[ ص: 1352 ] القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28803_30563_30569_30725_34106_34111_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا [60]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك يعني القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وما أنـزل من قبلك يعني التوراة، ووصفهم بادعاء الإيمان بالقرآن وبما أنزل من قبله لتأكيد التعجيب من حالهم وتشديد التوبيخ والاستقباح، ببيان كمال المباينة بين دعواهم المقتضية - حتما - للتحاكم إلى الرسول وبين ما صدر عنهم من مخالفة الأمر المحتوم.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت الداعي إلى الطغيان بالحكم على خلاف المنزل إليك والمنزل على من قبلك، وتقدم قريبا معاني الطاغوت، والمراد به هاهنا ما سوى كتاب الله وسنة رسوله من الباطل.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وقد أمروا في جميع تلك الكتب
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أن يكفروا به أي: يتبرؤوا منه؛ لأنه تحاكم على خلاف ما أنزل الله في كتبه فيعصونه ويطيعون الشيطان
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ويريد الشيطان أي: من الجن والإنس
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أن يضلهم ضلالا بعيدا عن الحق والهدى.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ويريد إلخ عطف على (يريدون) داخل في حكم التعجيب، فإن اتباعهم لمن يريد إضلالهم وإعراضهم عمن يريد هدايتهم أعجب من كل عجيب.
[ ص: 1352 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28803_30563_30569_30725_34106_34111_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا [60]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْـزِلَ إِلَيْكَ يَعْنِي الْقُرْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وَمَا أُنْـزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يَعْنِي التَّوْرَاةَ، وَوَصْفُهُمْ بِادِّعَاءِ الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ وَبِمَا أَنْزِلَ مِنْ قَبْلِهِ لِتَأْكِيدِ التَّعْجِيبِ مِنْ حَالِهِمْ وَتَشْدِيدِ التَّوْبِيخِ وَالِاسْتِقْبَاحِ، بِبَيَانِ كَمَالِ الْمُبَايَنَةِ بَيْنَ دَعْوَاهُمُ الْمُقْتَضِيَةِ - حَتْمًا - لِلتَّحَاكُمِ إِلَى الرَّسُولِ وَبَيْنَ مَا صَدَرَ عَنْهُمْ مِنْ مُخَالَفَةِ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ الدَّاعِي إِلَى الطُّغْيَانِ بِالْحُكْمِ عَلَى خِلَافِ الْمُنَزَّلِ إِلَيْكَ وَالْمُنَزَّلِ عَلَى مَنْ قَبْلِكَ، وَتَقَدَّمَ قَرِيبًا مَعَانِي الطَّاغُوتِ، وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا مَا سِوَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مِنَ الْبَاطِلِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وَقَدْ أُمِرُوا فِي جَمِيعِ تِلْكَ الْكُتُبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ أَيْ: يَتَبَرَّؤُوا مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ تَحَاكُمٌ عَلَى خِلَافِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كُتُبِهِ فَيَعْصُونَهُ وَيُطِيعُونَ الشَّيْطَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَيْ: مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا عَنِ الْحَقِّ وَالْهُدَى.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وَيُرِيدُ إِلَخْ عَطْفٌ عَلَى (يُرِيدُونَ) دَاخِلٌ فِي حُكْمِ التَّعْجِيبِ، فَإِنَّ اتِّبَاعَهُمْ لِمَنْ يُرِيدُ إِضْلَالَهُمْ وَإِعْرَاضَهُمْ عَمَّنْ يُرِيدُ هِدَايَتَهُمْ أَعْجَبُ مَنْ كُلِّ عَجِيبٍ.