[ ص: 1260 ] nindex.php?page=treesubj&link=28978_30539_32016_33679nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=4وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون . nindex.php?page=treesubj&link=28978_25987_28673_30539_32016_33679_34299nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا : إنا كنا ظالمين . . nindex.php?page=treesubj&link=28978_30355_30364_30532nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=6فلنسألن الذين أرسل إليهم ، ولنسألن المرسلين . nindex.php?page=treesubj&link=28978_29683_30356_30497_34091nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=7فلنقصن عليهم بعلم ، وما كنا غائبين . nindex.php?page=treesubj&link=28978_30180_30358_30364_30497nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق ، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . nindex.php?page=treesubj&link=28978_25987_27521_29786_30358_30364nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون . .
إن مصارع الغابرين خير مذكر ، وخير منذر . . والقرآن يستصحب هذه الحقائق ، فيجعلها مؤثرات موحية ، ومطارق موقظة ، للقلوب البشرية الغافلة .
إنها كثيرة تلك القرى التي أهلكت بسبب تكذيبها . أهلكت وهي غارة غافلة . في الليل وفي ساعة القيلولة ، حيث يسترخي الناس للنوم ، ويستسلمون للأمن :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=4وكم من قرية أهلكناها ، فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون .
وكلتاهما . . البيات والقيلولة . . ساعة غرة واسترخاء وأمان ! والأخذ فيهما أشد ترويعا وأعنف وقعا .
وأدعى كذلك إلى التذكر والحذر والتوقي والاحتياط ! ثم ما الذي حدث؟ إنه لم يكن لهؤلاء المأخوذين في غرتهم إلا الاعتراف ! ولم يكن لهم دعوى يدعونها إلا الإقرار !
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا : إنا كنا ظالمين . .
والإنسان يدعي كل شيء إلا الاعتراف والإقرار ! ولكنهم في موقف لا يملكون أن يدعوا إلا هذه الدعوى !
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5إنا كنا ظالمين . . فياله من موقف مذهل رعيب مخيف ، ذلك الذي يكون أقصى المحاولة فيه هو الاعتراف بالذنب والإقرار بالشرك ! إن الظلم الذي يعنونه هنا هو الشرك . فهذا هو المدلول الغالب على هذا التعبير في القرآن . . فالشرك هو الظلم . والظلم هو الشرك . وهل أظلم ممن يشرك بربه وهو خلقه؟ ! وبينما المشهد معروض في الدنيا ، وقد أخذ الله المكذبين ببأسه ، فاعترفوا وهم يعاينون بأس الله أنهم كانوا ظالمين وتكشف لهم الحق فعرفوه ، ولكن حيث لا تجدي معرفة ولا اعتراف ، ولا يكف بأس الله عنهم ندم ولا توبة . فإن الندم قد فات موعده ، والتوبة قد انقطعت طريقها بحلول العذاب . .
بينما المشهد هكذا معروضا في الدنيا إذا السياق ينتقل ، وينقل معه السامعين من فوره إلى ساحة الآخرة .
بلا توقف ولا فاصل . فالشريط المعروض موصول المشاهد ، والنقلة تتخطى الزمان والمكان ، وتصل الدنيا بالآخرة ، وتلحق عذاب الدنيا بعذاب الآخرة وإذا الموقف هناك في لمحة خاطفة :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=6فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=7فلنقصن عليهم بعلم ، وما كنا غائبين . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق . فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون . .
إن التعبير على هذا النحو المصور الموحي ، خاصية من خواص القرآن . . إن الرحلة في الأرض كلها تطوى في لمحة . وفي سطر من كتاب . لتلتحم الدنيا بالآخرة ويتصل البدء بالختام ! فإذا وقف هؤلاء الذين تعرضوا لبأس الله في هذه الأرض وقفتهم هناك للسؤال والحساب والجزاء ، فإنه لا يكتفى باعترافهم ذاك حين واجهوا بأس الله الذي أخذهم وهم غارون :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5إنا كنا ظالمين . .
[ ص: 1261 ] ولكنه السؤال الجديد ، والتشهير بهم على الملأ الحاشد في ذلك اليوم المشهود :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=6فلنسألن الذين أرسل إليهم ، ولنسألن المرسلين . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=7فلنقصن عليهم بعلم - وما كنا غائبين .
فهو السؤال الدقيق الوافي ، يشمل المرسل إليهم ويشمل المرسلين . . وتعرض فيه القصة كلها على الملأ الحاشد وتفصل فيه الخفايا والدقائق ! . . يسأل الذين جاءهم الرسل فيعترفون . ويسأل الرسل فيجيبون . ثم يقص عليهم العليم الخبير كل شيء أحصاه الله ونسوه ! يقصه عليهم - سبحانه - بعلم فقد كان حاضرا كل شيء . وما كان - سبحانه - غائبا عن شيء . . وهي لمسة عميقة التأثير والتذكير والتحذير !
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8والوزن يومئذ الحق . .
إنه لا مجال هنا للمغالطة في الوزن ولا التلبيس في الحكم ولا الجدل الذي يذهب بصحة الأحكام والموازين . .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . .
فقد ثقلت في ميزان الله الذي يزن بالحق . وجزاؤها إذن هو الفلاح . . وأي فلاح بعد النجاة من النار ، والعودة إلى الجنة ، في نهاية الرحلة المديدة ، وفي ختام المطاف الطويل؟
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون . .
فقد خفت في ميزان الله الذي لا يظلم ولا يخطئ . وقد خسروا أنفسهم . فماذا يكسبون بعد؟ إن المرء ليحاول أن يجمع لنفسه . فإذا خسر ذات نفسه فما الذي يبقى له؟
لقد خسروا أنفسهم بكفرهم بآيات الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9بما كانوا بآياتنا يظلمون والظلم - كما أسلفنا - يطلق في التعبير القرآني ويراد به الشرك أو الكفر :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم .
ولا ندخل هنا في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان - كما دخل فيه المتجادلون بعقلية غير إسلامية في تاريخ الفكر " الإسلامي " ! . . فكيفيات أفعال الله كلها خارجة عن الشبيه والمثيل . مذ كان الله سبحانه ليس كمثله شيء . . وحسبنا تقرير الحقيقة التي يقصد إليها السياق . . من أن الحساب يومئذ بالحق ، وأنه لا يظلم أحد مثقال ذرة ، وأن عملا لا يبخس ولا يغفل ولا يضيع .
[ ص: 1260 ] nindex.php?page=treesubj&link=28978_30539_32016_33679nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=4وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ . nindex.php?page=treesubj&link=28978_25987_28673_30539_32016_33679_34299nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا : إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . . nindex.php?page=treesubj&link=28978_30355_30364_30532nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=6فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ، وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ . nindex.php?page=treesubj&link=28978_29683_30356_30497_34091nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=7فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ، وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ . nindex.php?page=treesubj&link=28978_30180_30358_30364_30497nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . nindex.php?page=treesubj&link=28978_25987_27521_29786_30358_30364nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ . .
إِنَّ مَصَارِعَ الْغَابِرِينَ خَيْرُ مُذَكِّرٍ ، وَخَيْرُ مُنْذِرٍ . . وَالْقُرْآنُ يَسْتَصْحِبُ هَذِهِ الْحَقَائِقَ ، فَيَجْعَلُهَا مُؤَثِّرَاتٍ مُوحِيَةً ، وَمَطَارِقَ مُوقِظَةً ، لِلْقُلُوبِ الْبَشَرِيَّةِ الْغَافِلَةِ .
إِنَّهَا كَثِيرَةٌ تِلْكَ الْقُرَى الَّتِي أُهْلِكَتْ بِسَبَبِ تَكْذِيبِهَا . أُهْلِكَتْ وَهِيَ غَارَّةٌ غَافِلَةٌ . فِي اللَّيْلِ وَفِي سَاعَةِ الْقَيْلُولَةِ ، حَيْثُ يَسْتَرْخِي النَّاسُ لِلنَّوْمِ ، وَيَسْتَسْلِمُونَ لِلْأَمْنِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=4وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ، فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ .
وَكِلْتَاهُمَا . . الْبَيَاتُ وَالْقَيْلُولَةُ . . سَاعَةُ غِرَّةٍ وَاسْتِرْخَاءٍ وَأَمَانٍ ! وَالْأَخْذُ فِيهِمَا أَشَدُّ تَرْوِيعًا وَأَعْنَفُ وَقْعًا .
وَأَدْعَى كَذَلِكَ إِلَى التَّذَكُّرِ وَالْحَذَرِ وَالتَّوَقِّي وَالِاحْتِيَاطِ ! ثُمَّ مَا الَّذِي حَدَثَ؟ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِهَؤُلَاءِ الْمَأْخُوذِينَ فِي غِرَّتِهِمْ إِلَّا الِاعْتِرَافُ ! وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ دَعْوَى يَدَّعُونَهَا إِلَّا الْإِقْرَارُ !
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا : إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . .
وَالْإِنْسَانُ يَدَّعِي كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الِاعْتِرَافَ وَالْإِقْرَارَ ! وَلَكِنَّهُمْ فِي مَوْقِفٍ لَا يَمْلِكُونَ أَنْ يَدَّعُوا إِلَّا هَذِهِ الدَّعْوَى !
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . . فَيَالَهُ مِنْ مَوْقِفٍ مُذْهِلٍ رَعِيبٍ مُخِيفٍ ، ذَلِكَ الَّذِي يَكُونُ أَقْصَى الْمُحَاوَلَةِ فِيهِ هُوَ الِاعْتِرَافَ بِالذَّنْبِ وَالْإِقْرَارَ بِالشِّرْكِ ! إِنَّ الظُّلْمَ الَّذِي يَعْنُونَهُ هُنَا هُوَ الشِّرْكُ . فَهَذَا هُوَ الْمَدْلُولُ الْغَالِبُ عَلَى هَذَا التَّعْبِيرِ فِي الْقُرْآنِ . . فَالشِّرْكُ هُوَ الظُّلْمُ . وَالظُّلْمُ هُوَ الشِّرْكُ . وَهَلْ أَظْلَمُ مِمَّنْ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَهُوَ خَلَقَهُ؟ ! وَبَيْنَمَا الْمَشْهَدُ مَعْرُوضٌ فِي الدُّنْيَا ، وَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ الْمُكَذِّبِينَ بِبَأْسِهِ ، فَاعْتَرَفُوا وَهُمْ يُعَايِنُونَ بَأْسَ اللَّهِ أَنَّهُمْ كَانُوا ظَالِمِينَ وَتَكَشَّفَ لَهُمُ الْحَقَّ فَعَرَفُوهُ ، وَلَكِنْ حَيْثُ لَا تُجْدِي مَعْرِفَةٌ وَلَا اعْتِرَافٌ ، وَلَا يَكُفُّ بَأْسَ اللَّهِ عَنْهُمْ نَدَمٌ وَلَا تَوْبَةٌ . فَإِنَّ النَّدَمَ قَدْ فَاتَ مَوْعِدُهُ ، وَالتَّوْبَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ طَرِيقُهَا بِحُلُولِ الْعَذَابِ . .
بَيْنَمَا الْمَشْهَدُ هَكَذَا مَعْرُوضًا فِي الدُّنْيَا إِذَا السِّيَاقُ يَنْتَقِلُ ، وَيَنْقُلُ مَعَهُ السَّامِعِينَ مِنْ فَوْرِهِ إِلَى سَاحَةِ الْآخِرَةِ .
بِلَا تَوَقُّفٍ وَلَا فَاصِلٍ . فَالشَّرِيطُ الْمَعْرُوضُ مَوْصُولُ الْمَشَاهِدِ ، وَالنَّقْلَةُ تَتَخَطَّى الزَّمَانَ وَالْمَكَانَ ، وَتَصِلُ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ، وَتُلْحِقُ عَذَابَ الدُّنْيَا بِعَذَابِ الْآخِرَةِ وَإِذَا الْمَوْقِفُ هُنَاكَ فِي لَمْحَةٍ خَاطِفَةٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=6فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=7فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ، وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ . فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ . .
إِنَّ التَّعْبِيرَ عَلَى هَذَا النَّحْوِ الْمُصَوَّرِ الْمُوحِي ، خَاصِّيَّةٌ مِنْ خَوَاصِّ الْقُرْآنِ . . إِنَّ الرِّحْلَةَ فِي الْأَرْضِ كُلِّهَا تُطْوَى فِي لَمْحَةٍ . وَفِي سَطْرٍ مِنْ كِتَابٍ . لِتَلْتَحِمَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَيَتَّصِلَ الْبَدْءُ بِالْخِتَامِ ! فَإِذَا وَقَفَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِبَأْسِ اللَّهِ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ وَقْفَتَهُمْ هُنَاكَ لِلسُّؤَالِ وَالْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ ، فَإِنَّهُ لَا يُكْتَفَى بِاعْتِرَافِهِمْ ذَاكَ حِينَ وَاجَهُوا بَأْسَ اللَّهِ الَّذِي أَخَذَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=5إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . .
[ ص: 1261 ] وَلَكِنَّهُ السُّؤَالُ الْجَدِيدُ ، وَالتَّشْهِيرُ بِهِمْ عَلَى الْمَلَأِ الْحَاشِدِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الْمَشْهُودِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=6فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ، وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ . nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=7فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ - وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ .
فَهُوَ السُّؤَالُ الدَّقِيقُ الْوَافِي ، يَشْمَلُ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَيَشْمَلُ الْمُرْسَلِينَ . . وَتُعْرَضُ فِيهِ الْقِصَّةُ كُلُّهَا عَلَى الْمَلَأِ الْحَاشِدِ وَتُفْصَلُ فِيهِ الْخَفَايَا وَالدَّقَائِقُ ! . . يَسْأَلُ الَّذِينَ جَاءَهُمُ الرُّسُلُ فَيَعْتَرِفُونَ . وَيَسْأَلُ الرُّسُلَ فَيُجِيبُونَ . ثُمَّ يَقُصُّ عَلَيْهِمُ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ! يَقُصُّهُ عَلَيْهِمْ - سُبْحَانَهُ - بِعِلْمٍ فَقَدْ كَانَ حَاضِرًا كُلَّ شَيْءٍ . وَمَا كَانَ - سُبْحَانَهُ - غَائِبًا عَنْ شَيْءٍ . . وَهِيَ لَمْسَةٌ عَمِيقَةُ التَّأْثِيرِ وَالتَّذْكِيرِ وَالتَّحْذِيرِ !
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ . .
إِنَّهُ لَا مَجَالَ هُنَا لِلْمُغَالَطَةِ فِي الْوَزْنِ وَلَا التَّلْبِيسِ فِي الْحُكْمِ وَلَا الْجَدَلِ الَّذِي يَذْهَبُ بِصِحَّةِ الْأَحْكَامِ وَالْمَوَازِينِ . .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=8فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . .
فَقَدْ ثَقُلَتْ فِي مِيزَانِ اللَّهِ الَّذِي يَزِنُ بِالْحَقِّ . وَجَزَاؤُهَا إِذَنْ هُوَ الْفَلَاحُ . . وَأَيُّ فَلَاحٍ بَعْدَ النَّجَاةِ مِنَ النَّارِ ، وَالْعَوْدَةِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فِي نِهَايَةِ الرِّحْلَةِ الْمَدِيدَةِ ، وَفِي خِتَامِ الْمَطَافِ الطَّوِيلِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ . .
فَقَدْ خَفَّتْ فِي مِيزَانِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَظْلِمُ وَلَا يُخْطِئُ . وَقَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ . فَمَاذَا يَكْسِبُونَ بَعْدُ؟ إِنَّ الْمَرْءَ لَيُحَاوِلُ أَنْ يَجْمَعَ لِنَفْسِهِ . فَإِذَا خَسِرَ ذَاتَ نَفْسِهِ فَمَا الَّذِي يَبْقَى لَهُ؟
لَقَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=9بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ وَالظُّلْمُ - كَمَا أَسْلَفْنَا - يُطْلَقُ فِي التَّعْبِيرِ الْقُرْآنِيِّ وَيُرَادُ بِهِ الشِّرْكُ أَوِ الْكُفْرُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
وَلَا نَدْخُلُ هُنَا فِي طَبِيعَةِ الْوَزْنِ وَحَقِيقَةِ الْمِيزَانِ - كَمَا دَخَلَ فِيهِ الْمُتَجَادِلُونَ بِعَقْلِيَّةٍ غَيْرِ إِسْلَامِيَّةٍ فِي تَارِيخِ الْفِكْرِ " الْإِسْلَامِيِّ " ! . . فَكَيْفِيَّاتُ أَفْعَالِ اللَّهِ كُلُّهَا خَارِجَةٌ عَنِ الشَّبِيهِ وَالْمَثِيلِ . مُذْ كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ . . وَحَسْبُنَا تَقْرِيرُ الْحَقِيقَةِ الَّتِي يَقْصِدُ إِلَيْهَا السِّيَاقُ . . مِنْ أَنَّ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ بِالْحَقِّ ، وَأَنَّهُ لَا يُظْلَمُ أَحَدٌ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ، وَأَنَّ عَمَلًا لَا يُبْخَسُ وَلَا يُغْفَلُ وَلَا يَضِيعُ .