الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك أي: ما حاق بهم وما سيحيق. بأنهم بسبب أنهم. شاقوا الله ورسوله وفعلوا ما فعلوا مما حكي عنهم من القبائح. ومن يشاق الله وقرئ "يشاقق الله" كما في الأنفال والاقتصار على ذكر مشاقته تعالى لتضمنها لمشاقته عليه الصلاة والسلام وليوافق قوله تعالى: فإن الله شديد العقاب وهو إما نفس الجزاء قد حذف منه العائد إلى "من" عند من يلتزمه أي: شديد العقاب له ، أو تعليل للجزاء المحذوف أي: يعاقبه الله فإن الله شديد العقاب. وأيا ما كان; فالشرطية تكملة لما قبلها وتقرير لمضمونه وتحقيق للسببية بالطريق البرهاني كأنه قيل: ذلك الذي حاق بهم من العقاب العاجل والآجل بسبب مشاقتهم لله تعالى ورسوله وكل من يشاق الله كائنا من كان فله بسبب ذلك عقاب شديد فإذن لهم عقاب شديد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية