القول في
nindex.php?page=treesubj&link=29045_30539_30437_30436تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سأصليه سقر ( 26 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وما أدراك ما سقر ( 27 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تبقي ولا تذر ( 28 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ( 29 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر ( 30 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر ( 31 ) ) .
يعني تعالى ذكره بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سأصليه سقر ) سأورده بابا من أبواب جهنم اسمه سقر ، ولم يجر سقر لأنه اسم من أسماء جهنم (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وما أدراك ما سقر ) يقول تعالى ذكره : وأي شيء أدراك يا
محمد ، أي شيء سقر . ثم بين الله تعالى ذكره ما سقر ، فقال : هي
[ ص: 27 ] نار ( لا تبقي ) من فيها حيا ( ولا تذر ) من فيها ميتا ، ولكنها تحرقهم كلما جدد خلقهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تبقي ولا تذر ) قال : لا تميت ولا تحيي .
حدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
حدثني
محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا
أبو ليلى ، عن
مرثد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تبقي ولا تذر ) قال : لا تبقي منهم شيئا أن تأكلهم ، فإذا خلقوا لها لا تذرهم حتى تأخذهم فتأكلهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) يعني جل ثناؤه : مغيرة لبشر أهلها ، واللواحة من نعت سقر ، وبالرد عليها رفعت ، وحسن الرفع فيها ، وهي نكرة ، وسقر معرفة ، لما فيها من معنى المدح .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) قال : الجلد .
حدثني
أبو السائب ، قال : ثنا أبو
معاوية ، عن
إسماعيل ، عن
أبى رزين (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) قال : تلفح الجلد لفحة ، فتدعه أشد سوادا من الليل .
حدثني
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا أبي
وشعيب بن الليث ، عن
خالد بن يزيد ، عن
ابن أبي هلال ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) : أي تلوح أجسادهم عليها .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) أي حراقة للجلد .
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ،
[ ص: 28 ] عن أبيه ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) يقول : تحرق بشرة الإنسان .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) قال : تغير
البشر ، تحرق البشر ; يقال : قد لاحه استقباله السماء ، ثم قال : النار تغير ألوانهم .
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
إسماعيل بن سميع ، عن
أبي رزين (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) غيرت جلودهم فاسودت .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
إسماعيل بن سميع ، عن
أبي رزين مثله .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : أخبرنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) يعني : بشر الإنسان ، يقول : تحرق بشره .
وروي عن
ابن عباس في ذلك ، ما حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر ) يقول : معرضة ، وأخشى أن يكون خبر
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس هذا غلطا ، وأن يكون موضع معرضة مغيرة ، لكن صحف فيه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر ) يقول تعالى ذكره : على سقر تسعة عشر من الخزنة .
وذكر أن ذلك لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال
أبو جهل ما حدثني به
محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=812666عن ابن عباس ( nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر ) إلى قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) فلما سمع أبو جهل بذلك قال لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ، أسمع ابن أبي كبشة يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر وأنتم الدهم ، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم ؟ فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أبا جهل ، فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له : ( nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=34أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) فلما فعل ذلك به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل : والله لا تفعل أنت وربك شيئا ، فأخزاه الله يوم بدر .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر ) ذكر لنا أن
أبا جهل حين أنزلت هذه الآية قال : يا معشر
قريش ، ما يستطيع كل
[ ص: 29 ] عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزنة النار وأنتم الدهم ؟ فصاحبكم يحدثكم أن عليها تسعة عشر .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، قال : قال
أبو جهل : يخبركم
محمد أن خزنة النار تسعة عشر ، وأنتم الدهم ليجتمع كل عشرة على واحد .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر ) قال : خزنتها تسعة عشر .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) يقول تعالى ذكره : وما جعلنا
nindex.php?page=treesubj&link=30436_29747خزنة النار إلا ملائكة يقول
لأبي جهل في قوله
لقريش : أما يستطيع كل عشرة منكم أن تغلب منها واحدا ؟ فمن ذا يغلب خزنة النار وهم الملائكة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : ثنا
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) قال : ما جعلناهم رجالا فيأخذ كل رجل رجلا كما قال هذا .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) يقول : وما جعلنا عدة هؤلاء الخزنة إلا فتنة للذين كفروا بالله من مشركي
قريش .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) : إلا بلاء .
وإنما جعل الله الخبر عن عدة خزنة جهنم فتنة للذين كفروا ، لتكذيبهم بذلك ، وقول بعضهم لأصحابه : أنا أكفيكموهم .
ذكر الخبر عمن قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
[ ص: 30 ] الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30تسعة عشر ) قال : جعلوا فتنة ، قال
أبو الأشد بن الجمحي : لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) يقول تعالى ذكره : ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدة خزنة جهنم ، إذ وافق ذلك ما أنزل الله في كتابه على
محمد صلى الله عليه وسلم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) قال : وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشر ، فأراد الله أن يستيقن
أهل الكتاب ، ويزداد الذين آمنوا إيمانا .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) قال : يجدونه مكتوبا عندهم عدة خزنة أهل النار .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) يصدق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها ، التوراة والإنجيل أن خزنة النار تسعة عشر .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) قال : ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدة خزنة النار ما في كتبهم .
حدثت عن
الحسين ، قال : سمعت
أبا معاذ يقول : ثنا
عبيد ، قال : سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) قال : عدة خزنة جهنم تسعة عشر في التوراة والإنجيل .
وكان
ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) أنك رسول الله .
[ ص: 31 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) يقول تعالى ذكره : وليزداد الذين آمنوا بالله تصديقا إلى تصديقهم بالله وبرسوله بتصديقهم بعدة خزنة جهنم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ) يقول : ولا يشك أهل التوراة والإنجيل في حقيقة ذلك ، والمؤمنون بالله من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ) يقول تعالى ذكره : وليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق ، والكافرون بالله من مشركي
قريش (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ماذا أراد الله بهذا مثلا )
كما حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وليقول الذين في قلوبهم مرض ) : أي نفاق .
حدثني
يونس ، قال : أخبرنا
ابن وهب ، قال : قال
ابن زيد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) يقول : حتى يخوفنا بهؤلاء التسعة عشر .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) يقول تعالى ذكره : كما أضل الله هؤلاء المنافقين والمشركين القائلين في خبر الله عن عدة خزنة جهنم ، أي شيء أراد الله بهذا الخبر من المثل حتى يخوفنا بذكر عدتهم ، ويهتدي به المؤمنون ، فازدادوا بتصديقهم إلى إيمانهم إيمانا (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31كذلك يضل الله من يشاء ) من خلقه فيخذله عن إصابة الحق (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31ويهدي من يشاء ) منهم ، فيوفقه لإصابة الصواب (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما يعلم جنود ربك ) من كثرتهم ( إلا هو ) يعني : الله .
كما حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما يعلم جنود ربك إلا هو ) أي : من كثرتهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما هي إلا ذكرى للبشر ) يقول تعالى ذكره : وما النار التي وصفتها إلا تذكرة ذكر بها
البشر ، وهم بنو آدم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما هي إلا ذكرى للبشر ) يعني النار .
[ ص: 32 ] حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما هي إلا ذكرى للبشر ) قال : النار .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29045_30539_30437_30436تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ( 26 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ( 27 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ( 28 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ( 29 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ( 30 )
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ( 31 ) ) .
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) سَأُورِدُهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ اسْمُهُ سَقَرُ ، وَلَمْ يُجَرَّ سَقَرُ لِأَنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَأَيُّ شَيْءٍ أَدْرَاكَ يَا
مُحَمَّدُ ، أَيَّ شَيْءٍ سَقَرُ . ثُمَّ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مَا سَقَرُ ، فَقَالَ : هِيَ
[ ص: 27 ] نَارٌ ( لَا تُبْقِي ) مَنْ فِيهَا حَيًّا ( وَلَا تَذَرُ ) مَنْ فِيهَا مَيِّتًا ، وَلَكِنَّهَا تَحْرِقُهُمْ كُلَّمَا جُدِّدَ خَلْقُهُمْ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ) قَالَ : لَا تُمِيتُ وَلَا تُحْيِي .
حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عِمَارَةَ الْأُسْدِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو لَيْلَى ، عَنْ
مَرْثَدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ) قَالَ : لَا تُبْقِي مِنْهُمْ شَيْئًا أَنْ تَأْكُلَهُمْ ، فَإِذَا خُلِقُوا لَهَا لَا تَذَرُهُمْ حَتَّى تَأْخُذَهُمْ فَتَأْكُلَهُمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ : مُغَيِّرَةٌ لِبَشَرِ أَهْلِهَا ، وَاللَّوَّاحَةُ مِنْ نَعْتِ سَقَرَ ، وَبِالرَّدِّ عَلَيْهَا رُفِعَتْ ، وَحَسُنَ الرَّفْعُ فِيهَا ، وَهِيَ نَكِرَةٌ ، وَسَقَرُ مَعْرِفَةٌ ، لِمَا فِيهَا مِنْ مَعْنَى الْمَدْحِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قَالَ : الْجِلْدُ .
حَدَّثَنِي
أَبُو السَّائِبِ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
أَبَى رُزَيْنٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قَالَ : تَلْفَحُ الْجِلْدَ لَفْحَةً ، فَتَدَعُهُ أَشَدَّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : ثَنَا أَبِي
وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي هِلَالٍ ، قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) : أَيْ تُلَوَّحُ أَجْسَادُهُمْ عَلَيْهَا .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) أَيْ حَرَّاقَةٌ لِلْجِلْدِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ،
[ ص: 28 ] عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يَقُولُ : تَحْرِقُ بَشَرَةَ الْإِنْسَانِ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قَالَ : تُغَيِّرُ
الْبَشَرَ ، تَحْرِقُ الْبَشَرَ ; يُقَالُ : قَدْ لَاحَهُ اسْتِقْبَالُهُ السَّمَاءَ ، ثُمَّ قَالَ : النَّارُ تُغَيِّرُ أَلْوَانَهُمْ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
مَهْرَانُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ
أَبِي رُزَيْنٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) غَيَّرَتْ جُلُودَهُمْ فَاسْوَدَّتْ .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ
أَبِي رُزَيْنٍ مِثْلَهُ .
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يَعْنِي : بَشَرَ الْإِنْسَانِ ، يَقُولُ : تَحْرِقُ بَشَرَهُ .
وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ ، مَا حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يَقُولُ : مُعَرَّضَةٌ ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ خَبَرُ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا غَلَطًا ، وَأَنْ يَكُونَ مَوْضِعُ مُعَرَّضَةٌ مُغَيِّرَةٌ ، لَكِنْ صَحَّفَ فِيهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : عَلَى سَقَرَ تِسْعَةَ عَشَرَ مِنَ الْخَزَنَةِ .
وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
أَبُو جَهْلٍ مَا حَدَّثَنِي بِهِ
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=812666عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) إِلَى قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو جَهْلٍ بِذَلِكَ قَالَ لِقُرَيْشٍ : ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ، أَسْمَعُ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ يُخْبِرُكُمْ أَنَّ خَزَنَةَ النَّارِ تِسْعَةَ عَشَرَ وَأَنْتُمُ الدَّهْمُ ، أَفَيُعْجِزُ كُلَّ عِشْرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ يَبْطِشُوا بِرَجُلٍ مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ ؟ فَأُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتِيَ أَبَا جَهْلٍ ، فَيَأْخُذَ بِيَدِهِ فِي بَطْحَاءِ مَكَّةَ فَيَقُولَ لَهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=34أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ) فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَاللَّهِ لَا تَفْعَلُ أَنْتَ وَرَبُّكَ شَيْئًا ، فَأَخْزَاهُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) ذُكِرَ لَنَا أَنَّ
أَبَا جَهْلٍ حِينَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ : يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ ، مَا يَسْتَطِيعُ كُلُّ
[ ص: 29 ] عَشْرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ يَغْلِبُوا وَاحِدًا مِنْ خَزَنَةِ النَّارِ وَأَنْتُمُ الدَّهْمُ ؟ فَصَاحِبُكُمْ يُحَدِّثُكُمْ أَنَّ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : قَالَ
أَبُو جَهْلٍ : يُخْبِرُكُمْ
مُحَمَّدٌ أَنَّ خَزَنَةَ النَّارِ تِسْعَةَ عَشَرَ ، وَأَنْتُمُ الدَّهْمُ لِيَجْتَمِعُ كُلُّ عَشْرَةٍ عَلَى وَاحِدٍ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) قَالَ : خَزَنَتُهَا تِسْعَةَ عَشَرَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا جَعَلْنَا
nindex.php?page=treesubj&link=30436_29747خَزَنَةَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً يَقُولُ
لِأَبِي جَهْلٍ فِي قَوْلِهِ
لِقُرَيْشٍ : أَمَا يَسْتَطِيعُ كُلُّ عَشْرَةٍ مِنْكُمْ أَنْ تَغْلِبَ مِنْهَا وَاحِدًا ؟ فَمَنْ ذَا يَغْلِبُ خَزَنَةَ النَّارِ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : ثِنًّا
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) قَالَ : مَا جَعَلْنَاهُمْ رِجَالًا فَيَأْخُذَ كُلُّ رَجُلٍ رَجُلًا كَمَا قَالَ هَذَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) يَقُولُ : وَمَا جَعَلْنَا عِدَّةً هَؤُلَاءِ الْخَزَنَةِ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينِ كَفَرُوا بِاللَّهِ مِنْ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) : إِلَّا بَلَاءً .
وَإِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الْخَبَرَ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ فِتْنَةً لِلَّذِينِ كَفَرُوا ، لِتَكْذِيبِهِمْ بِذَلِكَ ، وَقَوْلِ بَعْضِهِمْ لِأَصْحَابِهِ : أَنَا أَكْفِيكُمُوهُمْ .
ذِكْرُ الْخَبَرِ عَمَّنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
[ ص: 30 ] الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30تِسْعَةَ عَشَرَ ) قَالَ : جُعِلُوا فِتْنَةً ، قَالَ
أَبُو الْأَشَدِّ بْنُ الْجُمَحِيِّ : لَا يَبْلُغُونَ رِتْوَتِي حَتَّى أُجْهِضَهُمْ عَنْ جَهَنَّمَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : لِيَسْتَيْقِنَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ حَقِيقَةَ مَا فِي كُتُبِهِمْ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ ، إِذْ وَافَقَ ذَلِكَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثَنِي عَمِّي ، قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) قَالَ : وَإِنَّهَا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ تِسْعَةَ عَشَرَ ، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَيْقِنَ
أَهْلُ الْكِتَابِ ، وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) قَالَ : يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ عِدَّةَ خَزَنَةِ أَهْلِ النَّارِ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) يُصَدِّقُ الْقُرْآنُ الْكُتُبَ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ فِيهَا كُلِّهَا ، التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ أَنَّ خَزَنَةَ النَّارِ تِسْعَةَ عَشَرَ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) قَالَ : لِيَسْتَيْقِنَ أَهْلُ الْكِتَابِ حِينَ وَافَقَ عِدَّةُ خَزَنَةِ النَّارِ مَا فِي كُتُبِهِمْ .
حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ يَقُولُ : ثَنَا
عُبَيْدٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) قَالَ : عِدَّةُ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ تِسْعَةَ عَشَرَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ .
وَكَانَ
ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ .
[ ص: 31 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلِيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ تَصْدِيقًا إِلَى تَصْدِيقِهِمْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ بِتَصْدِيقِهِمْ بِعِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) يَقُولُ : وَلَا يَشُكُّ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ فِي حَقِيقَةِ ذَلِكَ ، وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضُ النِّفَاقِ ، وَالْكَافِرُونَ بِاللَّهِ مِنْ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا )
كَمًّا حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) : أَيْ نِفَاقٌ .
حَدَّثَنِي
يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ) يَقُولُ : حَتَّى يُخَوِّفَنَا بِهَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ عَشَرَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : كَمَا أَضَلَّ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ الْقَائِلِينَ فِي خَبَرِ اللَّهِ عَنْ عِدَّةِ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ ، أَيَّ شَيْءٍ أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا الْخَبَرِ مِنَ الْمَثَلِ حَتَّى يُخَوِّفَنَا بِذِكْرِ عِدَّتِهِمْ ، وَيَهْتَدِيَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ ، فَازْدَادُوا بِتَصْدِيقِهِمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ إِيمَانًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ ) مِنْ خَلْقِهِ فَيَخْذُلُهُ عَنْ إِصَابَةِ الْحَقِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) مِنْهُمْ ، فَيُوَفِّقُهُ لِإِصَابَةِ الصَّوَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ ) مِنْ كَثْرَتِهِمْ ( إِلَّا هُوَ ) يَعْنِي : اللَّهُ .
كَمًّا حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) أَيْ : مِنْ كَثْرَتِهِمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا النَّارُ الَّتِي وَصَفْتُهَا إِلَّا تَذْكِرَةً ذُكِّرَ بِهَا
الْبَشَرُ ، وَهُمْ بَنُو آدَمَ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) يَعْنِي النَّارَ .
[ ص: 32 ] حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) قَالَ : النَّارُ .