الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1465 حدثنا إسحق بن إبراهيم ومحمد بن حاتم قال محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء قال حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بسرف فقال ابن عباس هذه زوج النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوا ولا تزلزلوا وارفقوا فإنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع فكان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة قال عطاء التي لا يقسم لها صفية بنت حيي بن أخطب حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق عن ابن جريج بهذا الإسناد وزاد قال عطاء كانت آخرهن موتا ماتت بالمدينة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء قال : حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بسرف ) اتفق العلماء على أنها توفيت بسرف بفتح السين وكسر الراء وبالفاء ، وهو مكان بقرب مكة بينه وبينها ستة أميال وقيل سبعة وقيل تسعة وقيل اثنا عشر .

                                                                                                                قوله : ( كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة ) قال عطاء التي لا يقسم لها صفية بنت حيي بن أخطب .

                                                                                                                [ ص: 41 ] أما قوله ( تسع ) فصحيح وهن معروفات سبق بيان أسمائهن قريبا . وقوله : ( يقسم لثمان ) مشهور وأما قول عطاء التي لا يقسم لها صفية ، فقال العلماء : هو وهم من ابن جريج الراوي عن عطاء وإنما الصواب سودة كما سبق في الأحاديث .

                                                                                                                واختلفوا في التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الزهري : هي ميمونة . وقيل : أم شريك . وقيل : زينب بنت خزيمة . قوله : ( قال عطاء كانت آخرهن موتا ماتت بالمدينة ) قال القاضي : ظاهر كلام عطاء أنه أراد بآخرهن موتا ميمونة ، وقد ذكر في الحديث أنها ماتت بسرف وهي بقرب مكة ، فقوله : بالمدينة ، وهم .

                                                                                                                قوله : آخرهن موتا ، قيل : ماتت ميمونة سنة ثلاث وستين ، وقيل : ست وستين وقيل : إحدى وخمسين قبل عائشة ، لأن عائشة توفيت سنة سبع ، وقيل : ثمان وخمسين ، وأما صفية فتوفيت سنة خمسين بالمدينة ، هذا كلام القاضي ، ويحتمل أن قوله ( ماتت بالمدينة ) عائد على صفية ولفظه فيه صحيح يحتمله أو ظاهر فيه ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية