[ ص: 587 ] [ ص: 588 ] [ ص: 589 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28904_29074_29680تأويل قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر ( 1 ) nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( 3 ) ) .
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر ) فقال بعضهم : هو قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر ، فقال : العصر : هو الدهر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي ، قال : ثنا
أبو صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر ) قال : العصر : ساعة من ساعات النهار .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر ) قال : هو العشي .
والصواب من القول في ذلك : أن يقال : إن ربنا أقسم بالعصر (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1والعصر ) اسم للدهر ، وهو العشي والليل والنهار ، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى ، فكل ما لزمه هذا الاسم ، فداخل فيما أقسم به جل ثناؤه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر ) يقول : إن ابن آدم لفي هلكة ونقصان .
وكان
علي رضي الله عنه يقرأ ذلك : ( إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر ) .
حدثني
ابن عبد الأعلى بن واصل ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : أخبرنا
إسرائيل ، عن
أبي إسحاق ، عن
عمرو ذي مر ، قال : سمعت
عليا رضي الله عنه يقرأ هذا الحرف ( والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر ) .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ) ففي بعض القراءات ( وإنه فيه إلى آخر الدهر ) .
حدثنا
أبو كريب ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
عمرو ذي مر ، أن
عليا رضي الله عنه قرأها ( والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر ) .
حدثني
محمد بن عمرو ، قال : ثنا
أبو عاصم ، قال : ثنا
عيسى ; وحدثني
الحارث ، قال : ثنا
الحسن ، قال : ثنا
ورقاء ، جميعا عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر ) إلا من آمن (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) يقول : إلا الذين صدقوا الله ووحدوه ، وأقروا له بالوحدانية والطاعة ، وعملوا الصالحات ، وأدوا ما لزمهم من فرائضه ، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه ، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان ؛ لأن الإنسان بمعنى الجمع ، لا بمعنى الواحد .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالحق ) يقول : وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنزل الله في كتابه ، من أمره واجتناب ما نهى عنه فيه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالحق ) والحق : كتاب الله .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالحق ) قال : الحق : كتاب الله .
حدثني
عمران بن بكار الكلاعي ، قال : ثنا
خطاب بن عثمان ، قال : ثنا
عبد الرحمن بن سنان أبو روح السكوني ، حمصي لقيته بإرمينية ، قال : سمعت
الحسن يقول في (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالحق ) قال : الحق : كتاب الله .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالصبر ) يقول : وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالصبر ) قال : الصبر : طاعة الله .
[ ص: 591 ]
حدثني
عمران بن بكار الكلاعي ، قال : ثنا
خطاب بن عثمان ، قال : ثنا
عبد الرحمن بن سنان أبو روح ، قال : سمعت
الحسن يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالصبر ) قال : الصبر : طاعة الله .
حدثنا
ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وتواصوا بالصبر ) قال : الصبر : طاعة الله .
آخر تفسير سورة والعصر
[ ص: 587 ] [ ص: 588 ] [ ص: 589 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28904_29074_29680تَأْوِيلِ قَوْلِهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ ( 1 ) nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ( 3 ) ) .
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ قَسَمٌ أَقْسَمَ رَبُّنَا تَعَالَى ذِكْرُهُ بِالدَّهْرِ ، فَقَالَ : الْعَصْرُ : هُوَ الدَّهْرُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيٌّ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ ) قَالَ : الْعَصْرُ : سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ ) قَالَ : هُوَ الْعَشِيُّ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ : أَنْ يُقَالَ : إِنَّ رَبَّنَا أَقْسَمَ بِالْعَصْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=1وَالْعَصْرِ ) اسْمٌ لِلدَّهْرِ ، وَهُوَ الْعَشِيُّ وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَمْ يُخَصِّصْ مِمَّا شَمَلَهُ هَذَا الِاسْمُ مَعْنًى دُونَ مَعْنًى ، فَكُلُّ مَا لَزِمَهُ هَذَا الِاسْمُ ، فَدَاخِلٌ فِيمَا أَقْسَمَ بِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) يَقُولُ : إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَفِي هَلَكَةٍ وَنُقْصَانٍ .
وَكَانَ
عَلِيٌّ رِضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ ذَلِكَ : ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ) .
حَدَّثَنِي
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ وَاصِلٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَمْرٍو ذِي مُرٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَلِيًّا رِضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ ( وَالْعَصْرِ وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ) .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ ) فَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ ( وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ) .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَمْرٍو ذِي مُرٍّ ، أَنَّ
عَلِيًّا رِضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَرَأَهَا ( وَالْعَصْرِ وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) إِلَّا مَنْ آمَنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) يَقُولُ : إِلَّا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَوَحَّدُوهُ ، وَأَقَرُّوا لَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالطَّاعَةِ ، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، وَأَدَّوْا مَا لَزِمَهُمْ مِنْ فَرَائِضِهِ ، وَاجْتَنَبُوا مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيهِ ، وَاسْتَثْنَى الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْإِنْسَانِ ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ ، لَا بِمَعْنَى الْوَاحِدِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) يَقُولُ : وَأَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِلُزُومِ الْعَمَلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، مِنْ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ فِيهِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) وَالْحَقُّ : كِتَابُ اللَّهِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قَالَ : الْحَقُّ : كِتَابُ اللَّهِ .
حَدَّثَنِي
عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِنَانٍ أَبُو رَوْحٍ السُّكُونِيُّ ، حِمْصِيٌّ لَقِيتُهُ بِإِرْمِينِيَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قَالَ : الْحَقُّ : كِتَابُ اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) يَقُولُ : وَأَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالصَّبْرِ عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قَالَ : الصَّبْرُ : طَاعَةُ اللَّهِ .
[ ص: 591 ]
حَدَّثَنِي
عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
خَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سِنَانٍ أَبُو رَوْحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قَالَ : الصَّبْرُ : طَاعَةُ اللَّهِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=3وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قَالَ : الصَّبْرُ : طَاعَةُ اللَّهِ .
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ وَالْعَصْرِ