ولما أدب عباده المؤمنين في الممتحنة عما يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتمه في الصف بما حذر من إزاغة القلوب لمن آذى نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، وأعلم أنه سبحانه جمع الآداب كلها في هذا الكتاب الذي أنزله على نبيهم الذي جعله خاتم الأنبياء وأشرف الأصفياء، ودل على فضله العظيم بتعليم الجاهل، دل على عقابه الأليم تتميما للدلالة على باهر قدرته بتجهيل العالم بإزاغة قلبه وإذهاب لبه بيأسه من الآخرة لغضبه عليه تحذيرا من الوقوع بما يوجب الإضلال بعد العلم، فقال جوابا لمن كأنه قال: هذا فضله على الجاهل فكيف
[ ص: 55 ] فعله بالعالم؟ فقال تحذيرا من يزكي فلا يتزكى بأن يقول ما لا يعمل، ويحمل الكتاب فيحمله غير عالم به من أن يفعل به ما فعل باليهود من الذل في الدنيا والخزي [والعذاب] في الآخرة بإزاغة القلوب وإحاطة الذنوب فيكون أقبح مما قيل فيه.
من فاته العلم وأخطأ الغنى ... فذاك والكلب على حد سوا
nindex.php?page=treesubj&link=18470_19881_28902_29786_30454_32215_32420_32445_34180_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5مثل الذين ولما كان العلم ولا سيما الرباني يجب أن يفرح به ويرغب فيه من أي موصل كان، بني للمجهول قوله وصيانة لاسمه الشريف عن أن يذكر عن العصيان:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5حملوا التوراة أي كلفوا وألزموا حمل الكتاب الذي آتاه الله لبني إسرائيل على لسان
موسى عليه الصلاة والسلام بأن علمهم إياها سبحانه وكلفهم حفظ ألفاظها عن التغيير والنسيان ومعانيها عن التحريف والتلبيس وحدودها وأحكامها عن الإهمال والتضييع.
ولما كان تركهم لحملها وهي من عند الله وعلى لسان رجل منهم هو أعظم في أنفسهم وأجلهم إحسانا إليهم في غاية البعد ولا سيما مع طول الزمان المسهل لحفظها الميسر لتدبرها وتعرف مقدارها، عبر بأداة البعد فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5ثم لم يحملوها بأن حفظوا ألفاظها ولم يعملوا بما فيها من الوصية باتباع عيسى عليه الصلاة والسلام إذا جاءهم ثم
محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاء، فهي ضارة لهم بشهادتها عليهم قاذفة لهم في النار
[ ص: 56 ] من غير نفع أصلا
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5كمثل أي مثل مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5الحمار الذي هو أبله الحيوان، فهو مثل [في] الغباوة، حال كونه
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5يحمل أسفارا أي كتبا من العلم كاشفة للأمور تنفع الألباء، جمع سفر، وهو الكتاب الكبير المسفر عما فيه.
ولما كان المثل الجامع لهما - وهو وجه الشبه - شخصا مثقلا متعبا جدا بشيء لا نفع له به أصلا فهو ضرر عليه صرف لا يدرك ما هو حامله غير أنه متعب ولا يدري أصخر هو أم كتب، أنتج قوله معبرا بالأداة التي هي لجامع الذم ترهيبا للآدميين من أن يتهاونوا بشيء من أحكام القرآن فيكونوا أسوأ مثلا من أهل الكتاب فيكونوا دون الحمار لأن رسولهم صلى الله عليه وسلم أعظم وكتابهم أعلى وأفخم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5بئس مثل القوم أي الذين لهم قوة شديدة على محاولة ما يريدونه فلم يؤتوا من عجز يعذرون به
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5الذين كذبوا أي عمدوا على علم عنادا منهم وكفرا
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5بآيات الله أي دلالات الملك الأعظم على رسله ولا سيما
محمد صلى الله عليه وسلم وجميع ما يرضيه مثلهم فإن مثلهم قد تكفل بتعريف أنهم قد اجتمعوا مع الحمار في وصف هو الروح الباطني، وهو الضرر الصرف الذي لا نفع فيه بوجه بأنفع الأشياء، وهو ما دل على الله فضمن سعادة الدارين، وهذا المثل وإن كان نصا
[ ص: 57 ] في اليهود فهو لجميع قراء السوء من كل ملة لاشتراكهم معهم في وجه الشبه كما أن مثل الكلب في الأعراف على هذا النحو، وكأنه لم يدخل سبحانه هذه الأمة في ذلك صريحا إشارة إلى حفظها من غير أن يكلها إلى نفسها كما أنه آتاها العلم مع الأمية منها ومن رسولها من غير أن يكلهم إلى كتابة ولا تقدم علم ما ولا تكلف لشيء.
ولما كان التقدير: فاستحقوا الوصف بجميع المذام لأنهم ظلموا أشد الظلم، عطف عليه قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5والله أي الذي له جميع صفات الكمال لا يهديهم - هكذا كان الأصل، ولكنه أظهر تعميما وتعليقا للحكم بالوصف فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5لا يهدي القوم أي لا يخلق الهداية في قلوب الأقوياء الذين تعمدوا الزيغ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5الظالمين أي الذين تعمدوا الظلم بمنابذة الهدى الذي هو البيان الذي لم يدع لبسا حتى صار الظلم لهم صفة راسخة.
وَلَمَّا أَدَّبَ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمُمْتَحِنَةِ عَمَّا يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَمَّهُ فِي الصَّفِّ بِمَا حَذَّرَ مِنْ إِزَاغَةِ الْقُلُوبِ لِمَنْ آذَى نَبِيَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَأَعْلَمُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَمَعَ الْآدَابَ كُلَّهَا فِي هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِمُ الَّذِي جَعَلَهُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ وَأَشْرَفَ الْأَصْفِيَاءِ، وَدَلَّ عَلَى فَضْلِهِ الْعَظِيمِ بِتَعْلِيمِ الْجَاهِلِ، دَلَّ عَلَى عِقَابِهِ الْأَلِيمِ تَتْمِيمًا لِلدَّلَالَةِ عَلَى بَاهِرِ قُدْرَتِهِ بِتَجْهِيلِ الْعَالِمِ بِإِزَاغَةِ قَلْبِهِ وَإِذْهَابِ لُبِّهِ بِيَأْسِهِ مِنَ الْآخِرَةِ لِغَضَبِهِ عَلَيْهِ تَحْذِيرًا مِنَ الْوُقُوعِ بِمَا يُوجِبُ الْإِضْلَالَ بَعْدَ الْعِلْمِ، فَقَالَ جَوَابًا لِمَنْ كَأَنَّهُ قَالَ: هَذَا فَضْلُهُ عَلَى الْجَاهِلِ فَكَيْفَ
[ ص: 55 ] فِعْلُهُ بِالْعَالَمِ؟ فَقَالَ تَحْذِيرًا مَنْ يُزَكِّي فَلَا يَتَزَكَّى بِأَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْمَلُ، وَيَحْمِلُ الْكِتَابَ فَيَحْمِلُهُ غَيْرَ عَالِمٍ بِهِ مِنْ أَنْ يُفْعَلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِالْيَهُودِ مِنَ الذُّلِّ فِي الدُّنْيَا وَالْخِزْيِ [وَالْعَذَابِ] فِي الْآخِرَةِ بِإِزَاغَةِ الْقُلُوبِ وَإِحَاطَةِ الذُّنُوبِ فَيَكُونُ أَقْبَحَ مِمَّا قِيلَ فِيهِ.
مَنْ فَاتَهُ الْعِلْمُ وَأَخْطَأَ الْغِنَى ... فَذَاكَ وَالْكَلْبُ عَلَى حَدٍّ سَوَا
nindex.php?page=treesubj&link=18470_19881_28902_29786_30454_32215_32420_32445_34180_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5مَثَلُ الَّذِينَ وَلَمَّا كَانَ الْعِلْمُ وَلَا سِيَّمَا الرَّبَّانِيُّ يَجِبُ أَنْ يَفْرَحَ بِهِ وَيَرْغَبَ فِيهِ مِنْ أَيِّ مَوْصِلٍ كَانَ، بُنِيَ لِلْمَجْهُولِ قَوْلُهُ وَصِيَانَةٌ لِاسْمِهِ الشَّرِيفِ عَنْ أَنْ يَذْكُرَ عَنِ الْعِصْيَانِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ أَيْ كُلِّفُوا وَأُلْزِمُوا حَمْلَ الْكِتَابِ الَّذِي آتَاهُ اللَّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ
مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِأَنَّ عَلَّمَهُمْ إِيَّاهَا سُبْحَانَهُ وَكَلَّفَهُمْ حِفْظَ أَلْفَاظِهَا عَنِ التَّغْيِيرِ وَالنِّسْيَانِ وَمَعَانِيهَا عَنِ التَّحْرِيفِ وَالتَّلْبِيسِ وَحُدُودِهَا وَأَحْكَامِهَا عَنِ الْإِهْمَالِ وَالتَّضْيِيعِ.
وَلَمَّا كَانَ تَرْكُهُمْ لِحَمْلِهَا وَهِيَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَعَلَى لِسَانِ رَجُلٍ مِنْهُمْ هُوَ أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَجَلَهِمْ إِحْسَانًا إِلَيْهِمْ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ وَلَا سِيَّمَا مَعَ طُولِ الزَّمَانِ الْمُسَهِّلِ لِحِفْظِهَا الْمُيَسَّرِ لِتُدَبِّرِهَا وَتُعَرِّفِ مِقْدَارِهَا، عَبَّرَ بِأَدَاةِ الْبُعْدُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا بِأَنْ حَفِظُوا أَلْفَاظَهَا وَلَمْ يَعْمَلُوا بِمَا فِيهَا مِنَ الْوَصِيَّةِ بِاتِّبَاعِ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِذَا جَاءَهُمْ ثُمَّ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ، فَهِيَ ضَارَّةٌ لَهُمْ بِشَهَادَتِهَا عَلَيْهِمْ قَاذِفَةٌ لَهُمْ فِي النَّارِ
[ ص: 56 ] مِنْ غَيْرِ نَفْعٍ أَصْلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5كَمَثَلِ أَيْ مِثْلُ مَثَلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5الْحِمَارِ الَّذِي هُوَ أَبْلَهُ الْحَيَوَانِ، فَهُوَ مَثَلٌ [فِي] الْغَبَاوَةِ، حَالَ كَوْنِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5يَحْمِلُ أَسْفَارًا أَيْ كُتُبًا مِنَ الْعِلْمِ كَاشِفَةً لِلْأُمُورِ تَنْفَعُ الْأَلِبَّاءَ، جَمْعُ سِفْرٍ، وَهُوَ الْكِتَابُ الْكَبِيرُ الْمُسْفِرُ عَمَّا فِيهِ.
وَلَمَّا كَانَ الْمَثَلُ الْجَامِعُ لَهُمَا - وَهُوَ وَجْهُ الشَّبَهِ - شَخْصًا مُثْقَلًا مُتْعَبًا جِدًّا بِشَيْءٍ لَا نَفْعَ لَهُ بِهِ أَصْلًا فَهُوَ ضَرَرٌ عَلَيْهِ صَرْفٌ لَا يُدْرَكُ مَا هُوَ حَامِلُهُ غَيْرَ أَنَّهُ مُتْعَبٌ وَلَا يَدْرِي أَصَخْرٌ هُوَ أَمْ كُتُبٌ، أَنْتَجَ قَوْلَهُ مُعَبِّرًا بِالْأَدَاةِ الَّتِي هِيَ لِجَامِعِ الذَّمِّ تَرْهِيبًا لِلْآدَمِيِّينَ مِنْ أَنْ يَتَهَاوَنُوا بِشَيْءٍ مِنْ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ فَيَكُونُوا أَسْوَأَ مَثَلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَيَكُونُوا دُونَ الْحِمَارِ لِأَنَّ رَسُولَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ وَكِتَابَهُمْ أَعْلَى وَأَفْخَمُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ أَيِ الَّذِينَ لَهُمْ قُوَّةٌ شَدِيدَةٌ عَلَى مُحَاوَلَةِ مَا يُرِيدُونَهُ فَلَمْ يُؤْتُوا مَنْ عَجْزٍ يُعْذَرُونَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5الَّذِينَ كَذَّبُوا أَيْ عَمَدُوا عَلَى عِلْمٍ عِنَادًا مِنْهُمْ وَكُفْرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5بِآيَاتِ اللَّهِ أَيْ دَلَالَاتِ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ عَلَى رُسُلِهِ وَلَا سِيَّمَا
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمِيعُ مَا يُرْضِيهِ مِثْلَهُمْ فَإِنَّ مِثْلَهُمْ قَدْ تَكَفَّلَ بِتَعْرِيفِ أَنَّهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا مَعَ الْحِمَارِ فِي وَصْفٍ هُوَ الرُّوحُ الْبَاطِنِيُّ، وَهُوَ الضَّرَرُ الصِّرْفُ الَّذِي لَا نَفْعَ فِيهِ بِوَجْهٍ بِأَنْفَعَ الْأَشْيَاءِ، وَهُوَ مَا دَلَّ عَلَى اللَّهِ فَضَمِنَ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ، وَهَذَا الْمَثَلُ وَإِنْ كَانَ نَصًّا
[ ص: 57 ] فِي الْيَهُودِ فَهُوَ لِجَمِيعِ قُرَّاءِ السُّوءِ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ لِاشْتِرَاكِهِمْ مَعَهُمْ فِي وَجْهِ الشَّبَهِ كَمَا أَنَّ مَثَلَ الْكَلْبِ فِي الْأَعْرَافِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ فِي ذَلِكَ صَرِيحًا إِشَارَةً إِلَى حِفْظِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكِلَهَا إِلَى نَفْسِهَا كَمَا أَنَّهُ آتَاهَا الْعِلْمَ مَعَ الْأُمِّيَّةِ مِنْهَا وَمِنْ رَسُولِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكِلَهُمْ إِلَى كِتَابَةٍ وَلَا تَقَدُّمِ عِلْمٍ مَا وَلَا تَكَلُّفِ لِشَيْءٍ.
وَلَمَّا كَانَ التَّقْدِيرُ: فَاسْتَحَقُّوا الْوَصْفَ بِجَمِيعِ الْمَذَامِّ لِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا أَشَدَّ الظُّلْمِ، عُطِفَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5وَاللَّهُ أَيِ الَّذِي لَهُ جَمِيعُ صِفَاتِ الْكَمَالِ لَا يَهْدِيهِمْ - هَكَذَا كَانَ الْأَصْلُ، وَلَكِنَّهُ أَظْهَرُ تَعْمِيمًا وَتَعْلِيقًا لِلْحُكْمِ بِالْوَصْفِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5لا يَهْدِي الْقَوْمَ أَيْ لَا يَخْلُقُ الْهِدَايَةَ فِي قُلُوبِ الْأَقْوِيَاءِ الَّذِينَ تَعَمَّدُوا الزَّيْغَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5الظَّالِمِينَ أَيِ الَّذِينَ تَعَمَّدُوا الظُّلْمَ بِمُنَابَذَةِ الْهُدَى الَّذِي هُوَ الْبَيَانُ الَّذِي لَمْ يَدَعْ لَبْسًا حَتَّى صَارَ الظُّلْمُ لَهُمْ صِفَةً رَاسِخَةً.