[ ص: 297 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29020_26553_15498nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - لأهل الإيمان به (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة ) في الدين (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10فأصلحوا بين أخويكم ) إذا اقتتلا بأن تحملوهما على حكم الله وحكم رسوله . ومعنى الأخوين في هذا الموضع : كل مقتتلين من أهل الإيمان ، وبالتثنية قرأ ذلك قراء الأمصار . وذكر عن
ابن سيرين أنه قرأ بين إخوانكم بالنون على مذهب الجمع ، وذلك من جهة العربية صحيح ، غير أنه خلاف لما عليه قراء الأمصار ، فلا أحب القراءة بها (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10واتقوا الله لعلكم ترحمون ) يقول - تعالى ذكره - : وخافوا الله - أيها الناس - بأداء فرائضه عليكم في الإصلاح بين المقتتلين من أهل الإيمان بالعدل ، وفي غير ذلك من فرائضه ، واجتناب معاصيه ؛ ليرحمكم ربكم ، فيصفح لكم عن سالف إجرامكم إذا أنتم أطعتموه ، واتبعتم أمره ونهيه ، واتقيتموه بطاعته .
[ ص: 297 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29020_26553_15498nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ( 10 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - لِأَهْلِ الْإِيمَانِ بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) فِي الدِّينِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) إِذَا اقْتَتَلَا بِأَنْ تَحْمِلُوهُمَا عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ . وَمَعْنَى الْأَخَوَيْنِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : كُلُّ مُقْتَتِلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَبِالتَّثْنِيَةِ قَرَأَ ذَلِكَ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ . وَذُكِرَ عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ قَرَأَ بَيْنَ إِخْوَانِكُمْ بِالنُّونِ عَلَى مَذْهَبِ الْجَمْعِ ، وَذَلِكَ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ صَحِيحٌ ، غَيْرَ أَنَّهُ خِلَافٌ لِمَا عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ ، فَلَا أُحِبُّ الْقِرَاءَةَ بِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَخَافُوا اللَّهَ - أَيُّهَا النَّاسُ - بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ عَلَيْكُمْ فِي الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُقْتَتِلِينَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِالْعَدْلِ ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ فَرَائِضِهِ ، وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ ؛ لِيَرْحَمَكُمْ رَبُّكُمْ ، فَيَصْفَحَ لَكُمْ عَنْ سَالِفِ إِجْرَامِكُمْ إِذَا أَنْتُمْ أَطَعْتُمُوهُ ، وَاتَّبَعْتُمْ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ ، وَاتَّقَيْتُمُوهُ بِطَاعَتِهِ .