(
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=29ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم ) قد ذكرنا أن المعبود قد يعبده قوم لدفع الضرر ، وجمع لتوقع المنفعة ، وقليل من الأشراف الأعزة يعبدونه لأنه يستحق العبادة لذاته فلما بين أنه لا يعبد غير الله لدفع الضرر إذ لا دافع للضرر غيره بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=22قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ) وبين أنه لا يعبد غير الله لتوقع المنفعة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24قل من يرزقكم من السماوات والأرض ) بين ههنا أنه
nindex.php?page=treesubj&link=29428_28663لا يعبد أحد لاستحقاقه العبادة غير الله فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم ) أي هو المعبود لذاته ، واتصافه بالعزة وهي القدرة الكاملة ، والحكمة وهي العلم التام الذي عمله موافق له .
[ ص: 224 ]
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
لما بين مسألة التوحيد شرع في الرسالة فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وما أرسلناك إلا كافة ) وفيه وجهان :
أحدها : كافة ؛ أي :
nindex.php?page=treesubj&link=28747إرساله كافة ؛ أي : عامة لجميع الناس تمنعهم من الخروج عن الانقياد لها .
والثاني : كافة أي أرسلناك كافة تكف الناس أنت من الكفر ، والهاء للمبالغة على هذا الوجه (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28بشيرا ) أي تحثهم بالوعد (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28ونذيرا ) تزجرهم بالوعيد (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) ذلك لا لخفائه ولكن لغفلتهم .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=29ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) لما ذكر الرسالة بين الحشر .
وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=32872_32879قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) قد ذكرنا في سورة الأعراف أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30لا تستأخرون ) يوجب الإنذار ؛ لأن معناه عدم المهلة عن الأجل ولكن الاستقدام ما وجهه ؟ وذكرنا هناك وجهه ونذكر ههنا أنهم لما طلبوا الاستعجال بين أنه لا استعجال فيه كما لا إمهال ، وهذا يفيد عظم الأمر وخطر الخطب ، وذلك لأن الأمر الحقير إذا طالبه طالب من غيره لا يؤخره ولا يوقفه على وقت بخلاف الأمر الخطير وفي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30لكم ميعاد يوم ) قراءات :
أحدها : رفعهما مع التنوين وعلى هذا "يوم" بدل .
وثانيها : نصب يوم مع رفع ميعاد والتنوين فيهما ، "ميعاد يوما" قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ووجهه أنه منصوب بفعل محذوف كأنه قال : ميعاد أعني يوما وذلك يفيد التعظيم والتهويل ، ويحتمل أن يقال نصب على الظرف تقديره لكم ميعاد يوما كما يقول القائل : أنا جائيك يوما وعلى هذا يكون العامل فيه العلم كأنه يقول : لكم ميعاد تعلمونه يوما ، وقوله معلوم يدل عليه كقول القائل : إنه مقتول يوما .
الثالثة : الإضافة لكم ميعاد يوم كما في قول القائل سحق ثوب للتبيين ، وإسناد الفعل إليهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30لا تستأخرون عنه ) بدلا عن قوله : " لا يؤخر عنكم " زيادة تأكيد لوقوع اليوم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=29وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْمَعْبُودَ قَدْ يَعْبُدُهُ قَوْمٌ لِدَفْعِ الضَّرَرِ ، وَجَمْعٌ لِتَوَقُّعِ الْمَنْفَعَةِ ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْأَشْرَافِ الْأَعِزَّةِ يَعْبُدُونَهُ لِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ لِذَاتِهِ فَلَمَّا بَيَّنَ أَنَّهُ لَا يُعْبَدُ غَيْرُ اللَّهِ لِدَفْعِ الضَّرَرِ إِذْ لَا دَافِعَ لِلضَّرَرِ غَيْرُهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=22قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) وَبَيَّنَ أَنَّهُ لَا يُعْبَدُ غَيْرُ اللَّهِ لِتَوَقُّعِ الْمَنْفَعَةِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=24قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) بَيَّنَ هَهُنَا أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29428_28663لَا يُعْبَدُ أَحَدٌ لِاسْتِحْقَاقِهِ الْعِبَادَةَ غَيْرَ اللَّهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=27قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) أَيْ هُوَ الْمَعْبُودُ لِذَاتِهِ ، وَاتِّصَافُهُ بِالْعِزَّةِ وَهِيَ الْقُدْرَةُ الْكَامِلَةُ ، وَالْحِكْمَةُ وَهِيَ الْعِلْمُ التَّامُّ الَّذِي عَمَلُهُ مُوَافِقٌ لَهُ .
[ ص: 224 ]
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
لَمَّا بَيَّنَ مَسْأَلَةَ التَّوْحِيدِ شَرَعَ فِي الرِّسَالَةِ فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً ) وَفِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهَا : كَافَّةً ؛ أَيْ :
nindex.php?page=treesubj&link=28747إِرْسَالُهُ كَافَّةً ؛ أَيْ : عَامَّةً لِجَمِيعِ النَّاسِ تَمْنَعُهُمْ مِنَ الْخُرُوجِ عَنِ الِانْقِيَادِ لَهَا .
وَالثَّانِي : كَافَّةً أَيْ أَرْسَلْنَاكَ كَافَّةً تَكُفُّ النَّاسَ أَنْتَ مِنَ الْكُفْرِ ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28بَشِيرًا ) أَيْ تَحُثُّهُمْ بِالْوَعْدِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَنَذِيرًا ) تَزْجُرُهُمْ بِالْوَعِيدِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) ذَلِكَ لَا لِخَفَائِهِ وَلَكِنْ لِغَفْلَتِهِمْ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=29وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) لَمَّا ذَكَرَ الرِّسَالَةَ بَيَّنَ الْحَشْرَ .
وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=32872_32879قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ) قَدْ ذَكَرْنَا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30لَا تَسْتَأْخِرُونَ ) يُوجِبُ الْإِنْذَارَ ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ عَدَمُ الْمُهْلَةِ عَنِ الْأَجَلِ وَلَكِنَّ الِاسْتِقْدَامَ مَا وَجْهُهُ ؟ وَذَكَرْنَا هُنَاكَ وَجْهَهُ وَنَذْكُرُ هَهُنَا أَنَّهُمْ لَمَّا طَلَبُوا الِاسْتِعْجَالَ بَيَّنَ أَنَّهُ لَا اسْتِعْجَالَ فِيهِ كَمَا لَا إِمْهَالَ ، وَهَذَا يُفِيدُ عِظَمَ الْأَمْرِ وَخَطَرَ الْخَطْبِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَمْرَ الْحَقِيرَ إِذَا طَالَبَهُ طَالِبٌ مِنْ غَيْرِهِ لَا يُؤَخِّرُهُ وَلَا يُوقِفُهُ عَلَى وَقْتٍ بِخِلَافِ الْأَمْرِ الْخَطِيرِ وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ ) قِرَاءَاتٌ :
أَحَدُهَا : رَفْعُهُمَا مَعَ التَّنْوِينِ وَعَلَى هَذَا "يَوْمٌ" بَدَلٌ .
وَثَانِيهَا : نَصْبُ يَوْمٍ مَعَ رَفْعِ مِيعَادٍ وَالتَّنْوِينُ فِيهِمَا ، "مِيعَادٌ يَوْمًا" قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَوَجْهُهُ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ كَأَنَّهُ قَالَ : مِيعَادٌ أَعْنِي يَوْمًا وَذَلِكَ يُفِيدُ التَّعْظِيمَ وَالتَّهْوِيلَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِ تَقْدِيرُهُ لَكُمْ مِيعَادٌ يَوْمًا كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : أَنَا جَائِيكَ يَوْمًا وَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْعَامِلُ فِيهِ الْعِلْمَ كَأَنَّهُ يَقُولُ : لَكُمْ مِيعَادٌ تَعْلَمُونَهُ يَوْمًا ، وَقَوْلُهُ مَعْلُومٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ كَقَوْلِ الْقَائِلِ : إِنَّهُ مَقْتُولٌ يَوْمًا .
الثَّالِثَةُ : الْإِضَافَةُ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ كَمَا فِي قَوْلِ الْقَائِلِ سَحْقُ ثَوْبٍ لِلتَّبْيِينِ ، وَإِسْنَادُ الْفِعْلِ إِلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=30لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ) بَدَلًا عَنْ قَوْلِهِ : " لَا يُؤَخَّرُ عَنْكُمْ " زِيَادَةُ تَأْكِيدٍ لِوُقُوعِ الْيَوْمِ .