[ ص: 459 ] nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777_32330ليلة القدر خير من ألف شهر
بيان أول لشيء من الإبهام الذي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وما أدراك ما ليلة القدر مثل البيان في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=12وما أدراك ما العقبة nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=13فك رقبة أو إطعام الآية . فلذلك فصلت الجملة لأنها استئناف بياني ، أو لأنها كعطف البيان .
وتفضيلها بالخير على ألف شهر ، إنما هو بتضعيف فضل ما يحصل فيها من الأعمال الصالحة واستجابة الدعاء ووفرة ثواب الصدقات والبركة للأمة فيها ; لأن تفاضل الأيام لا يكون بمقادير أزمنتها ولا بما يحدث فيها من حر أو برد ، أو مطر ، ولا بطولها أو بقصرها ؛ فإن تلك الأحوال غير معتد بها عند الله تعالى ؛ ولكن الله يعبأ بما يحصل من الصلاح للناس أفرادا وجماعات وما يعين على الحق والخير ونشر الدين . وقد قال في فضل الناس : إن أكرمكم عند الله أتقاكم فكذلك فضل الأزمان إنما يقاس بما يحصل فيها ; لأنها ظروف للأعمال وليست لها صفات ذاتية يمكن أن تتفاضل بها كتفاضل الناس ، ففضلها بما أعده الله لها من التفضيل
nindex.php?page=treesubj&link=33171_32781كتفضيل ثلث الليل الأخير للقربات ، وعدد الألف يظهر أنه مستعمل في وفرة التكثير كقوله : ( واجد كألف ) وعليه جاء قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ، وإنما جعل تمييز عدد الكثرة هنا بالشهر للرعي على الفاصلة التي هي بحرف الراء . وفي الموطأ : " قال
مالك إنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول :
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك ، فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثلما بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر " اهـ .
وإظهار لفظ (
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3ليلة القدر ) في مقام الإضمار للاهتمام ، وقد تكرر هذه اللفظ ثلاث مرات والمرات الثلاث ينتهي عندها التكرير غالبا كقوله تعالى : وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب .
وقول
عدي :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
ومما ينبغي التنبيه له ما وقع في جامع
الترمذي بسنده إلى
القاسم بن الفضل [ ص: 460 ] الحداني عن
يوسف بن سعد قال : (
قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال : سودت وجوه المؤمنين ، أو يا مسود وجوه المؤمنين ؛ فقال : لا تؤنبني رحمك الله ؛ فإن النبيء - صلى الله عليه وسلم - أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت " nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إنا أعطيناك الكوثر " يا محمد يعني : نهرا من الجنة ، ونزلت " nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وما أدراك ما ليلة القدر nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3ليلة القدر خير من ألف شهر " يملكها بنو أمية يا محمد ، قال القاسم : فعددناها فإذا هي ألف شهر لا يزيد يوما ولا ينقص ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13948أبو عيسى الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقد قيل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14941القاسم بن الفضل عن
يوسف بن مازن نعرفه
nindex.php?page=showalam&ids=14941والقاسم بن الفضل ثقة
ويوسف بن سعد رجل مجهول اهـ .
قال
ابن كثير في تفسيره : ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق
القاسم في الفضل عن
عيسى بن مازن كذا قال ،
وعيسى بن مازن غير معروف ، وهذا يقتضي اضطرابا في هذا الحديث ، أي : لاضطرابهم في الذي يروي عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14941القاسم بن الفضل ؛ وعلى كل احتمال فهو مجهول .
وأقول : وأيضا ليس في سنده ما يفيد أن
يوسف بن سعد سمع ذلك من
الحسن - رضي الله عنه - وفي تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
عيسى بن مازن أنه قال : قلت
للحسن : يا مسود وجوه المؤمنين إلى آخر الحديث .
وعيسى بن مازن غير معروف أصلا ؛ فإذا فرضنا توثيق
يوسف بن سعد فليس في روايته ما يقتضي أنه سمعه ، بل يجوز أن يكون أراد ذكر قصة تروى عن
الحسن .
واتفق حذاق العلماء على أنه حديث منكر ؛ صرح بذلك
ابن كثير وذكره عن شيخه
المزي ، وأقول : هو مختل المعنى وسمات الوضع لائحة عليه ، وهو من وضع أهل النحل المخالفة للجماعة ؛ فالاحتجاج به لا يليق أن يصدر مثله عن
الحسن مع فرط علمه وفطنته ، وأية ملازمة بين ما زعموه من رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين دفع
الحسن التأنيب عن نفسه . ولا شك أن هذا الخبر من وضع دعاة العباسيين على أنه مخالف للواقع ; لأن المدة التي بين تسليم
الحسن الخلافة إلى
معاوية وبين بيعة
nindex.php?page=showalam&ids=14485السفاح وهو أول خلفاء العباسية ألف شهر واثنان وتسعون شهرا أو أكثر بشهر أو بشهرين ، فما نسب إلى
القاسم الحداني من قوله : فعددناها فوجدناها إلخ كذب
[ ص: 461 ] لا محالة . والحاصل أن هذا الخبر الذي أخرجه
الترمذي منكر كما قاله
المزي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابن عرفة وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3ليلة القدر خير من ألف شهر المحسن المسمى تشابه الأطراف وهو إعادة لفظ القافية في الجملة التي تليها كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري اهـ . يريد بالقافية ما يشمل القرينة في الأسجاع والفواصل في الآي . ومثاله في الشعر قول
ليلى الأخيلية :
إذا نزل الحجاج أرضا مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة سقاها
إلخ
[ ص: 459 ] nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29068_26777_32330لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
بَيَانٌ أَوَّلُ لِشَيْءٍ مِنَ الْإِبْهَامِ الَّذِي فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِثْلُ الْبَيَانِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=12وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=13فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ الْآيَةَ . فَلِذَلِكَ فُصِلَتِ الْجُمْلَةُ لِأَنَّهَا اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ ، أَوْ لِأَنَّهَا كَعَطْفِ الْبَيَانِ .
وَتَفْضِيلُهَا بِالْخَيْرِ عَلَى أَلْفِ شَهْرٍ ، إِنَّمَا هُوَ بِتَضْعِيفِ فَضْلِ مَا يَحْصُلُ فِيهَا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَاسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ وَوَفْرَةِ ثَوَابِ الصَّدَقَاتِ وَالْبَرَكَةِ لِلْأُمَّةِ فِيهَا ; لِأَنَّ تَفَاضُلَ الْأَيَّامِ لَا يَكُونُ بِمَقَادِيرِ أَزْمِنَتِهَا وَلَا بِمَا يَحْدُثُ فِيهَا مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ ، أَوْ مَطَرٍ ، وَلَا بِطُولِهَا أَوْ بِقِصَرِهَا ؛ فَإِنَّ تِلْكَ الْأَحْوَالَ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ؛ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْبَأُ بِمَا يَحْصُلُ مِنَ الصَّلَاحِ لِلنَّاسِ أَفْرَادًا وَجَمَاعَاتٍ وَمَا يُعِينُ عَلَى الْحَقِّ وَالْخَيْرِ وَنَشْرِ الدِّينِ . وَقَدْ قَالَ فِي فَضْلِ النَّاسِ : إِنْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ فَكَذَلِكَ فَضْلُ الْأَزْمَانِ إِنَّمَا يُقَاسُ بِمَا يَحْصُلُ فِيهَا ; لِأَنَّهَا ظُرُوفٌ لِلْأَعْمَالِ وَلَيْسَتْ لَهَا صِفَاتٌ ذَاتِيَّةٌ يُمْكِنُ أَنْ تَتَفَاضَلَ بِهَا كَتَفَاضُلِ النَّاسِ ، فَفَضْلُهَا بِمَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهَا مِنَ التَّفْضِيلِ
nindex.php?page=treesubj&link=33171_32781كَتَفْضِيلِ ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ لِلْقُرُبَاتِ ، وَعَدَدُ الْأَلْفِ يَظْهَرُ أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ فِي وَفْرَةِ التَّكْثِيرِ كَقَوْلِهِ : ( وَاجِدٌ كَأَلْفٍ ) وَعَلَيْهِ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=96يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَإِنَّمَا جُعِلَ تَمْيِيزُ عَدَدِ الْكَثْرَةِ هُنَا بِالشَّهْرِ لِلرَّعْيِ عَلَى الْفَاصِلَةِ الَّتِي هِيَ بِحَرْفِ الرَّاءِ . وَفِي الْمُوَطَّأِ : " قَالَ
مَالِكٌ إِنَّهُ سَمِعَ مَنْ يَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُرِيَ أَعْمَارَ النَّاسَ قَبْلَهُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، فَكَأَنَّهُ تَقَاصَرَ أَعْمَارُ أُمَّتِهِ أَنْ لَا يَبْلُغُوا مِنَ الْعَمَلِ مِثْلَمَا بَلَغَ غَيْرُهُمْ فِي طُولِ الْعُمْرِ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ " اهـ .
وَإِظْهَارُ لَفْظِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) فِي مَقَامِ الْإِضْمَارِ لِلِاهْتِمَامِ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ هَذِهِ اللَّفْظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَالْمَرَّاتُ الثَّلَاثُ يَنْتَهِي عِنْدَهَا التَّكْرِيرُ غَالِبًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ .
وَقَوْلُ
عَدِيٍّ :
لَا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيْءٌ نَغَّصَ الْمَوْتُ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرَا
وَمِمَّا يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ لَهُ مَا وَقَعَ فِي جَامِعِ
التِّرْمِذِيِّ بِسَنَدِهِ إِلَى
الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ [ ص: 460 ] الْحُدَّانِيِّ عَنْ
يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : (
قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَمَا بَايَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ : سَوَّدْتَ وُجُوهَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْ يَا مُسَوِّدَ وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَقَالَ : لَا تُؤَنِّبْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ ؛ فَإِنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُرِيَ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِهِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ " nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ " يَا مُحَمَّدُ يَعْنِي : نَهْرًا مِنَ الْجَنَّةِ ، وَنَزَلَتْ " nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=2وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ " يَمْلِكُهَا بَنُو أُمَيَّةَ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ الْقَاسِمُ : فَعَدَدْنَاهَا فَإِذَا هِيَ أَلْفُ شَهْرٍ لَا يَزِيدُ يَوْمًا وَلَا يَنْقُصُ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وَقَدْ قِيلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14941الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ نَعْرِفُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14941وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ثِقَةٌ
وَيُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ اهـ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ : وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
الْقَاسِمِ فِي الْفَضْلِ عَنْ
عِيسَى بْنِ مَازِنٍ كَذَا قَالَ ،
وَعِيسَى بْنُ مَازِنٍ غَيْرُ مَعْرُوفٍ ، وَهَذَا يَقْتَضِي اضْطِرَابًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، أَيْ : لِاضْطِرَابِهِمْ فِي الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14941الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ؛ وَعَلَى كُلِّ احْتِمَالٍ فَهُوَ مَجْهُولٌ .
وَأَقُولُ : وَأَيْضًا لَيْسَ فِي سَنَدِهِ مَا يُفِيدُ أَنَّ
يُوسُفَ بْنَ سَعْدٍ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ
الْحَسَنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَفِي تَفْسِيرِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيِّ عَنْ
عِيسَى بْنِ مَازِنٍ أَنَّهُ قَالَ : قُلْتُ
لِلْحَسَنِ : يَا مُسَوِّدَ وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ .
وَعِيسَى بْنُ مَازِنٍ غَيْرُ مَعْرُوفٍ أَصْلًا ؛ فَإِذَا فَرَضْنَا تَوْثِيقَ
يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ فَلَيْسَ فِي رِوَايَتِهِ مَا يَقْتَضِي أَنَّهُ سَمِعَهُ ، بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ ذِكْرَ قِصَّةٍ تُرْوَى عَنِ
الْحَسَنِ .
وَاتَّفَقَ حُذَّاقُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ؛ صَرَّحَ بِذَلِكَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَذَكَرَهُ عَنْ شَيْخِهِ
الْمِزِّيِّ ، وَأَقُولُ : هُوَ مُخْتَلُّ الْمَعْنَى وَسِمَاتُ الْوَضْعِ لَائِحَةٌ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مِنْ وَضْعِ أَهْلِ النِّحَلِ الْمُخَالِفَةِ لِلْجَمَاعَةِ ؛ فَالِاحْتِجَاجُ بِهِ لَا يَلِيقُ أَنْ يَصْدُرَ مِثْلُهُ عَنِ
الْحَسَنِ مَعَ فَرْطِ عِلْمِهِ وَفِطْنَتِهِ ، وَأَيَّةُ مُلَازَمَةٍ بَيْنَ مَا زَعَمُوهُ مِنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ دَفْعِ
الْحَسَنِ التَّأْنِيبَ عَنْ نَفْسِهِ . وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ وَضْعِ دُعَاةِ الْعَبَّاسِيِّينَ عَلَى أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْوَاقِعِ ; لِأَنَّ الْمُدَّةَ الَّتِي بَيْنَ تَسْلِيمِ
الْحَسَنِ الْخِلَافَةَ إِلَى
مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ بَيْعَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14485السَّفَّاحِ وَهُوَ أَوَّلُ خُلَفَاءِ الْعَبَّاسِيَّةِ أَلْفُ شَهْرٍ وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ شَهْرًا أَوْ أَكْثَرُ بِشَهْرٍ أَوْ بِشَهْرَيْنِ ، فَمَا نُسِبَ إِلَى
الْقَاسِمِ الْحُدَّانِيِّ مِنْ قَوْلِهِ : فَعَدَدْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا إِلَخْ كَذِبٌ
[ ص: 461 ] لَا مَحَالَةَ . وَالْحَاصِلُ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ الَّذِي أَخْرَجَهُ
التِّرْمِذِيُّ مُنْكَرٌ كَمَا قَالَهُ
الْمِزِّيُّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابْنُ عَرَفَةَ وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=3لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ الْمُحَسِّنُ الْمُسَمَّى تَشَابُهُ الْأَطْرَافِ وَهُوَ إِعَادَةُ لِفْظِ الْقَافِيَةِ فِي الْجُمْلَةِ الَّتِي تَلِيهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ اهـ . يُرِيدُ بِالْقَافِيَةِ مَا يَشْمَلُ الْقَرِينَةَ فِي الْأَسْجَاعِ وَالْفَوَاصِلَ فِي الْآيِ . وَمِثَالُهُ فِي الشِّعْرِ قَوْلُ
لَيْلَى الْأَخْيِلِيَّةِ :
إِذَا نَزَلَ الْحَجَّاجُ أَرْضًا مَرِيضَةً تَتَبَّعَ أَقْصَى دَائِهَا فَشَفَاهَا
شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ الَّذِي بِهَا غُلَامٌ إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ سَقَاهَا
إِلَخْ