الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      العبادي

                                                                                      الواعظ المشهور المطرب أبو منصور ، المظفر بن أردشير المروزي العبادي ويلقب بالأمير .

                                                                                      واعظ باهر ، حلو الإشارة ، رشيق العبارة ، إلا أنه قليل الدين .

                                                                                      سمع من نصر الله الخشنامي ، وعبد الغفار الشيروي ، وجماعة . قدم رسولا إلى بغداد من السلطان سنجر سنة إحدى وأربعين ، فأقام ثلاثة أعوام يعظ بجامع القصر وبدار السلطنة ، وازدحموا عليه ، وأقبل عليه المقتفي والكبراء ، وأملى بجامع القصر .

                                                                                      روى عنه : ابن الأخضر ، وحمزة بن القبيطي ، ومحمد بن المكرم . وكان يضرب بحسن وعظه المثل .

                                                                                      قال أبو سعد السمعاني : لم يكن بثقة ، رأيت رسالة بخطه جمعها في إباحة شرب الخمر .

                                                                                      [ ص: 232 ] قال ابن الجوزي له كلمات جيدة ، وكتبوا عنه من وعظه مجلدات ، ذهب ليصلح بين ملك وكبير ، فحصل له منهما مال كثير ، ومات بعسكر مكرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة .

                                                                                      وقيل : كان يخل بالصلاة ليلة حضوره السماع ، وذكر ليلة مناقب علي -رضي الله عنه ، وأن الشمس ردت له ، فاتفق أن الشمس غابت بالغيم ، فعمل أبياتا وهي :

                                                                                      لا تغربي يا شمس حتى ينتهي مدحي لآل المصطفى ولنجله     واثني عنانك إن أردت ثناءهم
                                                                                      أنسيت إذ كان الوقوف لأجله     إن كان للمولى وقوفك فليكن
                                                                                      هذا الوقوف لخيله ولرجله

                                                                                      قال : فطلعت الشمس من تحت الغيم ، فلا يدرى ما رمي عليه من الثياب والأموال .

                                                                                      عاش ستا وخمسين سنة ، الله يسامحه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية