وأخيرا فإن القصة والتعقيبات عليها - كما سيجيء - تشير إلى شيء مركوز في طبع الإنسان وفطرته. وهو الحياء من التعري وانكشاف سوأته:
nindex.php?page=treesubj&link=28978_31818_34106_34111_34264_34266_34513nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20فوسوس لهما الشيطان، ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ..
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فدلاهما بغرور، فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ..
nindex.php?page=treesubj&link=28978_19863_27695_32412_32438_34275nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم، وريشا، ولباس التقوى ذلك خير. ذلك من آيات الله ..
nindex.php?page=treesubj&link=28978_30469_31819_34106_34112_34264nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ..
وكلها توحي بأهمية هذه المسألة، وعمقها في الفطرة البشرية. فاللباس، وستر العورة، زينة للإنسان وستر لعوراته الجسدية. كما أن التقوى لباس وستر لعوراته النفسية.
والفطرة السليمة تنفر من انكشاف سوآتها الجسدية والنفسية، وتحرص على سترها ومواراتها.. والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس، وتعرية النفس من التقوى، ومن الحياء من الله ومن الناس والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم وأجهزة التوجيه والإعلام كلها لتأصيل هذه المحاولة - في شتى الصور والأساليب الشيطانية الخبيثة - هم الذين يريدون سلب " الإنسان " خصائص فطرته، وخصائص " إنسانيته " التي بها صار إنسانا. وهم الذين يريدون إسلام الإنسان لعدوه الشيطان وما يريده به من نزع لباسه وكشف سوآته! وهم الذين ينفذون المخططات الصهيونية الرهيبة لتدمير الإنسانية وإشاعة الانحلال فيها لتخضع لملك صهيون بلا مقاومة. وقد فقدت مقوماتها الإنسانية! إن العري فطرة حيوانية. ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان. وإن رؤية العري جمالا هو انتكاس في الذوق البشري قطعا. والمتخلفون في أواسط
إفريقية عراة. والإسلام حين يدخل بحضارته إلى هذه المناطق يكون أول مظاهر الحضارة اكتساء العراة! فأما في الجاهلية الحديثة " التقدمية " فهم يرتكسون إلى الوهدة التي ينتشل الإسلام المتخلفين منها، وينقلهم إلى مستوى " الحضارة "
[ ص: 1276 ] بمفهومها الإسلامي الذي يستهدف استنقاذ خصائص الإنسان وإبرازها وتقويتها.
والعري النفسي من الحياء والتقوى - وهو ما تجتهد فيه الأصوات والأقلام وجميع أجهزة التوجيه والإعلام - هو النكسة والردة إلى الجاهلية. وليس هو التقدم والتحضر كما تريد هذه الأجهزة الشيطانية المدربة الموجهة أن توسوس ! وقصة النشأة الإنسانية في القرآن توحي بهذه القيم والموازين الأصيلة وتبينها خير بيان.
والحمد لله الذي هدانا إليه وأنقذنا من وسوسة الشيطان ووحل الجاهلية!!!
وَأَخِيرًا فَإِنَّ الْقِصَّةَ وَالتَّعْقِيبَاتِ عَلَيْهَا - كَمَا سَيَجِيءُ - تُشِيرُ إِلَى شَيْءٍ مَرْكُوزٍ فِي طَبْعِ الْإِنْسَانِ وَفِطْرَتِهِ. وَهُوَ الْحَيَاءُ مِنَ التَّعَرِّي وَانْكِشَافِ سَوْأَتِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=28978_31818_34106_34111_34264_34266_34513nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ، لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا ..
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ، فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ..
nindex.php?page=treesubj&link=28978_19863_27695_32412_32438_34275nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ، وَرِيشًا، وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ. ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ..
nindex.php?page=treesubj&link=28978_30469_31819_34106_34112_34264nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=27يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ..
وَكُلُّهَا تُوحِي بِأَهَمِّيَّةِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَعُمْقِهَا فِي الْفِطْرَةِ الْبَشَرِيَّةِ. فَاللِّبَاسُ، وَسِتْرُ الْعَوْرَةِ، زِينَةٌ لِلْإِنْسَانِ وَسِتْرٌ لِعَوْرَاتِهِ الْجَسَدِيَّةِ. كَمَا أَنَّ التَّقْوَى لِبَاسٌ وَسِتْرٌ لِعَوْرَاتِهِ النَّفْسِيَّةِ.
وَالْفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ تَنْفِرُ مِنِ انْكِشَافِ سَوْآتِهَا الْجَسَدِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ، وَتَحْرِصُ عَلَى سَتْرِهَا وَمُوَارَاتِهَا.. وَالَّذِينَ يُحَاوِلُونَ تَعْرِيَةَ الْجِسْمِ مِنَ اللِّبَاسِ، وَتَعْرِيَةَ النَّفْسِ مِنَ التَّقْوَى، وَمِنَ الْحَيَاءِ مِنَ اللَّهِ وَمِنَ النَّاسِ وَالَّذِينَ يُطْلِقُونَ أَلْسِنَتَهُمْ وَأَقْلَامَهُمْ وَأَجْهِزَةَ التَّوْجِيهِ وَالْإِعْلَامِ كُلَّهَا لِتَأْصِيلِ هَذِهِ الْمُحَاوَلَةِ - فِي شَتَّى الصُّوَرِ وَالْأَسَالِيبِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَبِيثَةِ - هُمُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ سَلْبَ " الْإِنْسَانِ " خَصَائِصَ فِطْرَتِهِ، وَخَصَائِصَ " إِنْسَانِيَّتِهِ " الَّتِي بِهَا صَارَ إِنْسَانًا. وَهُمُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ إِسْلَامَ الْإِنْسَانِ لِعَدُوِّهِ الشَّيْطَانِ وَمَا يُرِيدُهُ بِهِ مِنْ نَزْعِ لِبَاسِهِ وَكَشْفِ سَوْآتِهِ! وَهُمُ الَّذِينَ يُنَفِّذُونَ الْمُخَطَّطَاتِ الصَّهْيُونِيَّةَ الرَّهِيبَةَ لِتَدْمِيرِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَإِشَاعَةِ الِانْحِلَالِ فِيهَا لِتَخْضَعَ لِمَلِكِ صَهْيُونَ بِلَا مُقَاوَمَةٍ. وَقَدْ فَقَدَتْ مُقَوِّمَاتِهَا الْإِنْسَانِيَّةِ! إِنَّ الْعُرْيِ فِطْرَةٌ حَيَوَانِيَّةٌ. وَلَا يَمِيلُ الْإِنْسَانُ إِلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يَرْتَكِسُ إِلَى مَرْتَبَةٍ أَدْنَى مِنْ مَرْتَبَةِ الْإِنْسَانِ. وَإِنَّ رُؤْيَةَ الْعُرْيِ جَمَالًا هُوَ انْتِكَاسٌ فِي الذَّوْقِ الْبِشْرِيِّ قَطْعًا. وَالْمُتَخَلِّفُونَ فِي أَوَاسِطِ
إِفْرِيقِيَّةَ عُرَاةٌ. وَالْإِسْلَامُ حِينَ يَدْخُلُ بِحَضَارَتِهِ إِلَى هَذِهِ الْمَنَاطِقِ يَكُونُ أَوَّلُ مَظَاهِرِ الْحَضَارَةِ اكْتِسَاءَ الْعُرَاةِ! فَأَمَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْحَدِيثَةِ " التَّقَدُّمِيَّةِ " فَهُمْ يَرْتَكِسُونَ إِلَى الْوَهْدَةِ الَّتِي يَنْتَشِلُ الْإِسْلَامُ الْمُتَخَلِّفِينَ مِنْهَا، وَيَنْقُلُهُمْ إِلَى مُسْتَوَى " الْحَضَارَةِ "
[ ص: 1276 ] بِمَفْهُومِهَا الْإِسْلَامِيِّ الَّذِي يَسْتَهْدِفُ اسْتِنْقَاذَ خَصَائِصِ الْإِنْسَانِ وَإِبْرَازَهَا وَتَقْوِيَتَهَا.
وَالْعُرْيُ النَّفْسِيُّ مِنَ الْحَيَاءِ وَالتَّقْوَى - وَهُوَ مَا تَجْتَهِدُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ وَالْأَقْلَامُ وَجَمِيعُ أَجْهِزَةِ التَّوْجِيهِ وَالْإِعْلَامِ - هُوَ النَّكْسَةُ وَالرِّدَّةِ إِلَى الْجَاهِلِيَّةِ. وَلَيْسَ هُوَ التَّقَدُّمَ وَالتَّحَضُّرَ كَمَا تُرِيدُ هَذِهِ الْأَجْهِزَةُ الشَّيْطَانِيَّةُ الْمُدَرَّبَةُ الْمُوَجَّهَةُ أَنْ تُوَسْوِسَ ! وَقِصَّةُ النَّشْأَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ فِي الْقُرْآنِ تُوحِي بِهَذِهِ الْقِيَمِ وَالْمَوَازِينِ الْأَصِيلَةِ وَتُبَيِّنُهَا خَيْرَ بَيَانٍ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا إِلَيْهِ وَأَنْقَذَنَا مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ وَوَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ!!!