(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب )
ثم إنه تعالى ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=8572حكم الفيء فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب )
قال صاحب الكشاف : لم يدخل العاطف على هذه الجملة لأنها بيان للأولى فهي منها وغير أجنبية عنها ، واعلم أنهم أجمعوا على أن المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ولذي القربى )
بنو هاشم وبنو المطلب . قال
الواحدي : كان
nindex.php?page=treesubj&link=8586الفيء في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقسوما على خمسة أسهم ، أربعة منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ، وكان الخمس الباقي يقسم على خمسة أسهم ، سهم منها لرسول الله أيضا ، والأسهم الأربعة لذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، وأما بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790فللشافعي فيما كان من
nindex.php?page=treesubj&link=8587الفيء لرسول الله قولان :
أحدهما : أنه للمجاهدين المرصدين للقتال في الثغور لأنهم قاموا مقام رسول الله في رباط الثغور .
والقول الثاني : أنه يصرف إلى مصالح المسلمين من سد الثغور وحفر الأنهار وبناء القناطر ، يبدأ بالأهم فالأهم ، هذا في الأربعة أخماس التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما السهم الذي كان له من خمس الفيء فإنه لمصالح المسلمين بلا خلاف . وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) فيه مسائل :
المسألة الأولى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الدولة اسم للشيء الذي يتداوله القوم بينهم يكون كذا مرة وكذا مرة ، والدولة بالفتح انتقال حال سارة إلى قوم عن قوم ، فالدولة بالضم اسم ما يتداول ، وبالفتح مصدر من هذا ، ويستعمل في الحالة السارة التي تحدث للإنسان ، فيقال : هذه دولة فلان أي تداوله ، فالدولة اسم لما يتداول من المال ، والدولة اسم لما ينتقل من الحال ، ومعنى الآية كي لا يكون الفيء الذي حقه أن يعطى للفقراء ؛ ليكون لهم بلغة يعيشون بها واقعا في يد الأغنياء ودولة لهم .
المسألة الثانية : قرئ : "دولة" و "دولة" بفتح الدال وضمها . وقرأ
أبو جعفر : "دولة" مرفوعة الدال والهاء ، قال
أبو الفتح : يكون ههنا هي التامة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وإن كان ذو عسرة فنظرة ) [ البقرة : 280 ] يعني كي لا يقع دولة جاهلية . ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) يعني ما أعطاكم الرسول من الفيء
[ ص: 249 ] فخذوه فهو لكم حلال ، وما نهاكم عن أخذه فانتهوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7واتقوا الله ) في أمر الفيء (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7إن الله شديد العقاب ) على ما نهاكم عنه الرسول ، والأجود أن تكون هذه الآية عامة في كل ما آتى رسول الله ونهى عنه ، وأمر الفيء داخل في عمومه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=8572حُكْمَ الْفَيْءِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
قَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ : لَمْ يَدْخُلِ الْعَاطِفُ عَلَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ لِأَنَّهَا بَيَانٌ لِلْأَوْلَى فَهِيَ مِنْهَا وَغَيْرُ أَجْنَبِيَّةٍ عَنْهَا ، وَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَلِذِي الْقُرْبَى )
بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ . قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=8586الْفَيْءُ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْسُومًا عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ ، أَرْبَعَةٌ مِنْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً ، وَكَانَ الْخُمْسُ الْبَاقِي يُقَسَّمُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ ، سَهْمٌ مِنْهَا لِرَسُولِ اللَّهِ أَيْضًا ، وَالْأَسْهُمُ الْأَرْبَعَةُ لِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ، وَأَمَّا بَعْدُ وَفَاةِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790فَلِلشَّافِعِيِّ فِيمَا كَانَ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=8587الْفَيْءِ لِرَسُولِ اللَّهِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ الْمُرْصَدِينَ لِلْقِتَالِ فِي الثُّغُورِ لِأَنَّهُمْ قَامُوا مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ فِي رِبَاطِ الثُّغُورِ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُ يُصْرَفُ إِلَى مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ سَدِّ الثُّغُورِ وَحَفْرِ الْأَنْهَارِ وَبِنَاءِ الْقَنَاطِرِ ، يُبْدَأُ بِالْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ ، هَذَا فِي الْأَرْبَعَةِ أَخْمَاسٍ الَّتِي كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا السَّهْمُ الَّذِي كَانَ لَهُ مِنْ خُمْسِ الْفَيْءِ فَإِنَّهُ لِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِلَا خِلَافٍ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ) فِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأَوْلَى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الدُّولَةُ اسْمٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَتَدَاوَلُهُ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ يَكُونُ كَذَا مَرَّةً وَكَذَا مَرَّةً ، وَالدَّوْلَةُ بِالْفَتْحِ انْتِقَالُ حَالٍ سَارَّةٍ إِلَى قَوْمٍ عَنْ قَوْمٍ ، فَالدُّولَةُ بِالضَّمِّ اسْمُ مَا يُتَدَاوَلُ ، وَبِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ مِنْ هَذَا ، وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْحَالَةِ السَّارَّةِ الَّتِي تَحْدُثُ لِلْإِنْسَانِ ، فَيُقَالُ : هَذِهِ دُولَةُ فُلَانٍ أَيْ تَدَاوَلُهُ ، فَالدُّولَةُ اسْمٌ لِمَا يُتَدَاوَلُ مِنَ الْمَالِ ، وَالدُّولَةُ اسْمٌ لِمَا يَنْتَقِلُ مِنَ الْحَالِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ كَيْ لَا يَكُونَ الْفَيْءُ الَّذِي حَقُّهُ أَنْ يُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ ؛ لِيَكُونَ لَهُمْ بُلْغَةً يَعِيشُونَ بِهَا وَاقِعًا فِي يَدِ الْأَغْنِيَاءِ وَدُولَةً لَهُمْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قُرِئَ : "دُولَةً" وَ "دَوْلَةً" بِفَتْحِ الدَّالِ وَضَمِّهَا . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ : "دُولَةٌ" مَرْفُوعَةُ الدَّالِ وَالْهَاءِ ، قَالَ
أَبُو الْفَتْحِ : يَكُونُ هَهُنَا هِيَ التَّامَّةُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ ) [ الْبَقَرَةِ : 280 ] يَعْنِي كَيْ لَا يَقَعَ دُولَةً جَاهِلِيَّةً . ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) يَعْنِي مَا أَعْطَاكُمُ الرَّسُولُ مِنَ الْفَيْءِ
[ ص: 249 ] فَخُذُوهُ فَهُوَ لَكُمْ حَلَالٌ ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْ أَخْذِهِ فَانْتَهُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَاتَّقُوا اللَّهَ ) فِي أَمْرِ الْفَيْءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) عَلَى مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ الرَّسُولُ ، وَالْأَجْوَدُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْآيَةُ عَامَّةً فِي كُلِّ مَا آتَى رَسُولَ اللَّهِ وَنَهَى عَنْهُ ، وَأَمْرُ الْفَيْءِ دَاخِلٌ فِي عُمُومِهِ .