وهي
مكية كما أخرجه
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وأخرجه
ابن مردويه أيضا عن
الزبير ، وحكاه
القرطبي عن
الحسن وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد وقتادة إلا آيتين منها وقيل : إلا ثلاث آيات نزلت في الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30فإن مصيركم إلى النار [ إبراهيم : 28 - 30 ] .
وأخرج
النحاس في ناسخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=32278_28889هي مكية سوى آيتين منها نزلتا بالمدينة ، وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآيتين نزلتا في قتلى
بدر من المشركين .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28985الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور .
قوله : الر قد تقدم الكلام في أمثال هذا ، وبيان قول من قال إنه متشابه ، وبيان قول من قال إنه غير متشابه وهو إما مبتدأ خبره " كتاب " ، أو خبر مبتدأ محذوف ، ويكون " كتاب " خبرا لمحذوف مقدر أو خبرا ثانيا لهذا المبتدأ أو يكون ( الر ) مسرودا على نمط التعديد فلا محل له ، و ( أنزلناه إليك ) صفة ل ( كتاب ) ، أي : أنزلنا الكتاب إليك يا
محمد ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1لتخرج الناس من الظلمات إلى النور لتخرجهم من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور الإيمان والعلم والهداية ، جعل الكفر بمنزلة الظلمات ، والإيمان بمنزلة النور على طريقة الاستعارة ، واللام في " لتخرج " للغرض والغاية ، والتعريف في الناس للجنس ، والمعنى : أنه
[ ص: 738 ] صلى الله عليه وآله وسلم يخرج بالكتاب المشتمل على ما شرعه الله لهم من الشرائع مما كانوا فيه من الظلمات إلى ما صاروا إليه من النور ، وقيل : إن الظلمة مستعارة للبدعة ، والنور مستعار للسنة ، وقيل : من الشك إلى اليقين ، ولا مانع من إرادة جميع هذه الأمور ، والباء في بإذن ربهم متعلقة بـ " تخرج " ، وأسند الفعل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه الداعي والهادي والمنذر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : بما أذن لك من تعليمهم ودعائهم إلى الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1إلى صراط العزيز الحميد هو بدل من إلى النور بتكرير العامل كما يقع مثله كثيرا ، أي : لتخرج الناس من الظلمات إلى صراط العزيز الحميد ، وهو طريقة الله الواضحة التي شرعها لعباده ، وأمرهم بالمصير إليها والدخول فيها ، ويجوز أن يكون مستأنفا بتقدير سؤال كأنه قيل ما هذا النور الذي أخرجهم إليه ؟ فقيل صراط العزيز الحميد .
والعزيز هو القادر الغالب .
والحميد هو الكامل في استحقاق الحمد .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض قرأ
نافع وابن عامر بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو الله المتصف بملك ما في السماوات وما في الأرض .
وقرأ الجمهور بالجر على أنه عطف بيان لكونه من الأعلام الغالبة ، فلا يصح وصف ما قبله به ، لأن العلم لا يوصف به ، وقيل : يجوز أن يوصف به من حيث المعنى .
وقال
أبو عمرو : إن قراءة الجر محمولة على التقديم والتأخير ، والتقدير : إلى صراط الله العزيز الحميد .
وكان
يعقوب إذا وقف على الحميد رفع ، وإذا وصل خفض .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : من خفض وقف على وما في الأرض .
ثم توعد من لا يعترف بربوبيته فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2وويل للكافرين من عذاب شديد قد تقدم بيان معنى الويل ، وأصله النصب كسائر المصادر ، ثم رفع للدلالة على الثبات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هي كلمة تقال للعذاب والهلكة ، فدعا سبحانه وتعالى بذلك على من لم يخرج من الكفار بهداية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بما أنزله الله عليه مما هو فيه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان و من عذاب شديد متعلق بـ " ويل " على معنى يولولون ويضجون من العذاب الشديد الذي صاروا فيه .
ثم وصف هؤلاء الكفار بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الذين يستحبون الحياة الدنيا أي يؤثرونها لمحبتهم لها على الآخرة الدائمة والنعيم الأبدي ، وقيل : إن الموصول في موضع رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي هم الذين ، وقيل : الموصول مبتدأ وخبره أولئك ، وجملة ويصدون وكذلك ويبغون معطوفتان على يستحبون ، ومعنى الصد عن سبيل الله صرف الناس عنه ومنعهم منه ، وسبيل الله دينه الذي شرعه لعباده و يبغونها عوجا أي يطلبون لها زيغا وميلا لموافقة أهوائهم وقضاء حاجاتهم وأغراضهم ، والعوج بكسر العين في المعاني وبفتح العين في الأعيان وقد سبق تحقيقه .
والأصل " يبغون لها " فحذف الحرف وأوصل الفعل إلى الضمير ، واجتماع هذه الخصال نهاية الضلال ، ولهذا وصف ضلالهم بالبعد عن الحق فقال : أولئك في ضلال بعيد والإشارة إلى الموصوفين بتلك الصفات القبيحة ، والبعد وإن كان من صفة الضال لكنه يجوز وصف الضلال به مجازا لقصد المبالغة .
ثم لما من على المكلفين بإنزال الكتب وإرسال الرسول ذكر من كمال تلك النعمة أن ذلك المرسل بلسان قومه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه أي متلبسا بلسانهم متكلما بلغتهم لأنه إذا كان كذلك فهم عنه المرسل إليهم ما يقوله لهم وسهل عليهم ذلك بخلاف ما لو كان بلسان غيرهم فإنهم لا يدرون ما يقول ولا يفهمون ما يخاطبهم به حتى يتعلموا ذلك اللسان دهرا طويلا ومع ذلك فلا بد أن يصعب عليه فهم ذلك بعض صعوبة ، ولهذا علل سبحانه ما امتن به على العباد بقوله ليبين لهم أي ليوضح لهم ما أمرهم الله به من الشريعة التي شرعها لهم ، ووحد اللسان لأن المراد بها اللغة .
وقد قيل في هذه الآية إشكال ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى الناس جميعا بل إلى الجن والإنس ولغاتهم متباينة وألسنتهم مختلفة .
وأجيب بأنه وإن
nindex.php?page=treesubj&link=28747كان صلى الله عليه وآله وسلم مرسلا إلى الثقلين كما مر لكن لما كان قومه العرب وكانوا أخص به وأقرب إليه كان إرساله بلسانهم أولى من إرساله بلسان غيرهم ، وهم يبينونه لمن كان على غير لسانهم ويوضحونه حتى يصير فاهما له كفهمهم إياه ، ولو نزل القرآن بجميع لغات من أرسل إليهم ، وبينه رسول الله لكل قوم بلسانهم لكان ذلك مظنة للاختلاف وفتحا لباب التنازع لأن كل أمة قد تدعي من المعاني في لسانها ما لا يعرفه غيرها ، وربما كان ذلك أيضا مفضيا إلى التحريف والتصحيف بسبب الدعاوي الباطلة التي يقع فيها المتعصبون وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء مستأنفة ، أي : يضل من يشاء إضلاله ويهدي من يشاء هدايته .
قال
الفراء : إذا ذكر فعل وبعده فعل آخر فإن لم يكن النسق مشاكلا للأول فالرفع على الاستئناف هو الوجه ، فيكون معنى هذه الآية : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم تلك الشرائع باللغة التي ألفوها وفهموها ، ومع ذلك فإن المضل والهادي هو الله عز وجل ، والبيان لا يوجب حصول الهداية إلا إذا جعله الله سبحانه واسطة وسببا ، وتقديم الإضلال على الهداية لأنه متقدم عليها ، إذ هو إبقاء على الأصل والهداية إنشاء ما لم يكن وهو العزيز الذي لا يغالبه مغالب الحكيم الذي يجري أفعاله على مقتضى الحكمة .
ثم لما بين أن
nindex.php?page=treesubj&link=28749المقصود من بعثة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور أراد أن يبين أن الغرض من إرسال الأنبياء لم يكن إلا ذلك ، وخص
موسى بالذكر لأن أمته أكثر الأمم المتقدمة على هذه الأمة المحمدية فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أي متلبسا بها .
والمراد بالآيات : المعجزات التي
لموسى ، ومعنى أن أخرج أي أخرج ، لأن الإرسال فيه معنى القول ، ويجوز أن يكون التقدير بأن أخرج ، والمراد بقومه بنو إسرائيل بعد ملك فرعون من الظلمات من الكفر أو من الجهل الذي قالوا بسببه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138اجعل لنا إلها كما لهم آلهة [ الأعراف : 138 ] ،
[ ص: 739 ] إلى النور إلى الإيمان أو إلى العلم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله أي بوقائعه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : العرب تقول الأيام في معنى الوقائع ، يقال فلان عالم بأيام العرب ، أي : بوقائعها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، أي : ذكرهم بنعم الله عليهم وبنقم أيام الله التي انتقم فيها من قوم
نوح وعاد وثمود .
والمعنى : عظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد إن في ذلك أي في التذكير بأيام الله أو في نفس أيام الله ( لآيات ) لدلالات عظيمة دالة على التوحيد وكمال القدرة ( لكل صبار ) أي كثير الصبر على المحن والمنح ( شكور ) كثير الشكر للنعم التي أنعم الله بها عليه ، وقيل : المراد بذلك كل مؤمن ، وعبر عنه بالوصفين المذكورين لأنهما ملاك الإيمان ، وقدم الصبار على الشكور ، لكون الشكر عاقبة الصبر .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1لتخرج الناس من الظلمات إلى النور قال : من الضلالة إلى الهدى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أبي مالك في قوله : يستحبون قال : يختارون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020535عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : إن nindex.php?page=treesubj&link=28753_29638الله فضل محمدا على أهل السماء وعلى الأنبياء ، قيل : ما فضله على أهل السماء ؟ قال : إن الله قال لأهل السماء nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم [ الأنبياء : 29 ] ، وقال
لمحمد nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [ الفتح : 2 ] ، فكتب له براءة من النار ، قيل : فما فضله على الأنبياء ؟ قال : إن الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه [ إبراهيم : 4 ] ، وقال
لمحمد nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وما أرسلناك إلا كافة للناس [ سبأ : 28 ] ، فأرسله إلى الإنس والجن .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4إلا بلسان قومه قال :
nindex.php?page=treesubj&link=32450_29568نزل القرآن بلسان قريش .
وأخرج
ابن المنذر عن
مجاهد مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5ولقد أرسلنا موسى بآياتنا قال : بالآيات التسع الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور قال : من الضلالة إلى الهدى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله قال : بنعم الله وآلائه .
وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله قال : نعم الله .
وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وذكرهم بأيام الله قال : وعظهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
الربيع في الآية قال : بوقائع الله في القرون الأولى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور قال : نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر .
وَهِيَ
مَكِّيَّةٌ كَمَا أَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا عَنِ
الزُّبَيْرِ ، وَحَكَاهُ
الْقُرْطُبِيُّ عَنِ
الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11867وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَقَتَادَةَ إِلَّا آيَتَيْنِ مِنْهَا وَقِيلَ : إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ حَارَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ [ إِبْرَاهِيمَ : 28 - 30 ] .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ فِي نَاسِخِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32278_28889هِيَ مَكِّيَّةٌ سِوَى آيَتَيْنِ مِنْهَا نَزَلَتَا بِالْمَدِينَةِ ، وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا الْآيَتَيْنِ نَزَلَتَا فِي قَتْلَى
بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28985الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ .
قَوْلُهُ : الر قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي أَمْثَالِ هَذَا ، وَبَيَانُ قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ مُتَشَابِهٌ ، وَبَيَانُ قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ غَيْرُ مُتَشَابِهٍ وَهُوَ إِمَّا مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ " كِتَابٌ " ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَيَكُونُ " كِتَابٌ " خَبَرًا لِمَحْذُوفٍ مُقَدَّرٍ أَوْ خَبَرًا ثَانِيًا لِهَذَا الْمُبْتَدَأِ أَوْ يَكُونُ ( الر ) مَسْرُودًا عَلَى نَمَطِ التَّعْدِيدِ فَلَا مَحَلَّ لَهُ ، وَ ( أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ) صِفَةٌ لِ ( كِتَابٌ ) ، أَيْ : أَنْزَلْنَا الْكِتَابَ إِلَيْكَ يَا
مُحَمَّدُ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ لِتُخْرِجَهُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ وَالْجَهْلِ وَالضَّلَالَةِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَالْعِلْمِ وَالْهِدَايَةِ ، جُعِلَ الْكُفْرُ بِمَنْزِلَةِ الظُّلُمَاتِ ، وَالْإِيمَانُ بِمَنْزِلَةِ النُّورِ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِعَارَةِ ، وَاللَّامُ فِي " لِتُخْرِجَ " لِلْغَرَضِ وَالْغَايَةِ ، وَالتَّعْرِيفُ فِي النَّاسِ لِلْجِنْسِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ
[ ص: 738 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ بِالْكِتَابِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى مَا شَرَعَهُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الشَّرَائِعِ مِمَّا كَانُوا فِيهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ النُّورِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الظُّلْمَةَ مُسْتَعَارَةٌ لِلْبِدْعَةِ ، وَالنُّورَ مُسْتَعَارٌ لِلسُّنَّةِ ، وَقِيلَ : مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ ، وَلَا مَانِعَ مِنْ إِرَادَةِ جَمِيعِ هَذِهِ الْأُمُورِ ، وَالْبَاءُ فِي بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ " تُخْرِجَ " ، وَأُسْنِدَ الْفِعْلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ الدَّاعِي وَالْهَادِي وَالْمُنْذِرُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : بِمَا أَذِنَ لَكَ مِنْ تَعْلِيمِهِمْ وَدُعَائِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ هُوَ بَدَلٌ مِنْ إِلَى النُّورِ بِتَكْرِيرِ الْعَامِلِ كَمَا يَقَعُ مِثْلُهُ كَثِيرًا ، أَيْ : لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، وَهُوَ طَرِيقَةُ اللَّهِ الْوَاضِحَةُ الَّتِي شَرَعَهَا لِعِبَادِهِ ، وَأَمَرَهُمْ بِالْمَصِيرِ إِلَيْهَا وَالدُّخُولِ فِيهَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا بِتَقْدِيرِ سُؤَالٍ كَأَنَّهُ قِيلَ مَا هَذَا النُّورُ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ إِلَيْهِ ؟ فَقِيلَ صِرَاطُ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .
وَالْعَزِيزُ هُوَ الْقَادِرُ الْغَالِبُ .
وَالْحَمِيدُ هُوَ الْكَامِلُ فِي اسْتِحْقَاقِ الْحَمْدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : هُوَ اللَّهُ الْمُتَّصِفُ بِمِلْكِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ عَطْفُ بَيَانٍ لِكَوْنِهِ مِنَ الْأَعْلَامِ الْغَالِبَةِ ، فَلَا يَصِحُّ وَصْفُ مَا قَبْلَهُ بِهِ ، لِأَنَّ الْعَلَمَ لَا يُوصَفُ بِهِ ، وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ بِهِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى .
وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو : إِنَّ قِرَاءَةَ الْجَرِّ مَحْمُولَةٌ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ ، وَالتَّقْدِيرُ : إِلَى صِرَاطِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ .
وَكَانَ
يَعْقُوبُ إِذَا وَقَفَ عَلَى الْحَمِيدِ رَفَعَ ، وَإِذَا وَصَلَ خَفَضَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : مَنْ خَفَضَ وَقَفَ عَلَى وَمَا فِي الْأَرْضِ .
ثُمَّ تَوَعَّدَ مَنْ لَا يَعْتَرِفُ بِرُبُوبِيَّتِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=2وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ مَعْنَى الْوَيْلِ ، وَأَصْلُهُ النَّصْبُ كَسَائِرِ الْمَصَادِرِ ، ثُمَّ رُفِعَ لِلدِّلَالَةِ عَلَى الثَّبَاتِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْعَذَابِ وَالْهَلَكَةِ ، فَدَعَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِذَلِكَ عَلَى مَنْ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْكُفَّارِ بِهِدَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَهُ بِمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ مُتَعَلِّقٍ بِـ " وَيْلٌ " عَلَى مَعْنَى يُوَلْوِلُونَ وَيَضِجُّونَ مِنَ الْعَذَابِ الشَّدِيدِ الَّذِي صَارُوا فِيهِ .
ثُمَّ وَصَفَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=3الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا أَيْ يُؤْثِرُونَهَا لِمَحَبَّتِهِمْ لَهَا عَلَى الْآخِرَةِ الدَّائِمَةِ وَالنَّعِيمِ الْأَبَدِيِّ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَوْصُولَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ هُمُ الَّذِينَ ، وَقِيلَ : الْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ أُولَئِكَ ، وَجُمْلَةُ وَيَصُدُّونَ وَكَذَلِكَ وَيَبْغُونَ مَعْطُوفَتَانِ عَلَى يَسْتَحِبُّونَ ، وَمَعْنَى الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ صَرْفُ النَّاسِ عَنْهُ وَمَنْعُهُمْ مِنْهُ ، وَسَبِيلُ اللَّهِ دِينُهُ الَّذِي شَرَعَهُ لِعِبَادِهِ وَ يَبْغُونَهَا عِوَجًا أَيْ يَطْلُبُونَ لَهَا زَيْغًا وَمَيْلًا لِمُوَافَقَةِ أَهْوَائِهِمْ وَقَضَاءِ حَاجَاتِهِمْ وَأَغْرَاضِهِمْ ، وَالْعِوَجُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمَعَانِي وَبِفَتْحِ الْعَيْنِ فِي الْأَعْيَانِ وَقَدْ سَبَقَ تَحْقِيقُهُ .
وَالْأَصْلُ " يَبْغُونَ لَهَا " فَحُذِفَ الْحَرْفُ وَأُوصِلَ الْفِعْلُ إِلَى الضَّمِيرِ ، وَاجْتِمَاعُ هَذِهِ الْخِصَالِ نِهَايَةُ الضَّلَالِ ، وَلِهَذَا وَصَفَ ضَلَالَهُمْ بِالْبُعْدِ عَنِ الْحَقِّ فَقَالَ : أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ وَالْإِشَارَةُ إِلَى الْمَوْصُوفِينَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ الْقَبِيحَةِ ، وَالْبُعْدُ وَإِنْ كَانَ مِنْ صِفَةِ الضَّالِّ لَكِنَّهُ يَجُوزُ وَصْفُ الضَّلَالِ بِهِ مَجَازًا لِقَصْدِ الْمُبَالَغَةِ .
ثُمَّ لَمَّا مَنَّ عَلَى الْمُكَلَّفِينَ بِإِنْزَالِ الْكُتُبِ وَإِرْسَالِ الرَّسُولِ ذَكَرَ مِنْ كَمَالِ تِلْكَ النِّعْمَةِ أَنَّ ذَلِكَ الْمُرْسَلَ بِلِسَانِ قَوْمِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ أَيْ مُتَلَبِّسًا بِلِسَانِهِمْ مُتَكَلِّمًا بِلُغَتِهِمْ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهِمَ عَنْهُ الْمُرْسَلُ إِلَيْهِمْ مَا يَقُولُهُ لَهُمْ وَسَهُلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا لَوْ كَانَ بِلِسَانِ غَيْرِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ وَلَا يَفْهَمُونَ مَا يُخَاطِبُهُمْ بِهِ حَتَّى يَتَعَلَّمُوا ذَلِكَ اللِّسَانَ دَهْرًا طَوِيلًا وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا بُدَّ أَنْ يَصْعُبَ عَلَيْهِ فَهْمُ ذَلِكَ بَعْضَ صُعُوبَةٍ ، وَلِهَذَا عَلَّلَ سُبْحَانَهُ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلَى الْعِبَادِ بِقَوْلِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ أَيْ لِيُوَضِّحَ لَهُمْ مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الشَّرِيعَةِ الَّتِي شَرَعَهَا لَهُمْ ، وَوَحَّدَ اللِّسَانَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا اللُّغَةُ .
وَقَدْ قِيلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِشْكَالٌ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُرْسِلَ إِلَى النَّاسِ جَمِيعًا بَلْ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَلُغَاتُهُمْ مُتَبَايِنَةٌ وَأَلْسِنَتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ .
وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ وَإِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28747كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا إِلَى الثَّقَلَيْنِ كَمَا مَرَّ لَكِنْ لَمَّا كَانَ قَوْمُهُ الْعَرَبَ وَكَانُوا أَخَصَّ بِهِ وَأَقْرَبَ إِلَيْهِ كَانَ إِرْسَالُهُ بِلِسَانِهِمْ أَوْلَى مِنْ إِرْسَالِهِ بِلِسَانِ غَيْرِهِمْ ، وَهُمْ يُبَيِّنُونَهُ لِمَنْ كَانَ عَلَى غَيْرِ لِسَانِهِمْ وَيُوَضِّحُونَهُ حَتَّى يَصِيرَ فَاهِمًا لَهُ كَفَهْمِهِمْ إِيَّاهُ ، وَلَوْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِجَمِيعِ لُغَاتِ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ، وَبَيَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ لِكُلِّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ لَكَانَ ذَلِكَ مَظَنَّةً لِلِاخْتِلَافِ وَفَتْحًا لِبَابِ التَّنَازُعِ لِأَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ قَدْ تَدَّعِي مِنَ الْمَعَانِي فِي لِسَانِهَا مَا لَا يَعْرِفُهُ غَيْرُهَا ، وَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ أَيْضًا مُفْضِيًا إِلَى التَّحْرِيفِ وَالتَّصْحِيفِ بِسَبَبِ الدَّعَاوِي الْبَاطِلَةِ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا الْمُتَعَصِّبُونَ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ مُسْتَأْنَفَةٌ ، أَيْ : يَضِلُّ مَنْ يَشَاءُ إِضْلَالَهُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ هِدَايَتَهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : إِذَا ذُكِرَ فِعْلٌ وَبَعْدَهُ فِعْلٌ آخَرُ فَإِنْ لَمْ يَكُنِ النَّسَقُ مُشَاكِلًا لِلْأَوَّلِ فَالرَّفْعُ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ هُوَ الْوَجْهُ ، فَيَكُونُ مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ تِلْكَ الشَّرَائِعَ بِاللُّغَةِ الَّتِي أَلِفُوهَا وَفَهِمُوهَا ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ الْمُضِلَّ وَالْهَادِيَ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْبَيَانُ لَا يُوجِبُ حُصُولَ الْهِدَايَةِ إِلَّا إِذَا جَعَلَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَاسِطَةً وَسَبَبًا ، وَتَقْدِيمُ الْإِضْلَالِ عَلَى الْهِدَايَةِ لِأَنَّهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَيْهَا ، إِذْ هُوَ إِبْقَاءٌ عَلَى الْأَصْلِ وَالْهِدَايَةُ إِنْشَاءُ مَا لَمْ يَكُنْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يُغَالِبُهُ مُغَالِبٌ الْحَكِيمُ الَّذِي يُجْرِي أَفْعَالَهُ عَلَى مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ .
ثُمَّ لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28749الْمَقْصُودَ مِنْ بِعْثَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هُوَ إِخْرَاجُ النَّاسِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ الْغَرَضَ مِنْ إِرْسَالِ الْأَنْبِيَاءِ لَمْ يَكُنْ إِلَّا ذَلِكَ ، وَخَصَّ
مُوسَى بِالذِّكْرِ لِأَنَّ أُمَّتَهُ أَكْثَرُ الْأُمَمِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَيْ مُتَلَبِّسًا بِهَا .
وَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ : الْمُعْجِزَاتُ الَّتِي
لِمُوسَى ، وَمَعْنَى أَنْ أَخْرِجْ أَيْ أَخْرِجْ ، لِأَنَّ الْإِرْسَالَ فِيهِ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ بِأَنْ أَخْرِجْ ، وَالْمُرَادُ بِقَوْمِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مُلْكِ فِرْعَوْنَ مِنَ الظُّلُمَاتِ مِنَ الْكُفْرِ أَوْ مِنَ الْجَهْلِ الَّذِي قَالُوا بِسَبَبِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ [ الْأَعْرَافِ : 138 ] ،
[ ص: 739 ] إِلَى النُّورِ إِلَى الْإِيمَانِ أَوْ إِلَى الْعِلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ أَيْ بِوَقَائِعِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : الْعَرَبُ تَقُولُ الْأَيَّامَ فِي مَعْنَى الْوَقَائِعِ ، يُقَالُ فُلَانٌ عَالِمٌ بِأَيَّامِ الْعَرَبِ ، أَيْ : بِوَقَائِعِهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، أَيْ : ذَكِّرْهُمْ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَبِنِقَمِ أَيَّامِ اللَّهِ الَّتِي انْتَقَمَ فِيهَا مِنْ قَوْمِ
نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ .
وَالْمَعْنَى : عِظْهُمْ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيْ فِي التَّذْكِيرِ بِأَيَّامِ اللَّهِ أَوْ فِي نَفْسِ أَيَّامِ اللَّهِ ( لَآيَاتٍ ) لَدِلَالَاتٍ عَظِيمَةٍ دَالَّةٍ عَلَى التَّوْحِيدِ وَكَمَالِ الْقُدْرَةِ ( لِكُلِّ صَبَّارٍ ) أَيْ كَثِيرِ الصَّبْرِ عَلَى الْمِحَنِ وَالْمِنَحِ ( شَكُورٍ ) كَثِيرِ الشُّكْرِ لِلنِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِذَلِكَ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، وَعُبِّرَ عَنْهُ بِالْوَصْفَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ لِأَنَّهُمَا مِلَاكُ الْإِيمَانِ ، وَقُدِّمَ الصَّبَّارُ عَلَى الشَّكُورِ ، لِكَوْنِ الشُّكْرِ عَاقِبَةَ الصَّبْرِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=1لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ قَالَ : مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ : يَسْتَحِبُّونَ قَالَ : يَخْتَارُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020535عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=28753_29638اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْأَنْبِيَاءِ ، قِيلَ : مَا فَضَّلَهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 29 ] ، وَقَالَ
لِمُحَمَّدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [ الْفَتْحِ : 2 ] ، فَكَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، قِيلَ : فَمَا فَضَّلَهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ [ إِبْرَاهِيمَ : 4 ] ، وَقَالَ
لِمُحَمَّدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=28وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ [ سَبَأٍ : 28 ] ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32450_29568نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا قَالَ : بِالْآيَاتِ التِّسْعِ الطُّوفَانِ وَالْجَرَادِ وَالْقُمَّلِ وَالضَّفَادِعِ وَالدَّمِ وَالْعَصَا وَيَدِهِ وَالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ قَالَ : مِنَ الضَّلَالَةِ إِلَى الْهُدَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الْمَسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قَالَ : بِنِعَمِ اللَّهِ وَآلَائِهِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قَالَ : نِعَمِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قَالَ : وَعِظْهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الرَّبِيعِ فِي الْآيَةِ قَالَ : بِوَقَائِعِ اللَّهِ فِي الْقُرُونِ الْأُولَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=5إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ قَالَ : نِعْمَ الْعَبْدُ عَبْدٌ إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ ، وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ .