(
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد ) .
لما ذكر أنه ما به جنة ليلزم منه كونه نبيا ذكر وجها آخر يلزم منه أنه نبي إذا لم يكن مجنونا ، فالنبي عليه السلام بدعواه النبوة يجعل نفسه عرضة للهلاك عاجلا ، فإن كل أحد يقصده ويعاديه ولا يطلب أجرا في الدنيا فهو يفعله للآخرة ، والكاذب في الآخرة معذب لا مثاب ، فلو كان كاذبا لكان مجنونا لكنه ليس بمجنون فليس بكاذب ، فهو نبي صادق ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47وهو على كل شيء شهيد ) تقرير آخر للرسالة ، وذلك لأن
nindex.php?page=treesubj&link=28752الرسالة لا تثبت إلا بالدعوى والبينة ، بأن يدعي شخص النبوة ويظهر الله له المعجزة فهي بينة شاهدة والتصديق بالفعل يقوم مقام التصديق بالقول في إفادة العلم بدليل أن من قال لقوم : إني مرسل من هذا الملك إليكم ألزمكم قبول قولي والملك حاضر ناظر ، ثم قال للملك : أيها الملك إن كنت أنا رسولك إليهم فقل لهم : إني رسولك ، فإذا قال إنه رسولي إليكم لا يبقى فيه شك ، كذلك إذا قال : يا أيها الملك إن كنت أنا رسولك إليهم فألبسني قباءك فلو ألبسه قباءه في عقب كلامه يجزم الناس بأنه رسوله ، كذلك حال الرسول إذا قال الأنبياء لقومهم : نحن رسل الله ، ثم قالوا : يا إلهنا إن كنا رسلك فأنطق هذه الحجارة أو أنشر هذا الميت ففعله ؛ حصل الجزم بأنه صدقه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب ) وفيه وجهان :
أحدهما : يقذف بالحق في قلوب المحقين ، وعلى هذا الوجه للآية بما قبلها تعلق ، وذلك من حيث إن الله تعالى لما بين رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=46إن هو إلا نذير لكم ) [ سبأ : 46 ] وأكده بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ) وكان من عادة المشركين استبعاد تخصيص واحد من بينهم بإنزال الذكر عليه ، كما قال تعالى عنهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أؤنزل عليه الذكر من بيننا ) [ ص : 8 ] ذكر ما يصلح جوابا لهم فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قل إن ربي يقذف بالحق ) أي في القلوب ؛ إشارة إلى أن الأمر بيده يفعل ما يريد ويعطي ما يشاء لمن يشاء .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48علام الغيوب ) إشارة إلى جواب سؤال فاسد يذكر عليه وهو أن من يفعل شيئا كما يريد من غير اختصاص محل الفعل بشيء لا يوجد في غيره لا يكون عالما وإنما فعل ذلك اتفاقا ، كما إذا أصاب السهم موضعا دون غيره مع تسوية المواضع في المحاذاة فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48يقذف بالحق ) كيف يشاء وهو عالم بما يفعله وعالم بعواقب ما يفعله فهو يفعل ما يريد لا كما يفعله الهاجم الغافل عن العواقب إذ هو علام الغيوب .
الوجه الثاني : أن المراد منه هو أنه يقذف بالحق على الباطل كما قال في سورة الأنبياء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بل نقذف بالحق على )
[ ص: 234 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18الباطل فيدمغه ) [ الأنبياء : 18 ] وعلى هذا تعلق الآية بما قبلها أيضا ظاهر وذلك من حيث إن براهين التوحيد لما ظهرت ودحضت شبههم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قل إن ربي يقذف بالحق ) أي على باطلكم ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48علام الغيوب ) على هذا الوجه له معنى لطيف وهو أن البرهان الباهر المعقول الظاهر لم يقم إلا على التوحيد والرسالة ، وأما الحشر فعلى وقوعه لا برهان غير إخبار الله تعالى عنه ، وعن أحواله وأهواله ، ولولا بيان الله بالقول لما بان لأحد بخلاف التوحيد والرسالة ، فلما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48يقذف بالحق ) أي على الباطل ، إشارة إلى
nindex.php?page=treesubj&link=28752_28658ظهور البراهين على التوحيد والنبوة قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48علام الغيوب ) أي ما يخبره عن الغيب وهو قيام الساعة وأحوالها ، فهو لا خلف فيه ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=29692الله علام الغيوب ، والآية تحتمل تفسيرا آخر وهو أن يقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48ربي يقذف بالحق ) أي ما يقذفه يقذفه بالحق لا بالباطل ، والباء على الوجهين الأولين متعلق بالمفعول به ؛ أي : الحق مقذوف ، وعلى هذا الباء فيه كالباء في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وقضي بينهم بالحق ) [ الزمر : 69 ] وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26فاحكم بين الناس بالحق ) [ ص : 26 ] والمعنى على هذا الوجه هو أن الله تعالى قذف ما قذف في قلب الرسل وهو علام الغيوب يعلم ما في قلوبهم وما في قلوبكم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) .
لَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُ مَا بِهِ جِنَّةٌ لِيَلْزَمَ مِنْهُ كَوْنُهُ نَبِيًّا ذَكَرَ وَجْهًا آخَرَ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّهُ نَبِيٌّ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَجْنُونًا ، فَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِدَعْوَاهُ النُّبُوَّةَ يَجْعَلُ نَفْسَهُ عُرْضَةً لِلْهَلَاكِ عَاجِلًا ، فَإِنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَقْصِدُهُ وَيُعَادِيهِ وَلَا يَطْلُبُ أَجْرًا فِي الدُّنْيَا فَهُوَ يَفْعَلُهُ لِلْآخِرَةِ ، وَالْكَاذِبُ فِي الْآخِرَةِ مُعَذَّبٌ لَا مُثَابٌ ، فَلَوْ كَانَ كَاذِبًا لَكَانَ مَجْنُونًا لَكِنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ فَلَيْسَ بِكَاذِبٍ ، فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) تَقْرِيرٌ آخَرُ لِلرِّسَالَةِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28752الرِّسَالَةَ لَا تَثْبُتُ إِلَّا بِالدَّعْوَى وَالْبَيِّنَةِ ، بِأَنْ يَدَّعِيَ شَخْصٌ النُّبُوَّةَ وَيُظْهِرَ اللَّهُ لَهُ الْمُعْجِزَةَ فَهِيَ بَيِّنَةٌ شَاهِدَةٌ وَالتَّصْدِيقُ بِالْفِعْلِ يَقُومُ مَقَامَ التَّصْدِيقِ بِالْقَوْلِ فِي إِفَادَةِ الْعِلْمِ بِدَلِيلِ أَنَّ مَنْ قَالَ لِقَوْمٍ : إِنِّي مُرْسَلٌ مِنْ هَذَا الْمَلِكِ إِلَيْكُمْ أُلْزِمُكُمْ قَبُولَ قَوْلِي وَالْمَلِكُ حَاضِرٌ نَاظِرٌ ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ : أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنْ كُنْتُ أَنَا رَسُولَكَ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمْ : إِنِّي رَسُولُكَ ، فَإِذَا قَالَ إِنَّهُ رَسُولِي إِلَيْكُمْ لَا يَبْقَى فِيهِ شَكٌّ ، كَذَلِكَ إِذَا قَالَ : يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنْ كُنْتُ أَنَا رَسُولَكَ إِلَيْهِمْ فَأَلْبِسْنِي قَبَاءَكَ فَلَوْ أَلْبَسَهُ قَبَاءَهُ فِي عَقِبِ كَلَامِهِ يَجْزِمُ النَّاسُ بِأَنَّهُ رَسُولُهُ ، كَذَلِكَ حَالُ الرَّسُولِ إِذَا قَالَ الْأَنْبِيَاءُ لِقَوْمِهِمْ : نَحْنُ رُسُلُ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا إِلَهَنَا إِنْ كُنَّا رُسُلَكَ فَأَنْطِقْ هَذِهِ الْحِجَارَةَ أَوْ أَنْشِرْ هَذَا الْمَيِّتَ فَفَعَلَهُ ؛ حَصَلَ الْجَزْمُ بِأَنَّهُ صَدَّقَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) وَفِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : يَقْذِفُ بِالْحَقِّ فِي قُلُوبِ الْمُحِقِّينَ ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ لِلْآيَةِ بِمَا قَبْلَهَا تَعَلُّقٌ ، وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ رِسَالَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=46إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ ) [ سَبَأٍ : 46 ] وَأَكَّدَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=47قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) وَكَانَ مِنْ عَادَةِ الْمُشْرِكِينَ اسْتِبْعَادُ تَخْصِيصِ وَاحِدٍ مِنْ بَيْنِهِمْ بِإِنْزَالِ الذِّكْرِ عَلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا ) [ ص : 8 ] ذَكَرَ مَا يَصْلُحُ جَوَابًا لَهُمْ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ) أَيْ فِي الْقُلُوبِ ؛ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِيَدِهِ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ وَيُعْطِي مَا يَشَاءُ لِمَنْ يَشَاءُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) إِشَارَةً إِلَى جَوَابِ سُؤَالٍ فَاسِدٍ يُذْكَرُ عَلَيْهِ وَهُوَ أَنَّ مَنْ يَفْعَلُ شَيْئًا كَمَا يُرِيدُ مِنْ غَيْرِ اخْتِصَاصِ مَحَلِّ الْفِعْلِ بِشَيْءٍ لَا يُوجَدُ فِي غَيْرِهِ لَا يَكُونُ عَالِمًا وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ اتِّفَاقًا ، كَمَا إِذَا أَصَابَ السَّهْمُ مَوْضِعًا دُونَ غَيْرِهِ مَعَ تَسْوِيَةِ الْمَوَاضِعِ فِي الْمُحَاذَاةِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ) كَيْفَ يَشَاءُ وَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَفْعَلُهُ وَعَالِمٌ بِعَوَاقِبِ مَا يَفْعَلُهُ فَهُوَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ لَا كَمَا يَفْعَلُهُ الْهَاجِمُ الْغَافِلُ عَنِ الْعَوَاقِبِ إِذْ هُوَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ هُوَ أَنَّهُ يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى )
[ ص: 234 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=18الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 18 ] وَعَلَى هَذَا تَعَلُّقُ الْآيَةِ بِمَا قَبْلَهَا أَيْضًا ظَاهِرٌ وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ إِنَّ بَرَاهِينَ التَّوْحِيدِ لَمَّا ظَهَرَتْ وَدَحَضَتْ شُبَهَهُمْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ) أَيْ عَلَى بَاطِلِكُمْ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) عَلَى هَذَا الْوَجْهِ لَهُ مَعْنًى لَطِيفٌ وَهُوَ أَنَّ الْبُرْهَانَ الْبَاهِرَ الْمَعْقُولَ الظَّاهِرَ لَمْ يَقُمْ إِلَّا عَلَى التَّوْحِيدِ وَالرِّسَالَةِ ، وَأَمَّا الْحَشْرُ فَعَلَى وُقُوعِهِ لَا بُرْهَانَ غَيْرُ إِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى عَنْهُ ، وَعَنْ أَحْوَالِهِ وَأَهْوَالِهِ ، وَلَوْلَا بَيَانُ اللَّهِ بِالْقَوْلِ لَمَا بَانَ لِأَحَدٍ بِخِلَافِ التَّوْحِيدِ وَالرِّسَالَةِ ، فَلَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ) أَيْ عَلَى الْبَاطِلِ ، إِشَارَةً إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28752_28658ظُهُورِ الْبَرَاهِينِ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) أَيْ مَا يُخْبِرُهُ عَنِ الْغَيْبِ وَهُوَ قِيَامُ السَّاعَةِ وَأَحْوَالُهَا ، فَهُوَ لَا خُلْفَ فِيهِ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29692اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، وَالْآيَةُ تَحْتَمِلُ تَفْسِيرًا آخَرَ وَهُوَ أَنْ يُقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=48رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ ) أَيْ مَا يَقْذِفُهُ يَقْذِفُهُ بِالْحَقِّ لَا بِالْبَاطِلِ ، وَالْبَاءُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَفْعُولِ بِهِ ؛ أَيِ : الْحَقُّ مَقْذُوفٌ ، وَعَلَى هَذَا الْبَاءُ فِيهِ كَالْبَاءِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ) [ الزُّمَرِ : 69 ] وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) [ ص : 26 ] وَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا الْوَجْهِ هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَذَفَ مَا قَذَفَ فِي قَلْبِ الرُّسُلِ وَهُوَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ وَمَا فِي قُلُوبِكُمْ .