الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1787 وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة عن الوليد بن جميع حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان قال nindex.php?page=hadith&LINKID=660350ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل قال فأخذنا كفار قريش قالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال nindex.php?page=treesubj&link=18085_23814انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم
قوله : ( عن حذيفة بن اليمان : خرجت أنا وأبي حسيل ) إلى آخره ، و ( حسيل ) بحاء مضمومة ثم سين مفتوحة مهملتين ثم ياء ثم لام ، ويقال له أيضا : ( حسل ) بكسر الحاء وإسكان السين ، [ ص: 478 ] وهو والد حذيفة ، واليمان لقب له ، والمشهور في استعمال المحدثين أنه اليمان بالنون من غير ياء بعدها ، وهي لغة قليلة ، والصحيح : اليماني بالياء ، وكذا عمرو بن العاصي ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي ، وشداد بن الهادي ، والمشهور للمحدثين حذف الياء ، والصحيح إثباتها .
قوله : ( فأخذنا كفار قريش فقالوا : إنكم تريدون محمدا ، قلنا : ما نريده ، ما نريد إلا المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه ، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3506574انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم )
في هذا الحديث جواز الكذب في الحرب ، وإذا أمكن التعريض في الحرب فهو أولى ، ومع هذا يجوز nindex.php?page=treesubj&link=19002_19001الكذب في الحرب ، وفي الإصلاح بين الناس ، nindex.php?page=treesubj&link=19003وكذب الزوج لامرأته كما صرح به الحديث الصحيح .
وفيه nindex.php?page=treesubj&link=18085الوفاء بالعهد ، وقد اختلف العلماء في nindex.php?page=treesubj&link=18085_19002الأسير يعاهد الكفار ألا يهرب منهم ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة والكوفيون : لا يلزمه ذلك ، بل متى أمكنه الهرب هرب ، وقال مالك : يلزمه ، واتفقوا على أنه لو أكرهوه فحلف لا يهرب لا يمين عليه ; لأنه مكره . وأما قضية حذيفة وأبيه فإن الكفار استحلفوهما لا يقاتلان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة بدر ، فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء ، وهذا ليس للإيجاب ، فإنه لا يجب الوفاء بترك الجهاد مع الإمام ونائبه ، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشيع عن أصحابه نقض العهد ، وإن كان لا يلزمهم ذلك ; لأن المشيع عليهم لا يذكر تأويلا .