nindex.php?page=treesubj&link=29032_19881_30454_30531_31788_32024_32426nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وإذ قال موسى لقومه كلام مستأنف مقرر لما قبله من شناعة ترك القتال و"إذ" منصوب على المفعولية بمضمر خوطب به النبي عليه الصلاة والسلام بطريق التلوين أي: واذكر لهؤلاء المعرضين عن القتال وقت قول
موسى لبني إسرائيل حين ندبهم إلى قتال الجبابرة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين فلم يمتثلوا بأمره وعصوه أشد عصيان حيث قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=22يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون وأصروا على ذلك وآذوه عليه الصلاة والسلام كل الأذية.
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5يا قوم لم تؤذونني أي: بالمخالفة والعصيان فيما أمرتكم به، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وقد تعلمون أني رسول الله إليكم جملة حالية مؤكدة لإنكار الإيذاء ونفي سببه و"قد" لتحقيق العلم وصيغة المضارع للدلالة على استمراره أي: والحال أنكم تعلمون علما قطعيا مستمرا بمشاهدة ما ظهر بيدي من المعجزات القاهرة التي معظمها إهلاك عدوكم وإنجاؤكم من ملكته إنى رسول الله إليكم لأرشدكم إلى خير الدنيا والآخرة ومن قضية علمكم بذلك أن تبالغوا في تعظيمي وتسارعوا إلى طاعتي.
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فلما زاغوا أي: أصروا على الزيغ عن الحق الذي جاء به
موسى عليه السلام واستمروا عليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5أزاغ الله قلوبهم أي: صرفها عن قبول الحق والميل إلى الصواب لصرف اختيارهم نحو الغي والضلال وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5والله لا يهدي القوم الفاسقين اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله من الإزاغة ومؤذن بعلته أي: لا يهدي القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج الحق المصرين على الغواية هداية موصلة إلى ما يوصل إليها فإنها شاملة للكل، والمراد بهم: إما المذكورون خاصة ، والإظهار في موقع الإضمار لذمهم بالفسق وتعليل عدم الهداية به أو جنس الفاسقين وهم داخلون في حكمه دخولا أوليا. وأيا ما كان; فوصفهم بالفسق ناظر إلى ما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=25فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين هذا هو الذي تقتضيه جزالة النظم
[ ص: 244 ] الكريم ويرتضيه الذوق السليم. وأما ما قيل بصدد بيان أسباب الأذية من أنهم كانوا يؤذونه عليه الصلاة والسلام بأنواع الأذى من انتقاصه وعيبه في نفسه وجحود آياته وعصيانه فيما تعود إليهم منافعه وعبادتهم البقر وطلبهم رؤية الله جهرة والتكذيب الذي هو تضييع حق الله وحقه فمما لا تعلق له بالمقام.
nindex.php?page=treesubj&link=29032_19881_30454_30531_31788_32024_32426nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهِ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهُ مِنْ شَنَاعَةِ تَرْكِ الْقِتَالِ وَ"إِذْ" مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ بِمُضْمَرٍ خُوطِبَ بِهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِطَرِيقِ التَّلْوِينِ أَيْ: وَاذْكُرْ لِهَؤُلَاءِ الْمُعْرِضِينَ عَنِ الْقِتَالِ وَقْتَ قَوْلِ
مُوسَى لبَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ نَدَبَهُمْ إِلَى قِتَالِ الْجَبَابِرَةِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ فَلَمْ يَمْتَثِلُوا بِأَمْرِهِ وَعَصَوْهُ أَشَدَّ عِصْيَانٍ حَيْثُ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=22يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ وَأَصَرُّوا عَلَى ذَلِكَ وَآذَوْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كُلَّ الْأَذِيَّةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي أَيْ: بِالْمُخَالَفَةِ وَالْعِصْيَانِ فِيمَا أَمَرَتْكُمْ بِهِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِإِنْكَارِ الْإِيذَاءِ وَنَفْيِ سَبَبِهِ وَ"قَدْ" لِتَحْقِيقِ الْعِلْمِ وَصِيغَةُ الْمُضَارِعِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِمْرَارِهِ أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ عِلْمًا قَطْعِيًّا مُسْتَمِرًّا بِمُشَاهَدَةِ مَا ظَهَرَ بِيَدِي مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الْقَاهِرَةِ الَّتِي مُعْظَمُهَا إِهْلَاكُ عَدُوِّكُمْ وَإِنْجَاؤُكُمْ مِنْ مَلِكَتِهِ إِنَّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ لِأُرْشِدَكُمْ إِلَى خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ قَضِيَّةِ عِلْمِكُمْ بِذَلِكَ أَنْ تُبَالِغُوا فِي تَعْظِيمِي وَتُسَارِعُوا إِلَى طَاعَتِي.
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فَلَمَّا زَاغُوا أَيْ: أَصَرُّوا عَلَى الزَّيْغِ عَنِ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَاسْتَمَرُّوا عَلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أَيْ: صَرَفَهَا عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ وَالْمَيْلِ إِلَى الصَّوَابِ لِصَرْفِ اخْتِيَارِهِمْ نَحْوَ الْغَيِّ وَالضَّلَالِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ اعْتِرَاضٌ تَذْيِيلِيٌّ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ مِنَ الْإِزَاغَةِ وَمُؤْذِنٌ بِعِلَّتِهِ أَيْ: لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْخَارِجِينَ عَنِ الطَّاعَةِ وَمِنْهَاجِ الْحَقِّ الْمُصِرِّينَ عَلَى الْغِوَايَةِ هِدَايَةً مُوصِلَةً إِلَى مَا يُوصِلُ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا شَامِلَةٌ لِلْكُلِّ، وَالْمُرَادُ بِهِمْ: إِمَّا الْمَذْكُورُونَ خَاصَّةً ، وَالْإِظْهَارُ فِي مَوْقِعِ الْإِضْمَارِ لِذَمِّهِمْ بِالْفِسْقِ وَتَعْلِيلِ عَدَمِ الْهِدَايَةِ بِهِ أَوْ جِنْسِ الْفَاسِقِينَ وَهُمْ دَاخِلُونَ فِي حُكْمِهِ دُخُولًا أَوَّلِيًّا. وَأَيًّا مَا كَانَ; فَوَصْفُهُمْ بِالْفِسْقِ نَاظِرٌ إِلَى مَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=25فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ هَذَا هُوَ الَّذِي تَقْتَضِيهِ جَزَالَةُ النَّظْمِ
[ ص: 244 ] الْكَرِيمِ وَيَرْتَضِيهِ الذَّوْقُ السَّلِيمُ. وَأَمَّا مَا قِيلَ بِصَدَدِ بَيَانِ أَسْبَابِ الْأَذِيَّةِ مِنْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُؤْذُونَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِأَنْوَاعِ الْأَذَى مِنِ انْتِقَاصِهِ وَعَيْبِهِ فِي نَفْسِهِ وَجُحُودِ آيَاتِهِ وَعِصْيَانِهِ فِيمَا تَعُودُ إِلَيْهِمْ مَنَافِعُهُ وَعِبَادَتِهِمُ الْبَقَرَ وَطَلَبِهِمْ رُؤْيَةَ اللَّهِ جَهْرَةً وَالتَّكْذِيبِ الَّذِي هُوَ تَضْيِيعُ حَقِّ اللَّهِ وَحَقِّهِ فَمِمَّا لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِالْمَقَامِ.