nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93nindex.php?page=treesubj&link=28981_32419ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون [ ص: 642 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93ولقد بوأنا هذا من جملة ما عدده الله سبحانه من النعم التي أنعم بها على
بني إسرائيل ، ومعنى بوأنا : أسكنا ، يقال : بوأت زيدا منزلا : أسكنته فيه ، والمبوأ اسم مكان أو مصدر ، وإضافته إلى الصدق على ما جرت عليه قاعدة العرب ، فإنهم كانوا إذا مدحوا شيئا أضافوه إلى الصدق ، والمراد به هنا المنزل المحمود المختار ، قيل : هو أرض
مصر ، وقيل :
الأردن وفلسطين ، وقيل :
الشام nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93ورزقناهم من الطيبات أي المستلذات من الرزق
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93فما اختلفوا في أمر دينهم وتشعبوا فيه شعبا بعدما كانوا على طريقة واحدة غير مختلفة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93حتى جاءهم العلم أي لم يقع منهم الاختلاف في الدين إلا بعدما جاءهم العلم بقراءتهم التوراة وعلمهم بأحكامها ، وما اشتملت عليه من الأخبار بنبوة
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وقيل : المعنى : أنهم لم يختلفوا حتى جاءهم العلم ، وهو القرآن النازل على نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فاختلفوا في نعته وصفته ، وآمن به من آمن منهم وكفر به من كفر .
فيكون المراد بالمختلفين على القول الأول هم
اليهود بعد أن أنزلت عليهم التوراة وعلموا بها ، وعلى القول الثاني هم اليهود المعاصرين
لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فيجازي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، والمحق بعمله بالحق ، والمبطل بعمله بالباطل .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك الشك في أصل اللغة : ضم الشيء بعضه إلى بعض ، ومنه شك الجوهر في العقد ، والشاك كأنه يضم إلى ما يتوهمه شيئا آخر خلافه فيتردد ويتحير ، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والمراد غيره كما ورد في القرآن في غير موضع .
قال
أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد : سمعت الإمامين
ثعلبا nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد يقولان : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك أي قل يا
محمد للكافر فإن كنت في شك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يعني مسلمي
أهل الكتاب nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام وأمثاله ، وقد كان عبدة الأوثان يعترفون لليهود بالعلم ويقرون بأنهم أعلم منهم ، فأمر الله سبحانه نبيه أن يرشد الشاكين فيما أنزله الله إليه من القرآن أن يسألوا
أهل الكتاب الذين قد أسلموا ، فإنهم سيخبرونهم بأنه كتاب الله حقا ، وأن هذا رسوله ، وأن التوراة شاهدة بذلك ناطقة به ، وفي هذا الوجه مع حسنه مخالفة للظاهر .
وقال
القتيبي : المراد بهذه الآية من كان من الكفار غير قاطع بتكذيب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا بتصديقه ، بل كان في شك .
وقيل : المراد بالخطاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا غيره .
والمعنى : لو كنت ممن يلحقه الشك فيما أخبرناك به فسألت
أهل الكتاب لأزالوا عنك الشك .
وقيل : الشك هو ضيق الصدر أي : إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر واسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يخبروك بصبر من قبلك من الأنبياء على أذى قومهم .
وقيل : معنى الآية : الفرض والتقدير ، كأنه قال له : فإن وقع لك شك مثلا وخيل لك الشيطان خيالا منه تقديرا ، فاسأل الذين يقرءون الكتاب ، فإنهم سيخبرونك عن نبوتك وما نزل عليك ، ويعترفون بذلك ، لأنهم يجدونه مكتوبا عندهم ، وقد زال فيمن أسلم منهم ما كان مقتضيا لكتم ما عندهم .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين في هذا بيان ما يقلع الشك من أصله ويذهب به بجملته ، وهو شهادة الله سبحانه بأن هذا الذي وقع الشك فيه على اختلاف التفاسير في الشاك هو الحق الذي لا يخالطه باطل ولا تشوبه شبهة ، ثم عقبه بالنهي للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الامتراء فيما أنزل الله عليه ، بل يستمر على ما هو عليه من اليقين وانتفاء الشك .
ويمكن أن يكون هذا النهي له تعريضا لغيره كما في مواطن من الكتاب العزيز ، وهكذا القول في نهيه - صلى الله عليه وآله وسلم - عن التكذيب بآيات الله ، فإن الظاهر فيه التعريض ولا سيما بعد تعقيبه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95فتكون من الخاسرين وفي هذا التعريض من الزجر للممترين والمكذبين ما هو أبلغ وأوقع من النهي لهم أنفسهم ، لأنه إذا كان بحيث ينهى عنه من لا يتصور صدوره عنه ، فكيف بمن يمكن منه ذلك .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون قد تقدم مثله في هذه السورة ، والمعنى : أنه حق عليهم قضاء الله وقدره بأنهم يصرون على الكفر ويموتون عليه ، لا يقع منهم الإيمان بحال من الأحوال ، وإن وقع منهم ما صورته صورة الإيمان كمن يؤمن منهم عند معاينة العذاب فهو في حكم العدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97ولو جاءتهم كل آية من الآيات التكوينية والتنزيلية ، فإن ذلك لا ينفعهم لأن الله سبحانه قد طبع على قلوبهم وحق منه القول عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97حتى يروا العذاب فيقع منهم ما صورته صورة الإيمان وليس بإيمان ، ولا يترتب عليه شيء من أحكامه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها لولا هذه هي التحضيضية التي بمعنى هلا كما قال
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وغيرهما ، ويدل على ذلك كما في مصحف
أبي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود " فهلا قرية " والمعنى : فهلا قرية واحدة من هذه القرى التي أهلكناها آمنت إيمانا معتدا به ، وذلك بأن يكون خالصا لله قبل معاينة عذابه ولم تؤخره كما أخره
فرعون ، والاستثناء بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98إلا قوم يونس منقطع ، وهو استثناء من القرى لأن المراد أهلها ، والمعنى : لكن
قوم يونس لما آمنوا إيمانا معتدا به قبل معاينة العذاب أو عند أول المعاينة قبل حلوله بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98كشفنا عنهم عذاب الخزي وقد قال بأن هذا الاستثناء منقطع ، جماعة من الأئمة منهم
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
والأخفش ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، وقيل : يجوز أن يكون متصلا ، والجملة في معنى النفي ، كأنه قيل : ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا
قوم يونس ، وانتصابه على أصل الاستثناء ، وقرئ بالرفع على البدل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في توجيه الرفع : يكون المعنى غير
قوم يونس ، ولكن حملت إلا عليها وتعذر جعل الإعراب عليها ، فأعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غيره .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : خص
قوم يونس من بين الأمم بأن تيب عليهم من
[ ص: 643 ] بعد معاينة العذاب ، وحكي ذلك عن جماعة من المفسرين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إنه لم يقع العذاب ، وإنما رأوا العلامة التي تدل على العذاب ، ولو رأوا عين العذاب لما نفعهم الإيمان ، وهذا أولى من قول
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
والمراد بعذاب الخزي الذي كشفه الله عنهم ، وهو العذاب الذي كان قد وعدهم
يونس أنه سينزل عليهم ولم يروه ، أو الذي قد رأوا علاماته دون عينه .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98ومتعناهم إلى حين أي بعد كشف العذاب عنهم متعهم الله في الدنيا إلى حين معلوم قدره لهم .
ثم بين سبحانه أن الإيمان وضده كلاهما بمشيئة الله وتقديره ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم بحيث لا يخرج عنهم أحد جميعا مجتمعين على الإيمان لا يتفرقون فيه ويختلفون ، ولكنه لم يشأ ذلك لكونه مخالفا للمصلحة التي أرادها الله سبحانه ، وانتصاب جميعا على الحال كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
قال
الأخفش : جاء بقوله " جميعا " بعد " كلهم " للتأكيد كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51لا تتخذوا إلهين اثنين ( النحل : 51 ) ولما كان
nindex.php?page=treesubj&link=30177_30997النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حريصا على إيمان جميع الناس ، أخبره الله بأن ذلك لا يكون ، لأن مشيئته الجارية على الحكمة البالغة والمصالح الراجحة لا تقتضي ذلك ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين فإن ذلك ليس في وسعك يا
محمد ولا داخلا تحت قدرتك ، وفي هذا تسلية له - صلى الله عليه وآله وسلم - ودفع لما يضيق به صدره من طلب صلاح الكل ، الذي لو كان لم يكن صلاحا محققا بل يكون إلى الفساد أقرب ، ولله الحكمة البالغة .
ثم بين سبحانه ما تقدم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله أي ما صح وما استقام لنفس من الأنفس أن تؤمن بالله إلا بإذنه : أي بتسهيله وتيسيره ومشيئته لذلك فلا يقع غير ما يشاؤه كائنا ما كان
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون أي العذاب أو الكفر أو الخذلان الذي هو سبب العذاب .
وقرأ
الحسن ،
وأبو بكر ،
والمفضل " ونجعل " بالنون .
وفي الرجس لغتان ضم الراء وكسرها ، والمراد بالذين لا يعقلون : هم الكفار الذين لا يتعقلون حجج الله ، ولا يتفكرون في آياته ، ولا يتدبرون فيما نصبه لهم من الأدلة .
وقد أخرج
عبد الرزاق ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق قال : بوأهم الله
الشام وبيت المقدس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
الضحاك ، قال : منازل صدق
مصر والشام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وأبو الشيخ ، عن
ابن زيد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93فما اختلفوا حتى جاءهم العلم قال : العلم كتاب الله الذي أنزله وأمره الذي أمرهم به .
وقد ورد في الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020454أن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة ، وأن النصارى اختلفوا على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، وهو في السنن والمسانيد ، والكلام فيه يطول .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه ،
والضياء في المختارة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فإن كنت في شك الآية ، قال : لم يشك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولم يسأل .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
قتادة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020455ذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : لا أشك ولا أسأل . وهو مرسل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك - قال : التوراة والإنجيل - الذين أدركوا
محمدا من
أهل الكتاب وآمنوا به ، يقول : سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون قال : حق عليهم سخط الله بما عصوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
أبي مالك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فلولا كانت قرية آمنت يقول : فما كانت قرية آمنت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
قتادة ، في الآية قال : لم يكن هذا في الأمم قبل
قوم يونس لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب إلا
قوم يونس ، فاستثنى الله
قوم يونس .
قال : وذكر لنا أن
قوم يونس كانوا بنينوى من أرض
الموصل ، فلما فقدوا نبيهم قذف الله في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح ، وأخرجوا المواشي ، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ، فعجوا إلى الله أربعين صباحا ، فلما عرف الله الصدق من قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم ، كشف عنهم العذاب بعدما تدلى عليهم ، لم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020456إن يونس دعا قومه ، فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب ، فقال : إنه يأتيكم يوم كذا وكذا ، ثم خرج عنهم ، وكانت الأنبياء إذا وعدت قومها العذاب خرجت ، فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة وولدها ، وبين السخلة وولدها ، وخرجوا يعجون إلى الله ، وعلم الله منهم الصدق فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب ، وقعد يونس في الطريق يسأل عن الخبر ، فمر به رجل فقال : ما فعل قوم يونس ؟ فحدثه بما صنعوا ، فقال : لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم ، وانطلق مغاضبا : يعني مراغما .
وأخرج
أحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : غشي
قوم يونس العذاب كما يغشى القبر بالثوب إذا دخل فيه صاحبه ومطرت السماء دما .
وأخرج
أحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أن العذاب كان هبط على
قوم يونس لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل ، فلما دعوا كشفه الله عنهم .
وأخرج
أحمد في الزهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
أبي الجلد قال : لما غشي
قوم يونس العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم ، فقالوا له : ما ترى ؟ قال : قولوا يا حي حين لا حي ، ويا حي محيي الموتى ، ويا حي لا إله إلا أنت ، فقالوا فكشف عنهم العذاب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100ويجعل الرجس قال : السخط .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، قال : الرجس : الشيطان ، والرجس العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93nindex.php?page=treesubj&link=28981_32419وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ [ ص: 642 ] قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93وَلَقَدْ بَوَّأْنَا هَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا عَدَّدَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَمَعْنَى بَوَّأْنَا : أَسْكَنَّا ، يُقَالُ : بَوَّأْتُ زَيْدًا مَنْزِلًا : أَسْكَنْتُهُ فِيهِ ، وَالْمُبَوَّأُ اسْمُ مَكَانٍ أَوْ مَصْدَرٌ ، وَإِضَافَتُهُ إِلَى الصِّدْقِ عَلَى مَا جَرَتْ عَلَيْهِ قَاعِدَةُ الْعَرَبِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا مَدَحُوا شَيْئًا أَضَافُوهُ إِلَى الصِّدْقِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْمَنْزِلُ الْمَحْمُودُ الْمُخْتَارُ ، قِيلَ : هُوَ أَرْضُ
مِصْرَ ، وَقِيلَ :
الْأُرْدُنُّ وَفِلَسْطِينُ ، وَقِيلَ :
الشَّامُ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَيِ الْمُسْتَلَذَّاتِ مِنَ الرِّزْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93فَمَا اخْتَلَفُوا فِي أَمْرِ دِينِهِمْ وَتَشَعَّبُوا فِيهِ شُعَبًا بَعْدَمَا كَانُوا عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ غَيْرِ مُخْتَلِفَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ أَيْ لَمْ يَقَعْ مِنْهُمُ الِاخْتِلَافُ فِي الدِّينِ إِلَّا بَعْدَمَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بِقِرَاءَتِهِمُ التَّوْرَاةَ وَعِلْمِهِمْ بِأَحْكَامِهَا ، وَمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْأَخْبَارِ بِنُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : أَنَّهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ النَّازِلُ عَلَى نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، فَاخْتَلَفُوا فِي نَعْتِهِ وَصِفَتِهِ ، وَآمَنَ بِهِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ وَكَفَرَ بِهِ مَنْ كَفَرَ .
فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالْمُخْتَلِفِينَ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ هُمُ
الْيَهُودُ بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِمُ التَّوْرَاةُ وَعَلِمُوا بِهَا ، وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي هُمُ الْيَهُودُ الْمُعَاصِرِينَ
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فَيُجَازِي الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ ، وَالْمُسِيءَ بِإِسَاءَتِهِ ، وَالْمُحِقَّ بِعَمَلِهِ بِالْحَقِّ ، وَالْمُبْطِلَ بِعَمَلِهِ بِالْبَاطِلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الشَّكُّ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ : ضَمُّ الشَّيْءِ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ ، وَمِنْهُ شَكُّ الْجَوْهَرِ فِي الْعُقْدِ ، وَالشَّاكُّ كَأَنَّهُ يَضُمُّ إِلَى مَا يَتَوَهَّمُهُ شَيْئًا آخَرَ خِلَافَهُ فَيَتَرَدَّدُ وَيَتَحَيَّرُ ، وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُرَادُ غَيْرُهُ كَمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ .
قَالَ
أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزَّاهِدُ : سَمِعْتُ الْإِمَامَيْنِ
ثَعْلَبًا nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدَ يَقُولَانِ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ أَيْ قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِلْكَافِرِ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ يَعْنِي مُسْلِمِي
أَهْلِ الْكِتَابِ nindex.php?page=showalam&ids=106كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَأَمْثَالِهِ ، وَقَدْ كَانَ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ يَعْتَرِفُونَ لِلْيَهُودِ بِالْعِلْمِ وَيُقِرُّونَ بِأَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْهُمْ ، فَأَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُرْشِدَ الشَّاكِّينَ فِيمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ أَنْ يَسْأَلُوا
أَهْلَ الْكِتَابِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا ، فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَهُمْ بِأَنَّهُ كِتَابُ اللَّهِ حَقًّا ، وَأَنَّ هَذَا رَسُولُهُ ، وَأَنَّ التَّوْرَاةَ شَاهِدَةٌ بِذَلِكَ نَاطِقَةٌ بِهِ ، وَفِي هَذَا الْوَجْهِ مَعَ حُسْنِهِ مُخَالَفَةٌ لِلظَّاهِرِ .
وَقَالَ
الْقُتَيْبِيُّ : الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ كَانَ مِنَ الْكُفَّارِ غَيْرَ قَاطِعٍ بِتَكْذِيبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَا بِتَصْدِيقِهِ ، بَلْ كَانَ فِي شَكٍّ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْخِطَابِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَا غَيْرُهُ .
وَالْمَعْنَى : لَوْ كُنْتَ مِمَّنْ يَلْحَقُهُ الشَّكُّ فِيمَا أَخْبَرْنَاكَ بِهِ فَسَأَلْتَ
أَهْلَ الْكِتَابِ لَأَزَالُوا عَنْكَ الشَّكَّ .
وَقِيلَ : الشَّكُّ هُوَ ضِيقُ الصَّدْرِ أَيْ : إِنْ ضَاقَ صَدْرُكَ بِكُفْرِ هَؤُلَاءِ فَاصْبِرْ وَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ يُخْبِرُوكَ بِصَبْرِ مَنْ قَبْلَكَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى أَذَى قَوْمِهِمْ .
وَقِيلَ : مَعْنَى الْآيَةِ : الْفَرْضُ وَالتَّقْدِيرُ ، كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : فَإِنْ وَقَعَ لَكَ شَكٌّ مَثَلًا وَخَيَّلَ لَكَ الشَّيْطَانُ خَيَالًا مِنْهُ تَقْدِيرًا ، فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ ، فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ عَنْ نُبُوَّتِكَ وَمَا نَزَلَ عَلَيْكَ ، وَيَعْتَرِفُونَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ ، وَقَدْ زَالَ فِيمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ مَا كَانَ مُقْتَضِيًا لِكَتْمِ مَا عِنْدَهُمْ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فِي هَذَا بَيَانُ مَا يَقْلَعُ الشَّكَّ مِنْ أَصْلِهِ وَيَذْهَبُ بِهِ بِجُمْلَتِهِ ، وَهُوَ شَهَادَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ هَذَا الَّذِي وَقَعَ الشَّكُّ فِيهِ عَلَى اخْتِلَافِ التَّفَاسِيرِ فِي الشَّاكِّ هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ بَاطِلٌ وَلَا تَشُوبُهُ شُبْهَةٌ ، ثُمَّ عَقَّبَهُ بِالنَّهْيِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الِامْتِرَاءِ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، بَلْ يَسْتَمِرُّ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الْيَقِينِ وَانْتِفَاءِ الشَّكِّ .
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا النَّهْيُ لَهُ تَعْرِيضًا لِغَيْرِهِ كَمَا فِي مَوَاطِنَ مِنَ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ ، وَهَكَذَا الْقَوْلُ فِي نَهْيِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنِ التَّكْذِيبِ بِآيَاتِ اللَّهِ ، فَإِنَّ الظَّاهِرَ فِيهِ التَّعْرِيضُ وَلَا سِيَّمَا بَعْدَ تَعْقِيبِهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=95فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَفِي هَذَا التَّعْرِيضِ مِنَ الزَّجْرِ لِلْمُمْتَرِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ مَا هُوَ أَبْلَغُ وَأَوْقَعُ مِنَ النَّهْيِ لَهُمْ أَنْفُسِهِمْ ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ بِحَيْثُ يُنْهَى عَنْهُ مَنْ لَا يُتَصَوَّرُ صُدُورُهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ بِمَنْ يُمْكِنُ مِنْهُ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ قَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ حَقٌّ عَلَيْهِمْ قَضَاءُ اللَّهِ وَقَدَرُهُ بِأَنَّهُمْ يُصِرُّونَ عَلَى الْكُفْرِ وَيَمُوتُونَ عَلَيْهِ ، لَا يَقَعُ مِنْهُمُ الْإِيمَانُ بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ ، وَإِنْ وَقَعَ مِنْهُمْ مَا صُورَتُهُ صُورَةُ الْإِيمَانِ كَمَنْ يُؤْمِنُ مِنْهُمْ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ فَهُوَ فِي حُكْمِ الْعَدَمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ مِنَ الْآيَاتِ التَّكْوِينِيَّةِ وَالتَّنْزِيلِيَّةِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُهُمْ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ طَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَحَقَّ مِنْهُ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ فَيَقَعُ مِنْهُمْ مَا صُورَتُهُ صُورَةُ الْإِيمَانِ وَلَيْسَ بِإِيمَانٍ ، وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَحْكَامِهِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا لَوْلَا هَذِهِ هِيَ التَّحْضِيضِيَّةُ الَّتِي بِمَعْنَى هَلَّا كَمَا قَالَ
الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ كَمَا فِي مُصْحَفِ
أُبَيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ " فَهَلَّا قَرْيَةٌ " وَالْمَعْنَى : فَهَلَّا قَرْيَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ الْقُرَى الَّتِي أَهْلَكْنَاهَا آمَنَتْ إِيمَانًا مُعْتَدًّا بِهِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِلَّهِ قَبْلَ مُعَايَنَةِ عَذَابِهِ وَلَمْ تُؤَخِّرْهُ كَمَا أَخَّرَهُ
فِرْعَوْنُ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ مُنْقَطِعٌ ، وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْقُرَى لِأَنَّ الْمُرَادَ أَهْلُهَا ، وَالْمَعْنَى : لَكِنَّ
قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا إِيمَانًا مُعْتَدًّا بِهِ قَبْلَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ أَوْ عِنْدَ أَوَّلِ الْمُعَايَنَةِ قَبْلَ حُلُولِهِ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ وَقَدْ قَالَ بِأَنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ مُنْقَطِعٌ ، جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
وَالْأَخْفَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَعْنَى النَّفْيِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا آمَنَتْ قَرْيَةٌ مِنَ الْقُرَى الْهَالِكَةِ إِلَّا
قَوْمَ يُونُسَ ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى أَصْلِ الِاسْتِثْنَاءِ ، وَقُرِئَ بِالرَّفْعِ عَلَى الْبَدَلِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ فِي تَوْجِيهِ الرَّفْعِ : يَكُونُ الْمَعْنَى غَيْرَ
قَوْمِ يُونُسَ ، وَلَكِنْ حُمِلَتْ إِلَّا عَلَيْهَا وَتَعَذَّرَ جَعْلُ الْإِعْرَابِ عَلَيْهَا ، فَأُعْرِبَ الِاسْمُ الَّذِي بَعْدَهَا بِإِعْرَابِ غَيْرِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : خُصَّ
قَوْمُ يُونُسَ مِنْ بَيْنِ الْأُمَمِ بِأَنْ تِيبَ عَلَيْهِمْ مِنْ
[ ص: 643 ] بَعْدِ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ ، وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّهُ لَمْ يَقَعِ الْعَذَابُ ، وَإِنَّمَا رَأَوُا الْعَلَامَةَ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الْعَذَابِ ، وَلَوْ رَأَوْا عَيْنَ الْعَذَابِ لَمَا نَفَعَهُمُ الْإِيمَانُ ، وَهَذَا أَوْلَى مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ .
وَالْمُرَادُ بِعَذَابِ الْخِزْيِ الَّذِي كَشَفَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَهُوَ الْعَذَابُ الَّذِي كَانَ قَدْ وَعَدَهُمْ
يُونُسُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَرَوْهُ ، أَوِ الَّذِي قَدْ رَأَوْا عَلَامَاتِهِ دُونَ عَيْنِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ أَيْ بَعْدَ كَشْفِ الْعَذَابِ عَنْهُمْ مَتَّعَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا إِلَى حِينٍ مَعْلُومٍ قَدَّرَهُ لَهُمْ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْإِيمَانَ وَضِدَّهُ كِلَاهُمَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَتَقْدِيرِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ بِحَيْثُ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ أَحَدٌ جَمِيعًا مُجْتَمِعِينَ عَلَى الْإِيمَانِ لَا يَتَفَرَّقُونَ فِيهِ وَيَخْتَلِفُونَ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَشَأْ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ مُخَالِفًا لِلْمَصْلَحَةِ الَّتِي أَرَادَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَانْتِصَابُ جَمِيعًا عَلَى الْحَالِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : جَاءَ بِقَوْلِهِ " جَمِيعًا " بَعْدَ " كُلُّهُمْ " لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ( النَّحْلِ : 51 ) وَلَمَّا كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30177_30997النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - حَرِيصًا عَلَى إِيمَانِ جَمِيعِ النَّاسِ ، أَخْبَرَهُ اللَّهُ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ ، لِأَنَّ مَشِيئَتَهُ الْجَارِيَةَ عَلَى الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَالْمَصَالِحِ الرَّاجِحَةِ لَا تَقْتَضِي ذَلِكَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=99أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي وُسْعِكَ يَا
مُحَمَّدُ وَلَا دَاخِلًا تَحْتَ قُدْرَتِكَ ، وَفِي هَذَا تَسْلِيَةٌ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَدَفْعٌ لِمَا يَضِيقُ بِهِ صَدْرُهُ مِنْ طَلَبِ صَلَاحِ الْكُلِّ ، الَّذِي لَوْ كَانَ لَمْ يَكُنْ صَلَاحًا مُحَقَّقًا بَلْ يَكُونُ إِلَى الْفَسَادِ أَقْرَبَ ، وَلِلَّهِ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ مَا تَقَدَّمَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أَيْ مَا صَحَّ وَمَا اسْتَقَامَ لِنَفْسٍ مِنَ الْأَنْفُسِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ : أَيْ بِتَسْهِيلِهِ وَتَيْسِيرِهِ وَمَشِيئَتِهِ لِذَلِكَ فَلَا يَقَعُ غَيْرُ مَا يَشَاؤُهُ كَائِنًا مَا كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ أَيِ الْعَذَابَ أَوِ الْكُفْرَ أَوِ الْخِذْلَانَ الَّذِي هُوَ سَبَبُ الْعَذَابِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ ،
وَالْمُفَضَّلُ " وَنَجْعَلُ " بِالنُّونِ .
وَفِي الرِّجْسِ لُغَتَانِ ضَمُّ الرَّاءِ وَكَسْرُهَا ، وَالْمُرَادُ بِالَّذِينِ لَا يَعْقِلُونَ : هُمُ الْكُفَّارُ الَّذِينَ لَا يَتَعَقَّلُونَ حُجَجَ اللَّهِ ، وَلَا يَتَفَكَّرُونَ فِي آيَاتِهِ ، وَلَا يَتَدَبَّرُونَ فِيمَا نَصَبَهُ لَهُمْ مِنَ الْأَدِلَّةِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ قَالَ : بَوَّأَهُمُ اللَّهُ
الشَّامَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، قَالَ : مَنَازِلَ صِدْقٍ
مِصْرَ وَالشَّامَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=93فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ قَالَ : الْعِلْمُ كِتَابُ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ وَأَمْرُهُ الَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ .
وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020454أَنَّ الْيَهُودَ اخْتَلَفُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَأَنَّ النَّصَارَى اخْتَلَفُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَهُوَ فِي السُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ ، وَالْكَلَامُ فِيهِ يَطُولُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ الْآيَةَ ، قَالَ : لَمْ يَشُكَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَسْأَلْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020455ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : لَا أَشُكُّ وَلَا أَسْأَلُ . وَهُوَ مُرْسَلٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=94فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ - قَالَ : التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ - الَّذِينَ أَدْرَكُوا
مُحَمَّدًا مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ وَآمَنُوا بِهِ ، يَقُولُ : سَلْهُمْ إِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ بِأَنَّكَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ قَالَ : حَقَّ عَلَيْهِمْ سَخَطُ اللَّهِ بِمَا عَصَوْهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=98فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ يَقُولُ : فَمَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي الْآيَةِ قَالَ : لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي الْأُمَمِ قَبْلَ
قَوْمِ يُونُسَ لَمْ يَنْفَعْ قَرْيَةً كَفَرَتْ ثُمَّ آمَنَتْ حِينَ عَايَنَتِ الْعَذَابَ إِلَّا
قَوْمَ يُونُسَ ، فَاسْتَثْنَى اللَّهُ
قَوْمَ يُونُسَ .
قَالَ : وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ
قَوْمَ يُونُسَ كَانُوا بِنِينَوَى مِنْ أَرْضِ
الْمَوْصِلِ ، فَلَمَّا فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ التَّوْبَةَ فَلَبِسُوا الْمُسُوحَ ، وَأَخْرَجُوا الْمَوَاشِيَ ، وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا ، فَعَجُّوا إِلَى اللَّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، فَلَمَّا عَرَفَ اللَّهُ الصِّدْقَ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَالتَّوْبَةَ وَالنَّدَامَةَ عَلَى مَا مَضَى مِنْهُمْ ، كَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ بَعْدَمَا تَدَلَّى عَلَيْهِمْ ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَذَابِ إِلَّا مِيلٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020456إِنَّ يُونُسَ دَعَا قَوْمَهُ ، فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ وَعَدَهُمُ الْعَذَابَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ يَأْتِيكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُمْ ، وَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ إِذَا وَعَدَتْ قَوْمَهَا الْعَذَابَ خَرَجَتْ ، فَلَمَّا أَظَلَّهُمُ الْعَذَابُ خَرَجُوا فَفَرَّقُوا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَوَلَدِهَا ، وَبَيْنَ السَّخْلَةِ وَوَلَدِهَا ، وَخَرَجُوا يَعُجُّونَ إِلَى اللَّهِ ، وَعَلِمَ اللَّهُ مِنْهُمُ الصِّدْقَ فَتَابَ عَلَيْهِمْ وَصَرَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ ، وَقَعَدَ يُونُسُ فِي الطَّرِيقِ يَسْأَلُ عَنِ الْخَبَرِ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ : مَا فَعَلَ قَوْمُ يُونُسَ ؟ فَحَدَّثَهُ بِمَا صَنَعُوا ، فَقَالَ : لَا أَرْجِعُ إِلَى قَوْمٍ قَدْ كُذِّبْتُهُمْ ، وَانْطَلَقَ مُغَاضِبًا : يَعْنِي مُرَاغِمًا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : غَشِيَ
قَوْمَ يُونُسَ الْعَذَابُ كَمَا يُغْشَى الْقَبْرُ بِالثَّوْبِ إِذَا دَخَلَ فِيهِ صَاحِبُهُ وَمَطَرَتِ السَّمَاءُ دَمًا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ الْعَذَابَ كَانَ هَبَطَ عَلَى
قَوْمِ يُونُسَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ إِلَّا قَدْرُ ثُلُثَيْ مِيلٍ ، فَلَمَّا دَعَوْا كَشَفَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
أَبِي الْجَلْدِ قَالَ : لَمَّا غَشِيَ
قَوْمَ يُونُسَ الْعَذَابُ مَشَوْا إِلَى شَيْخٍ مِنْ بَقِيَّةِ عُلَمَائِهِمْ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا تَرَى ؟ قَالَ : قُولُوا يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ ، وَيَا حَيُّ مُحْيِيَ الْمَوْتَى ، وَيَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، فَقَالُوا فَكُشِفَ عَنْهُمُ الْعَذَابُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=100وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ قَالَ : السُّخْطَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : الرِّجْسُ : الشَّيْطَانُ ، وَالرِّجْسُ الْعَذَابُ .