nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28989_31935وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=67قال إنك لن تستطيع معي صبرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=68وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا .
الظرف في قوله : ( وإذ قال ) متعلق بفعل محذوف هو اذكر .
قيل : ووجه ذكر هذه القصة في هذه السورة ، أن
اليهود لما سألوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قصة
أصحاب الكهف وقالوا : إن أخبركم فهو نبي وإلا فلا . ذكر الله قصة
موسى والخضر تنبيها على أن النبي لا يلزمه أن يكون عالما بجميع القصص والأخبار .
وقد اتفق أهل العلم على أن
موسى المذكور هو
موسى بن عمران النبي المرسل إلى
فرعون ، وقالت فرقة - لا التفات إلى ما تقوله - منهم
نوف البكالي : إنه ليس ابن عمران ، وإنما هو
موسى بن ميشى بن يوسف بن يعقوب ، وكان نبيا قبل
موسى بن عمران ، وهذا باطل قد رده السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم كما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره ، والمراد بفتاه هنا هو
يوشع بن نون .
قال
الواحدي :
[ ص: 867 ] أجمعوا على أنه
يوشع بن نون ، وقد مضى ذكره في المائدة ، وفي آخر سورة يوسف ، ومن قال : إن
موسى هو ابن ميشى قال : إن هذا الفتى لم يكن هو
يوشع بن نون .
قال
الفراء : وإنما سمي
فتى موسى لأنه كان ملازما له يأخذ عنه العلم ويخدمه ، ومعنى ( لا أبرح ) لا أزال ، ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91لن نبرح عليه عاكفين [ طه : 91 ] ومنه قول الشاعر :
وأبرح ما أدام الله قومي بحمد الله منتطقا مجيدا
وبرح إذا كان بمعنى زال فهو من الأفعال الناقصة ، وخبره هنا محذوف اعتمادا على دلالة ما بعده وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60حتى أبلغ مجمع البحرين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ( لا أبرح ) بمعنى لا أزال ، وقد حذف الخبر لدلالة حال السفر عليه ، ولأن قوله : ( حتى أبلغ ) غاية مضروبة ، فلا بد لها من ذي غاية ، فالمعنى : لا أزال أسير إلى أن أبلغ ، ويجوز أن يراد لا يبرح مسيري حتى أبلغ ، وقيل : معنى لا أبرح : لا أفارقك حتى أبلغ مجمع البحرين ، وقيل : يجوز أن يكون من ( برح ) التام ، بمعنى زال يزال ، و ( مجمع البحرين ) ملتقاهما .
قيل : المراد بالبحرين
بحر فارس والروم ، وقيل :
بحر الأردن وبحر القلزم ، وقيل : مجمع البحرين عند
طنجة ، وقيل :
بإفريقية .
وقالت طائفة : المراد بالبحرين
موسى والخضر ، وهو من الضعف بمكان ، وقد حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ولا يصح
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60أو أمضي حقبا أي : أسير زمانا طويلا . قال
الجوهري : الحقب بالضم ثمانون سنة .
وقال
النحاس : الذي يعرفه أهل اللغة أن الحقب والحقبة زمان من الدهر مبهم غير محدود ، كما أن رهطا وقوما منهم غير محدود ، وجمعه أحقاب .
nindex.php?page=treesubj&link=31939وسبب هذه العزيمة على السير من موسى عليه السلام ما روي أنه سئل
موسى من أعلم الناس ؟ فقال : أنا ، فأوحى الله إليه : إن أعلم منك عبد لي عند
مجمع البحرين .
( فلما بلغا ) أي :
موسى وفتاه مجمع بينهما أي : بين البحرين ، وأضيف مجمع إلى الظرف توسعا ، وقيل : البين بمعنى الافتراق أي : البحران المفترقان يجتمعان هناك ، وقيل : الضمير
لموسى والخضر أي : وصلا الموضع الذي فيه اجتماع شملهما ، ويكون البين على هذا بمعنى الوصل ؛ لأنه من الأضداد ، والأول أولى ( نسيا حوتهما ) قال المفسرون : إنهما تزودا حوتا مملحا في زنبيل ، وكانا يصيبان منه عند حاجتهما إلى الطعام ، وكان قد جعل الله فقدانه أمارة لهما على وجدان المطلوب .
والمعنى : أنهما نسيا بفقد أمره ، وقيل : الذي نسي إنما هو
فتى موسى ، لأنه وكل أمر الحوت إليه ، وأمره أن يخبره إذا فقده ، فلما انتهيا إلى ساحل البحر وضع فتاه المكتل الذي فيه الحوت فأحياه الله ، فتحرك واضطرب في المكتل ، ثم انسرب في البحر ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61فاتخذ سبيله في البحر سربا انتصاب ( سربا ) على أنه المفعول الثاني ل ( اتخذ ) أي : اتخذ سبيلا سربا ، والسرب النفق الذي يكون في الأرض للضب ونحوه من الحيوانات ، وذلك أن
nindex.php?page=treesubj&link=31934الله سبحانه أمسك جرية الماء على الموضع الذي انسرب فيه الحوت فصار كالطاق فشبه مسلك الحوت في البحر مع بقائه وانجياب الماء عنه بالسرب الذي هو الكوة المحفورة في الأرض .
قال
الفراء : لما وقع في الماء جمد مذهبه في البحر فكان كالسرب ، فلما جاوزا ذلك المكان الذي كانت عنده الصخرة وذهب الحوت فيه انطلقا ، فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال ، ولم يجدا النصب حتى جاوزا الموضع الذي فيه
الخضر .
ولهذا قال سبحانه : ( فلما جاوزا ) أي : مجمع البحرين الذي جعل موعدا للملاقاة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62قال لفتاه آتنا غداءنا وهو ما يؤكل بالغداة ، وأراد
موسى أن يأتيه بالحوت الذي حملاه معهما
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا أي : تعبا وإعياء ، قال المفسرون : الإشارة بقوله : ( سفرنا هذا ) إلى السفر الكائن منهما بعد مجاوزة المكان المذكور ، فإنهما لم يجدا النصب إلا في ذلك دون ما قبله .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة أي : قال
فتى موسى لموسى ، ومعنى الاستفهام تعجيبه
لموسى مما وقع له من النسيان هناك مع كون ذلك الأمر مما لا ينسى ؛ لأنه قد شاهد أمرا عظيما من قدرة الله الباهرة ، ومفعول ( أرأيت ) محذوف لدلالة ما ذكره من النسيان عليه ، والتقدير : أرأيت ما دهاني ، أو نابني في ذلك الوقت والمكان .
وتلك الصخرة كانت عند مجمع البحرين الذي هو الموعد ، وإنما ذكرها دون أن يذكر مجمع البحرين لكونها متضمنة لزيادة تعيين المكان ، لاحتمال أن يكون المجمع مكانا متسعا ، يتناول مكان الصخرة وغيره ، وأوقع النسيان على الحوت دون الغداء الذي تقدم ذكره لبيان أن ذلك الغداء المطلوب هو ذلك الحوت الذي جعلاه زادا لهما ، وأمارة لوجدان مطلوبهما .
ثم ذكر ما يجري مجرى السبب في وقوع ذلك النسيان فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وما أنسانيه إلا الشيطان بما يقع منه من الوسوسة ، و ( أن أذكره ) بدل اشتمال من الضمير في ( أنسانيه ) ، وفي مصحف
عبد الله : ( وما أنسانيه أن أذكره إلا الشيطان )
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63واتخذ سبيله في البحر عجبا انتصاب ( عجبا ) على أنه المفعول الثاني كما مر في ( سربا ) والظرف في محل نصب على الحال ، يحتمل أن يكون هذا من كلام
يوشع ، أخبر
موسى أن الحوت اتخذ سبيله عجبا للناس ، وموضع التعجب أن يحيا حوت قد مات وأكل شقه ، ثم يثب إلى البحر ويبقى أثر جريته في الماء لا يمحو أثرها جريان ماء البحر ، ويحتمل أن يكون من كلام الله سبحانه لبيان طرف آخر من أمر الحوت ، فيكون ما بين الكلامين اعتراضا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64قال ذلك ما كنا نبغ أي : قال
موسى لفتاه ذلك الذي ذكرت من فقد الحوت في ذلك الموضع هو الذي كنا نطلبه ، فإن الرجل الذي نريده هو هنالك
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64فارتدا على آثارهما قصصا أي : رجعا على الطريق التي جاءا منها يقصان أثرهما ؛ لئلا يخطئا طريقهما ، وانتصاب ( قصصا ) على أنه مصدر لفعل محذوف ، أو على الحال أي : قاصين أو مقتصين ، والقصص في اللغة اتباع الأثر .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65فوجدا عبدا من عبادنا هو
الخضر في قول جمهور المفسرين ، وعلى ذلك دلت الأحاديث الصحيحة ، وخالف في ذلك من لا يعتد بقوله ، فقال : ليس هو
الخضر بل عالم آخر ، قيل
nindex.php?page=treesubj&link=31933سمي الخضر لأنه
[ ص: 868 ] كان إذا صلى اخضر ما حوله ، قيل : واسمه
بليا بن ملكان ، ثم وصفه الله سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65آتيناه رحمة من عندنا قيل : الرحمة هي النبوة ، وقيل : النعمة التي أنعم الله بها عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65وعلمناه من لدنا علما وهو ما علمه الله سبحانه من علم الغيب الذي استأثر به ، وفي قوله : ( من لدنا ) تفخيم لشأن ذلك العلم ، وتعظيم له . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وفيما فعل
موسى - وهو من جملة الأنبياء - من طلب العلم ، والرحلة في ذلك ما يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك
nindex.php?page=treesubj&link=18485_18468طلب العلم وإن كان قد بلغ نهايته ، وأن يتواضع لمن هو أعلم منه .
ثم قص الله سبحانه علينا
nindex.php?page=treesubj&link=31932ما دار بين موسى والخضر بعد اجتماعهما فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا في هذا السؤال ملاطفة ومبالغة في حسن الأدب ؛ لأنه استأذنه أن يكون تابعا له على أن يعلمه مما علمه الله من العلم .
والرشد الوقوف على الخير وإصابة الصواب ، وانتصابه على أنه مفعول ثان لتعلمني أي : علما ذا رشد أرشد به ، وقرئ ( رشدا ) بفتحتين ، وهما لغتان كالبخل والبخل .
وفي الآية دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18485المتعلم تبع للعالم وإن تفاوتت المراتب . وليس في ذلك ما يدل على أن
الخضر أفضل من
موسى ، فقد يأخذ الفاضل عن الفاضل ، وقد يأخذ الفاضل عن المفضول إذا اختص أحدهما بعلم لا يعلمه الآخر .
فقد كان علم
موسى علم الأحكام الشرعية والقضاء بظاهرها ، وكان علم
الخضر علم بعض الغيب ومعرفة البواطن .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=67قال إنك لن تستطيع معي صبرا أي : قال
الخضر لموسى : إنك لا تطيق أن تصبر على ما تراه من علمي ؛ لأن الظواهر التي هي علمك لا توافق ذلك .
ثم أكد ذلك مشيرا إلى علة عدم الاستطاعة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=68وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا أي : كيف تصبر على علم ظاهره منكر ، وأنت لا تعلم ، ومثلك مع كونك صاحب شرع لا يسوغ له السكوت على منكر والإقرار عليه ، و ( خبرا ) منتصب على التمييز أي : لم تحط به خبرك ، والخبر العلم بالشيء ، والخبير بالأمور هو العالم بخفاياها ، وبما يحتاج إلى الاختبار منها .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69قال ستجدني إن شاء الله صابرا أي : قال
موسى للخضر : ستجدني صابرا معك ، ملتزما طاعتك
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69ولا أعصي لك أمرا فجملة ولا أعصي معطوفة على ( صابرا ) فيكون التقييد بقوله : ( إن شاء الله ) شاملا للصبر ونفي المعصية ، وقيل : إن التقييد بالمشيئة مختص بالصبر ؛ لأنه أمر مستقبل لا يدري كيف يكون حاله فيه ، ونفي المعصية معزوم عليه في الحال ، ويجاب عنه بأن الصبر ونفي المعصية متفقان في كون كل واحد منهما معزوما عليه في الحال ، وفي كون كل واحد منهما لا يدري كيف حاله فيه في المستقبل .
قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء مما تشاهده من أفعالي المخالفة لما يقتضيه ظاهر الشرع الذي بعثك الله به
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70حتى أحدث لك منه ذكرا أي : حتى أكون أنا المبتدئ لك بذكره ، وبيان وجهه وما يئول إليه ، وهذه الجمل المعنونة بـ ( قال وقال ) مستأنفة ؛ لأنها جوابات عن سؤالات مقدرة كل واحدة ينشأ السؤال عنها مما قبلها .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل بن سليمان ، عن
الضحاك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
الخضر ابن
آدم لصلبه ونسئ له في أجله حتى يكذب
الدجال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020728إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء ، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
مجاهد إنما سمي
الخضر لأنه إذا صلى اخضر ما حوله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
ابن زيد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين قال : حتى أنتهي .
وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60مجمع البحرين . قال :
بحر فارس والروم ، وهما نحو المشرق والمغرب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس مثله . وأخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب قال : ( مجمع البحرين ) إفريقية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب قال : طنجة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60أو أمضي حقبا قال : سبعين خريفا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : دهرا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير في قوله : ( نسيا حوتهما ) قال : كان مملوحا مشقوق البطن .
وأخرج
ابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61فاتخذ سبيله في البحر سربا قال : أثره يابس في البحر كأنه في حجر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64فارتدا على آثارهما قصصا قال : عودهما على بدئهما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65آتيناه رحمة من عندنا قال : أعطيناه الهدى والنبوة .
واعلم أنها قد رويت في قصة
الخضر مع
موسى المذكورة في الكتاب العزيز أحاديث كثيرة ، وأتمها وأكملها ما روي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ولكنها اختلفت في بعض الألفاظ ، وكلها مروية من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عنه ، وبعضها في الصحيحين وغيرهما ، وبعضها في أحدهما ، وبعضها خارج عنهما .
وقد رويت من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي عنه كما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، ومن طريق
هارون بن عنترة عن أبيه عنه عند
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والخطيب nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، فلنقتصر على الرواية التي هي أتم الروايات الثابتة في الصحيحين ، ففي ذلك ما يغني عن غيره ، وهي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020729قلت nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس : إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى صاحب بني إسرائيل ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كذب عدو الله . حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل ، فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا ، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى : يا رب فكيف لي به ؟ قال : [ ص: 869 ] nindex.php?page=treesubj&link=31932تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ، فأخذ حوتا فجعله في مكتل . ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى أتيا الصخرة ووضعا رءوسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا ، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء ، فصار عليه مثل الطاق ، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كانا من الغد قال موسى لفتاه : آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال : ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به ، فقال له فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال : فكان للحوت سربا ، ولموسى وفتاه عجبا ، فقال موسى : ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا قال سفيان : يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة لا يصيب ماؤها ميتا إلا عاش ، قال : وكان الحوت قد أكل منه ، فلما قطر عليه الماء عاش ، قال : فرجعا يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى ، فقال الخضر : وأنى بأرضك السلام ؟ قال : أنا موسى قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، قال : أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا ، قال : إنك لن تستطيع معي صبرا ، يا موسى إني على علم من الله علمنيه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من الله علمك الله لا أعلمه ، قال موسى : ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ، فقال له الخضر : فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهم ، فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول ، فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد nindex.php?page=treesubj&link=31936قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم ، فقال له موسى : قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ؟ قال : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ، قال : لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا .
قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : فكانت الأولى من موسى نسيانا .
قال : وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة ، فقال له الخضر : nindex.php?page=treesubj&link=28781ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور الذي وقع على حرف السفينة من هذا البحر .
ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ nindex.php?page=treesubj&link=31937أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله ، فقال موسى : أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال : وهذه أشد من الأولى قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما nindex.php?page=treesubj&link=31938فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال : مائل ، فقال الخضر بيده هكذا فأقامه ، ف ( قال ) موسى : قوم آتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقرأ : ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) وكان يقرأ : ( وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين )وبقية روايات
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب هي موافقة لهذه الرواية في المعنى وإن تفاوتت الألفاظ في بعضها فلا فائدة في الإطالة بذكرها ، وكذلك روايات غير
سعيد عنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28989_31935وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=67قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=68وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا .
الظَّرْفُ فِي قَوْلِهِ : ( وَإِذْ قَالَ ) مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ هُوَ اذْكُرْ .
قِيلَ : وَوَجْهُ ذِكْرِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، أَنَّ
الْيَهُودَ لَمَّا سَأَلُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قِصَّةِ
أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَقَالُوا : إِنْ أَخْبَرَكُمْ فَهُوَ نَبِيٌّ وَإِلَّا فَلَا . ذَكَرَ اللَّهُ قِصَّةَ
مُوسَى وَالْخَضِرِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ لَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِجَمِيعِ الْقِصَصِ وَالْأَخْبَارِ .
وَقَدِ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ
مُوسَى الْمَذْكُورَ هُوَ
مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ إِلَى
فِرْعَوْنَ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ - لَا الْتِفَاتَ إِلَى مَا تَقُولُهُ - مِنْهُمْ
نَوْفٌ الَبِكَالِيُّ : إِنَّهُ لَيْسَ ابْنَ عِمْرَانَ ، وَإِنَّمَا هُوَ
مُوسَى بْنُ مِيشَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، وَكَانَ نَبِيًّا قَبْلَ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، وَهَذَا بَاطِلٌ قَدْ رَدَّهُ السَّلَفُ الصَّالِحُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ كَمَا فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَالْمُرَادُ بِفَتَاهُ هُنَا هُوَ
يُوشَعُ بْنُ نُونٍ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ :
[ ص: 867 ] أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ
يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ فِي الْمَائِدَةِ ، وَفِي آخِرِ سُورَةِ يُوسُفَ ، وَمَنْ قَالَ : إِنَّ
مُوسَى هُوَ ابْنُ مِيشَى قَالَ : إِنَّ هَذَا الْفَتَى لَمْ يَكُنْ هُوَ
يُوشَعَ بْنَ نُونٍ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَإِنَّمَا سُمِّيَ
فَتَى مُوسَى لِأَنَّهُ كَانَ مُلَازِمًا لَهُ يَأْخُذُ عَنْهُ الْعِلْمَ وَيَخْدِمُهُ ، وَمَعْنَى ( لَا أَبْرَحُ ) لَا أَزَالُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ [ طه : 91 ] وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَأَبْرَحُ مَا أَدَامَ اللَّهُ قَوْمِي بِحَمْدِ اللَّهِ مُنْتَطِقًا مُجِيدَا
وَبَرِحَ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى زَالَ فَهُوَ مِنَ الْأَفْعَالِ النَّاقِصَةِ ، وَخَبَرُهُ هُنَا مَحْذُوفٌ اعْتِمَادًا عَلَى دَلَالَةِ مَا بَعْدَهُ وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : ( لَا أَبْرَحُ ) بِمَعْنَى لَا أَزَالُ ، وَقَدْ حُذِفَ الْخَبَرُ لِدَلَالَةِ حَالِ السَّفَرِ عَلَيْهِ ، وَلِأَنَّ قَوْلَهُ : ( حَتَّى أَبْلُغَ ) غَايَةٌ مَضْرُوبَةٌ ، فَلَا بُدَّ لَهَا مِنْ ذِي غَايَةٍ ، فَالْمَعْنَى : لَا أَزَالُ أَسِيرُ إِلَى أَنْ أَبْلُغَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ لَا يَبْرَحُ مَسِيرِي حَتَّى أَبْلُغَ ، وَقِيلَ : مَعْنَى لَا أَبْرَحُ : لَا أُفَارِقُكَ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ، وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ ( بَرِحَ ) التَّامِّ ، بِمَعْنَى زَالَ يَزَالُ ، وَ ( مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ) مُلْتَقَاهُمَا .
قِيلَ : الْمُرَادُ بِالْبَحْرَيْنِ
بَحْرُ فَارِسَ وَالرُّومِ ، وَقِيلَ :
بَحْرُ الْأُرْدُنِّ وَبَحْرُ الْقُلْزُمِ ، وَقِيلَ : مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ عِنْدَ
طَنْجَةَ ، وَقِيلَ :
بِإِفْرِيقِيَّةَ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : الْمُرَادُ بِالْبَحْرَيْنِ
مُوسَى وَالْخَضِرُ ، وَهُوَ مِنَ الضَّعْفِ بِمَكَانٍ ، وَقَدْ حُكِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَا يَصِحُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا أَيْ : أَسِيرُ زَمَانًا طَوِيلًا . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْحُقْبُ بِالضَّمِّ ثَمَانُونَ سَنَةً .
وَقَالَ
النَّحَّاسُ : الَّذِي يَعَرِفُهُ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ الْحُقْبَ وَالْحُقْبَةَ زَمَانٌ مِنَ الدَّهْرِ مُبْهَمٌ غَيْرُ مَحْدُودٍ ، كَمَا أَنَّ رَهْطًا وَقَوْمًا مِنْهُمْ غَيْرُ مَحْدُودٍ ، وَجَمْعُهُ أَحْقَابٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=31939وَسَبَبُ هَذِهِ الْعَزِيمَةِ عَلَى السَّيْرِ مِنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا رُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ
مُوسَى مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : أَنَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : إِنَّ أَعْلَمَ مِنْكَ عَبْدٌ لِي عِنْدَ
مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ .
( فَلَمَّا بَلَغَا ) أَيْ :
مُوسَى وَفَتَاهُ مَجْمَعَ بَيْنِهُمَا أَيْ : بَيْنِ الْبَحْرِينِ ، وَأُضِيفَ مَجْمَعُ إِلَى الظَّرْفِ تَوَسُّعًا ، وَقِيلَ : الْبَيْنُ بِمَعْنَى الِافْتِرَاقِ أَيِ : الْبَحْرَانِ الْمُفْتَرِقَانِ يَجْتَمِعَانِ هُنَاكَ ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ
لِمُوسَى وَالْخَضِرِ أَيْ : وَصَلَا الْمَوْضِعَ الَّذِي فِيهِ اجْتِمَاعُ شَمْلِهِمَا ، وَيَكُونُ الْبَيْنُ عَلَى هَذَا بِمَعْنَى الْوَصْلِ ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَضْدَادِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ( نَسِيَا حُوتَهُمَا ) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : إِنَّهُمَا تَزَوَّدَا حُوتًا مُمَلَحًا فِي زِنْبِيلٍ ، وَكَانَا يُصِيبَانِ مِنْهُ عِنْدَ حَاجَتِهِمَا إِلَى الطَّعَامِ ، وَكَانَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ فُقْدَانَهُ أَمَارَةً لَهُمَا عَلَى وِجْدَانِ الْمَطْلُوبِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمَا نَسِيَا بِفَقْدِ أَمْرِهِ ، وَقِيلَ : الَّذِي نَسِيَ إِنَّمَا هُوَ
فَتَى مُوسَى ، لِأَنَّهُ وَكَّلَ أَمْرَ الْحُوتِ إِلَيْهِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَهُ إِذَا فَقَدَهُ ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ وَضَعَ فَتَاهُ الْمِكْتَلَ الَّذِي فِيهِ الْحُوتُ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ، فَتَحَرَّكَ وَاضْطَرَبَ فِي الْمِكْتَلِ ، ثُمَّ انْسَرَبَ فِي الْبَحْرِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا انْتِصَابُ ( سَرَبًا ) عَلَى أَنَّهُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِ ( اتَّخَذَ ) أَيِ : اتَّخَذَ سَبِيلًا سَرَبًا ، وَالسَّرَبُ النَّفَقُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْأَرْضِ لِلضَّبِّ وَنَحْوِهِ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ ، وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31934اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَمْسَكَ جَرْيَةَ الْمَاءِ عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي انْسَرَبَ فِيهِ الْحُوتُ فَصَارَ كَالطَّاقِ فَشَبَّهَ مَسْلَكِ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ مَعَ بَقَائِهِ وَانْجِيَابِ الْمَاءِ عَنْهُ بِالسَّرَبِ الَّذِي هُوَ الْكُوَّةُ الْمَحْفُورَةُ فِي الْأَرْضِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : لَمَّا وَقَعَ فِي الْمَاءِ جَمَدَ مَذْهَبُهُ فِي الْبَحْرِ فَكَانَ كَالسَّرَبِ ، فَلَمَّا جَاوَزَا ذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَتْ عِنْدَهُ الصَّخْرَةُ وَذَهَبَ الْحُوتُ فِيهِ انْطَلَقَا ، فَأَصَابَهُمَا مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ وَالْكَلَالِ ، وَلَمْ يَجِدَا النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَا الْمَوْضِعَ الَّذِي فِيهِ
الْخَضِرُ .
وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ : ( فَلَمَّا جَاوَزَا ) أَيْ : مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ الَّذِي جُعِلَ مَوْعِدًا لِلْمُلَاقَاةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا وَهُوَ مَا يُؤْكَلُ بِالْغَدَاةِ ، وَأَرَادَ
مُوسَى أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْحُوتِ الَّذِي حَمَلَاهُ مَعَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=62لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا أَيْ : تَعَبًا وَإِعْيَاءً ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ( سَفَرِنَا هَذَا ) إِلَى السَّفَرِ الْكَائِنِ مِنْهُمَا بَعْدَ مُجَاوَزَةِ الْمَكَانِ الْمَذْكُورِ ، فَإِنَّهُمَا لَمْ يَجِدَا النَّصَبَ إِلَّا فِي ذَلِكَ دُونَ مَا قَبْلَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ أَيْ : قَالَ
فَتَى مُوسَى لِمُوسَى ، وَمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ تَعْجِيبُهُ
لِمُوسَى مِمَّا وَقَعَ لَهُ مِنَ النِّسْيَانِ هُنَاكَ مَعَ كَوْنِ ذَلِكَ الْأَمْرِ مِمَّا لَا يُنْسَى ؛ لِأَنَّهُ قَدْ شَاهَدَ أَمْرًا عَظِيمًا مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ الْبَاهِرَةِ ، وَمَفْعُولُ ( أَرَأَيْتَ ) مَحْذُوفٌ لِدَلَالَةِ مَا ذَكَرَهُ مِنَ النِّسْيَانِ عَلَيْهِ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَرَأَيْتَ مَا دَهَانِي ، أَوْ نَابَنِي فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَالْمَكَانِ .
وَتِلْكَ الصَّخْرَةُ كَانَتْ عِنْدَ مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ الَّذِي هُوَ الْمَوْعِدُ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا دُونَ أَنْ يَذْكُرَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ لِكَوْنِهَا مُتَضَمِّنَةً لِزِيَادَةِ تَعْيِينِ الْمَكَانِ ، لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الْمَجْمَعُ مَكَانًا مُتَّسِعًا ، يَتَنَاوَلُ مَكَانَ الصَّخْرَةِ وَغَيْرَهُ ، وَأَوْقَعَ النِّسْيَانَ عَلَى الْحُوتِ دُونَ الْغَدَاءِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ لِبَيَانِ أَنَّ ذَلِكَ الْغَدَاءَ الْمَطْلُوبَ هُوَ ذَلِكَ الْحُوتُ الَّذِي جَعَلَاهُ زَادًا لَهُمَا ، وَأَمَارَةً لِوَجَدَانِ مَطْلُوبِهِمَا .
ثُمَّ ذَكَرَ مَا يَجْرِي مَجْرَى السَّبَبِ فِي وُقُوعِ ذَلِكَ النِّسْيَانِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ بِمَا يَقَعُ مِنْهُ مِنَ الْوَسْوَسَةِ ، وَ ( أَنْ أَذْكُرَهُ ) بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنَ الضَّمِيرِ فِي ( أَنْسَانِيهِ ) ، وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ : ( وَمَا أَنْسَانِيهِ أَنْ أَذْكُرَهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ )
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا انْتِصَابُ ( عَجَبًا ) عَلَى أَنَّهُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي كَمَا مَرَّ فِي ( سَرَبًا ) وَالظَّرْفُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ كَلَامِ
يُوشَعَ ، أَخْبَرَ
مُوسَى أَنَّ الْحُوتَ اتَّخَذَ سَبِيلَهُ عَجَبًا لِلنَّاسِ ، وَمَوْضِعُ التَّعَجُّبِ أَنْ يَحْيَا حُوتٌ قَدْ مَاتَ وَأُكِلَ شِقُّهُ ، ثُمَّ يَثِبُ إِلَى الْبَحْرِ وَيَبْقَى أَثَرُ جَرْيَتِهِ فِي الْمَاءِ لَا يَمْحُو أَثَرَهَا جَرَيَانُ مَاءِ الْبَحْرِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِبَيَانِ طَرَفٍ آخَرَ مِنْ أَمْرِ الْحُوتِ ، فَيَكُونُ مَا بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ اعْتِرَاضًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ أَيْ : قَالَ
مُوسَى لِفَتَاهُ ذَلِكَ الَّذِي ذَكَرْتَ مِنْ فَقْدِ الْحُوتِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ هُوَ الَّذِي كُنَّا نَطْلُبُهُ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي نُرِيدُهُ هُوَ هُنَالِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا أَيْ : رَجَعَا عَلَى الطَّرِيقِ الَّتِي جَاءَا مِنْهَا يَقُصَّانِ أَثَرَهُمَا ؛ لِئَلَّا يُخْطِئَا طَرِيقَهُمَا ، وَانْتِصَابُ ( قَصَصًا ) عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ عَلَى الْحَالِ أَيْ : قَاصِّينَ أَوْ مُقْتَصِّينَ ، وَالْقَصَصُ فِي اللُّغَةِ اتِّبَاعُ الْأَثَرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا هُوَ
الْخَضِرُ فِي قَوْلِ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ ، وَعَلَى ذَلِكَ دَلَّتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ ، وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ مَنْ لَا يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ ، فَقَالَ : لَيْسَ هُوَ
الْخَضِرَ بَلْ عَالِمٌ آخَرُ ، قِيلَ
nindex.php?page=treesubj&link=31933سُمِّيَ الْخَضِرُ لِأَنَّهُ
[ ص: 868 ] كَانَ إِذَا صَلَّى اخْضَرَّ مَا حَوْلَهُ ، قِيلَ : وَاسْمُهُ
بَلِيَا بْنُ مِلْكَانَ ، ثُمَّ وَصَفَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا قِيلَ : الرَّحْمَةُ هِيَ النُّبُوَّةُ ، وَقِيلَ : النِّعْمَةُ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا وَهُوَ مَا عَلَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ الَّذِي اسْتَأْثَرَ بِهِ ، وَفِي قَوْلِهِ : ( مِنْ لَدُنَّا ) تَفْخِيمٌ لِشَأْنِ ذَلِكَ الْعِلْمِ ، وَتَعْظِيمٌ لَهُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَفِيمَا فَعَلَ
مُوسَى - وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَنْبِيَاءِ - مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ ، وَالرِّحْلَةِ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ
nindex.php?page=treesubj&link=18485_18468طَلَبَ الْعِلْمِ وَإِنْ كَانَ قَدْ بَلَغَ نِهَايَتَهُ ، وَأَنْ يَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ .
ثُمَّ قَصَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْنَا
nindex.php?page=treesubj&link=31932مَا دَارَ بَيْنَ مُوسَى وَالْخَضِرِ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمَا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا فِي هَذَا السُّؤَالِ مُلَاطَفَةٌ وَمُبَالَغَةٌ فِي حُسْنِ الْأَدَبِ ؛ لِأَنَّهُ اسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَكُونَ تَابِعًا لَهُ عَلَى أَنْ يُعْلِّمَهُ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ .
وَالرُّشْدُ الْوُقُوفُ عَلَى الْخَيْرِ وَإِصَابَةُ الصَّوَابِ ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِتُعَلِّمَنِي أَيْ : عِلْمًا ذَا رُشْدٍ أَرْشُدُ بِهِ ، وَقُرِئَ ( رَشَدًا ) بِفَتْحَتَيْنِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ كَالْبُخْلِ وَالْبَخَلِ .
وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18485الْمُتَعَلِّمَ تَبَعٌ لِلْعَالِمِ وَإِنْ تَفَاوَتَتِ الْمَرَاتِبُ . وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ
الْخَضِرَ أَفْضَلُ مِنْ
مُوسَى ، فَقَدْ يَأْخُذُ الْفَاضِلُ عَنِ الْفَاضِلِ ، وَقَدْ يَأْخُذُ الْفَاضِلُ عَنِ الْمَفْضُولِ إِذَا اخْتَصَّ أَحَدُهُمَا بِعِلْمٍ لَا يَعْلَمُهُ الْآخَرُ .
فَقَدْ كَانَ عِلْمُ
مُوسَى عِلْمَ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْقَضَاءِ بِظَاهِرِهَا ، وَكَانَ عِلْمُ
الْخَضِرِ عِلْمَ بَعْضِ الْغَيْبِ وَمَعْرِفَةِ الْبَوَاطِنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=67قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا أَيْ : قَالَ
الْخَضِرُ لِمُوسَى : إِنَّكَ لَا تُطِيقُ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَرَاهُ مِنْ عِلْمِي ؛ لِأَنَّ الظَّوَاهِرَ الَّتِي هِيَ عِلْمُكَ لَا تُوَافِقُ ذَلِكَ .
ثُمَّ أَكَّدَ ذَلِكَ مُشِيرًا إِلَى عِلَّةِ عَدَمِ الِاسْتِطَاعَةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=68وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا أَيْ : كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى عِلْمٍ ظَاهِرُهُ مُنْكَرٌ ، وَأَنْتَ لَا تَعْلَمُ ، وَمِثْلُكَ مَعَ كَوْنِكَ صَاحِبَ شَرْعٍ لَا يَسُوغُ لَهُ السُّكُوتُ عَلَى مُنْكَرٍ وَالْإِقْرَارُ عَلَيْهِ ، وَ ( خُبْرًا ) مُنْتَصِبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ أَيْ : لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرَكَ ، وَالْخُبْرُ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ ، وَالْخَبِيرُ بِالْأُمُورِ هُوَ الْعَالِمُ بِخَفَايَاهَا ، وَبِمَا يَحْتَاجُ إِلَى الِاخْتِبَارِ مِنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا أَيْ : قَالَ
مُوسَى لِلْخَضِرِ : سَتَجِدُنِي صَابِرًا مَعَكَ ، مُلْتَزِمًا طَاعَتَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا فَجُمْلَةُ وَلَا أَعْصِي مَعْطُوفَةٌ عَلَى ( صَابِرًا ) فَيَكُونُ التَّقْيِيدُ بِقَوْلِهِ : ( إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) شَامِلًا لِلصَّبْرِ وَنَفِيِ الْمَعْصِيَةِ ، وَقِيلَ : إِنَّ التَّقْيِيدَ بِالْمَشِيئَةِ مُخْتَصٌّ بِالصَّبْرِ ؛ لِأَنَّهُ أَمْرٌ مُسْتَقْبَلٌ لَا يَدْرِي كَيْفَ يَكُونُ حَالُهُ فِيهِ ، وَنَفْيُ الْمَعْصِيَةِ مَعْزُومٌ عَلَيْهِ فِي الْحَالِ ، وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّ الصَّبْرَ وَنَفْيَ الْمَعْصِيَةِ مُتَّفِقَانِ فِي كَوْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَعْزُومًا عَلَيْهِ فِي الْحَالِ ، وَفِي كَوْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَا يَدْرِي كَيْفَ حَالُهُ فِيهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ .
قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا تُشَاهِدُهُ مِنْ أَفْعَالِي الْمُخَالِفَةِ لِمَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ الشَّرْعِ الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا أَيْ : حَتَّى أَكُونَ أَنَا الْمُبْتَدِئَ لَكَ بِذِكْرِهِ ، وَبَيَانِ وَجْهِهِ وَمَا يَئُولُ إِلَيْهِ ، وَهَذِهِ الْجُمَلُ الْمُعَنْوَنَةُ بِـ ( قَّالَ وَقَالَ ) مُسْتَأْنَفَةٌ ؛ لِأَنَّهَا جَوَابَاتٌ عَنْ سُؤَالَاتٍ مُقَدَّرَةٍ كُلُّ وَاحِدَةٍ يَنْشَأُ السُّؤَالُ عَنْهَا مِمَّا قَبْلَهَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
الْخَضِرُ ابْنُ
آدَمَ لِصُلْبِهِ وَنُسِئَ لَهُ فِي أَجْلِهِ حَتَّى يُكَذِّبَ
الدَّجَّالَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020728إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرُ لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ ، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءٌ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
مُجَاهِدٍ إِنَّمَا سُمِّيَ
الْخَضِرُ لِأَنَّهُ إِذَا صَلَّى اخْضَرَّ مَا حَوْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
ابْنِ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ قَالَ : حَتَّى أَنْتَهِيَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ . قَالَ :
بَحْرُ فَارِسَ وَالرُّومِ ، وَهُمَا نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلَهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : ( مَجْمَعُ الْبَحْرَيْنِ ) إِفْرِيقِيَّةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : طَنْجَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا قَالَ : سَبْعِينَ خَرِيفًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : دَهْرًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ : ( نَسِيَا حُوتَهُمَا ) قَالَ : كَانَ مَمْلُوحًا مَشْقُوقَ الْبَطْنِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا قَالَ : أَثَرُهُ يَابِسٌ فِي الْبَحْرِ كَأَنَّهُ فِي حَجَرٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=64فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا قَالَ : عَوْدُهُمَا عَلَى بَدْئِهِمَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=65آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا قَالَ : أَعْطَيْنَاهُ الْهُدَى وَالنُّبُوَّةَ .
وَاعْلَمْ أَنَّهَا قَدْ رُوِيَتْ فِي قِصَّةِ
الْخَضِرِ مَعَ
مُوسَى الْمَذْكُورَةِ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ ، وَأَتَمُّهَا وَأَكْمَلُهَا مَا رُوِيَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَكِنَّهَا اخْتَلَفَتْ فِي بَعْضِ الْأَلْفَاظِ ، وَكُلُّهَا مَرْوِيَّةٌ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ ، وَبَعْضُهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، وَبَعْضُهَا فِي أَحَدِهِمَا ، وَبَعْضُهَا خَارِجٌ عَنْهُمَا .
وَقَدْ رُوِيَتْ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيِّ عَنْهُ كَمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ
هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَالْخَطِيبِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنِ عَسَاكِرَ ، فَلْنَقْتَصِرْ عَلَى الرِّوَايَةِ الَّتِي هِيَ أَتَمُّ الرِّوَايَاتِ الثَّابِتَةِ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، فَفِي ذَلِكَ مَا يُغْنِي عَنْ غَيْرِهِ ، وَهِيَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020729قُلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا الَبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ مُوسَى صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَذِبَ عَدُوُّ اللَّهِ . حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=34أُبِيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : إِنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ فَقَالَ : أَنَا ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : إِنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، قَالَ مُوسَى : يَا رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ ؟ قَالَ : [ ص: 869 ] nindex.php?page=treesubj&link=31932تَأْخُذُ مَعَكَ حُوتًا فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ . ثُمَّ انْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَوَضَعَا رُءُوسَهُمَا فَنَامَا ، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ فَخَرَجَ مِنْهُ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ، وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جَرْيَةَ الْمَاءِ ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلُ الطَّاقِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا ، حَتَّى إِذَا كَانَا مِنَ الْغَدِ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ : آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ : وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا قَالَ : فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا ، وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا ، فَقَالَ مُوسَى : ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا قَالَ سُفْيَانُ : يَزْعُمُ نَاسٌ أَنَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ عِنْدَهَا عَيْنُ الْحَيَاةِ لَا يُصِيبُ مَاؤُهَا مَيْتًا إِلَّا عَاشَ ، قَالَ : وَكَانَ الْحُوتُ قَدْ أُكِلَ مِنْهُ ، فَلَمَّا قُطِّرَ عَلَيْهِ الْمَاءُ عَاشَ ، قَالَ : فَرَجَعَا يَقُصَّانِ أَثَرَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسْجًى بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ، فَقَالَ الْخَضِرُ : وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ، قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ، يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللَّهِ عَلَّمَكَ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ مُوسَى : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ ، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَفْجَأْ إِلَّا وَالْخَضِرُ قَدْ nindex.php?page=treesubj&link=31936قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى : قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ؟ قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ، قَالَ : لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا .
قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : فَكَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا .
قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ : nindex.php?page=treesubj&link=28781مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ الَّذِي وَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ .
ثُمَّ خَرَجَا مِنَ السَّفِينَةِ فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ إِذْ nindex.php?page=treesubj&link=31937أَبْصَرَ الْخَضِرُ غُلَامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَ الْخَضِرُ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ مُوسَى : أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا nindex.php?page=treesubj&link=31938فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ : مَائِلٌ ، فَقَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا فَأَقَامَهُ ، فَ ( قَالَ ) مُوسَى : قَوْمٌ آتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلِمَ يُضَيِّفُونَا لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ : ( وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) وَكَانَ يَقْرَأُ : ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنِينَ )وَبَقِيَّةُ رِوَايَاتِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ هِيَ مُوَافِقَةٌ لِهَذِهِ الرِّوَايَةِ فِي الْمَعْنَى وَإِنْ تَفَاوَتَتِ الْأَلْفَاظُ فِي بَعْضِهَا فَلَا فَائِدَةَ فِي الْإِطَالَةِ بِذِكْرِهَا ، وَكَذَلِكَ رِوَايَاتُ غَيْرِ
سَعِيدٍ عَنْهُ .