعون الصلاة ، فأمروا أن يجعلوا مساجدهم
[ ص: 639 ] في بيوتهم وأن يوجهوها نحو القبلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87أن تبوآ لقومكما بمصر قال :
مصر الإسكندرية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في الآية قال : كانوا لا يصلون إلا في البيع حتى خافوا من
آل فرعون ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في الآية قال : أمروا أن يتخذوا في بيوتهم مساجد .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
أبي سنان قال : القبلة :
الكعبة ، وذكر أن
آدم فمن بعده كانوا يصلون قبل
الكعبة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87واجعلوا بيوتكم قبلة قال : يقابل بعضها بعضا .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=28981_33952_31920_31913ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=86وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=74ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا [ يُونُسَ : 74 ] وَالضَّمِيرُ فِي ( مِنْ بَعْدِهِمْ ) ، رَاجِعٌ إِلَى الرُّسُلِ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُمْ ، وَخَصَّ
مُوسَى وَهَارُونَ بِالذِّكْرِ مَعَ دُخُولِهِمَا تَحْتَ الرُّسُلِ لِمَزِيدٍ شَرَفِهِمَا وَخَطَرِ شَأْنِ مَا جَرَى بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ
فِرْعَوْنَ ، وَالْمُرَادُ بِالْمَلَأِ : الْأَشْرَافُ ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ : الْمُعْجِزَاتُ ، وَهِيَ التِّسْعُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ فَاسْتَكْبَرُوا عَنْ قَبُولِهَا وَلَمْ يَتَوَاضَعُوا لَهَا وَيُذْعِنُوا لِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْمُوجِبَةِ لِتَصْدِيقِ مَا جَاءَ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=75وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ أَيْ كَانُوا ذَوِي إِجْرَامٍ عِظَامٍ وَآثَامٍ كَبِيرَةٍ ، فَبِسَبَبٍ ذَلِكَ اجْتَرَءُوا عَلَى رَدِّهَا ، لِأَنَّ الذُّنُوبَ تَحُولُ بَيْنَ صَاحِبِهَا وَبَيْنَ إِدْرَاكِ الْحَقِّ وَإِبْصَارِ الصَّوَابِ ، قِيلَ : وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ أَيْ فَلَمَّا جَاءَ
فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَهُوَ الْمُعْجِزَاتُ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَا بَلْ حَمَلُوهَا عَلَى السِّحْرِ مُكَابَرَةً مِنْهُمْ .
فَرَدَّ عَلَيْهِمْ
مُوسَى قَائِلًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا قِيلَ : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ سِحْرٌ فَلَا تَقُولُوا ذَلِكَ ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ إِنْكَارًا آخَرَ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَسِحْرٌ هَذَا فَحَذَفَ قَوْلَهُمُ الْأَوَّلَ اكْتِفَاءً بِالثَّانِي ، وَالْمُلْجِئُ إِلَى هَذَا أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَفْهِمُوهُ عَنِ السِّحْرِ حَتَّى يَحْكِيَ مَا قَالُوهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَسِحْرٌ هَذَا بَلْ هُمْ قَاطِعُونَ بِأَنَّهُ سِحْرٌ ، لِأَنَّهُمْ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ فَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَسِحْرٌ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ ، وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ . وَفِيهِ نَظَرٌ لِمَا قَدَّمْنَا ، وَقِيلَ : مَعْنَى أَتَقُولُونَ أَتَعِيبُونَ الْحَقَّ وَتَطْعَنُونَ فِيهِ وَكَانَ عَلَيْكُمْ أَنْ
[ ص: 637 ] تُذْعِنُوا لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَسِحْرٌ هَذَا ؟ ! مُنْكِرًا لِمَا قَالُوهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ مَفْعُولَ أَتَقُولُونَ مَحْذُوفٌ ، وَهُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ وَالتَّقْدِيرُ : أَتَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ ، يَعْنِي قَوْلَهُمْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ثُمَّ قِيلَ : أَسِحْرٌ هَذَا ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ وَالتَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ فَتَكُونُ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَسِحْرٌ هَذَا مُسْتَأْنَفَةٌ مِنْ جِهَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ بَعْدَ الْجُمْلَةِ الْأُولَى الْمُسْتَأْنَفَةِ الْوَاقِعَةِ جَوَابَ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَاذَا قَالَ لَهُمْ
مُوسَى لَمَّا قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=76إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ فَقِيلَ : قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ، عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ ، وَالْمَعْنَى : أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ، وَهُوَ أَبْعَدُ شَيْءٍ مِنَ السِّحْرِ .
ثُمَّ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ وَقَرَّعَهُمْ وَوَبَّخَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77أَسِحْرٌ هَذَا فَجَاءَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِإِنْكَارٍ بَعْدَ إِنْكَارٍ ، وَتَوْبِيخٍ بَعْدَ تَوْبِيخٍ ، وَتَجْهِيلٍ بَعْدَ تَجْهِيلٍ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=77وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ إِنَّهُ سِحْرٌ ، وَالْحَالُ أَنَّهُ لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ فَلَا يَظْفَرُونَ بِمَطْلُوبٍ وَلَا يَفُوزُونَ بِخَيْرٍ وَلَا يَنْجُونَ مِنْ مَكْرُوهٍ ، فَكَيْفَ يَقَعُ فِي هَذَا مَنْ هُوَ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَقَدْ أَيَّدَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ وَالْبَرَاهِينِ الْوَاضِحَةِ ؟ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَاذَا قَالُوا بَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُمْ
مُوسَى مَا قَالَ ؟ وَفِي هَذَا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمُ انْقَطَعُوا عَنِ الدَّلِيلِ وَعَجَزُوا عَنْ إِبْرَازِ الْحُجَّةِ ، وَلَمْ يَجْحَدُوا مَا يُجِيبُونَ بِهِ عَمَّا أَوْرَدَهُ عَلَيْهِمْ ، بَلْ لَجَئُوا إِلَى مَا يَلْجَأُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْجَهْلِ وَالْبَلَادَةِ ، وَهُوَ الِاحْتِجَاجُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِمْ آبَاؤُهُمْ مِنَ الْكُفْرِ ، وَضَمُّوا إِلَى ذَلِكَ مَا هُوَ غَرَضُهُمْ وَغَايَةُ مَطْلَبِهِمْ وَسَبَبُ مُكَابَرَتِهِمْ لِلْحَقِّ ، وَجُحُودِهِمْ لِلْآيَاتِ الْبَيِّنَةِ ، وَهُوَ الرِّيَاسَةُ الدُّنْيَوِيَّةُ الَّتِي خَافُوا عَلَيْهَا وَظَنُّوا أَنَّهَا سَتَذْهَبُ عَنْهُمْ إِنْ آمَنُوا ، وَكَمْ بَقِيَ عَلَى الْبَاطِلِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ بَاطِلٌ بِهَذِهِ الذَّرِيعَةِ مِنْ طَوَائِفِ هَذَا الْعَالَمِ فِي سَابِقِ الدَّهْرِ وَلَاحِقِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ حَبَسَهُ ذَلِكَ عَنِ الْخُرُوجِ مِنَ الْكُفْرِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ حَبَسَهُ عَنِ الْخُرُوجِ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ الْبِدْعَةِ ، وَإِلَى الرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ مِنَ الرَّأْيِ الْبَحْتِ ، يُقَالُ لَفَتَهُ لَفْتًا : إِذَا صَرَفَهُ عَنِ الشَّيْءِ وَلَوَاهُ عَنْهُ ، وَمِنْهُ قَالَ الشَّاعِرُ :
تَلَفَّتُّ نَحْوَ الْحَيِّ حَتَّى وَجَدْتُنِي وَجِعْتُ مِنَ الْإِصْغَاءِ لِيتًا وَأَخْدَعَا
أَيْ تُرِيدُ أَنْ تَصْرِفَنَا عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ، وَهُوَ عِبَادَةُ الْأَصْنَامِ ، وَالْمُرَادُ بِالْكِبْرِيَاءِ الْمُلْكُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سُمِّيَ الْمُلْكُ كِبْرِيَاءً ; لِأَنَّهُ أَكْبَرُ مَا يُطْلَبُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ، وَقِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمَلِكَ يَتَكَبَّرُ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّهُمْ عَلَّلُوا عَدَمَ قَبُولِهِمْ دَعْوَةَ
مُوسَى بِأَمْرَيْنِ : التَّمَسُّكِ بِالتَّقْلِيدِ لِلْآبَاءِ ، وَالْحِرْصِ عَلَى الرِّيَاسَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ ، لِأَنَّهُمْ إِذَا أَجَابُوا النَّبِيَّ وَصَدَّقُوهُ صَارَتْ مَقَالِيدُ أَمْرِ أُمَّتِهِ إِلَيْهِ وَلَمْ يَبْقَ لِلْمَلِكِ رِئَاسَةٌ تَامَّةٌ ، لِأَنَّ التَّدْبِيرَ لِلنَّاسِ بِالدِّينِ يَرْفَعُ تَدْبِيرَ الْمُلُوكُ لَهُمْ بِالسِّيَاسَاتِ وَالْعَادَاتِ ، ثُمَّ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ تَصْرِيحًا مِنْهُمْ بِالتَّكْذِيبِ وَقَطْعًا لِلطَّمَعِ فِي إِيمَانِهِمْ ، وَقَدْ أُفْرِدَ الْخِطَابُ
لِمُوسَى فِي قَوْلِهِمْ : أَجِئْتِنَا لِتَلْفِتَنَا ، ثُمَّ جَمَعُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
هَارُونَ فِي الْخِطَابِ فِي قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ وَوَجْهُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ أَسْنَدُوا الْمَجِيءَ وَالصَّرْفَ عَنْ طَرِيقِ آبَائِهِمْ إِلَى
مُوسَى ، لِكَوْنِهِ الْمَقْصُودَ بِالرِّسَالَةِ ، الْمُبَلِّغَ عَنِ اللَّهِ مَا شَرَعَهُ لَهُمْ ، وَجَمَعُوا بَيْنَهُمَا فِي الضَّمِيرَيْنِ الْآخَرَيْنِ ، لِأَنَّ الْكِبْرِيَاءَ شَامِلٌ لَهُمَا فِي زَعْمِهِمْ ، وَلِكَوْنِ تَرْكِ الْإِيمَانِ
بِمُوسَى يَسْتَلْزِمُ تَرْكَ الْإِيمَانِ
بِهَارُونَ ، وَقَدْ مَرَّتِ الْقِصَّةُ فِي الْأَعْرَافِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ قَالَ : هَكَذَا لَمَّا رَأَى الْيَدَ الْبَيْضَاءَ وَالْعَصَا ، لِأَنَّهُ اعْتَقَدَ أَنَّهُمَا مِنَ السِّحْرِ ، فَأَمَرَ قَوْمَهُ بِأَنْ يَأْتُوهُ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ، هَكَذَا قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ " سَحَّارٍ " .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ سَاحِرٌ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي الْأَعْرَافِ .
وَالسَّحَّارُ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ : أَيْ كَثِيرُ السِّحْرِ كَثِيرُ الْعِلْمِ بِعَمَلِهِ وَأَنْوَاعِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ هَكَذَا : وَقَالَ
فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ فَأَتَوْا بِهِمْ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ ، فَتَكُونُ الْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى الْمُقَدَّرِ الْمَحْذُوفِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ أَيْ قَالَ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ بَعْدَ أَنْ قَالُوا لَهُ : إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ : أَيِ اطْرَحُوا عَلَى الْأَرْضِ مَا مَعَكُمْ مِنْ حِبَالِكُمْ وَعِصِيِّكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فَلَمَّا أَلْقَوْا مَا أَلْقَوْهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ لَهُمْ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ أَيِ الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ عَلَى أَنَّ مَا مَوْصُولَةٌ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ السِّحْرُ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سِحْرٌ ، لَا أَنَّهُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ .
وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ نَصْبَ السِّحْرِ بِـ ( جِئْتُمْ ) ، وَتَكُونُ ( مَا ) شَرْطِيَّةً ، وَالشَّرْطُ ( جِئْتُمْ ) ، وَالْجَزَاءُ ( إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ) عَلَى تَقْدِيرِ الْفَاءِ : أَيْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ السِّحْرَ مُنْتَصِبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ : أَيْ مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرًا ، ثُمَّ دَخَلَتِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فَلَا يَحْتَاجُ عَلَى هَذَا إِلَى حَذْفِ الْفَاءِ ، وَاخْتَارَهُ
النَّحَّاسُ .
وَقَالَ : حَذْفُ الْفَاءِ فِي الْمُجَازَاةِ لَا يُجِيزُهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ " آلسِّحْرُ " عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ لِلِاسْتِفْهَامِ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَهْوَ السِّحْرُ فَتَكُونُ مَا عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ اسْتِفْهَامِيَّةً .
وَقَرَأَ
أُبَيٌّ " مَا أَتَيْتُمْ بِهِ سِحْرٌ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ " أَيْ سَيَمْحَقُهُ فَيَصِيرُ بَاطِلًا بِمَا يُظْهِرُهُ عَلَى يَدَيَّ مِنَ الْآيَاتِ الْمُعْجِزَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ أَيْ عَمَلَ هَذَا الْجِنْسِ ، فَيَشْمَلُ كُلَّ مَنْ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ مُفْسِدٌ وَيَدْخُلُ فِيهِ السِّحْرُ وَالسَّحَرَةُ دُخُولًا أَوَّلِيًّا .
وَالْوَاوُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ لِلْعَطْفِ عَلَى سَيُبْطِلُهُ : أَيْ يُبَيِّنُهُ وَيُوَضِّحُهُ بِكَلِمَاتِهِ الَّتِي أَنْزَلَهَا فِي كُتُبِهِ عَلَى أَنْبِيَائِهِ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ مِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ أَوِ الْمُجْرِمُونَ عَلَى الْعُمُومِ وَيَدْخُلُ تَحْتَهُمْ
آلُ فِرْعَوْنَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا ، وَالْإِجْرَامُ الْآثَامُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ الضَّمِيرُ يَرْجِعُ إِلَى
مُوسَى أَيْ : مِنْ
قَوْمِ مُوسَى ، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ ذَرَارِيِّ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ طَائِفَةٌ مِنْ ذَرَارِيِّ
فِرْعَوْنَ فَيَكُونُ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى
فِرْعَوْنَ ، قِيلَ : وَمِنْهُمْ مُؤْمِنُ
آلِ فِرْعَوْنَ وَامْرَأَتُهُ وَمَاشِطَةُ ابْنَتِهِ وَامْرَأَةُ خَازِنِهِ ، وَقِيلَ : هُمْ قَوْمٌ آبَاؤُهُمْ
[ ص: 638 ] مِنَ الْقِبْطِ وَأُمَّهَاتُهُمْ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، رُوِيَ هَذَا عَنِ
الْفَرَّاءِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ الضَّمِيرُ
لِفِرْعَوْنَ ، وَجُمِعَ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ جَبَّارًا جَمَعُوا ضَمِيرَهُ تَعْظِيمًا لَهُ ، وَقِيلَ : إِنَّ
قَوْمَ فِرْعَوْنَ سُمُّوا
بِفِرْعَوْنَ مِثْلَ
ثَمُودَ ، فَرَجَعَ الضَّمِيرُ إِلَيْهِمْ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ عَائِدٌ عَلَى مُضَافٍ مَحْذُوفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : عَلَى خَوْفٍ مِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ ، وَرُوِيَ هَذَا عَنِ
الْفَرَّاءِ .
وَمَنْعَ ذَلِكَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ ، فَلَا يَجُوزُ عِنْدَهُمَا قَامَتْ هِنْدٌ وَأَنْتَ تُرِيدُ غُلَامَهَا .
وَرُوِيَ عَنِ
الْأَخْفَشِ أَنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ ، وَقَوَّاهُ
النَّحَّاسُ أَنْ يَفْتِنَهُمْ أَيْ يَصْرِفَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ بِالْعَذَابِ الَّذِي كَانَ يُنْزِلُهُ بِهِمْ ، وَهُوَ بَدَلُ اشْتِمَالٍ .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالْمَصْدَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ أَيْ عَاتٍ مُتَكَبِّرٍ مُتَغَلِّبٍ عَلَى أَرْضِ
مِصْرَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ الْمُجَاوَزِينَ لِلْحَدِّ فِي الْكُفْرِ وَمَا يَفْعَلُهُ مِنَ الْقَتْلِ وَالصَّلْبِ وَتَنْوِيعِ الْعُقُوبَاتِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ قِيلَ : إِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّكْرِيرِ لِلشَّرْطِ ، فَشَرَطَ فِي التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ الْإِيمَانَ بِهِ وَالْإِسْلَامَ أَيِ : الِاسْتِسْلَامَ لِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ تَعْلِيقِ الْحُكْمِ بِشَرْطَيْنِ بَلِ الْمُعَلَّقُ بِالْإِيمَانِ هُوَ وُجُوبُ التَّوَكُّلِ ، وَالْمَشْرُوطُ بِالْإِسْلَامِ وَجُودُهُ ، وَالْمَعْنَى : أَنْ يُسْلِمُوا أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ أَيْ : يَجْعَلُوهَا لَهُ سَالِمَةً خَالِصَةً لَا حَظَّ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا لِأَنَّ التَّوَكُّلَ لَا يَكُونُ مَعَ التَّخْلِيطِ .
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : وَنَظِيرُهُ فِي الْكَلَامِ : إِنْ ضَرَبَكَ زَيْدٌ فَاضْرِبْهُ إِنْ كَانَتْ لَكَ بِهِ قُوَّةٌ .
فَقَالُوا أَيْ
قَوْمُ مُوسَى مُجِيبِينَ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ثُمَّ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً أَيْ مَوْضِعَ فِتْنَةٍ لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَالْمَعْنَى : لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا فَيُعَذِّبُونَا حَتَّى يَفْتِنُونَا عَنْ دِينِنَا ، وَلَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لَهُمْ يَفْتِنُونَ بِنَا غَيْرَنَا فَيَقُولُونَ لَهُمْ : لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ عَلَى حَقٍّ لَمَا سُلِّطْنَا عَلَيْهِمْ وَعَذَّبْنَاهُمْ ، وَعَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ تَكُونُ الْفِتْنَةُ بِمَعْنَى الْمَفْتُونِ .
وَلَمَّا قَدَّمُوا التَّضَرُّعَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي أَنْ يَصُونَ دِينَهُمْ عَنِ الْفَسَادِ أَتْبَعُوهُ بِسُؤَالِ عِصْمَةِ أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=86وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ لَهُمُ اهْتِمَامٌ بِأَمْرِ الدِّينِ فَوْقَ اهْتِمَامِهِمْ بِسَلَامَةِ أَنْفُسِهِمْ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ( أَنْ ) هِيَ الْمُفَسِّرَةُ لِأَنَّ فِي الْإِيحَاءِ مَعْنَى أَنْ تَبَوَّآ أَيِ : اتَّخِذَا لِقَوْمِكُمَا
بِمِصْرَ بُيُوتًا ، يُقَالُ : بَوَّأْتُ زَيْدًا مَكَانًا وَبَوَّأْتُ لِزَيْدٍ مَكَانًا ، وَالْمُبَوَّأُ : الْمَنْزِلُ الْمَلْزُومُ ، وَمِنْهُ بَوَّأَهُ اللَّهُ مَنْزِلًا أَيْ : أَلْزَمَهُ إِيَّاهُ وَأَسْكَنَهُ فِيهِ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020450مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
نَحْنُ بَنُو عَدْنَانَ لَيْسَ شَكٌّ تَبَوَّأَ الْمَجْدُ بِنَا وَالْمُلْكُ
قِيلَ :
وَمِصْرُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هِيَ
الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ ، وَقِيلَ : هِيَ
مِصْرُ الْمَعْرُوفَةُ لَا
الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً أَيْ مُتَوَجِّهَةً إِلَى جِهَةِ الْقِبْلَةِ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِالْبُيُوتِ هُنَا الْمَسَاجِدُ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْبُيُوتِ الَّتِي يَسْكُنُونَ فِيهَا ، أُمِرُوا بِأَنْ يَجْعَلُوهَا مِنَّا قِبْلَةً ، وَالْمُرَادُ بِالْقِبْلَةِ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ هِيَ جِهَةُ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَهُوَ قِبْلَةُ
الْيَهُودِ إِلَى الْيَوْمِ ، وَقِيلَ : جِهَةُ
الْكَعْبَةِ ، وَأَنَّهَا كَانَتْ قِبْلَةَ
مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ أَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ بُيُوتَهُمْ مُسْتَقْبِلَةً لِلْقِبْلَةِ لِيُصَلُّوا فِيهَا سِرًّا لِئَلَّا يُصِيبَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ مَعَرَّةٌ بِسَبَبِ الصَّلَاةِ ، وَمِمَّا يُؤَيِّدُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ أَيِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِإِقَامَتِهَا فَإِنَّهُ يُفِيدُ أَنَّ الْقِبْلَةَ هِيَ قِبْلَةُ الصَّلَاةِ ، إِمَّا فِي الْمَسَاجِدِ أَوْ فِي الْبُيُوتِ لَا جَعْلَ الْبُيُوتِ مُتَقَابِلَةً ، وَإِنَّمَا جَعَلَ الْخِطَابَ فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ مَعَ
مُوسَى وَهَارُونَ ، ثُمَّ جَعَلَهُ لَهُمَا وَلِقَوْمِهِمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ثُمَّ أَفْرَدَ
مُوسَى بِالْخِطَابِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّ اخْتِيَارَ الْمَكَانِ مُفَوَّضٌ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ ، ثُمَّ جُعِلَ عَامًّا فِي اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْجَمِيعِ لَا يَخْتَصُّ بِالْأَنْبِيَاءِ ، ثُمَّ جُعِلَ خَاصًّا
بِمُوسَى لِأَنَّهُ الْأَصْلُ فِي الرِّسَالَةِ
وَهَارُونُ تَابِعٌ لَهُ ، فَكَانَ ذَلِكَ تَعْظِيمًا لِلْبِشَارَةِ وَلِلْمُبَشَّرِ بِهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْخِطَابَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ لِنَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ وَالِاعْتِرَاضِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَدْ أَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78لِتَلْفِتَنَا قَالَ : لِتَلْوِيَنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، قَالَ : لِتَصُدَّنَا عَنْ آلِهَتِنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=78وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ قَالَ : الْعَظْمَةُ وَالْمُلْكُ وَالسُّلْطَانُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ قَالَ : الذَّرِّيَّةُ الْقَلِيلُ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ : مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : هُمْ أَوْلَادُ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ
مُوسَى مِنْ طُولِ الزَّمَانِ وَمَاتَ آبَاؤُهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتِ الذُّرِّيَّةُ الَّتِي آمَنَتْ
لِمُوسَى مِنْ أُنَاسٍ غَيْرِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ
قَوْمِ فِرْعَوْنَ ، مِنْهُمُ امْرَأَةُ
فِرْعَوْنَ وَمُؤْمِنُ
آلِ فِرْعَوْنَ وَخَازِنُ
فِرْعَوْنَ وَامْرَأَةُ خَازِنِهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17211وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي الْفِتَنِ
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=85رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَ : لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا فَيَفْتِنُونَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ : لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِي
قَوْمِ فِرْعَوْنَ ، وَلَا بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ ، فَيَقُولُ
قَوْمُ فِرْعَوْنَ : لَوْ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ مَا عُذِّبُوا وَلَا سُلِّطْنَا عَلَيْهِمْ فَيُفْتَنُونَ بِنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوَّنَا ، فَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْعَدْلِ فَيُفْتَنُونَ بِذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
أَبِي مِجْلَزٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ الْآيَةَ ، قَالَ ذَلِكَ حِينَ مَنَعَهَمْ
فِرْعَوْنُ الصَّلَاةَ ، فَأُمِرُوا أَنْ يَجْعَلُوا مَسَاجِدَهُمْ
[ ص: 639 ] فِي بُيُوتِهِمْ وَأَنْ يُوَجَّهُوهَا نَحْوَ الْقِبْلَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ قَالَ :
مِصْرُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : كَانُوا لَا يُصَلُّونَ إِلَّا فِي الْبِيَعِ حَتَّى خَافُوا مِنْ
آلِ فِرْعَوْنَ ، فَأُمِرُوا أَنْ يُصَلُّوا فِي بُيُوتِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي الْآيَةِ قَالَ : أُمِرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا فِي بُيُوتِهِمْ مَسَاجِدَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
أَبِي سِنَانٍ قَالَ : الْقِبْلَةُ :
الْكَعْبَةُ ، وَذُكِرَ أَنَّ
آدَمَ فَمَنْ بَعْدَهُ كَانُوا يُصَلُّونَ قِبَلَ
الْكَعْبَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً قَالَ : يُقَابِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا .