(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وفتحت السماء فكانت أبوابا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وسيرت الجبال فكانت سرابا )
وثالثها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وفتحت السماء فكانت أبوابا ) .
قرأ
عاصم وحمزة والكسائي : (فتحت) خفيفة والباقون بالتثقيل والمعنى : كثرت أبوابها المفتحة لنزول الملائكة، قال
القاضي : وهذا الفتح هو معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إذا السماء انشقت ) [الانشقاق : 1]، (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إذا السماء انفطرت ) [الانفطار : 1] إذ الفتح والتشقق والتفطر تتقارب، وأقول : هذا ليس بقوي لأن المفهوم من فتح الباب غير المفهوم من التشقق والتفطر، فربما كانت السماء أبوابا، ثم تفتح تلك الأبواب مع أنه لا يحصل في جرم السماء تشقق ولا تفطر، بل الدلائل السمعية دلت على أن عند حصول فتح هذه الأبواب يحصل التشقق والتفطر والفناء بالكلية، فإن قيل : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وفتحت السماء فكانت أبوابا ) يفيد أن السماء بكليتها تصير أبوابا، فكيف يعقل ذلك؟ قلنا : فيه وجوه :
أحدها : أن تلك الأبواب لما كثرت جدا صارت كأنها ليست إلا أبوابا مفتحة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وفجرنا الأرض عيونا ) [القمر : 12] أي كأن كلها صارت عيونا تتفجر .
وثانيها : قال
الواحدي : هذا من باب تقدير حذف المضاف، والتقدير : فكانت ذات أبواب .
وثالثها : أن الضمير في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19فكانت أبوابا ) عائد إلى مضمر ، والتقدير : فكانت تلك
nindex.php?page=treesubj&link=30362_30296المواضع المفتوحة أبوابا لنزول الملائكة، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا ) [الفجر : 22] .
ورابعها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وسيرت الجبال فكانت سرابا ) .
اعلم أن الله تعالى ذكر في مواضع من كتابه
nindex.php?page=treesubj&link=30296أحوال هذه الجبال على وجوه مختلفة، ويمكن الجمع بينها على الوجه الذي نقوله، وهو أن أول أحوالها الاندكاك وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) [الحاقة : 14] .
والحالة الثانية لها : أن تصير (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5كالعهن المنفوش ) [القارعة : 5] ، وذكر الله تعالى ذلك في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش ) [القارعة : 4، 5] وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون السماء كالمهل nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وتكون الجبال كالعهن ) [المعارج : 8، 9] .
الحالة الثالثة : أن تصير كالهباء وذلك أن تتقطع وتتبدد بعد أن كانت كالعهن ، وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إذا رجت الأرض رجا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وبست الجبال بسا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فكانت هباء منبثا ) [الواقعة : 4-6] .
[ ص: 12 ] والحالة الرابعة : أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدمة قارة في مواضعها، والأرض تحتها غير بارزة ، فتنسف عنها بإرسال الرياح عليها ، وهو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105فقل ينسفها ربي نسفا ) [طه : 15] .
والحالة الخامسة : أن الرياح ترفعها عن وجه الأرض فتطيرها شعاعا في الهواء كأنها غبار، فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجساما جامدة ، وهي في الحقيقة مارة إلا أن مرورها بسبب مرور الرياح بها [ صيرها ] منكدة متفتتة، وهي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تمر مر السحاب ) [النمل : 88] ثم بين أن تلك الحركة حصلت بقهره وتسخيره، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ) [الكهف : 47] .
الحالة السادسة : أن تصير سرابا، بمعنى لا شيء، فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا، كما أن من يرى السراب من بعد إذا جاء الموضع الذي كان يراه فيه لم يجده شيئا، والله أعلم .
واعلم أن الأحوال المذكورة إلى هاهنا هي أحوال عامة، ومن هاهنا يصف
nindex.php?page=treesubj&link=30430_30434أهوال جهنم وأحوالها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا )
وَثَالِثُهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) .
قَرَأَ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ : (فُتِحَتِ) خَفِيفَةً وَالْبَاقُونَ بِالتَّثْقِيلِ وَالْمَعْنَى : كَثُرَتْ أَبْوَابُهَا الْمُفَتَّحَةُ لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ
الْقَاضِي : وَهَذَا الْفَتْحُ هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ) [الِانْشِقَاقِ : 1]، (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ) [الِانْفِطَارِ : 1] إِذِ الْفَتْحُ وَالتَّشَقُّقُ وَالتَّفَطُّرُ تَتَقَارَبُ، وَأَقُولُ : هَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ لِأَنَّ الْمَفْهُومَ مِنْ فَتْحِ الْبَابِ غَيْرُ الْمَفْهُومِ مِنَ التَّشَقُّقِ وَالتَّفَطُّرِ، فَرُبَّمَا كَانَتِ السَّمَاءُ أَبْوَابًا، ثُمَّ تُفَتَّحُ تِلْكَ الْأَبْوَابُ مَعَ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ فِي جِرْمِ السَّمَاءِ تَشَقُّقٌ وَلَا تَفَطُّرٌ، بَلِ الدَّلَائِلُ السَّمْعِيَّةُ دَلَّتْ عَلَى أَنَّ عِنْدَ حُصُولِ فَتْحِ هَذِهِ الْأَبْوَابِ يَحْصُلُ التَّشَقُّقُ وَالتَّفَطُّرُ وَالْفَنَاءُ بِالْكُلِّيَّةِ، فَإِنْ قِيلَ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) يُفِيدُ أَنَّ السَّمَاءَ بِكُلِّيَّتِهَا تَصِيرُ أَبْوَابًا، فَكَيْفَ يُعْقَلُ ذَلِكَ؟ قُلْنَا : فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنَّ تِلْكَ الْأَبْوَابَ لَمَّا كَثُرَتْ جِدًّا صَارَتْ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ إِلَّا أَبْوَابًا مُفَتَّحَةً كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=12وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ) [الْقَمَرِ : 12] أَيْ كَأَنَّ كُلَّهَا صَارَتْ عُيُونًا تَتَفَجَّرُ .
وَثَانِيهَا : قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : هَذَا مِنْ بَابِ تَقْدِيرِ حَذْفِ الْمُضَافِ، وَالتَّقْدِيرُ : فَكَانَتْ ذَاتَ أَبْوَابٍ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=19فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) عَائِدٌ إِلَى مُضْمَرٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَكَانَتْ تِلْكَ
nindex.php?page=treesubj&link=30362_30296الْمَوَاضِعُ الْمَفْتُوحَةُ أَبْوَابًا لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) [الْفَجْرِ : 22] .
وَرَابِعُهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=20وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ) .
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=30296أَحْوَالَ هَذِهِ الْجِبَالِ عَلَى وُجُوهٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَهَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي نَقُولُهُ، وَهُوَ أَنَّ أَوَّلَ أَحْوَالِهَا الِانْدِكَاكُ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) [الْحَاقَّةِ : 14] .
وَالْحَالَةُ الثَّانِيَةُ لَهَا : أَنْ تَصِيرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) [الْقَارِعَةِ : 5] ، وَذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) [الْقَارِعَةِ : 4، 5] وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ) [الْمَعَارِجِ : 8، 9] .
الْحَالَةُ الثَّالِثَةُ : أَنْ تَصِيرَ كَالْهَبَاءِ وَذَلِكَ أَنْ تَتَقَطَّعَ وَتَتَبَدَّدَ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ كَالْعِهْنِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=4إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=6فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ) [الْوَاقِعَةِ : 4-6] .
[ ص: 12 ] وَالْحَالَةُ الرَّابِعَةُ : أَنْ تُنْسَفَ لِأَنَّهَا مَعَ الْأَحْوَالِ الْمُتَقَدِّمَةِ قَارَّةٌ فِي مَوَاضِعِهَا، وَالْأَرْضُ تَحْتَهَا غَيْرُ بَارِزَةٍ ، فَتُنْسَفُ عَنْهَا بِإِرْسَالِ الرِّيَاحِ عَلَيْهَا ، وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=105فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ) [طه : 15] .
وَالْحَالَةُ الْخَامِسَةُ : أَنَّ الرِّيَاحَ تَرْفَعُهَا عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ فَتُطَيِّرُهَا شُعَاعًا فِي الْهَوَاءِ كَأَنَّهَا غُبَارٌ، فَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا مِنْ بُعْدٍ حَسِبَهَا لِتَكَاثُفِهَا أَجْسَامًا جَامِدَةً ، وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ مَارَّةٌ إِلَّا أَنَّ مُرُورَهَا بِسَبَبِ مُرُورِ الرِّيَاحِ بِهَا [ صَيَّرَهَا ] مُنْكَدَّةً مُتَفَتِّتَةً، وَهِيَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=88تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) [النَّمْلِ : 88] ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ تِلْكَ الْحَرَكَةَ حَصَلَتْ بِقَهْرِهِ وَتَسْخِيرِهِ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً ) [الْكَهْفِ : 47] .
الْحَالَةُ السَّادِسَةُ : أَنْ تَصِيرَ سَرَابًا، بِمَعْنَى لَا شَيْءَ، فَمَنْ نَظَرَ إِلَى مَوَاضِعِهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئًا، كَمَا أَنَّ مَنْ يَرَى السَّرَابَ مِنْ بُعْدٍ إِذَا جَاءَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ يَرَاهُ فِيهِ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْأَحْوَالَ الْمَذْكُورَةَ إِلَى هَاهُنَا هِيَ أَحْوَالٌ عَامَّةٌ، وَمِنْ هَاهُنَا يَصِفُ
nindex.php?page=treesubj&link=30430_30434أَهْوَالَ جَهَنَّمَ وَأَحْوَالَهَا .