الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا

                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا لا تذرن آلهتكم أي: لا تتركوا عبادتها على الإطلاق إلى عبادة رب نوح. ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا. أي: ولا تذرن عبادة هؤلاء، خصوها بالذكر مع اندراجها فيما سبق; لأنها كانت أكبر أصنامهم وأعظمها عندهم، وقد انتقلت هذه الأصنام عنهم إلى العرب ود لكلب، وسواع لهمدان، ويغوث لمذحج، ويعوق لمراد ونسر لحمير، وقيل: هي أسماء رجال صالحين كانوا بين آدم ونوح، وقيل: من أولاد آدم عليه السلام، ماتوا فقال إبليس لمن بعدهم: لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم وتتبركون بهم، ففعلوا فلما مات أولئك، قال لمن بعدهم: إنهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم، وقيل: كان ود على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر، وقرئ: (ودا) بضم الواو (ويغوثا ويعوقا) للتناسب،ومنع صرفهما للعجمة والعلمية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية