[ ص: 185 ] - 11 - القواعد التي يحتاج إليها المفسر
لا بد في تناول أي علم من العلوم من معرفة أسسه العامة ومميزاته الخاصة حتى يكون الطالب له على بصيرة ، وبقدر ما يتمكن الإنسان من آلة العلم بقدر ما يحرز من نصر فيه ، حيث يلج فصوله من أبوابها وقد أعطي مفاتيحها ، وإذا كان القرآن الكريم قد نزل بلسان عربي مبين :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28960القواعد التي يحتاج إليها المفسر في فهم القرآن ترتكز على قواعد العربية ، وفهم أسسها ، وتذوق أسلوبها ، وإدراك أسرارها ، ولذلك كله فصول متناثرة ، ومباحث مستفيضة في فروع العربية وعلومها ، إلا أننا نستطيع أن نجمع موجزا لأهم ما يجب معرفته في الأمور الآتية :
الضمائر
للضمائر قواعدها اللغوية التي استنبطها علماء اللغة ، من القرآن الكريم ، ومن مصادر العربية الأصيلة ، ومن الحديث النبوي ، ومن كلام العرب الذين يستشهد بكلامهم نظما ونثرا ، وقد ألف
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في بيان الضمائر الواقعة في القرآن مجلدين .
وأصل وضع الضمير للاختصار ، فهو يغني عن ذكر ألفاظ كثيرة ، ويحل محلها مع سلامة المعنى وعدم التكرار ، فقد قام في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35أعد الله لهم مغفرة [ ص: 186 ] وأجرا عظيما ، مقام عشرين كلمة لو أتي بها مظهرة ، هي المذكورة في صدر الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما .
والأصل تقديم مفسر لضمير الغائب . . ويعلل النحاة هذا الأصل بأن ضمير المتكلم والمخاطب يفسرهما المشاهدة ، وضمير الغائب عار عن هذا الوجه من التفسير ، فكان الأصل تقديم معاده ليعلم المراد بالضمير قبل ذكره . ولذلك قالوا : يمتنع عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، واستثنوا من هذه القاعدة مسائل يرجع فيها الضمير إلى ما استغني عن ذكره بما يدل عليه من قرائن في نفس اللفظ ، أو أحوال أخرى تحف بمقام الخطاب ، قال
ابن مالك في " التسهيل " : " الأصل تقديم مفسر ضمير الغائب ، ولا يكون غير الأقرب إلا بدليل ، وهو إما مصرح به بلفظه ، أو مستغنى عنه بحضور مدلوله حسا أو علما ، أو بذكر ما هو له جزء أو كل أو نظير أو مصاحب بوجه ما " .
وعلى هذا فالمرجع الذي يعود إليه ضمير الغيبة يكون ملفوظا به سابقا عليه مطابقا له -وهذا هو الكثير الغالب- كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42ونادى نوح ابنه ،
[ ص: 187 ] أو يكون ما سبق متضمنا له ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .
فإن ضمير " هو " يعود على العدل الذي يتضمنه لفظ " اعدلوا " أي إن العدل أقرب للتقوى ، أو دالا عليه بالتزام كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ، فالضمير في " إليه " يعود على العافي الذي يستلزمه " عفي " .
وقد يكون المرجع متأخرا لفظا لا رتبة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فأوجس في نفسه خيفة موسى ، أو لفظا ورتبة كما في باب ضمير الشأن والقصة ونعم وبئس كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فإذا هي شاخصة ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بئس للظالمين بدلا ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=177ساء مثلا القوم ، أو متأخرا دالا عليه كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا بلغت الحلقوم ، فضمير الرفع مضمر يدل عليه " الحلقوم " ، والتقدير : فلولا إذا بلغت الروح الحلقوم ، أو مفهوما من السياق كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كل من عليها فان ، أي على الأرض ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إنا أنزلناه في ليلة القدر ، أي القرآن ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى ، أي النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أم يقولون افتراه ، فالواو في " يقولون " للمشركين ، وفاعل " افترى " للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومفعوله للقرآن .
وربما عاد الضمير على اللفظ دون المعنى كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ، فالضمير في " عمره " المراد به عمر معمر
[ ص: 188 ] آخر ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : يريد آخر غير الأول ، فكنى عنه بالضمير كأنه الأول ، لأن لفظ الثاني لو ظهر كان كالأول ، كأنه قال : ولا ينقص من عمر معمر ، فالكناية في عمره ترجع إلى آخر غير الأول ، ومثله قولك : عندي درهم ونصفه ، أي نصف آخر " . .
وربما عاد الضمير على المعنى فقط كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين ، فالضمير في " كانتا " لم يتقدم لفظ تثنية يعود عليه ، لأن الكلالة تقع على الواحد والاثنين والجمع ، فثنى الضمير الراجع إليها حملا على المعنى ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=4وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ، فالضمير في " منه " يعود على معنى الصدقات ، لأنه في معنى الصداق ، أو ما أصدق كأنه قيل : وآتوا النساء ، صداقهن ، وما أصدقتموهن .
وقد يؤتى بالضمير أولا ثم يخبر عنه بما يفسره ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا .
وقد يثنى الضمير ويعود على أحد المذكورين كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، وإنما يخرج من أحدهما . وهو الملح دون العذب ، لأنه إذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما . وبهذا قال الزجاج وغيره .
وقد يعود على ملابس ما هو له كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=46لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ، أي ضحى يومها لا ضحى العشية ، لأن العشية لا ضحى لها .
وقد يراعى في الضمير اللفظ أولا ، ثم يراعى المعنى ثانيا ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، أفرد
[ ص: 189 ] الضمير في " يقول " باعتبار لفظ " من " ثم جمع في " وما هم " باعتبار معناه .
"
[ ص: 185 ] - 11 - الْقَوَاعِدُ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا الْمُفَسِّرُ
لَا بُدَّ فِي تَنَاوُلِ أَيِّ عِلْمٍ مِنَ الْعُلُومِ مِنْ مَعْرِفَةِ أُسُسِهِ الْعَامَّةِ وَمُمَيِّزَاتِهِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَكُونَ الطَّالِبُ لَهُ عَلَى بَصِيرَةٍ ، وَبِقَدْرِ مَا يَتَمَكَّنُ الْإِنْسَانُ مِنْ آلَةِ الْعِلْمِ بِقَدْرِ مَا يُحْرِزُ مِنْ نَصْرِ فِيهِ ، حَيْثُ يَلِجُ فُصُولَهُ مِنْ أَبْوَابِهَا وَقَدْ أُعْطِيَ مَفَاتِيحَهَا ، وَإِذَا كَانَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ قَدْ نَزَلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28960الْقَوَاعِدَ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا الْمُفَسِّرُ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ تَرْتَكِزُ عَلَى قَوَاعِدِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَفَهْمِ أُسُسِهَا ، وَتَذَوُّقِ أُسْلُوبِهَا ، وَإِدْرَاكِ أَسْرَارِهَا ، وَلِذَلِكَ كُلِّهِ فُصُولٌ مُتَنَاثِرَةٌ ، وَمَبَاحِثُ مُسْتَفِيضَةٌ فِي فُرُوعِ الْعَرَبِيَّةِ وَعُلُومِهَا ، إِلَّا أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجْمَعَ مُوجَزًا لِأَهَمِّ مَا يَجِبُ مَعْرِفَتُهُ فِي الْأُمُورِ الْآتِيَةِ :
الضَّمَائِرُ
لِلضَّمَائِرِ قَوَاعِدُهَا اللُّغَوِيَّةُ الَّتِي اسْتَنْبَطَهَا عُلَمَاءُ اللُّغَةِ ، مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ، وَمِنْ مَصَادِرِ الْعَرَبِيَّةِ الْأَصِيلَةِ ، وَمِنَ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ ، وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الَّذِينَ يُسْتَشْهَدُ بِكَلَامِهِمْ نَظْمًا وَنَثْرًا ، وَقَدْ أَلَّفَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي بَيَانِ الضَّمَائِرِ الْوَاقِعَةِ فِي الْقُرْآنِ مُجَلَّدَيْنِ .
وَأَصْلُ وَضْعِ الضَّمِيرِ لِلِاخْتِصَارِ ، فَهُوَ يُغْنِي عَنْ ذِكْرِ أَلْفَاظٍ كَثِيرَةٍ ، وَيَحُلُّ مَحَلَّهَا مَعَ سَلَامَةِ الْمَعْنَى وَعَدَمِ التَّكْرَارِ ، فَقَدْ قَامَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً [ ص: 186 ] وَأَجْرًا عَظِيمًا ، مَقَامَ عِشْرِينَ كَلِمَةً لَوْ أُتِيَ بِهَا مُظْهَرَةً ، هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي صَدْرِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهَ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .
وَالْأَصْلُ تَقْدِيمُ مُفَسِّرٍ لِضَمِيرِ الْغَائِبِ . . وَيُعَلِّلُ النُّحَاةُ هَذَا الْأَصْلَ بِأَنَّ ضَمِيرَ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ يُفَسِّرُهُمَا الْمُشَاهَدَةُ ، وَضَمِيرَ الْغَائِبِ عَارٍ عَنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنَ التَّفْسِيرِ ، فَكَانَ الْأَصْلُ تَقْدِيمَ مُعَادِهِ لِيُعْلَمَ الْمُرَادُ بِالضَّمِيرِ قَبْلَ ذِكْرِهِ . وَلِذَلِكَ قَالُوا : يَمْتَنِعُ عَوْدُ الضَّمِيرِ عَلَى مُتَأَخِّرٍ لَفْظًا وَرُتْبَةً ، وَاسْتَثْنَوْا مِنْ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ مَسَائِلَ يَرْجِعُ فِيهَا الضَّمِيرُ إِلَى مَا اسْتُغْنِيَ عَنْ ذِكْرِهِ بِمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مِنْ قَرَائِنَ فِي نَفْسِ اللَّفْظِ ، أَوْ أَحْوَالٍ أُخْرَى تَحُفُّ بِمَقَامِ الْخِطَابِ ، قَالَ
ابْنُ مَالِكٍ فِي " التَّسْهِيلِ " : " الْأَصْلُ تَقْدِيمُ مُفَسِّرِ ضَمِيرِ الْغَائِبِ ، وَلَا يَكُونُ غَيْرَ الْأَقْرَبِ إِلَّا بِدَلِيلٍ ، وَهُوَ إِمَّا مُصَرَّحٌ بِهِ بِلَفْظِهِ ، أَوْ مُسْتَغْنًى عَنْهُ بِحُضُورِ مَدْلُولِهِ حِسًّا أَوْ عِلْمًا ، أَوْ بِذِكْرِ مَا هُوَ لَهُ جُزْءٌ أَوْ كُلٌّ أَوْ نَظِيرٌ أَوْ مُصَاحِبٌ بِوَجْهٍ مَا " .
وَعَلَى هَذَا فَالْمَرْجِعُ الَّذِي يَعُودُ إِلَيْهِ ضَمِيرُ الْغَيْبَةِ يَكُونُ مَلْفُوظًا بِهِ سَابِقًا عَلَيْهِ مُطَابِقًا لَهُ -وَهَذَا هُوَ الْكَثِيرُ الْغَالِبُ- كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ،
[ ص: 187 ] أَوْ يَكُونُ مَا سَبَقَ مُتَضَمِّنًا لَهُ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .
فَإِنَّ ضَمِيرَ " هُوَ " يَعُودُ عَلَى الْعَدْلِ الَّذِي يَتَضَمَّنُهُ لَفْظُ " اعْدِلُوا " أَيْ إِنَّ الْعَدْلَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ، أَوْ دَالًّا عَلَيْهِ بِالْتِزَامٍ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ، فَالضَّمِيرُ فِي " إِلَيْهِ " يَعُودُ عَلَى الْعَافِي الَّذِي يَسْتَلْزِمُهُ " عُفِيَ " .
وَقَدْ يَكُونُ الْمَرْجِعُ مُتَأَخِّرًا لَفْظًا لَا رُتْبَةً كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ، أَوْ لَفْظًا وَرُتْبَةً كَمَا فِي بَابِ ضَمِيرِ الشَّأْنِ وَالْقِصَّةِ وَنَعَمْ وَبِئْسَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=97فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=177سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ ، أَوْ مُتَأَخِّرًا دَالًّا عَلَيْهِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، فَضَمِيرُ الرَّفْعِ مُضْمَرٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ " الْحُلْقُومُ " ، وَالتَّقْدِيرُ : فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الرُّوحُ الْحُلْقُومَ ، أَوْ مَفْهُومًا مِنَ السِّيَاقِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، أَيْ عَلَى الْأَرْضِ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=97&ayano=1إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، أَيِ الْقُرْآنَ ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَيِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ، فَالْوَاوُ فِي " يَقُولُونَ " لِلْمُشْرِكِينَ ، وَفَاعِلُ " افْتَرَى " لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَفْعُولُهُ لِلْقُرْآنِ .
وَرُبَّمَا عَادَ الضَّمِيرُ عَلَى اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ، فَالضَّمِيرُ فِي " عُمُرِهِ " الْمُرَادُ بِهِ عُمُرُ مُعَمَّرٍ
[ ص: 188 ] آخَرَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : يُرِيدُ آخَرَ غَيْرَ الْأَوَّلِ ، فَكَنَّى عَنْهُ بِالضَّمِيرِ كَأَنَّهُ الْأَوَّلُ ، لِأَنَّ لَفْظَ الثَّانِي لَوْ ظَهَرَ كَانَ كَالْأَوَّلِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَا يَنْقُصُ مِنْ عُمُرِ مُعَمَّرٍ ، فَالْكِنَايَةُ فِي عُمُرِهِ تَرْجِعُ إِلَى آخَرَ غَيْرِ الْأَوَّلِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُكَ : عِنْدِي دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ ، أَيْ نِصْفٌ آخَرَ " . .
وَرُبَّمَا عَادَ الضَّمِيرُ عَلَى الْمَعْنَى فَقَطْ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنِ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ، فَالضَّمِيرُ فِي " كَانَتَا " لَمْ يَتَقَدَّمْ لَفْظُ تَثْنِيَةٍ يَعُودُ عَلَيْهِ ، لِأَنَّ الْكَلَالَةَ تَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ ، فَثَنَّى الضَّمِيرَ الرَّاجِعَ إِلَيْهَا حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى ، وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=4وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا ، فَالضَّمِيرُ فِي " مِنْهُ " يَعُودُ عَلَى مَعْنَى الصَّدَقَاتِ ، لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الصَّدَاقِ ، أَوْ مَا أَصْدَقَ كَأَنَّهُ قِيلَ : وَآتُوا النِّسَاءَ ، صَدَاقَهُنَّ ، وَمَا أَصْدَقْتُمُوهُنَّ .
وَقَدْ يُؤْتَى بِالضَّمِيرِ أَوَّلًا ثُمَّ يُخْبَرُ عَنْهُ بِمَا يُفَسِّرُهُ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا .
وَقَدْ يُثَنَّى الضَّمِيرُ وَيَعُودُ عَلَى أَحَدِ الْمَذْكُورَيْنِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ، وَإِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِهِمَا . وَهُوَ الْمِلْحُ دُونَ الْعَذْبِ ، لِأَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَحَدِهِمَا فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُمَا . وَبِهَذَا قَالَ الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ .
وَقَدْ يَعُودُ عَلَى مُلَابِسٍ مَا هُوَ لَهُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=46لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ، أَيْ ضُحَى يَوْمِهَا لَا ضُحَى الْعَشِيَّةِ ، لِأَنَّ الْعَشِيَّةَ لَا ضُحَى لَهَا .
وَقَدْ يُرَاعَى فِي الضَّمِيرِ اللَّفْظُ أَوَّلًا ، ثُمَّ يُرَاعَى الْمَعْنَى ثَانِيًا ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ، أَفْرَدَ
[ ص: 189 ] الضَّمِيرَ فِي " يَقُولُ " بِاعْتِبَارِ لَفْظِ " مَنْ " ثُمَّ جَمَعَ فِي " وَمَا هُمْ " بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهُ .
"