الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2148 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله - تعالى - قرأ طه ويس قبل أن يخلق السماوات والأرض بألف عام ، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت : طوبى لأمة ينزل هذا عليها وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تتكلم بهذا " رواه الدارمي .

التالي السابق


2148 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله - تعالى - قرأ طه ويس ) ، أي أظهر قراءتهما وبين ثواب تلاوتهما ، وقال ابن الملك : أي أفهمهما ملائكته وألهمهم معناهما ، وقال ابن حجر : أمر بعضهم بقراءتها على البقية إعلاما لهم بشرفهما ، ويحتمل بقاؤه على ظاهره وأنه - تعالى - أسمعهم كلامه النفسي بهما إجلالا لهما بذلك ، وهذا الإسماع يسمى قراءة كما أن الكلام النفسي يسمى قرآنا حقيقة ، وخصتا بذلك لافتتاح كل منهما باسم من أسمائه - صلى الله عليه وسلم - الدالة على غاية كماله ونهاية إجلاله ( قبل أن يخلق السماوات والأرض بألف عام فلما سمعت الملائكة القرآن ) ظاهر الحديث أن الملائكة خلقوا قبل خلق السماوات والأرض بزمان ، قيل : المراد بالقرآن القراءة ، ويجوز أن يكون اسما ، أي هذا الجنس من القرآن وسماه قرآنا تفخيما لشأنهما ، وقيل : إنه يطلق حقيقة على البعض ( قالت ) ، أي الملائكة التي سمعوها ( طوبى ) ، أي الحالة الطيبة والراحة الكاملة حاصلة ( لأمة ينزل ) بصيغة المجهول أو المعلوم ( هذا ) ، أي القرآن فإنه أقرب مذكور أو ما ذكر من طه ويس خصوصا وهو الظاهر من السياق أو هذا ونحوه عموما ( عليها ) بسبب إيمانها بهما ، وقيل : المراد بطوبى شجرة في الجنة في كل بيت من بيوت الجنة منها غصن ، أقول : وهذه طوبى من تلك الطوبى قال - تعالى - الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب ( وطوبى لأجواف تحمل هذا ) ، أي بالحفظ والمحافظة ( وطوبى لألسنة تتكلم بهذا ) ، أي تقرؤه غيبا أو نظرا ولعله لم يقل وطوبى لآذان تسمع بهذا لدخوله في أمة نزل عليها ( رواه الدارمي ) .

[ ص: 1480 ]



الخدمات العلمية