الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله - عز وجل -: ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ؛ [ ص: 138 ] وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا؛ مثل قوله (تعالى): فأماته الله مائة عام ثم بعثه ؛ ومثل قوله - عز وجل -: فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ؛ وذلك احتجاج على مشركي العرب؛ الذين لم يكونوا موقنين بالبعث؛ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإخبار عمن بعث بعد الموت في الدنيا؛ مما توافقه عليه اليهود؛ والنصارى؛ وأرباب الكتب؛ فاحتج - صلى الله عليه وسلم - بحجة الله التي يوافقه عليها جميع من خالفه من أهل الكتب.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: لعلكم تشكرون ؛ أي: في أن بعثكم بعد الموت؛ وأعلمكم أن قدرته عليكم هذه القدرة؛ وأن الإقالة بعد الموت؛ لا شيء بعدها؛ وهي كالمضطرة إلى عبادة الله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية