[ ص: 262 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ) ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم )
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة ) من دعاء
إبراهيم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لا تسلط علينا أعداءنا فيظنوا أنهم على الحق ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك فيقولوا لو كان هؤلاء على الحق لما أصابهم ذلك ، وقيل : لا تبسط عليهم الرزق دوننا ، فإن ذلك فتنة لهم ، وقيل : قوله لا تجعلنا فتنة ، أي عذابا أي سببا يعذب به الكفرة ، وعلى هذا ليست الآية من قول
إبراهيم . وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5واغفر لنا ربنا ) الآية ، من جملة ما مر ، فكأنه قيل : لأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ) ثم أعاد ذكر الأسوة تأكيدا للكلام ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة ) أي في
إبراهيم والذين معه ، وهذا هو الحث عن الائتساء بإبراهيم وقومه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانوا يبغضون من خالف الله ويحبون من أحب الله ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لمن كان يرجو الله ) بدل من قوله : ( لكم ) وبيان أن هذه الأسوة لمن يخاف الله ويخاف عذاب الآخرة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6ومن يتول ) أي يعرض عن الائتساء بهم ويميل إلى
nindex.php?page=treesubj&link=32682مودة الكفار (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6فإن الله هو الغني ) عن مخالفة أعدائه (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6الحميد ) إلى أوليائه .
أما قوله : ( عسى الله ) فقال
مقاتل : لما
nindex.php?page=treesubj&link=32682_29435أمر الله تعالى المؤمنين بعداوة الكفار شددوا في عداوة آبائهم وأبنائهم وجميع أقاربهم والبراءة منهم فأنزل الله تعالى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم ) أي من كفار
مكة ( مودة ) وذلك بميلهم إلى الإسلام ومخالطتهم مع أهل الإسلام ومناكحتهم إياهم . وقيل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013808تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة ، فلانت عند ذلك عريكة أبي سفيان ، واسترخت شكيمته في العداوة ، وكانت nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة قد أسلمت ، وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة ، فتنصر وراودها على النصرانية فأبت ، وصبرت على دينها ، ومات زوجها ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، فخطبها عليه ، وساق عنه إليها أربعمائة دينار ، وبلغ ذلك أباها فقال : ذلك الفحل لا يفدغ أنفه ، و ( عسى ) وعد من الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7وبين الذين عاديتم منهم مودة ) يريد نفرا من
قريش آمنوا بعد فتح
مكة ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ،
وأبو سفيان بن الحارث ،
nindex.php?page=showalam&ids=14062والحارث بن هشام ،
وسهيل بن عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام ،
nindex.php?page=treesubj&link=30454والله تعالى قادر على تقليب القلوب ، وتغيير الأحوال ، وتسهيل أسباب المودة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7والله غفور رحيم ) بهم إذا تابوا وأسلموا ، ورجعوا إلى حضرة الله تعالى ، قال بعضهم : لا تهجروا كل الهجر ، فإن الله مطلع على الخفيات والسرائر . ويروى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013809أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما .
ومن المباحث في هذه الحكمة هو أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5ربنا لا تجعلنا فتنة ) إذا كان تأويله : لا تسلط علينا أعداءنا مثلا ، فلم ترك هذا ، وأتى بذلك ؟ فنقول : إذا كان ذلك بحيث يحتمل أن يكون عبارة عن هذا ، فإذا أتى به فكأنه أتى بهذا وذلك ، وفيه من الفوائد ما ليس في الاقتصار على واحد من تلك التأويلات .
الثاني : لقائل أن يقول : ما الفائدة في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5واغفر لنا ربنا ) وقد كان الكلام مرتبا إذا قيل : لا تجعلنا فتنة للذين كفروا إنك أنت العزيز الحكيم . فنقول : إنهم طلبوا البراءة عن الفتنة ، والبراءة عن الفتنة لا
[ ص: 263 ] يمكن وجودها بدون المغفرة ، إذ العاصي لو لم يكن مغفورا كان مقهورا بقهر العذاب ، وذلك فتنة ، إذ الفتنة عبارة عن كونه مقهورا ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6الحميد ) قد يكون بمعنى الحامد ، وبمعنى المحمود ، فالمحمود أي يستحق الحمد من خلقه بما أنعم عليهم ، والحامد أي يحمد الخلق ، ويشكرهم حيث يجزيهم بالكثير من الثواب عن القليل من الأعمال .
ثم إنه تعالى بعد ما ذكر من ترك انقطاع المؤمنين بالكلية عن الكفار رخص في صلة الذين لم يقاتلوهم من الكفار فقال :
[ ص: 262 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً ) مِنْ دُعَاءِ
إِبْرَاهِيمَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا أَعْدَاءَنَا فَيَظُنُّوا أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : لَا تُعَذِّبْنَا بِأَيْدِيهِمْ وَلَا بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ فَيَقُولُوا لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ عَلَى الْحَقِّ لَمَا أَصَابَهُمْ ذَلِكَ ، وَقِيلَ : لَا تَبْسُطْ عَلَيْهِمُ الرِّزْقَ دُونَنَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِتْنَةٌ لَهُمْ ، وَقِيلَ : قَوْلُهُ لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً ، أَيْ عَذَابًا أَيْ سَبَبًا يُعَذَّبُ بِهِ الْكَفَرَةُ ، وَعَلَى هَذَا لَيْسَتِ الْآيَةُ مِنْ قَوْلِ
إِبْرَاهِيمَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ) الْآيَةَ ، مِنْ جُمْلَةِ مَا مَرَّ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : لِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) ثُمَّ أَعَادَ ذِكْرَ الْأُسْوَةِ تَأْكِيدًا لِلْكَلَامِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) أَيْ فِي
إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ، وَهَذَا هُوَ الْحَثُّ عَنِ الِائْتِسَاءِ بِإِبْرَاهِيمَ وَقَوْمِهِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانُوا يَبْغَضُونَ مَنْ خَالَفَ اللَّهَ وَيُحِبُّونَ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ ) بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ : ( لَكُمْ ) وَبَيَانُ أَنَّ هَذِهِ الْأُسْوَةَ لِمَنْ يَخَافُ اللَّهَ وَيَخَافُ عَذَابَ الْآخِرَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6وَمَنْ يَتَوَلَّ ) أَيْ يُعْرِضْ عَنِ الِائْتِسَاءِ بِهِمْ وَيَمِيلُ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32682مَوَدَّةِ الْكُفَّارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ ) عَنْ مُخَالَفَةِ أَعْدَائِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6الْحَمِيدُ ) إِلَى أَوْلِيَائِهِ .
أَمَّا قَوْلُهُ : ( عَسَى اللَّهُ ) فَقَالَ
مُقَاتِلٌ : لَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=32682_29435أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ بِعَدَاوَةِ الْكُفَّارِ شَدَّدُوا فِي عَدَاوَةِ آبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَجَمِيعِ أَقَارِبِهِمْ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ ) أَيْ مِنْ كَفَّارِ
مَكَّةَ ( مَوَدَّةً ) وَذَلِكَ بِمَيْلِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَمُخَالَطَتِهِمْ مَعَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَمُنَاكَحَتِهِمْ إِيَّاهُمْ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013808تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=10583أُمَّ حَبِيبَةَ ، فَلَانَتْ عِنْدَ ذَلِكَ عَرِيكَةُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَاسْتَرْخَتْ شَكِيمَتُهُ فِي الْعَدَاوَةِ ، وَكَانَتْ nindex.php?page=showalam&ids=10583أُمُّ حَبِيبَةَ قَدْ أَسْلَمَتْ ، وَهَاجَرَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ إِلَى الْحَبَشَةِ ، فَتَنَصَّرَ وَرَاوَدَهَا عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ فَأَبَتْ ، وَصَبَرَتْ عَلَى دِينِهَا ، وَمَاتَ زَوْجُهَا ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ ، فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ ، وَسَاقَ عَنْهُ إِلَيْهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَاهَا فَقَالَ : ذَلِكَ الْفَحْلُ لَا يُفْدَغُ أَنْفُهُ ، وَ ( عَسَى ) وَعْدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ) يُرِيدُ نَفَرًا مِنْ
قُرَيْشٍ آمَنُوا بَعْدَ فَتْحِ
مَكَّةَ ، مِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ،
وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14062وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ ،
وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=137وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30454وَاللَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى تَقْلِيبِ الْقُلُوبِ ، وَتَغْيِيرِ الْأَحْوَالِ ، وَتَسْهِيلِ أَسْبَابِ الْمَوَدَّةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) بِهِمْ إِذَا تَابُوا وَأَسْلَمُوا ، وَرَجَعُوا إِلَى حَضْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ بَعْضُهُمْ : لَا تَهْجُرُوا كُلَّ الْهَجْرِ ، فَإِنَّ اللَّهَ مُطَّلِعٌ عَلَى الْخَفِيَّاتِ وَالسَّرَائِرِ . وَيُرْوَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013809أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا ، عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا .
وَمِنَ الْمَبَاحِثِ فِي هَذِهِ الْحِكْمَةِ هُوَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً ) إِذَا كَانَ تَأْوِيلُهُ : لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا أَعْدَاءَنَا مَثَلًا ، فَلِمَ تَرَكَ هَذَا ، وَأَتَى بِذَلِكَ ؟ فَنَقُولُ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِحَيْثُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عِبَارَةً عَنْ هَذَا ، فَإِذَا أَتَى بِهِ فَكَأَنَّهُ أَتَى بِهَذَا وَذَلِكَ ، وَفِيهِ مِنَ الْفَوَائِدِ مَا لَيْسَ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى وَاحِدٍ مِنْ تِلْكَ التَّأْوِيلَاتِ .
الثَّانِي : لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : مَا الْفَائِدَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=5وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ) وَقَدْ كَانَ الْكَلَامُ مُرَتَّبًا إِذَا قِيلَ : لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينِ كَفَرُوا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . فَنَقُولُ : إِنَّهُمْ طَلَبُوا الْبَرَاءَةَ عَنِ الْفِتْنَةِ ، وَالْبَرَاءَةُ عَنِ الْفِتْنَةِ لَا
[ ص: 263 ] يُمْكِنُ وُجُودُهَا بِدُونِ الْمَغْفِرَةِ ، إِذِ الْعَاصِي لَوْ لَمْ يَكُنْ مَغْفُورًا كَانَ مَقْهُورًا بِقَهْرِ الْعَذَابِ ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ ، إِذِ الْفِتْنَةُ عِبَارَةٌ عَنْ كَوْنِهِ مَقْهُورًا ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6الْحَمِيدُ ) قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْحَامِدِ ، وَبِمَعْنَى الْمَحْمُودِ ، فَالْمَحْمُودُ أَيْ يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ مِنْ خَلْقِهِ بِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ ، وَالْحَامِدُ أَيْ يَحْمَدُ الْخَلْقَ ، وَيَشْكُرُهُمْ حَيْثُ يَجْزِيهِمْ بِالْكَثِيرِ مِنَ الثَّوَابِ عَنِ الْقَلِيلِ مِنَ الْأَعْمَالِ .
ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَعْدَ مَا ذَكَرَ مِنْ تَرْكِ انْقِطَاعِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكُلِّيَّةِ عَنِ الْكُفَّارِ رَخَّصَ فِي صِلَةِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ فَقَالَ :