ولما ذكروا ما هدوا إليه من الحق في الله وفيمن كان يحملهم على الباطل، ذكروا عذرهم في اتباعهم للسفيه وفي وقوعهم [ في -] مواقع التهم، فقالوا مؤكدين لأن ما كانوا عليه من الكفر جدير بأن يظن أنه لا يخفى على أحد لشدة وضوح بطلانه:
nindex.php?page=treesubj&link=29294_29706_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وأنا أي معشر المسلمين من الجن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5ظننا أي بما لنا من سلامة الفطر المقتضية لتحسين الظن بشهادة حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=930518 "المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم" nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5أن أي أنه، وزادوا في التأكيد لما مضى فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5لن تقول وبدءوا بأفضل الجنسين فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5الإنس وأتبعوهم قرناءهم فقالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5والجن أي متخرصين
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5على الله أي الملك الأعلى الذي بيده النفع والضر
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5كذبا أي قولا هو لعراقته في مخالفة الواقع نفس الكذب، وهو في قراءة [
أبي -] جعفر بفتح القاف والواو المشددة المفتوحة مصدر من غير اللفظ، وإنما ظننا ذلك لما طبع عليه المجبول على الشهوات من تصديق الأشكال لا سيما إذا كان قولهم جازما وعظيما لا يقال مثله إلا بعد تثبت لا سيما إذا كان على ملك الملوك لا سيما إذا كان القائل كثيرا لا سيما إذا تأيدوا بجنس آخر، فصاروا لا يحصون
[ ص: 471 ] كثرة، ولا تطيق العقول مخالفة جمع بهذه الصفة إلا بتأييد إلهي بقاطع نقلي، والآية على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر من الاحتباك: فعل التقول أولا دليل على فعل الكذب ثانيا، ومصدر الكذب ثانيا دليل على مصدر التقول أولا، وسره [ أن -] التقول دال على التعمد فهو أفحش معنى والكذب أفحش لفظا، وهذا مرشد إلى أنه لا ينبغي التقليد في شيء لأن الثقة بكل أحد عجز، وإنما ينكشف ذلك بالتجربة، والتقليد قد يجر إلى الكفر المهلك هلاكا أبديا، وإليه أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن
النعمان ابن بشير رضي الله عنه بأن
nindex.php?page=hadith&LINKID=650050 "من اتقى الشبهات استبرأ لديه وعرضه" و[ في -] ذلك غاية الحث على أن الإنسان لا يقدم ولا يحجم في أصول الدين إلا بقاطع.
وَلَمَّا ذَكَرُوا مَا هَدَوْا إِلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ فِي اللَّهِ وَفِيمَنْ كَانَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ، ذَكَرُوا عُذْرَهُمْ فِي اتِّبَاعِهِمْ لِلسَّفِيهِ وَفِي وُقُوعِهِمْ [ فِي -] مَوَاقِعِ التُّهَمِ، فَقَالُوا مُؤَكِّدِينَ لِأَنَّ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ جَدِيرٌ بِأَنْ يَظُنَّ أَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ لِشِدَّةِ وُضُوحِ بُطْلَانِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=29294_29706_34106_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وَأَنَّا أَيْ مَعْشَرِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْجِنِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5ظَنَنَّا أَيْ بِمَا لَنَا مِنْ سَلَامَةِ الْفِطَرِ الْمُقْتَضِيَةِ لِتَحْسِينِ الظَّنِّ بِشَهَادَةِ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ nindex.php?page=hadith&LINKID=930518 "الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ خَبٌّ لَئِيمٌ" nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5أَنْ أَيْ أَنَّهُ، وَزَادُوا فِي التَّأْكِيدِ لِمَا مَضَى فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5لَنْ تَقُولَ وَبَدَءُوا بِأَفْضَلِ الْجِنْسَيْنِ فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5الإِنْسُ وَأَتْبَعُوهُمْ قُرَنَاءَهُمْ فَقَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وَالْجِنُّ أَيْ مُتَخَرِّصِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5عَلَى اللَّهِ أَيِ الْمَلِكِ الْأَعْلَى الَّذِي بِيَدِهِ النَّفْعُ وَالضُّرُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5كَذِبًا أَيْ قَوْلًا هُوَ لِعَرَاقَتِهِ فِي مُخَالَفَةِ الْوَاقِعِ نَفْسَ الْكَذِبِ، وَهُوَ فِي قِرَاءَةِ [
أَبِي -] جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ الْمَفْتُوحَةِ مَصْدَرٌ مِنْ غَيْرِ اللَّفْظِ، وَإِنَّمَا ظَنَنَّا ذَلِكَ لِمَا طُبِعَ عَلَيْهِ الْمَجْبُولُ عَلَى الشَّهَوَاتِ مِنْ تَصْدِيقِ الْأَشْكَالِ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ قَوْلُهُمْ جَازِمًا وَعَظِيمًا لَا يُقَالُ مِثْلُهُ إِلَّا بَعْدَ تَثَبُّتٍ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ عَلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْقَائِلُ كَثِيرًا لَا سِيَّمَا إِذَا تَأَيَّدُوا بِجِنْسٍ آخَرَ، فَصَارُوا لَا يُحْصَوْنَ
[ ص: 471 ] كَثْرَةً، وَلَا تُطِيقُ الْعُقُولُ مُخَالَفَةَ جَمْعٍ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِلَّا بِتَأْيِيدٍ إِلَهِيٍّ بِقَاطِعٍ نَقْلِيٍّ، وَالْآيَةُ عَلَى قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ مِنَ الِاحْتِبَاكِ: فِعْلُ التَّقَوُّلِ أَوَّلًا دَلِيلٌ عَلَى فِعْلِ الْكَذِبِ ثَانِيًا، وَمَصْدَرُ الْكَذِبِ ثَانِيًا دَلِيلٌ عَلَى مَصْدَرِ التَّقَوُّلِ أَوَّلًا، وَسِرُّهُ [ أَنَّ -] التَّقَوُّلَ دَالٌّ عَلَى التَّعَمُّدِ فَهُوَ أَفْحَشُ مَعْنًى وَالْكَذِبُ أَفْحَشُ لَفْظًا، وَهَذَا مُرْشِدٌ إِلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي التَّقْلِيدُ فِي شَيْءٍ لِأَنَّ الثِّقَةَ بِكُلِّ أَحَدٍ عَجْزٌ، وَإِنَّمَا يَنْكَشِفُ ذَلِكَ بِالتَّجْرِبَةِ، وَالتَّقْلِيدِ قَدْ يَجُرُّ إِلَى الْكُفْرِ الْمُهْلِكِ هَلَاكًا أَبَدِيًّا، وَإِلَيْهِ أَرْشَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ عَنِ
النُّعْمَانَ ابْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=650050 "مَنِ اتَّقَى الشُّبَهَاتِ اسْتَبْرَأَ لَدَيْهِ وَعِرْضِهِ" وَ[ فِي -] ذَلِكَ غَايَةُ الْحَثِّ عَلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يُقْدِمُ وَلَا يُحْجِمُ فِي أُصُولِ الدِّينِ إِلَّا بِقَاطِعٍ.