nindex.php?page=treesubj&link=29020_18791_18793_19011_19362_19860_27521_28723nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن أي: كونوا على جانب منه وإبهام الكثير لإيجاب الاحتياط والتأمل في كل ظن ظن حتى يعلم أنه من أي قبيل، فإن من الظن ما يجب اتباعه كالظن فيما لا قاطع فيه من العمليات وحسن الظن بالله تعالى، ومنه ما يحرم كالظن في الإلهيات والنبوات وحيث يخالفه قاطع وظن السوء بالمؤمنين ومنه ما يباح كالظن في الأمور المعاشية.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12إن بعض الظن إثم تعليل للأمر بالاجتناب أو لموجبه بطريق الاستئناف التحقيقي والإثم الذنب الذي يستحق العقوبة عليه، وهمزته منقلبة من الواو كأنه يثم الأعمال أي: يكسرها.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12ولا تجسسوا أي: ولا تبحثوا عن عورات المسلمين تفعل من الجس لما فيه من معنى الطلب كما أن التلمس بمعنى التطلب لما في اللمس من الطلب، وقد جاء بمعنى الطلب في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء وقرئ بالحاء من الحس الذي هو إثر الجس وغايته ولتقاربهما يقال للمشاعر الحواس بالحاء والجيم وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=664325 "لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته". nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12ولا يغتب بعضكم بعضا أي: لا يذكر بعضكم بعضا بالسوء في غيبته، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661698 "أن تذكر أخاك بما يكره فإن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته". وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما الغيبة إدام كلاب الناس.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا تمثيل وتصوير لما يصدر عن المغتاب من حيث صدوره عنه ومن حيث تعلقه بصاحبه على أفحش وجه وأشنعه طبعا وعقلا وشرعا مع مبالغات من فنون شتى الاستفهام التقريري وإسناد الفعل إلى أحد إيذانا بأن أحدا من الأحدين لا يفعل ذلك، وتعليق المحبة بما هو في غاية الكراهة وتمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان وجعل المأكول أخا للآكل وميتا وإخراج تماثلها مخرج أمر بين غني عن الإخبار به، وقرئ "ميتا" بالتشديد وانتصابه على الحالية من اللحم، وقيل: من الأخ والفاء في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12فكرهتموه لترتيب ما بعدها على ما قبلها من التمثيل كأنه قيل: وحيث كان الأمر كما ذكر فقد كرهتموه، وقرئ "كرهتموه" أي: جبلتم على كراهته.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12واتقوا الله بترك ما أمرتم باجتنابه والندم على ما صدر عنكم من قبل.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12إن الله تواب رحيم مبالغ في قبول التوبة وإفاضة الرحمة حيث يجعل التائب كمن لم يذنب ولا يخص ذلك بتائب دون تائب بل يعم الجميع وإن كثرت ذنوبهم. روي
أن رجلين من الصحابة رضي الله عنهم بعثا nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغي لهما إداما وكان nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة على طعامه عليه الصلاة والسلام فقال: ما عندي شيء فأخبرهما nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فقالا: لو بعثنا nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها فلما راحا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما فقالا: ما تناولنا لحما فقال عليه الصلاة والسلام: إنكما قد اغتبتما [ ص: 123 ] فنزلت.
nindex.php?page=treesubj&link=29020_18791_18793_19011_19362_19860_27521_28723nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ أَيْ: كُونُوا عَلَى جَانِبٍ مِنْهُ وَإِبْهَامُ الْكَثِيرِ لِإِيجَابِ الِاحْتِيَاطِ وَالتَّأَمُّلِ فِي كُلِّ ظَنٍّ ظُنَّ حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُ مِنْ أَيِّ قَبِيلٍ، فَإِنَّ مِنَ الظَّنِّ مَا يَجِبُ اتِّبَاعُهُ كَالظَّنِّ فِيمَا لَا قَاطِعَ فِيهِ مِنَ الْعَمَلِيَّاتِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَمِنْهُ مَا يَحْرُمُ كَالظَّنِّ فِي الْإِلَهِيَّاتِ وَالنُّبُوَّاتِ وَحَيْثُ يُخَالِفُهُ قَاطِعٌ وَظَنِّ السَّوْءِ بِالْمُؤْمِنِينَ وَمِنْهُ مَا يُبَاحُ كَالظَّنِّ فِي الْأُمُورِ الْمَعَاشِيَّةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالاجْتِنَابِ أَوْ لِمُوجِبِهِ بِطَرِيقِ الِاسْتِئْنَافِ التَّحْقِيقِيِّ وَالْإِثْمُ الذَّنْبُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ عَلَيْهِ، وَهَمْزَتُهُ مُنْقَلِبَةُ مِنَ الْوَاوِ كَأَنَّهُ يَثِمُ الْأَعْمَالَ أَيْ: يَكْسِرُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12وَلا تَجَسَّسُوا أَيْ: وَلَا تَبْحَثُوا عَنْ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ تَفَعَّلَ مِنَ الْجَسِّ لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الطَّلَبِ كَمَا أَنَّ التَّلَمُّسَ بِمَعْنَى التَّطَلُّبِ لِمَا فِي اللَّمْسِ مِنَ الطَّلَبِ، وَقَدْ جَاءَ بِمَعْنَى الطَّلَبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ وَقُرِئَ بِالْحَاءِ مِنَ الْحَسِّ الَّذِي هُوَ إِثْرُ الْجَسِّ وَغَايَتُهُ وَلِتَقَارُبِهِمَا يُقَالُ لِلْمَشَاعِرِ الْحَوَاسُّ بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ وَفِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=664325 "لَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ". nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيْ: لَا يَذْكُرْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالسُّوءِ فِي غَيْبَتِهِ، وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغِيبَةِ فَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661698 "أَنْ تُذْكَرَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ فَإِنْ كَانَ فِيهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ". وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الْغِيبَةُ إِدَامُ كِلَابِ النَّاسِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا تَمْثِيلٌ وَتَصْوِيرٌ لِمَا يَصْدُرُ عَنِ الْمُغْتَابِ مِنْ حَيْثُ صُدُورُهُ عَنْهُ وَمِنْ حَيْثُ تَعَلُّقُهُ بِصَاحِبِهِ عَلَى أَفْحَشِ وَجْهٍ وَأَشْنَعِهِ طَبْعًا وَعَقْلًا وَشَرْعًا مَعَ مُبَالَغَاتٍ مِنْ فُنُونٍ شَتَّى الِاسْتِفْهَامُ التَّقْرِيرِيُّ وَإِسْنَادُ الْفِعْلِ إِلَى أَحَدٍ إِيذَانًا بِأَنَّ أَحَدًا مِنَ الْأَحَدِينَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَتَعْلِيقُ الْمَحَبَّةِ بِمَا هُوَ فِي غَايَةِ الْكَرَاهَةِ وَتَمْثِيلُ الِاغْتِيَابِ بِأَكْلِ لَحْمِ الْإِنْسَانِ وَجَعْلُ الْمَأْكُولِ أَخًا لِلْآكِلِ وَمَيْتًا وَإِخْرَاجُ تَمَاثُلِهَا مُخْرَجَ أَمْرٍ بَيِّنٍ غَنِيٍّ عَنِ الْإِخْبَارِ بِهِ، وَقُرِئَ "مَيِّتًا" بِالتَّشْدِيدِ وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِيَّةِ مِنَ اللَّحْمِ، وَقِيلَ: مِنَ الْأَخِ وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12فَكَرِهْتُمُوهُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا مِنَ التَّمْثِيلِ كَأَنَّهُ قِيلَ: وَحَيْثُ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذُكِرَ فَقَدْ كَرِهْتُمُوهُ، وَقُرِئَ "كُرِّهْتُمُوهُ" أَيْ: جُبِلْتُمْ عَلَى كَرَاهَتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12وَاتَّقُوا اللَّهَ بِتَرْكِ مَا أُمِرْتُمْ بِاجْتِنَابِهِ وَالنَّدَمِ عَلَى مَا صَدَرَ عَنْكُمْ مِنْ قَبْلُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=12إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ مُبَالِغٌ فِي قَبُولِ التَّوْبَةِ وَإِفَاضَةِ الرَّحْمَةِ حَيْثُ يَجْعَلُ التَّائِبَ كَمَنْ لَمْ يُذْنِبْ وَلَا يَخُصُّ ذَلِكَ بِتَائِبٍ دُونَ تَائِبٍ بَلْ يَعُمُّ الْجَمِيعَ وَإِنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُمْ. رُوِيَ
أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بَعَثَا nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْغِي لَهُمَا إِدَامًا وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةُ عَلَى طَعَامِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ فَأَخْبَرَهُمَا nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ فَقَالَا: لَوْ بَعَثْنَا nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ إِلَى بِئْرِ سَمِيحَةَ لَغَارَ مَاؤُهَا فَلَمَّا رَاحَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمَا: مَا لِي أَرَى خُضْرَةَ اللَّحْمِ فِي أَفْوَاهِكُمَا فَقَالَا: مَا تَنَاوَلْنَا لَحْمًا فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِنَّكُمَا قَدِ اغْتَبْتُمَا [ ص: 123 ] فَنَزَلَتْ.