nindex.php?page=treesubj&link=28902_30549_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون nindex.php?page=treesubj&link=30532_30614_32533_34190_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون nindex.php?page=treesubj&link=30531_30532_30539_30549_32533_34091_34163_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون
(122) يقول تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أومن كان من قبل هداية الله له
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122ميتا في ظلمات الكفر، والجهل، والمعاصي،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122فأحييناه بنور العلم والإيمان والطاعة، فصار يمشي بين الناس في النور، متبصرا في أموره، مهتديا لسبيله، عارفا للخير مؤثرا له، مجتهدا في تنفيذه في نفسه وغيره، عارفا بالشر مبغضا له، مجتهدا في تركه وإزالته عن نفسه وعن غيره. أفيستوي هذا بمن هو في الظلمات، ظلمات الجهل والغي، والكفر والمعاصي.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122ليس بخارج منها قد التبست عليه الطرق، وأظلمت عليه المسالك، فحضره الهم والغم والحزن والشقاء. فنبه تعالى العقول بما تدركه وتعرفه، أنه لا يستوي هذا ولا هذا كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلمة، والأحياء والأموات.
فكأنه قيل: فكيف يؤثر من له أدنى مسكة من عقل، أن يكون بهذه الحالة، وأن يبقى في الظلمات متحيرا: فأجاب بأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122زين للكافرين ما كانوا يعملون فلم يزل الشيطان يحسن لهم أعمالهم، ويزينها في قلوبهم، حتى استحسنوها ورأوها حقا. وصار ذلك عقيدة في قلوبهم، وصفة راسخة ملازمة لهم، فلذلك رضوا بما هم عليه من الشر والقبائح.
(123) وهؤلاء الذين في الظلمات يعمهون، وفي باطلهم يترددون، غير متساوين.
فمنهم: القادة، والرؤساء، والمتبوعون، ومنهم: التابعون المرءوسون، والأولون، منهم الذين فازوا بأشقى الأحوال، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها أي: الرؤساء الذين قد كبر جرمهم، واشتد طغيانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123ليمكروا فيها [ ص: 507 ] بالخديعة والدعوة إلى سبيل الشيطان، ومحاربة الرسل وأتباعهم، بالقول والفعل، وإنما مكرهم وكيدهم يعود على أنفسهم، لأنهم يمكرون، ويمكر الله والله خير الماكرين.
وكذلك يجعل الله كبار أئمة الهدى وأفاضلهم، يناضلون هؤلاء المجرمين، ويردون عليهم أقوالهم ويجاهدونهم في سبيل الله، ويسلكون بذلك السبل الموصلة إلى ذلك، ويعينهم الله ويسدد رأيهم، ويثبت أقدامهم، ويداول الأيام بينهم وبين أعدائهم، حتى يدول الأمر في عاقبته بنصرهم وظهورهم، والعاقبة للمتقين.
(124) وإنما ثبت أكابر المجرمين على باطلهم، وقاموا برد الحق الذي جاءت به الرسل، حسدا منهم وبغيا، فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله من النبوة والرسالة. وفي هذا اعتراض منهم على الله، وعجب بأنفسهم، وتكبر على الحق الذي أنزله على أيدي رسله، وتحجر على فضل الله وإحسانه.
فرد الله عليهم اعتراضهم الفاسد، وأخبر أنهم لا يصلحون للخير، ولا فيهم ما يوجب أن يكونوا من عباد الله الصالحين، فضلا أن يكونوا من النبيين والمرسلين، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124الله أعلم حيث يجعل رسالته فيمن علمه يصلح لها، ويقوم بأعبائها، وهو متصف بكل خلق جميل، ومتبرئ من كل خلق دنيء، أعطاه الله ما تقتضيه حكمته أصلا وتبعا، ومن لم يكن كذلك، لم يضع أفضل مواهبه، عند من لا يستأهله، ولا يزكو عنده.
وفي هذه الآية، دليل على كمال حكمة الله تعالى، لأنه، وإن كان تعالى رحيما واسع الجود، كثير الإحسان، فإنه حكيم لا يضع جوده إلا عند أهله، ثم توعد المجرمين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله أي: إهانة وذل، كما تكبروا على الحق، أذلهم الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124وعذاب شديد بما كانوا يمكرون أي: بسبب مكرهم، لا ظلما منه تعالى.
nindex.php?page=treesubj&link=28902_30549_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30614_32533_34190_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30531_30532_30539_30549_32533_34091_34163_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ
(122) يَقُولُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أَوَمَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِ هِدَايَةِ اللَّهِ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122مَيْتًا فِي ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ، وَالْجَهْلِ، وَالْمَعَاصِي،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122فَأَحْيَيْنَاهُ بِنُورِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ، فَصَارَ يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ فِي النُّورِ، مُتَبَصِّرًا فِي أُمُورِهِ، مُهْتَدِيًا لِسَبِيلِهِ، عَارِفًا لِلْخَيْرِ مُؤْثِرًا لَهُ، مُجْتَهِدًا فِي تَنْفِيذِهِ فِي نَفْسِهِ وَغَيْرِهِ، عَارِفًا بِالشَّرِّ مُبْغِضًا لَهُ، مُجْتَهِدًا فِي تَرْكِهِ وَإِزَالَتِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ غَيْرِهِ. أَفَيَسْتَوِي هَذَا بِمَنْ هُوَ فِي الظُّلُمَاتِ، ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَالْغَيِّ، وَالْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا قَدِ الْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الطُّرُقُ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهِ الْمَسَالِكُ، فَحَضَرَهُ الْهَمُّ وَالْغَمُّ وَالْحُزْنُ وَالشَّقَاءُ. فَنَبَّهَ تَعَالَى الْعُقُولَ بِمَا تُدْرِكُهُ وَتَعْرِفُهُ، أَنَّهُ لَا يَسْتَوِي هَذَا وَلَا هَذَا كَمَا لَا يَسْتَوِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالضِّيَاءُ وَالظُّلْمَةُ، وَالْأَحْيَاءُ وَالْأَمْوَاتُ.
فَكَأَنَّهُ قِيلَ: فَكَيْفَ يُؤْثِرُ مَنْ لَهُ أَدْنَى مُسْكَةٍ مِنْ عَقْلٍ، أَنْ يَكُونَ بِهَذِهِ الْحَالَةِ، وَأَنْ يَبْقَى فِي الظُّلُمَاتِ مُتَحَيِّرًا: فَأَجَابَ بِأَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمْ يَزَلِ الشَّيْطَانُ يُحَسِّنُ لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ، وَيُزَيِّنُهَا فِي قُلُوبِهِمْ، حَتَّى اسْتَحْسَنُوهَا وَرَأَوْهَا حَقًّا. وَصَارَ ذَلِكَ عَقِيدَةً فِي قُلُوبِهِمْ، وَصِفَةً رَاسِخَةً مُلَازِمَةً لَهُمْ، فَلِذَلِكَ رَضُوا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ وَالْقَبَائِحِ.
(123) وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ فِي الظُّلُمَاتِ يَعْمَهُونَ، وَفِي بَاطِلِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ، غَيْرُ مُتَسَاوِينَ.
فَمِنْهُمْ: الْقَادَةُ، وَالرُّؤَسَاءُ، وَالْمَتْبُوعُونَ، وَمِنْهُمْ: التَّابِعُونَ الْمَرْءُوسُونَ، وَالْأَوَّلُونَ، مِنْهُمُ الَّذِينَ فَازُوا بِأَشْقَى الْأَحْوَالِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا أَيِ: الرُّؤَسَاءَ الَّذِينَ قَدْ كَبُرَ جُرْمُهُمْ، وَاشْتَدَّ طُغْيَانُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=123لِيَمْكُرُوا فِيهَا [ ص: 507 ] بِالْخَدِيعَةِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى سَبِيلِ الشَّيْطَانِ، وَمُحَارَبَةِ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَإِنَّمَا مَكْرُهُمْ وَكَيْدُهُمْ يَعُودُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، لِأَنَّهُمْ يَمْكُرُونَ، وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ.
وَكَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ كِبَارَ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَأَفَاضِلَهُمْ، يُنَاضِلُونَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ، وَيَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ أَقْوَالَهُمْ وَيُجَاهِدُونَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَسْلُكُونَ بِذَلِكَ السُّبُلَ الْمُوَصِّلَةَ إِلَى ذَلِكَ، وَيُعِينُهُمُ اللَّهُ وَيُسَدِّدُ رَأْيَهُمْ، وَيُثَبِّتُ أَقْدَامَهُمْ، وَيُدَاوِلُ الْأَيَّامَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِمْ، حَتَّى يَدُولَ الْأَمْرُ فِي عَاقِبَتِهِ بِنَصْرِهِمْ وَظُهُورِهِمْ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.
(124) وَإِنَّمَا ثَبَتَ أَكَابِرُ الْمُجْرِمِينَ عَلَى بَاطِلِهِمْ، وَقَامُوا بِرَدِّ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، حَسَدًا مِنْهُمْ وَبَغْيًا، فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ. وَفِي هَذَا اعْتِرَاضٌ مِنْهُمْ عَلَى اللَّهِ، وَعُجْبٌ بِأَنْفُسِهِمْ، وَتَكَبُّرٌ عَلَى الْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى أَيْدِي رُسُلِهِ، وَتَحَجُّرٌ عَلَى فَضْلِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ.
فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمُ اعْتِرَاضَهُمُ الْفَاسِدَ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَا يَصْلُحُونَ لِلْخَيْرِ، وَلَا فِيهِمْ مَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونُوا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَضْلًا أَنْ يَكُونُوا مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فِيمَنْ عَلِمَهُ يَصْلُحُ لَهَا، وَيَقُومُ بِأَعْبَائِهَا، وَهُوَ مُتَّصِفٌ بِكُلِّ خُلُقٍ جَمِيلٍ، وَمُتَبَرِّئٌ مَنْ كُلِّ خُلُقٍ دَنِيءٍ، أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ أَصْلًا وَتَبَعًا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، لَمْ يَضَعْ أَفْضَلَ مَوَاهِبِهِ، عِنْدَ مَنْ لَا يَسْتَأْهِلُهُ، وَلَا يَزْكُو عِنْدَهُ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ، دَلِيلٌ عَلَى كَمَالِ حِكْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، لِأَنَّهُ، وَإِنْ كَانَ تَعَالَى رَحِيمًا وَاسِعَ الْجُودِ، كَثِيرَ الْإِحْسَانِ، فَإِنَّهُ حَكِيمٌ لَا يَضَعُ جُودَهُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِهِ، ثُمَّ تَوَعَّدَ الْمُجْرِمِينَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ أَيْ: إِهَانَةٌ وَذُلٌّ، كَمَا تَكَبَّرُوا عَلَى الْحَقِّ، أَذَلَّهُمُ اللَّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=124وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ أَيْ: بِسَبَبِ مَكْرِهِمْ، لَا ظُلْمًا مِنْهُ تَعَالَى.