nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28987_28666_28675وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون .
لما بين سبحانه أن مخلوقاته السماوية والأرضية منقادة له ، خاضعة لجلاله ، أتبع ذلك بالنهي عن الشرك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فنهى سبحانه عن اتخاذ إلهين ، ثم أثبت أن الإلهية منحصرة في إله واحد هو الله سبحانه ، وقد قيل إن التثنية في إلهين قد دلت على الاثنينية ، والإفراد في إله قد دل على الوحدة ، فما وجه وصف إلهين بـ اثنين ، ووصف إله بـ واحد ؟ فقيل في الجواب : إن في الكلام تقديما وتأخيرا ، والتقدير : لا تتخذوا اثنين إلهين إنما هو واحد إله ، وقيل إن التكرير لأجل المبالغة في التنفير عن اتخاذ الشريك ، وقيل إن فائدة زيادة اثنين هي أن يعلم أن النهي راجع إلى التعدد لا إلى الجنسية ، وفائدة زيادة واحد دفع توهم أن المراد إثبات الإلهية دون الواحدية ، مع أن الإلهية له سبحانه مسلمة في نفسها ، وإنما خلاف المشركين في الواحدية ثم نقل الكلام سبحانه من الغيبة إلى التكلم على طريقة الالتفات لزيادة الترهيب ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51فإياي فارهبون أي إن كنتم راهبين شيئا فإياي فارهبون لا غيري ، وقد مر مثل هذا في أول البقرة .
ثم لما قرر سبحانه وحدانيته ، وأنه الذي يجب أن يخص بالرهبة منه والرغبة إليه ، ذكر أن الكل في ملكه وتحت تصرفه فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وله ما في السماوات والأرض وهذه الجملة مقررة لمن تقدم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض النحل 49 ، إلى آخره ، وتقديم الخبر لإفادة الاختصاص
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وله الدين واصبا أي ثابتا واجبا دائما لا يزول ، والدين هو الطاعة والإخلاص ، قال
الفراء واصبا معناه دائما ، ومنه قول
الدؤلي :
[ ص: 786 ] لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه بذم يكون الدهر أجمع واصبا
أي دائما .
وروي عن
الفراء أيضا أنه قال : الواصب : الخالص ، والأول أولى ، ومنه قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=9ولهم عذاب واصب [ الصافات : 9 ] ، أي دائم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، أي : طاعته واجبة أبدا .
ففسر الواصب بالواجب .
وقال
ابن قتيبة في تفسير الواصب ، أي : ليس أحد يطاع إلا انقطع ذلك بزوال أو بهلكة ، غير الله تعالى فإن الطاعة تدوم له ، ففسر الواصب بالدائم ، وإذا دام الشيء دواما لا ينقطع فقد وجب وثبت ، يقال : وصب الشيء يصب وصوبا فهو واصب : إذا دام ، ووصب الرجل على الأمر : إذا واظب عليه ، وقيل الوصب التعب ، والإعياء ، أي : يجب طاعة الله سبحانه وإن تعب العبد فيها وهو غير مناسب لما في الآية ، والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52أفغير الله تتقون للتقريع والتوبيخ ، وهو معطوف على مقدر كما في نظائره ، والمعنى : إذا كان الدين أي الطاعة واجبا له دائما لا ينقطع ، كان المناسب لذلك تخصيص التقوى به وعدم إيقاعها لغيره .
ثم امتن سبحانه عليهم بأن جميع ما هم متقلبون فيه من النعم هو منه لا من غيره فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وما بكم من نعمة أي ما يلابسكم من
nindex.php?page=treesubj&link=32412النعم على اختلاف أنواعها فمن الله ، أي : فهي منه ، فتكون ( ما ) شرطية ، ويجوز أن تكون موصولة متضمنة معنى الشرط ، و بكم صلتها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53من نعمة حال من الضمير في الجار والمجرور ، أو بيان ل ما وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53فمن الله الخبر ، وعلى كون ما شرطية يكون فعل الشرط محذوفا أي ما يكن ، والنعمة إما دينية وهي معرفة الحق لذاته ومعرفة الخير لأجل العمل به ، وإما دنيوية نفسانية ، أو بدنية أو خارجية كالسعادات المالية وغيرها ، وكل واحدة من هذه جنس تحته أنواع لا حصر لها ، والكل من الله سبحانه . فعلى العاقل أن لا يشكر إلا إياه . ثم بين تلون الإنسان بعد استغراقه في بحر النعم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون أي إذا مسكم الضر أي مس فإلى الله سبحانه لا إلى غيره تتضرعون في كشفه فلا كاشف له إلا هو ، يقال جأر يجأر في لسان العرب جؤارا : إذا رفع صوته في تضرع .
قال
الأعشى يصف بقرة :
فطافت ثلاثا بين يوم وليلة وكان النكير أن تطيف وتجأرا
والضر : المرض والبلاء والحاجة والقحط وكل ما يتضرر به الإنسان .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون أي إذا رفع عنكم ما نزل بكم من الضر ، إذا فريق أي جماعة منكم بربهم - الذين رفع الضر عنهم - يشركون فيجعلون معه إلها آخر من صنم أو نحوه ، والآية مسوقة للتعجيب من فعل هؤلاء حيث يضعون الإشراك بالله الذي أنعم عليهم بكشف ما نزل بهم من الضر مكان الشكر له ، وهذا المعنى قد تقدم في الأنعام ويونس ، ويأتي في سبحان .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هذا خاص بمكر وكفر ، وقابل كشف الضر عنه بالجحود والكفر ، وعلى هذا فتكون ( من ) في منكم للتبعيض حيث كان الخطاب للناس جميعا ، والفريق هم الكفرة وإن كان الخطاب موجها إلى الكفار ف ( من ) للبيان .
واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55ليكفروا بما آتيناهم لام كي ، أي : لكي يكفروا بما آتيناهم من نعمة كشف الضر ، حتى كأن هذا الكفر منهم الواقع في موضع الشكر الواجب عليهم غرض لهم ومقصد من مقاصدهم ، وهذا غاية في العتو والعناد ليس وراءها غاية ، وقيل : اللام للعاقبة ، يعني ما كانت عاقبة تلك التضرعات إلا هذا الكفر .
ثم قال سبحانه على سبيل التهديد والترهيب ملتفتا من الغيبة إلى الخطاب فتمتعوا بما أنتم فيه من ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فسوف تعلمون عاقبة أمركم وما يحل بكم في هذه الدار وما تصيرون إليه في الدار الآخرة .
ثم حكى سبحانه نوعا آخر من قبائح أعمالهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28987ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم أي يقع منهم هذا الجعل بعد ما وقع منهم الجؤار إلى الله سبحانه في كشف الضر عنهم وما يعقب كشفه عنهم من الكفر منهم بالله والإشراك به ، ومع ذلك يجعلون لما لا يعلمون حقيقته من الجمادات والشياطين نصيبا مما رزقناهم من أموالهم يتقربون به إليه .
وقيل المعنى : أنهم أي الكفار يجعلون للأصنام وهم لا يعلمون شيئا لكونهم جمادات ، ففاعل ( يعلمون ) على هذا هي الأصنام وأجراها مجرى العقلاء في جمعها بالواو والنون جريا على اعتقاد الكفار فيها .
وحاصل المعنى : ويجعل هؤلاء الكفار للأصنام التي لا تعقل شيئا نصيبا من أموالهم التي رزقهم الله إياها
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56تالله لتسألن عما كنتم تفترون هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب ، وهذا السؤال سؤال تقريع وتوبيخ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56عما كنتم تفترون تختلقونه من الكذب على الله سبحانه في الدنيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28987ويجعلون لله البنات هذا نوع آخر من فضائحهم وقبائحهم ، وقد كانت
خزاعة وكنانة تقول الملائكة بنات الله سبحانه نزه سبحانه نفسه عما نسبه إليه هؤلاء الجفاة الذين لا عقول لهم صحيحة ولا أفهام مستقيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=44إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل [ الفرقان : 44 ] ، وفي هذا التنزيه تعجيب من حالهم ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ولهم ما يشتهون أي ويجعلون لأنفسهم ما يشتهونه من البنين على أن ما في محل نصب بالفعل المقدر ، ويجوز أن تكون في محل رفع على الابتداء .
وأنكر النصب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قال : لأن العرب لا يقولون جعل له كذا وهو يعني نفسه ، وإنما يقولون جعل لنفسه كذا ، فلو كان منصوبا لقال ولأنفسهم ما يشتهون .
وقد أجاز النصب
الفراء .
ثم ذكر سبحانه كراهتهم للإناث التي جعلوها لله سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وإذا بشر أحدهم بالأنثى أي إذا أخبر أحدهم بولادة بنت له
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58ظل وجهه مسودا أي متغيرا ، وليس المراد السواد الذي هو ضد البياض ، بل المراد الكناية بالسواد عن الانكسار والتغير بما يحصل من الغم ، والعرب تقول لكل من لقي مكروها قد اسود وجهه غما وحزنا . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
وقال
الماوردي : بل المراد سواد اللون حقيقة ، قال : وهو قول الجمهور ، والأول أولى ، فإن المعلوم بالوجدان أن من غضب وحزن واغتم لا يحصل في لونه إلا مجرد التغير وظهور الكآبة والانكسار لا السواد الحقيقي ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وهو كظيم في محل نصب
[ ص: 787 ] على الحال ، أي : ممتلئ من الغم غيظا وحنقا .
قال
الأخفش : هو الذي يكظم غيظه ولا يظهره ، وقيل إنه المغموم الذي يطبق فاه من الغم ، مأخوذ من الكظامة وهو سد فم البئر . قاله
علي بن عيسى ، وقد تقدم في سورة يوسف .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم أي يتغيب ويختفي
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59من سوء ما بشر به أي من سوء الحزن والعار والحياء الذي يلحقه بسبب حدوث البنت له
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أيمسكه على هون أي لا يزال مترددا بين الأمرين : وهو إمساك البنت التي بشر بها ، أو دفنها في التراب
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59على هون أي هوان ، وكذا قرأ
عيسى الثقفي .
قال
اليزيدي : والهون الهوان بلغة
قريش ، وكذا حكاه
أبو عبيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي أنه البلاء والمشقة ، قالت
الخنساء :
نهين النفوس وهون النفو س يوم الكريهة أبقى لها
وقال
الفراء : الهون : القليل بلغة تميم .
وحكى
النحاس عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش أنه قرأ : أيمسكه على سوء . أم يدسه في التراب ، أي يخفيه في التراب بالوأد كما كانت تفعله العرب ، فلا يزال الذي بشر بحدوث الأنثى مترددا بين هذين الأمرين ، والتذكير في ( يمسكه ويدسه ) مع كونه عبارة عن الأنثى لرعاية اللفظ .
وقرأ
الجحدري أم يدسها في التراب ويلزمه أن يقرأ أيمسكها ، وقيل دسها إخفاؤها عن الناس حتى لا تعرف كالمدسوس لإخفائه عن الأبصار
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59ألا ساء ما يحكمون حيث أضافوا البنات التي يكرهونها إلى الله سبحانه وأضافوا البنين المحبوبين عندهم إلى أنفسهم ومثل هذا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى [ النجم : 21 ، 22 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28987_30531للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء أي لهؤلاء الذين وصفهم الله سبحانه بهذه القبائح الفظيعة مثل السوء ، أي : صفة السوء من الجهل والكفر بالله ، وقيل هو وصفهم لله سبحانه بالصاحبة والولد ، وقيل هو حاجتهم إلى الولد ليقوم مقامهم ووأد البنات لدفع العار وخشية الإملاق ، وقيل العذاب والنار
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60ولله المثل الأعلى وهو أضداد صفة المخلوقين من الغنى الكامل والجود الشامل والعلم الواسع ، أو التوحيد وإخلاص العبادة ، أو أنه خالق رازق قادر مجاز ، وقيل شهادة أن لا إله إلا الله ، وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض مثل نوره [ النور : 35 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60وهو العزيز الذي لا يغالب فلا يضره نسبتهم إليه ما لا يليق به
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60الحكيم في أفعاله وأقواله .
ثم لما حكى سبحانه عن القوم عظيم كفرهم بين سعة كرمه وحلمه حيث لم يعاجلهم بالعقوبة ولم يؤاخذهم بظلمهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28987_30550ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم والمراد بالناس هنا الكفار أو جميع العصاة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61ما ترك عليها أي على الأرض وإن لم يذكر فقد دل عليها ذكر الناس وذكر الدابة ، فإن الجميع مستقرون على الأرض ، والمراد بالدابة الكافر ، وقيل كل ما دب ، وقد قيل على هذا كيف يعم بالهلاك مع أن فيهم من لا ذنب له ؟ وأجيب بإهلاك الظالم انتقاما منه ، وإهلاك غيره إن كان من أهل التكليف فلأجل توفير أجره ، وإن كان من غيرهم فبشؤم ظلم الظالمين ، ولله الحكمة البالغة
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل وهم يسألون [ الأنبياء : 23 ] ، ومثل هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة [ الأنفال : 25 ] .
وفي معنى هذا أحاديث منها ما عند
مسلم وغيره من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020587إذا أراد الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على نياتهم وكذلك حديث الجيش الذين يخسف بهم في البيداء ، وفي آخره : أنهم يبعثون على نياتهم ، وقد قدمنا عند تفسير قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25واتقوا فتنة [ الأنفال : 25 ] الآية ، تحقيقا حقيقا بالمراجعة له .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى معلوم عنده وهو منتهى حياتهم وانقضاء أعمارهم أو أجل عذابهم ، وفي هذا التأخير حكمة بالغة منها الإعذار إليهم وإرخاء العنان معهم ، ومنها حصول من سبق في علمه من أولادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61فإذا جاء أجلهم الذي سماه لهم حقت عليهم كلمة الله سبحانه في ذلك الوقت من دون تقدم عليه ولا تأخر عنه ، والساعة المدة القليلة ، وقد تقدم تفسيرها هذا وتحقيقه .
ثم ذكر نوعا آخر من جهلهم وحمقهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62ويجعلون لله ما يكرهون أي ينسبون إليه سبحانه ما يكرهون نسبته إلى أنفسهم من البنات ، وهو تكرير لما قد تقدم لقصد التأكيد والتقرير ولزيادة التوبيخ والتقريع
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وتصف ألسنتهم الكذب هذا من النوع الآخر الذي ذكره سبحانه من قبائحهم وهو ، أي : هذا الذي تصفه ألسنتهم من الكذب هو قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62أن لهم الحسنى أي الخصلة الحسنى ، أو العاقبة الحسنى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يصفون أن لهم مع قبح قولهم من الله الجزاء الحسن .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : أبدل من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وتصف ألسنتهم الكذب قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62أن لهم الحسنى ، و الكذب منصوب على أنه مفعول تصف .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وأبو العالية ،
ومجاهد ،
وابن محيصن ( الكذب ) برفع الكاف والذال والباء على أنه صفة للألسن وهو جمع كذب ، فيكون المفعول على هذا هو
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62أن لهم الحسنى .
ثم رد الله سبحانه عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62لا جرم أن لهم النار أي حقا أن لهم مكان ما جعلوه لأنفسهم من الحسنى النار ، وقد تقدم تحقيق هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وأنهم مفرطون قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ،
وأبو عبيدة ، أي : متروكون منسيون في النار ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء فيكون مشتقا من أفرطت فلانا خلفي : إذا خلفته ونسيته .
وقال
قتادة ،
والحسن : معجلون إليها مقدمون في دخولها من أفرطته ، أي : قدمته في طلب الماء ، والفارط هو الذي يتقدم إلى الماء ، والفراط المتقدمون في طلب الماء ، والوراد المتأخرون ، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020588أنا فرطكم على الحوض أي متقدمكم .
قال
القطامي :
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا كما تعجل فراط لوراد
وقرأ
نافع في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش " مفرطون " بكسر الراء وتخفيفها ، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، ومعناه : مسرفون في الذنوب والمعاصي ، يقال أفرط فلان على فلان : إذا أربى عليه وقال له أكثر مما قال من الشر .
وقرأ
أبو [ ص: 788 ] جعفر القاري " مفرطون " بكسر الراء وتشديدها ، أي : مضيعون أمر الله ، فهو من التفريط في الواجب .
وقرأ الباقون
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62مفرطون بفتح الراء مخففا ، ومعناه : مقدمون إلى النار .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وله الدين واصبا قال : الدين : الإخلاص ، وواصبا : دائما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أبي صالح nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وله الدين واصبا قال : لا إله إلا الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52واصبا قال : دائما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عنه قال : واجبا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53تجأرون قال : تتضرعون دعاء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : تصيحون بالدعاء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فتمتعوا فسوف تعلمون قال : وعيد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56ويجعلون لما لا يعلمون الآية قال : يعلمون أن الله خلقهم ويضرهم وينفعهم ، ثم يجعلون لما لا يعلمون أنه يضرهم ولا ينفعهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56نصيبا مما رزقناهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال : هم مشركو العرب جعلوا لأوثانهم وشياطينهم مما رزقهم الله وجزءوا من أموالهم جزءا فجعلوه لأوثانهم وشياطينهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في الآية قال : هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ويجعلون لله البنات الآية يقول : يجعلون لي البنات يرتضونهن لي ولا يرتضونهن لأنفسهم ، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إذا ولد للرجل منهم جارية أمسكها على هوان أو دسها في التراب وهي حية .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
الضحاك nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57ولهم ما يشتهون قال : يعني به البنين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أم يدسه في التراب قال : يئد ابنته .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59ألا ساء ما يحكمون قال : بئس ما حكموا ، يقول : شيء لا يرضونه لأنفسهم فكيف يرضونه لي .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60ولله المثل الأعلى قال : شهادة أن لا إله إلا الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60ولله المثل الأعلى قال : يقول : ليس كمثله شيء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61ما ترك عليها من دابة قال : ما سقاهم المطر .
وأخرج أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي نحوه .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عن
قتادة في الآية قال : قد فعل ذلك في زمن
نوح ، أهلك الله ما على ظهر الأرض من دابة إلا ما حمل في سفينته .
وأخرج
أحمد في الزهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : ذنوب ابن
آدم قتلت الجعل في جحره ، ثم قال ، أي والله زمن غرق قوم
نوح .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في الشعب عنه قال : كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن
آدم ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا عن
أنس نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وابن أبي الدنيا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه سمع رجلا يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : بلى والله إن الحبارى لتموت هزالا في وكرها من ظلم الظالم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
الضحاك nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62ويجعلون لله ما يكرهون قال : يجعلون لي البنات ويكرهون ذلك لأنفسهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى قال : قول كفار
قريش لنا البنون وله البنات .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وأنهم مفرطون قال : منسيون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير نحوه .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر عن
قتادة قال : معجلون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
الحسن نحوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51nindex.php?page=treesubj&link=28987_28666_28675وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ .
لَمَّا بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ مَخْلُوقَاتِهِ السَّمَاوِيَّةَ وَالْأَرْضِيَّةَ مُنْقَادَةٌ لَهُ ، خَاضِعَةٌ لِجَلَالِهِ ، أَتْبَعَ ذَلِكَ بِالنَّهْيِ عَنِ الشِّرْكِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَنَهَى سُبْحَانَهُ عَنِ اتِّخَاذِ إِلَهَيْنِ ، ثُمَّ أَثْبَتَ أَنَّ الْإِلَهِيَّةَ مُنْحَصِرَةٌ فِي إِلَهٍ وَاحِدٍ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ التَّثْنِيَةَ فِي إِلَهَيْنِ قَدْ دَلَّتْ عَلَى الِاثْنَيْنِيَّةِ ، وَالْإِفْرَادُ فِي إِلَهٌ قَدْ دَلَّ عَلَى الْوَحْدَةِ ، فَمَا وَجْهُ وَصْفِ إِلَهَيْنِ بِـ اثْنَيْنِ ، وَوَصَفِ إِلَهٌ بِـ وَاحِدٌ ؟ فَقِيلَ فِي الْجَوَابِ : إِنَّ فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمًا وَتَأْخِيرًا ، وَالتَّقْدِيرُ : لَا تَتَّخِذُوا اثْنَيْنِ إِلَهَيْنِ إِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ إِلَهٌ ، وَقِيلَ إِنَّ التَّكْرِيرَ لِأَجْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي التَّنْفِيرِ عَنِ اتِّخَاذِ الشَّرِيكِ ، وَقِيلَ إِنَّ فَائِدَةَ زِيَادَةِ اثْنَيْنِ هِيَ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ النَّهْيَ رَاجِعٌ إِلَى التَّعَدُّدِ لَا إِلَى الْجِنْسِيَّةِ ، وَفَائِدَةُ زِيَادَةِ وَاحِدٌ دَفْعُ تَوَهُّمِ أَنَّ الْمُرَادَ إِثْبَاتُ الْإِلَهِيَّةِ دُونَ الْوَاحِدِيَّةِ ، مَعَ أَنَّ الْإِلَهِيَّةَ لَهُ سُبْحَانَهُ مُسَلَّمَةٌ فِي نَفْسِهَا ، وَإِنَّمَا خِلَافُ الْمُشْرِكِينَ فِي الْوَاحِدِيَّةِ ثُمَّ نَقَلَ الْكَلَامَ سُبْحَانَهُ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى التَّكَلُّمِ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ لِزِيَادَةِ التَّرْهِيبِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ أَيْ إِنْ كُنْتُمْ رَاهِبِينَ شَيْئًا فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ لَا غَيْرِي ، وَقَدْ مَرَّ مِثْلُ هَذَا فِي أَوَّلِ الْبَقَرَةِ .
ثُمَّ لَمَّا قَرَّرَ سُبْحَانَهُ وَحْدَانِيَّتَهُ ، وَأَنَّهُ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُخَصَّ بِالرَّهْبَةِ مِنْهُ وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ ، ذَكَرَ أَنَّ الْكُلَّ فِي مِلْكِهِ وَتَحْتَ تَصَرُّفِهِ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُقَرِّرَةٌ لِمَنْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ النَّحْلِ 49 ، إِلَى آخِرِهِ ، وَتَقْدِيمُ الْخَبَرِ لِإِفَادَةِ الِاخْتِصَاصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَيْ ثَابِتًا وَاجِبًا دَائِمًا لَا يَزُولُ ، وَالدِّينُ هُوَ الطَّاعَةُ وَالْإِخْلَاصُ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ وَاصِبًا مَعْنَاهُ دَائِمًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الدُّؤَلِيِّ :
[ ص: 786 ] لَا أَبْتَغِي الْحَمْدَ الْقَلِيلُ بَقَاؤُهُ بِذَمٍّ يَكُونُ الدَّهْرُ أَجْمَعَ وَاصِبَا
أَيْ دَائِمًا .
وَرُوِيَ عَنِ
الْفَرَّاءِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : الْوَاصِبُ : الْخَالِصُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=9وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ [ الصَّافَّاتِ : 9 ] ، أَيْ دَائِمٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، أَيْ : طَاعَتُهُ وَاجِبَةٌ أَبَدًا .
فَفَسَّرَ الْوَاصِبَ بِالْوَاجِبِ .
وَقَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي تَفْسِيرِ الْوَاصِبِ ، أَيْ : لَيْسَ أَحَدٌ يُطَاعُ إِلَّا انْقَطَعَ ذَلِكَ بِزَوَالٍ أَوْ بِهَلَكَةٍ ، غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّ الطَّاعَةَ تَدُومُ لَهُ ، فَفَسَّرَ الْوَاصِبَ بِالدَّائِمِ ، وَإِذَا دَامَ الشَّيْءُ دَوَامًا لَا يَنْقَطِعُ فَقَدْ وَجَبَ وَثَبَتَ ، يُقَالُ : وَصَبَ الشَّيْءُ يَصِبُ وُصُوبًا فَهُوَ وَاصِبٌ : إِذَا دَامَ ، وَوَصَبَ الرَّجُلُ عَلَى الْأَمْرِ : إِذَا وَاظَبَ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ الْوَصَبُ التَّعَبُ ، وَالْإِعْيَاءُ ، أَيْ : يَجِبُ طَاعَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِنْ تَعِبَ الْعَبْدُ فِيهَا وَهُوَ غَيْرُ مُنَاسِبٍ لِمَا فِي الْآيَةِ ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ ، وَالْمَعْنَى : إِذَا كَانَ الدِّينُ أَيِ الطَّاعَةُ وَاجِبًا لَهُ دَائِمًا لَا يَنْقَطِعُ ، كَانَ الْمُنَاسِبُ لِذَلِكَ تَخْصِيصَ التَّقْوَى بِهِ وَعَدَمَ إِيقَاعِهَا لِغَيْرِهِ .
ثُمَّ امْتَنَّ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ جَمِيعَ مَا هُمْ مُتَقَلِّبُونَ فِيهِ مِنَ النِّعَمِ هُوَ مِنْهُ لَا مِنْ غَيْرِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَيْ مَا يُلَابِسُكُمْ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=32412النِّعَمِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهَا فَمِنَ اللَّهِ ، أَيْ : فَهِيَ مِنْهُ ، فَتَكُونُ ( مَا ) شَرْطِيَّةً ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً مُتَضَمِّنَةً مَعْنَى الشَّرْطِ ، وَ بِكُمْ صِلَتُهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53مِنْ نِعْمَةٍ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ ، أَوْ بَيَانٌ لِ مَا وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53فَمِنَ اللَّهِ الْخَبَرُ ، وَعَلَى كَوْنِ مَا شَرْطِيَّةً يَكُونُ فِعْلُ الشَّرْطِ مَحْذُوفًا أَيْ مَا يَكُنْ ، وَالنِّعْمَةُ إِمَّا دِينِيَّةٌ وَهِيَ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ لِذَاتِهِ وَمَعْرِفَةُ الْخَيْرِ لِأَجْلِ الْعَمَلِ بِهِ ، وَإِمَّا دُنْيَوِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ ، أَوْ بَدَنِيَّةٌ أَوْ خَارِجِيَّةٌ كَالسَّعَادَاتِ الْمَالِيَّةِ وَغَيْرِهَا ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ جِنْسٌ تَحْتَهُ أَنْوَاعٌ لَا حَصْرَ لَهَا ، وَالْكُلُّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ . فَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يَشْكُرَ إِلَّا إِيَّاهُ . ثُمَّ بَيَّنَ تَلَوُّنَ الْإِنْسَانِ بَعْدَ اسْتِغْرَاقِهِ فِي بَحْرِ النِّعَمِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ أَيْ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ أَيَّ مَسٍّ فَإِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَا إِلَى غَيْرِهِ تَتَضَرَّعُونَ فِي كَشْفِهِ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ، يُقَالُ جَأَرَ يَجْأَرُ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ جُؤَارًا : إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ فِي تَضَرُّعٍ .
قَالَ
الْأَعْشَى يَصِفُ بَقَرَةً :
فَطَافَتْ ثَلَاثًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَكَانَ النَّكِيرُ أَنْ تُطِيفَ وَتَجْأَرَا
وَالضُّرُّ : الْمَرَضُ وَالْبَلَاءُ وَالْحَاجَةُ وَالْقَحْطُ وَكُلُّ مَا يَتَضَرَّرُ بِهِ الْإِنْسَانُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ أَيْ إِذَا رَفَعَ عَنْكُمْ مَا نَزَلْ بِكُمْ مِنَ الضُّرِّ ، إِذَا فَرِيقٌ أَيْ جَمَاعَةٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمُ - الَّذِينَ رُفِعَ الضُّرَّ عَنْهُمْ - يُشْرِكُونَ فَيَجْعَلُونَ مَعَهُ إِلَهًا آخَرَ مِنْ صَنَمٍ أَوْ نَحْوِهِ ، وَالْآيَةُ مَسُوقَةٌ لِلتَّعْجِيبِ مِنْ فِعْلِ هَؤُلَاءِ حَيْثُ يَضَعُونَ الْإِشْرَاكَ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِكَشْفِ مَا نَزَلْ بِهِمْ مِنَ الضُّرِّ مَكَانَ الشُّكْرِ لَهُ ، وَهَذَا الْمَعْنَى قَدْ تَقَدَّمَ فِي الْأَنْعَامِ وَيُونُسَ ، وَيَأْتِي فِي سُبْحَانَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هَذَا خَاصٌّ بِمَكْرٍ وَكُفْرٍ ، وَقَابَلَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْهُ بِالْجُحُودِ وَالْكُفْرِ ، وَعَلَى هَذَا فَتَكُونُ ( مِنْ ) فِي مِنْكُمْ لِلتَّبْعِيضِ حَيْثُ كَانَ الْخِطَابُ لِلنَّاسِ جَمِيعًا ، وَالْفَرِيقُ هُمُ الْكَفَرَةُ وَإِنْ كَانَ الْخِطَابُ مُوَجَّهًا إِلَى الْكُفَّارِ فَ ( مِنْ ) لِلْبَيَانِ .
وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ لَامُ كَيْ ، أَيْ : لِكَيْ يَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ نِعْمَةِ كَشْفِ الضُّرِّ ، حَتَّى كَأَنَّ هَذَا الْكُفْرَ مِنْهُمُ الْوَاقِعُ فِي مَوْضِعِ الشُّكْرِ الْوَاجِبِ عَلَيْهِمْ غَرَضٌ لَهُمْ وَمَقْصِدٌ مِنْ مَقَاصِدِهِمْ ، وَهَذَا غَايَةٌ فِي الْعُتُوِّ وَالْعِنَادِ لَيْسَ وَرَاءَهَا غَايَةٌ ، وَقِيلَ : اللَّامُ لِلْعَاقِبَةِ ، يَعْنِي مَا كَانَتْ عَاقِبَةُ تِلْكَ التَّضَرُّعَاتِ إِلَّا هَذَا الْكُفْرَ .
ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّهْدِيدِ وَالتَّرْهِيبِ مُلْتَفِتًا مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ فَتَمَتَّعُوا بِمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ أَمْرِكُمْ وَمَا يَحِلُّ بِكُمْ فِي هَذِهِ الدَّارِ وَمَا تَصِيرُونَ إِلَيْهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ .
ثُمَّ حَكَى سُبْحَانَهُ نَوْعًا آخَرَ مِنْ قَبَائِحِ أَعْمَالِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28987وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ أَيْ يَقَعُ مِنْهُمْ هَذَا الْجَعْلُ بَعْدَ مَا وَقَعَ مِنْهُمُ الْجُؤَارُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي كَشْفِ الضُّرِّ عَنْهُمْ وَمَا يَعْقُبُ كَشْفَهُ عَنْهُمْ مِنَ الْكُفْرِ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْإِشْرَاكِ بِهِ ، وَمَعَ ذَلِكَ يَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ حَقِيقَتَهُ مِنَ الْجَمَادَاتِ وَالشَّيَاطِينِ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَيْهِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : أَنَّهُمْ أَيِ الْكُفَّارُ يَجْعَلُونَ لِلْأَصْنَامِ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا لِكَوْنِهِمْ جَمَادَاتٍ ، فَفَاعِلُ ( يَعْلَمُونَ ) عَلَى هَذَا هِيَ الْأَصْنَامُ وَأَجْرَاهَا مَجْرَى الْعُقَلَاءِ فِي جَمْعِهَا بِالْوَاوِ وَالنُّونِ جَرْيًا عَلَى اعْتِقَادِ الْكُفَّارِ فِيهَا .
وَحَاصِلُ الْمَعْنَى : وَيَجْعَلُ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارَ لِلْأَصْنَامِ الَّتِي لَا تَعْقِلُ شَيْئًا نَصِيبًا مِنْ أَمْوَالِهِمُ الَّتِي رَزَقَهُمُ اللَّهُ إِيَّاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ هَذَا رُجُوعٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ ، وَهَذَا السُّؤَالُ سُؤَالُ تَقْرِيعٍ وَتَوْبِيخٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ تَخْتَلِقُونَهُ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي الدُّنْيَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28987وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ هَذَا نَوْعٌ آخَرُ مِنْ فَضَائِحِهِمْ وَقَبَائِحِهِمْ ، وَقَدْ كَانَتْ
خُزَاعَةُ وَكِنَانَةُ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ نَزَّهَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ عَمَّا نَسَبَهُ إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْجُفَاةُ الَّذِينَ لَا عُقُولَ لَهُمْ صَحِيحَةً وَلَا أَفْهَامَ مُسْتَقِيمَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=44إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [ الْفَرْقَانِ : 44 ] ، وَفِي هَذَا التَّنْزِيهِ تَعْجِيبٌ مِنْ حَالِهِمْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ أَيْ وَيَجْعَلُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا يَشْتَهُونَهُ مِنَ الْبَنِينَ عَلَى أَنَّ مَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِالْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى الِابْتِدَاءِ .
وَأَنْكَرَ النَّصْبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ قَالَ : لِأَنَّ الْعَرَبَ لَا يَقُولُونَ جَعَلَ لَهُ كَذَا وَهُوَ يَعْنِي نَفْسَهُ ، وَإِنَّمَا يَقُولُونَ جَعَلَ لِنَفْسِهِ كَذَا ، فَلَوْ كَانَ مَنْصُوبًا لَقَالَ وَلِأَنْفُسِهِمْ مَا يَشْتَهُونَ .
وَقَدْ أَجَازَ النَّصْبَ
الْفَرَّاءُ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ كَرَاهَتَهُمْ لِلْإِنَاثِ الَّتِي جَعَلُوهَا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى أَيْ إِذَا أُخْبِرَ أَحَدُهُمْ بِوِلَادَةِ بِنْتٍ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا أَيْ مُتَغَيِّرًا ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ السَّوَادَ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْبَيَاضِ ، بَلِ الْمُرَادُ الْكِنَايَةُ بِالسَّوَادِ عَنِ الِانْكِسَارِ وَالتَّغَيُّرِ بِمَا يَحْصُلُ مِنَ الْغَمِّ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مَنْ لَقِيَ مَكْرُوهًا قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ غَمًّا وَحُزْنًا . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَقَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : بَلِ الْمُرَادُ سَوَادُ اللَّوْنِ حَقِيقَةً ، قَالَ : وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، فَإِنَّ الْمَعْلُومَ بِالْوِجْدَانِ أَنَّ مَنْ غَضِبَ وَحَزَنَ وَاغْتَمَّ لَا يَحْصُلُ فِي لَوْنِهِ إِلَّا مُجَرَّدُ التَّغَيُّرِ وَظُهُورِ الْكَآبَةِ وَالِانْكِسَارِ لَا السَّوَادُ الْحَقِيقِيُّ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=58وَهُوَ كَظِيمٌ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ
[ ص: 787 ] عَلَى الْحَالِ ، أَيْ : مُمْتَلِئٌ مِنَ الْغَمِّ غَيْظًا وَحَنَقًا .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : هُوَ الَّذِي يَكْظِمُ غَيْظَهُ وَلَا يُظْهِرُهُ ، وَقِيلَ إِنَّهُ الْمَغْمُومُ الَّذِي يَطْبُقُ فَاهُ مِنَ الْغَمِّ ، مَأْخُوذٌ مِنِ الْكِظَامَةِ وَهُوَ سَدُّ فَمِ الْبِئْرِ . قَالَهُ
عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ يُوسُفَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ أَيْ يَتَغَيَّبُ وَيَخْتَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيْ مِنْ سُوءِ الْحُزْنِ وَالْعَارِ وَالْحَيَاءِ الَّذِي يَلْحَقُهُ بِسَبَبِ حُدُوثِ الْبِنْتِ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَيْ لَا يَزَالُ مُتَرَدِّدًا بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ : وَهُوَ إِمْسَاكُ الْبِنْتِ الَّتِي بُشِّرَ بِهَا ، أَوْ دَفْنُهَا فِي التُّرَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59عَلَى هُونٍ أَيْ هَوَانٍ ، وَكَذَا قَرَأَ
عِيسَى الثَّقَفِيُّ .
قَالَ
الْيَزِيدِيُّ : وَالْهُونُ الْهَوَانُ بِلُغَةِ
قُرَيْشٍ ، وَكَذَا حَكَاهُ
أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ، وَحُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ أَنَّهُ الْبَلَاءُ وَالْمَشَقَّةُ ، قَالَتِ
الْخَنْسَاءُ :
نُهِينُ النُّفُوسَ وَهَوْنُ النُّفُو سِ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ أَبْقَى لَهَا
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْهُونُ : الْقَلِيلُ بِلُغَةِ تَمِيمٍ .
وَحَكَى
النَّحَّاسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ أَنَّهُ قَرَأَ : أَيُمْسِكُهُ عَلَى سُوءٍ . أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ، أَيْ يُخْفِيهِ فِي التُّرَابِ بِالْوَأْدِ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُهُ الْعَرَبُ ، فَلَا يَزَالُ الَّذِي بُشِّرَ بِحُدُوثِ الْأُنْثَى مُتَرَدِّدًا بَيْنَ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ ، وَالتَّذْكِيرُ فِي ( يُمْسِكُهُ وَيَدُسُّهُ ) مَعَ كَوْنِهِ عِبَارَةً عَنِ الْأُنْثَى لِرِعَايَةِ اللَّفْظِ .
وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ أَمْ يَدُسُّهَا فِي التُّرَابِ وَيَلْزَمُهُ أَنْ يَقْرَأَ أَيُمْسِكُهَا ، وَقِيلَ دَسُّهَا إِخْفَاؤُهَا عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَا تُعْرَفَ كَالْمَدْسُوسِ لِإِخْفَائِهِ عَنِ الْأَبْصَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ حَيْثُ أَضَافُوا الْبَنَاتِ الَّتِي يَكْرَهُونَهَا إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَأَضَافُوا الْبَنِينَ الْمَحْبُوبِينَ عِنْدَهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى [ النَّجْمِ : 21 ، 22 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28987_30531لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ أَيْ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهَذِهِ الْقَبَائِحِ الْفَظِيعَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ، أَيْ : صِفَةُ السَّوْءِ مِنَ الْجَهْلِ وَالْكُفْرِ بِاللَّهِ ، وَقِيلَ هُوَ وَصْفُهُمْ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ بِالصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ ، وَقِيلَ هُوَ حَاجَتُهُمْ إِلَى الْوَلَدِ لِيَقُومَ مَقَامَهُمْ وَوَأْدُ الْبَنَاتِ لِدَفْعِ الْعَارِ وَخَشْيَةِ الْإِمْلَاقِ ، وَقِيلَ الْعَذَابُ وَالنَّارُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ أَضْدَادُ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الْغِنَى الْكَامِلِ وَالْجُودِ الشَّامِلِ وَالْعِلْمِ الْوَاسِعِ ، أَوِ التَّوْحِيدُ وَإِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ ، أَوْ أَنَّهُ خَالِقٌ رَازِقٌ قَادِرٌ مُجَازٍ ، وَقِيلَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ [ النُّورِ : 35 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60وَهُوَ الْعَزِيزُ الَّذِي لَا يُغَالَبُ فَلَا يَضُرُّهُ نِسْبَتُهُمْ إِلَيْهِ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ .
ثُمَّ لَمَّا حَكَى سُبْحَانَهُ عَنِ الْقَوْمِ عَظِيمَ كُفْرِهِمْ بَيَّنَ سِعَةَ كَرَمِهِ وَحِلْمِهِ حَيْثُ لَمْ يُعَاجِلْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ وَلَمْ يُؤَاخِذْهُمْ بِظُلْمِهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=28987_30550وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ وَالْمُرَادُ بِالنَّاسِ هُنَا الْكُفَّارُ أَوْ جَمِيعُ الْعُصَاةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61مَا تَرَكَ عَلَيْهَا أَيْ عَلَى الْأَرْضِ وَإِنْ لَمْ يُذْكَرْ فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهَا ذِكْرُ النَّاسِ وَذِكْرُ الدَّابَّةِ ، فَإِنَّ الْجَمِيعَ مُسْتَقِرُّونَ عَلَى الْأَرْضِ ، وَالْمُرَادُ بِالدَّابَّةِ الْكَافِرُ ، وَقِيلَ كُلُّ مَا دَبَّ ، وَقَدْ قِيلَ عَلَى هَذَا كَيْفَ يَعُمُّ بِالْهَلَاكِ مَعَ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ؟ وَأُجِيبَ بِإِهْلَاكِ الظَّالِمِ انْتِقَامًا مِنْهُ ، وَإِهْلَاكُ غَيْرِهِ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ التَّكْلِيفِ فَلِأَجْلِ تَوْفِيرِ أَجْرِهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ غَيْرِهِمْ فَبِشُؤْمِ ظُلْمِ الظَّالِمِينَ ، وَلِلَّهِ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 23 ] ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [ الْأَنْفَالِ : 25 ] .
وَفِي مَعْنَى هَذَا أَحَادِيثُ مِنْهَا مَا عِنْدَ
مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020587إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى نِيَّاتِهِمْ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْجَيْشِ الَّذِينَ يُخْسَفُ بِهِمْ فِي الْبَيْدَاءِ ، وَفِي آخِرِهِ : أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=25وَاتَّقُوا فِتْنَةً [ الْأَنْفَالِ : 25 ] الْآيَةَ ، تَحْقِيقًا حَقِيقًا بِالْمُرَاجَعَةِ لَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى مَعْلُومٌ عِنْدَهُ وَهُوَ مُنْتَهَى حَيَاتِهِمْ وَانْقِضَاءُ أَعْمَارِهِمْ أَوْ أَجَلُ عَذَابِهِمْ ، وَفِي هَذَا التَّأْخِيرِ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ مِنْهَا الْإِعْذَارُ إِلَيْهِمْ وَإِرْخَاءُ الْعِنَانِ مَعَهُمْ ، وَمِنْهَا حُصُولُ مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ مِنْ أَوْلَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ الَّذِي سَمَّاهُ لَهُمْ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ دُونِ تَقَدُّمٍ عَلَيْهِ وَلَا تَأَخُّرٍ عَنْهُ ، وَالسَّاعَةُ الْمَدَّةُ الْقَلِيلَةُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا هَذَا وَتَحْقِيقُهُ .
ثُمَّ ذَكَرَ نَوْعًا آخَرَ مِنْ جَهْلِهِمْ وَحُمْقِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ أَيْ يَنْسِبُونَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ مَا يَكْرَهُونَ نِسْبَتَهُ إِلَى أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْبَنَاتِ ، وَهُوَ تَكْرِيرٌ لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ وَالتَّقْرِيرِ وَلِزِيَادَةِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ هَذَا مِنَ النَّوْعِ الْآخَرِ الَّذِي ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ قَبَائِحِهِمْ وَهُوَ ، أَيْ : هَذَا الَّذِي تَصِفُهُ أَلْسِنَتُهُمْ مِنَ الْكَذِبِ هُوَ قَوْلُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى أَيِ الْخَصْلَةُ الْحُسْنَى ، أَوِ الْعَاقِبَةُ الْحُسْنَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يَصِفُونَ أَنَّ لَهُمْ مَعَ قُبْحِ قَوْلِهِمْ مِنَ اللَّهِ الْجَزَاءَ الْحَسَنَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : أُبْدِلَ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى ، وَ الْكَذِبَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولُ تَصِفُ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنِ ( الْكُذُبُ ) بِرَفْعِ الْكَافِ وَالذَّالِ وَالْبَاءِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلْأَلْسُنِ وَهُوَ جَمْعُ كَذِبٍ ، فَيَكُونُ الْمَفْعُولُ عَلَى هَذَا هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى .
ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ أَيْ حَقًّا أَنَّ لَهُمْ مَكَانَ مَا جَعَلُوهُ لِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْحُسْنَى النَّارَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، أَيْ : مَتْرُوكُونَ مَنْسِيُّونَ فِي النَّارِ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ فَيَكُونُ مُشْتَقًّا مِنْ أَفْرَطْتُ فُلَانًا خَلْفِي : إِذَا خَلَّفْتُهُ وَنَسِيتُهُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ : مُعَجَّلُونَ إِلَيْهَا مُقْدَّمُونَ فِي دُخُولِهَا مِنْ أَفَرَطْتُهُ ، أَيْ : قَدَّمْتُهُ فِي طَلَبِ الْمَاءِ ، وَالْفَارِطُ هُوَ الَّذِي يَتَقَدَّمُ إِلَى الْمَاءِ ، وَالْفُرَّاطُ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي طَلَبِ الْمَاءِ ، وَالْوُرَّادُ الْمُتَأَخِّرُونَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020588أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَيْ مُتَقَدِّمُكُمْ .
قَالَ
الْقَطَامِيُّ :
فَاسْتَعْجَلُونَا وَكَانُوا مِنْ صَحَابَتِنَا كَمَا تَعَجَّلَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ
وَقَرَأَ
نَافِعٌ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٍ " مُفْرِطُونَ " بِكَسْرِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِهَا ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمَعْنَاهُ : مُسْرِفُونَ فِي الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي ، يُقَالُ أَفْرَطَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ : إِذَا أَرْبَى عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَكْثَرَ مِمَّا قَالَ مِنَ الشَّرِّ .
وَقَرَأَ
أَبُو [ ص: 788 ] جَعْفَرٍ الْقَارِّيُّ " مُفَرِّطُونَ " بِكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا ، أَيْ : مُضَيِّعُونَ أَمْرَ اللَّهِ ، فَهُوَ مِنَ التَّفْرِيطِ فِي الْوَاجِبِ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62مُفْرَطُونَ بِفَتْحِ الرَّاءِ مُخَفَّفًا ، وَمَعْنَاهُ : مُقَدَّمُونَ إِلَى النَّارِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا قَالَ : الدِّينُ : الْإِخْلَاصُ ، وَوَاصِبًا : دَائِمًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَاصِبًا قَالَ : دَائِمًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ : وَاجِبًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53تَجْأَرُونَ قَالَ : تَتَضَرَّعُونَ دُعَاءً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : تَصِيحُونَ بِالدُّعَاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ قَالَ : وَعِيدٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ الْآيَةَ قَالَ : يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمْ وَيَضُرُّهُمْ وَيَنْفَعُهُمْ ، ثُمَّ يَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=56نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : هُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ جَعَلُوا لِأَوْثَانِهِمْ وَشَيَاطِينِهِمْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَجَزَّءُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ جُزْءًا فَجَعَلُوهُ لِأَوْثَانِهِمْ وَشَيَاطِينِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي الْآيَةِ قَالَ : هُوَ قَوْلُهُمْ هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ الْآيَةَ يَقُولُ : يَجْعَلُونَ لِيَ الْبَنَاتِ يَرْتَضُونَهُنَّ لِي وَلَا يَرْتَضُونَهُنَّ لِأَنْفُسِهِمْ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا وُلِدَ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ جَارِيَةٌ أَمْسَكَهَا عَلَى هَوَانٍ أَوْ دَسَّهَا فِي التُّرَابِ وَهِيَ حَيَّةٌ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=57وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ قَالَ : يَعْنِي بِهِ الْبَنِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ قَالَ : يَئِدُ ابْنَتَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ قَالَ : بِئْسَ مَا حَكَمُوا ، يَقُولُ : شَيْءٌ لَا يَرْضَوْنَهُ لِأَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ يَرْضَوْنَهُ لِي .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى قَالَ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى قَالَ : يَقُولُ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ قَالَ : مَا سَقَاهُمُ الْمَطَرَ .
وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : قَدْ فُعِلَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ
نُوحٍ ، أَهْلَكَ اللَّهُ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا مَا حَمَلَ فِي سَفِينَتِهِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : ذُنُوبُ ابْنِ
آدَمَ قَتَلَتِ الْجُعْلَ فِي جُحْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ ، أَيْ وَاللَّهِ زَمَنَ غَرَقِ قَوْمِ
نُوحٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْهُ قَالَ : كَادَ الْجُعْلُ أَنْ يُعَذَّبَ فِي جُحْرِهِ بِذَنْبِ ابْنِ
آدَمَ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=61وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ
أَنَسٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ : إِنَّ الظَّالِمَ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : بَلَى وَاللَّهِ إِنَّ الْحُبَارَى لَتَمُوتُ هُزَالًا فِي وَكْرِهَا مِنْ ظُلْمِ الظَّالِمِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ قَالَ : يَجْعَلُونَ لِيَ الْبَنَاتِ وَيَكْرَهُونَ ذَلِكَ لِأَنْفُسِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى قَالَ : قَوْلُ كُفَّارِ
قُرَيْشٍ لَنَا الْبَنُونَ وَلَهُ الْبَنَاتُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=62وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ قَالَ : مَنْسِيُّونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : مُعَجَّلُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْحَسَنِ نَحْوَهُ .