(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=42إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طعام الأثيم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=45كالمهل يغلي في البطون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=46كغلي الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=48ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذق إنك أنت العزيز الكريم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=50إن هذا ما كنتم به تمترون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=42إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طعام الأثيم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=45كالمهل يغلي في البطون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=46كغلي الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=48ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذق إنك أنت العزيز الكريم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=50إن هذا ما كنتم به تمترون ) .
اعلم أن المقصود من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30336_30337_30340_30347إثبات القول بالبعث والقيامة ، فلا جرم ذكر عقيبه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ) ، وفي
nindex.php?page=treesubj&link=30291تسمية يوم القيامة بيوم الفصل وجوه :
الأول : قال
الحسن : يفصل الله فيه بين أهل الجنة وأهل النار .
الثاني : يفصل في الحكم والقضاء بين عباده .
الثالث : أنه في حق المؤمنين يوم الفصل ، بمعنى أنه يفصل بينه وبين كل ما يكرهه ، وفي حق الكفار ، بمعنى أنه يفصل بينه وبين كل ما يريده .
الرابع : أنه يظهر حال كل أحد كما هو ، فلا يبقى في حاله ريبة ولا شبهة ، فتنفصل الخيالات والشبهات ، وتبقى الحقائق والبينات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : المعنى أن يوم يفصل الرحمن بين عباده ميقاتهم أجمعين البر والفاجر ، ثم وصف ذلك اليوم فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ) يريد: قريب عن قريب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41ولا هم ينصرون ) أي ليس لهم ناصر ، والمعنى أن
nindex.php?page=treesubj&link=30379_30351_30348الذي يتوقع منه النصرة إما القريب في الدين أو في النسب أو المعتق ، وكل هؤلاء يسمون بالمولى ، فلما لم تحصل النصرة منهم فبأن لا تحصل ممن سواهم أولى ، وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48ولا هم ينصرون ) ، قال
الواحدي : والمراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41مولى عن مولى ) الكفار ، ألا
[ ص: 215 ] ترى أنه ذكر المؤمن فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=42إلا من رحم الله ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : يريد المؤمن فإنه تشفع له الأنبياء والملائكة .
اعلم أنه تعالى لما أقام الدلالة على أن
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340_30347القول بالقيامة حق ، ثم أردفه بوصف ذلك اليوم ذكر عقيبه وعيد الكفار ، ثم بعده وعد الأبرار ، أما وعيد الكفار فهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إن شجرة الزقوم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طعام الأثيم ) ، وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قال صاحب “ الكشاف “ : قرئ ( إن شجرة الزقوم ) بكسر الشين ، ثم قال : وفيها ثلاث لغات : شجرة بفتح الشين وكسرها ، وشيرة بالياء ، وشبرة بالباء .
المسألة الثانية : البحث عن اشتقاق لفظ الزقوم قد تقدم في سورة والصافات ، فلا فائدة في الإعادة .
المسألة الثالثة : قالت
المعتزلة : الآية تدل على حصول هذا
nindex.php?page=treesubj&link=33501_30525_30532الوعيد الشديد للأثيم ، والأثيم هو الذي صدر عنه الإثم ، فيكون هذا الوعيد حاصلا للفساق ، والجواب : أنا بينا في أصول الفقه أن اللفظ المفرد الذي دخل عليه حرف التعريف الأصل فيه أن ينصرف إلى المذكور السابق ، ولا يفيد العموم ، وههنا المذكور السابق هو الكافر ، فينصرف إليه .
المسألة الرابعة : مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أن
nindex.php?page=treesubj&link=18619قراءة القرآن بالمعنى جائز ، واحتج عليه بأنه نقل أن
ابن مسعود كان يقرئ رجلا هذه الآية فكان يقول : طعام اللئيم ، فقال : قل: طعام الفاجر ، وهذا الدليل في غاية الضعف على ما بيناه في أصول الفقه .
ثم قال : ( كالمهل ) قرئ بضم الميم وفتحها وسبق تفسيره في سورة الكهف ، وقد شبه الله تعالى هذا الطعام بالمهل ، وهو دردي الزيت وعكر القطران ومذاب النحاس وسائر الفلزات ، وتم الكلام ههنا ، ثم أخبر عن غليانه في بطون الكفار فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=45يغلي في البطون ) ، وقرئ بالتاء فمن قرأ بالتاء فلتأنيث الشجرة ، ومن قرأ بالياء حمله على الطعام في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طعام الأثيم ) لأن الطعام هو [ ثمر ] الشجرة في المعنى ، واختار
أبو عبيد الياء لأن الاسم المذكور يعني المهل هو الذي يلي الفعل فصار التذكير به أولى ، واعلم أنه لا يجوز أن يحمل الغلي على المهل لأن المهل مشبه به ، وإنما يغلي ما يشبه بالمهل كغلي الحميم ، والماء إذا اشتد غليانه فهو حميم .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47خذوه ) أي خذوا الأثيم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47فاعتلوه ) قرئ بكسر التاء ، قال
الليث :
nindex.php?page=treesubj&link=28910_30351العتل أن تأخذ بمنكب الرجل فتعتله أي تجره إليك وتذهب به إلى حبس أو محنة ، وأخذ فلان بزمام الناقة يعتلها وذلك إذا قبض على أصل الزمام عند الرأس وقادها قودا عنيفا ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : عتلته إلى السجن وأعتلته إذا دفعته دفعا عنيفا ، هذا قول جميع أهل اللغة في العتل ، وذكروا في اللغتين ضم التاء وكسرها ، وهما صحيحان مثل : يعكفون ويعكفون ، ويعرشون ويعرشون .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47إلى سواء الجحيم ) أي إلى وسط الجحيم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=48ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) وكان الأصل أن يقال : ثم صبوا من فوق رأسه الحميم أو يصب من فوق رءوسهم الحميم إلا أن هذه الاستعارة أكمل في المبالغة كأنه يقول : صبوا عليه عذاب ذلك الحميم ، ونظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250ربنا أفرغ علينا صبرا ) [ البقرة : 250 ] و (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذق إنك أنت العزيز الكريم ) ذكروا فيه وجوها :
الأول : أنه يخاطب بذلك على
[ ص: 216 ] سبيل الاستهزاء ، والمراد إنك أنت بالضد منه .
والثاني : أن
أبا جهل قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني ، فوالله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا .
والثالث : أنك كنت تعتز لا بالله فانظر ما وقعت فيه ، وقرئ أنك بمعنى لأنك .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=50إن هذا ما كنتم به تمترون ) أي إن هذا العذاب ما كنتم به تمترون أي تشكون ، والمراد منه ما ذكره في أول السورة حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بل هم في شك يلعبون ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=42إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طَعَامُ الْأَثِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=45كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=46كَغَلْيِ الْحَمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=48ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=50إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=42إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طَعَامُ الْأَثِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=45كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=46كَغَلْيِ الْحَمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=48ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=50إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ )
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30336_30337_30340_30347إِثْبَاتُ الْقَوْلِ بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ ، فَلَا جَرَمَ ذَكَرَ عَقِيبَهُ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=40إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ) ، وَفِي
nindex.php?page=treesubj&link=30291تَسْمِيَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِيَوْمِ الْفَصْلِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : قَالَ
الْحَسَنُ : يَفْصِلُ اللَّهُ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ .
الثَّانِي : يَفْصِلُ فِي الْحُكْمِ وَالْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْفَصْلِ ، بِمَعْنَى أَنَّهُ يَفْصِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلِّ مَا يَكْرَهُهُ ، وَفِي حَقِّ الْكُفَّارِ ، بِمَعْنَى أَنَّهُ يَفْصِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلِّ مَا يُرِيدُهُ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ يَظْهَرُ حَالُ كُلِّ أَحَدٍ كَمَا هُوَ ، فَلَا يَبْقَى فِي حَالِهِ رِيبَةٌ وَلَا شُبْهَةٌ ، فَتَنْفَصِلَ الْخَيَالَاتُ وَالشُّبُهَاتُ ، وَتَبْقَى الْحَقَائِقُ وَالْبَيِّنَاتُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : الْمَعْنَى أَنَّ يَوْمَ يَفْصِلُ الرَّحْمَنُ بَيْنَ عِبَادِهِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ ، ثُمَّ وَصَفَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا ) يُرِيدُ: قَرِيبٌ عَنْ قَرِيبٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) أَيْ لَيْسَ لَهُمْ نَاصِرٌ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30379_30351_30348الَّذِي يُتَوَقَّعُ مِنْهُ النُّصْرَةُ إِمَّا الْقَرِيبُ فِي الدِّينِ أَوْ فِي النَّسَبِ أَوِ الْمُعْتَقُ ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ يُسَمَّوْنَ بِالْمَوْلَى ، فَلَمَّا لَمْ تَحْصُلِ النُّصْرَةُ مِنْهُمْ فَبِأَنْ لَا تَحْصُلَ مِمَّنْ سِوَاهُمْ أَوْلَى ، وَهَذِهِ الْآيَةُ شَبِيهَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) ، قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=41مَوْلًى عَنْ مَوْلًى ) الْكُفَّارُ ، أَلَا
[ ص: 215 ] تَرَى أَنَّهُ ذَكَرَ الْمُؤْمِنَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=42إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يُرِيدُ الْمُؤْمِنَ فَإِنَّهُ تَشْفَعُ لَهُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمَلَائِكَةُ .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَقَامَ الدَّلَالَةَ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340_30347الْقَوْلَ بِالْقِيَامَةِ حَقٌّ ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ بِوَصْفِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ذَكَرَ عَقِيبَهُ وَعِيدَ الْكُفَّارِ ، ثُمَّ بَعْدَهُ وَعْدَ الْأَبْرَارِ ، أَمَّا وَعِيدُ الْكُفَّارِ فَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=43إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طَعَامُ الْأَثِيمِ ) ، وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَالَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ : قُرِئَ ( إِنَّ شِجَرَةَ الزَّقُّومِ ) بِكَسْرِ الشِّينِ ، ثُمَّ قَالَ : وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ : شَجَرَةٌ بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِهَا ، وَشَيَرَةٌ بِالْيَاءِ ، وَشَبَرَةٌ بِالْبَاءِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : الْبَحْثُ عَنِ اشْتِقَاقِ لَفْظِ الزَّقُّومِ قَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ وَالصَّافَّاتِ ، فَلَا فَائِدَةَ فِي الْإِعَادَةِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَالَتِ
الْمُعْتَزِلَةُ : الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى حُصُولِ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=33501_30525_30532الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ لِلْأَثِيمِ ، وَالْأَثِيمُ هُوَ الَّذِي صَدَرَ عَنْهُ الْإِثْمُ ، فَيَكُونُ هَذَا الْوَعِيدُ حَاصِلًا لِلْفُسَّاقِ ، وَالْجَوَابُ : أَنَّا بَيَّنَّا فِي أُصُولِ الْفِقْهِ أَنَّ اللَّفْظَ الْمُفْرَدَ الَّذِي دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ التَّعْرِيفِ الْأَصْلُ فِيهِ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَى الْمَذْكُورِ السَّابِقِ ، وَلَا يُفِيدُ الْعُمُومَ ، وَهَهُنَا الْمَذْكُورُ السَّابِقُ هُوَ الْكَافِرُ ، فَيَنْصَرِفُ إِلَيْهِ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18619قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ بِالْمَعْنَى جَائِزٌ ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ نَقَلَ أَنَّ
ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُقْرِئُ رَجُلًا هَذِهِ الْآيَةَ فَكَانَ يَقُولُ : طَعَامُ اللَّئِيمِ ، فَقَالَ : قُلْ: طَعَامُ الْفَاجِرِ ، وَهَذَا الدَّلِيلُ فِي غَايَةِ الضَّعْفِ عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ .
ثُمَّ قَالَ : ( كَالْمُهْلِ ) قُرِئَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا وَسَبَقَ تَفْسِيرُهُ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَقَدْ شَبَّهَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الطَّعَامَ بِالْمُهْلِ ، وَهُوَ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ وَعَكَرُ الْقَطِرَانِ وَمُذَابُ النُّحَاسِ وَسَائِرُ الْفِلِزَّاتِ ، وَتَمَّ الْكَلَامُ هَهُنَا ، ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ غَلَيَانِهِ فِي بُطُونِ الْكُفَّارِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=45يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ) ، وَقُرِئَ بِالتَّاءِ فَمَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ فَلِتَأْنِيثِ الشَّجَرَةِ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ حَمَلَهُ عَلَى الطَّعَامِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=44طَعَامُ الْأَثِيمِ ) لِأَنَّ الطَّعَامَ هُوَ [ ثَمَرُ ] الشَّجَرَةِ فِي الْمَعْنَى ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ الْيَاءَ لِأَنَّ الِاسْمَ الْمَذْكُورَ يَعْنِي الْمُهْلَ هُوَ الَّذِي يَلِي الْفِعْلُ فَصَارَ التَّذْكِيرُ بِهِ أَوْلَى ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ الْغَلْيُ عَلَى الْمُهْلِ لِأَنَّ الْمُهْلَ مُشَبَّهٌ بِهِ ، وَإِنَّمَا يَغْلِي مَا يُشَبَّهُ بِالْمُهْلِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ، وَالْمَاءُ إِذَا اشْتَدَّ غَلَيَانُهُ فَهُوَ حَمِيمٌ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47خُذُوهُ ) أَيْ خُذُوا الْأَثِيمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47فَاعْتِلُوهُ ) قُرِئَ بِكَسْرِ التَّاءِ ، قَالَ
اللَّيْثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28910_30351الْعَتْلُ أَنْ تَأْخُذَ بِمَنْكِبِ الرَّجُلِ فَتَعْتِلَهُ أَيْ تَجُرَّهُ إِلَيْكَ وَتَذْهَبُ بِهِ إِلَى حَبْسٍ أَوْ مِحْنَةٍ ، وَأَخَذَ فُلَانٌ بِزِمَامِ النَّاقَةِ يَعْتِلُهَا وَذَلِكَ إِذَا قَبَضَ عَلَى أَصْلِ الزِّمَامِ عِنْدَ الرَّأْسِ وَقَادَهَا قَوْدًا عَنِيفًا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : عَتَلْتُهُ إِلَى السِّجْنِ وَأَعْتَلْتُهُ إِذَا دَفَعْتَهُ دَفْعًا عَنِيفًا ، هَذَا قَوْلُ جَمِيعِ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي الْعَتْلِ ، وَذَكَرُوا فِي اللُّغَتَيْنِ ضَمَّ التَّاءَ وَكَسْرِهَا ، وَهُمَا صَحِيحَانِ مِثْلُ : يَعْكُفُونَ وَيَعْكِفُونَ ، وَيَعْرُشُونَ وَيَعْرِشُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=47إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ) أَيْ إِلَى وَسَطِ الْجَحِيمِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=48ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ) وَكَانَ الْأَصْلُ أَنْ يُقَالَ : ثُمَّ صُبُّوا مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ الْحَمِيمَ أَوْ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةَ أَكْمَلُ فِي الْمُبَالَغَةِ كَأَنَّهُ يَقُولُ : صُبُّوا عَلَيْهِ عَذَابَ ذَلِكَ الْحَمِيمِ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ) [ الْبَقَرَةِ : 250 ] وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) ذَكَرُوا فِيهِ وُجُوهًا :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ يُخَاطَبُ بِذَلِكَ عَلَى
[ ص: 216 ] سَبِيلِ الِاسْتِهْزَاءِ ، وَالْمُرَادُ إِنَّكَ أَنْتَ بِالضِّدِّ مِنْهُ .
وَالثَّانِي : أَنَّ
أَبَا جَهْلٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا أَعَزَّ وَلَا أَكْرَمَ مِنِّي ، فَوَاللَّهِ مَا تَسْتَطِيعُ أَنْتَ وَلَا رَبُّكَ أَنْ تَفْعَلَا بِي شَيْئًا .
وَالثَّالِثُ : أَنَّكَ كُنْتَ تَعْتَزُّ لَا بِاللَّهِ فَانْظُرْ مَا وَقَعْتَ فِيهِ ، وَقُرِئَ أَنَّكَ بِمَعْنَى لِأَنَّكَ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=50إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ) أَيْ إِنَّ هَذَا الْعَذَابَ مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ أَيْ تَشُكُّونَ ، وَالْمُرَادُ مِنْهُ مَا ذَكَرَهُ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ) .