[ ص: 984 ] nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28994ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فكذبوهما فكانوا من المهلكين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فذرهم في غمرتهم حتى حين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42ثم أنشأنا من بعدهم أي من بعد إهلاكهم
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42قرونا آخرين قيل هم قوم
صالح ولوط وشعيب كما وردت قصتهم على هذا الترتيب في الأعراف
وهود ، وقيل : هم
بنو إسرائيل . والقرون الأمم ، ولعل وجه الجمع هنا للقرون والإفراد فيما سبق قريبا أنه أراد هاهنا أمما متعددة وهناك أمة واحدة .
ثم بين سبحانه
nindex.php?page=treesubj&link=33679_28781كمال علمه وقدرته في شأن عباده فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون أي ما تتقدم كل طائفة مجتمعة في قرن آجالها المكتوبة لها في الهلاك ولا تتأخر عنها ، ومثل ذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون [ الأعراف : 34 ] .
ثم بين سبحانه أن رسله كانوا بعد هذه القرون متواترين ، وأن شأن أممهم كان واحدا في التكذيب لهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثم أرسلنا رسلنا تترى والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها بمعنى أن إرسال كل رسول متأخر عن إنشاء القرن الذي أرسل إليه ، لا على معنى أن إرسال الرسل جميعا متأخر عن إنشاء تلك القرون جميعا ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44تترى تتواتر واحدا بعد واحد ويتبع بعضهم بعضا ، من الوتر وهو الفرد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : واترت كتبي عليه : أتبعت بعضها بعضا إلا أن بين كل واحد منها وبين الآخر مهلة . وقال غيره : المتواترة المتتابعة بغير مهلة .
قرأ
ابن كثير وابن عمرو ( تترى ) بالتنوين على أنه مصدر . قال
النحاس : وعلى هذا يجوز ( تترى ) بكسر التاء الأولى ؛ لأن معنى ثم أرسلنا : واترنا ، ويجوز أن يكون في موضع الحال أي : متواترين
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44كل ما جاء أمة رسولها كذبوه هذه الجملة مستأنفة مبينة لمجيء كل رسول لأمته على أن المراد بالمجيء التبليغ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44فأتبعنا بعضهم بعضا أي في الهلاك بما نزل بهم من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44وجعلناهم أحاديث الأحاديث جمع أحدوثة ، وهي ما يتحدث به الناس كالأعاجيب جمع أعجوبة ، وهي ما يتعجب الناس منه .
قال
الأخفش : إنما يقال جعلناهم أحاديث في الشر ولا يقال في الخير ، كما يقال صار فلان حديثا أي : عبرة ، وكما قال سبحانه في آية أخرى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=19فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق [ سبأ : 19 ] .
قلت : وهذه الكلية غير مسلمة فقد يقال صار فلان حديثا حسنا ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد في مقصورته : وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن روى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44فبعدا لقوم لا يؤمنون وصفهم هنا بعدم الإيمان ، وفيما سبق قريبا بالظلم لكون كل من الوصفين صادرا عن كل طائفة من الطائفتين ، أو لكون هؤلاء لم يقع منهم إلا مجرد عدم التصديق ، وأولئك ضموا إليه تلك الأقوال الشنيعة التي هي من أشد الظلم وأفظعه .
ثم حكى سبحانه
nindex.php?page=treesubj&link=31913ما وقع من فرعون وقومه عند إرسال موسى وهارون إليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا هي التسع المتقدم ذكرها غير مرة ، ولا يصح عد فلق البحر منها هنا ؛ لأن المراد الآيات التي كذبوا بها واستكبروا عنها : والمراد بالسلطان المبين : الحجة الواضحة البينة : قيل هي الآيات التسع نفسها ، والعطف من باب :
إلى الملك القرم وابن الهمام
وقيل : أراد العصا ؛ لأنها أم الآيات ، فيكون من باب عطف
جبريل على الملائكة . وقيل : المراد بالآيات : التي كانت لهما ، وبالسلطان الدلائل المبين : التسع الآيات . والمراد بالملأ في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=103إلى فرعون وملئه هم الأشراف منهم كما سبق بيانه غير مرة فاستكبروا أي طلبوا الكبر وتكلفوه فلم ينقادوا للحق
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46وكانوا قوما عالين قاهرين للناس بالبغي والظلم ، مستعلين عليهم ، متطاولين كبرا وعنادا وتمردا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا معطوفة على جملة استكبروا وما بينهما اعتراض ، والاستفهام للإنكار أي : كيف نصدق من كان مثلنا في البشرية ، والبشر يطلق على الواحد كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17بشرا سويا [ مريم : 17 ] كما يطلق على الجمع كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فإما ترين من البشر أحدا فتثنيته هنا هي باعتبار المعنى الأول ، وأفرد المثل لأنه في حكم المصدر ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47وقومهما لنا عابدون أنهم مطيعون لهم منقادون لما يأمرونهم به كانقياد العبيد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : العابد المطيع الخاضع . قال
أبو عبيدة : العرب تسمي كل من دان لملك عابدا له ، وقيل : يحتمل أنه كان يدعي الإلهية فدعا الناس إلى عبادته فأطاعوه ، واللام في لنا متعلقة بعابدون ، قدمت عليه لرعاية الفواصل ، والجملة حالية .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فكذبوهما أي فأصروا على تكذيبهما
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فكانوا من المهلكين بالغرق في البحر .
ثم حكى سبحانه ما جرى على قوم
موسى بعد إهلاك عدوهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49ولقد آتينا موسى الكتاب يعني التوراة ، وخص
موسى بالذكر ؛ لأن التوراة أنزلت عليه في
الطور ، وكان
هارون خليفته في قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لعلهم يهتدون أي لعل قوم
موسى يهتدون بها إلى الحق ، ويعملون بما فيها من الشرائع ، فجعل سبحانه إيتاء
موسى إياها إيتاء لقومه ؛ لأنها وإن كانت منزلة على
موسى فهي لإرشاد قومه . وقيل : إن ثم مضافا محذوفا أقيم المضاف إليه مقامه أي : آتينا قوم
موسى الكتاب . وقيل : إن الضمير في لعلهم يرجع إلى فرعون وملائه ، وهو وهم ؛
nindex.php?page=treesubj&link=31912لأن موسى لم يؤت التوراة إلا بعد إهلاك فرعون وقومه كما
[ ص: 985 ] قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى [ القصص : 43 ] .
ثم أشار سبحانه إلى قصة
عيسى إجمالا فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وجعلنا ابن مريم وأمه آية أي علامة تدل على عظيم قدرتنا ، وبديع صنعنا ، وقد تقدم الكلام على هذا في آخر سورة الأنبياء في تفسير قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وجعلناها وابنها آية للعالمين [ الأنبياء : 91 ] ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وآويناهما إلى ربوة إلى مكان مرتفع أي : جعلناهما يأويان إليها .
قيل هي أرض
دمشق ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ومقاتل ، وقيل :
بيت المقدس ، قاله
قتادة وكعب ، وقيل : أرض
فلسطين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50ذات قرار أي ذات مستقر يستقر عليه ساكنوه ومعين أي وماء معين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو الماء الجاري في العيون ، فالميم على هذا زائدة كزيادتها في منبع ، وقيل : هو فعيل بمعنى مفعول . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13676علي بن سليمان الأخفش معنى الماء إذا جرى فهو معين وممعون : وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . وقيل : هو مأخوذ من الماعون ، وهو النفع ، وبمثل ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قال
الفراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51ياأيها الرسل كلوا من الطيبات قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هذه المخاطبة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ودل الجمع على أن الرسل كلهم كذا أمروا . وقيل : إن هذه المقالة خوطب بها كل نبي ؛ لأن هذه طريقتهم التي ينبغي لهم الكون عليها ، فيكون المعنى : وقلنا يا أيها الرسل خطابا لكل واحد على انفراده لاختلاف أزمنتهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : إن الخطاب
لعيسى .
وقال
الفراء : هو كما تقول للرجل الواحد كفوا عنا ، والطيبات : ما يستطاب ويستلذ ، وقيل : هي الحلال ، وقيل : هي ما جمع الوصفين المذكورين .
ثم بعد أن أمرهم
nindex.php?page=treesubj&link=18580بالأكل من الطيبات أمرهم بالعمل الصالح فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51واعملوا صالحا أي عملا صالحا وهو ما كان موافقا للشرع ، ثم علل هذا الأمر بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51إني بما تعملون عليم لا يخفى علي شيء منه ، وإني مجازيكم على حسب أعمالكم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وإن هذه أمتكم أمة واحدة هذا من جملة ما خوطب به الأنبياء ، والمعنى : أن هذه ملتكم وشريعتكم أيها الرسل ملة واحدة ، وشريعة متحدة يجمعها أصل هو أعظم ما بعث الله به أنبياءه وأنزل فيه كتبه ، وهو
nindex.php?page=treesubj&link=31789_28666دعاء جميع الأنبياء إلى عبادة الله لا شريك له .
وقيل : المعنى : إن هذا الذي تقدم ذكره هو دينكم وملتكم فالزموه على أن المراد بالأمة هنا الدين كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22إنا وجدنا آباءنا على أمة [ الزخرف : 22 ] ، ومنه قول
النابغة :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
قرئ بكسر ( إن ) على الاستئناف المقرر لما تقدمه ، وقرئ بفتحها وتشديدها .
قال
الخليل : هي في موضع نصب لما زال الخافض أي : أنا عالم بأن هذا دينكم الذي أمرتكم أن تؤمنوا به .
وقال
الفراء : إن متعلقة بفعل مضمر ، وتقديره : واعلموا أن هذه أمتكم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : هي متعلقة باتقون ، والتقدير : فاتقون لأن أمتكم أمة واحدة ، والفاء في فاتقون لترتيب الأمر بالتقوى على ما قبله من كونه ربكم المختص بالربوبية أي : لا تفعلوا ما يوجب العقوبة عليكم مني بأن تشركوا بي غيري ، أو تخالفوا ما أمرتكم به أو نهيتكم عنه .
ثم ذكر سبحانه ما وقع من الأمم من مخالفتهم لما أمرهم به الرسل فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا والفاء لترتيب عصيانهم على ما سبق من الأمر بالتقوى ، والضمير راجع إلى ما يدل عليه لفظ الأمة ، والمعنى : أنهم جعلوا دينهم مع اتحاده قطعا متفرقة مختلفة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : زبرا فرقا وقطعا مختلفة ، واحدها زبور ، وهي الفرقة والطائفة ، ومثله الزبرة وجمعها زبر ، فوصف سبحانه الأمم بأنهم اختلفوا ، فاتبعت فرقة التوراة ، وفرقة الزبور ، وفرقة الإنجيل ثم حرفوا وبدلوا ، وفرقة مشركة تبعوا ما رسمه لهم آباؤهم من الضلال : قرئ ( زبرا ) بضم الباء جمع زبور ، وقرئ بفتحها أي : قطعا كقطع الحديد
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53كل حزب بما لديهم فرحون أي كل فريق من هؤلاء المختلفين بما لديهم أي : بما عندهم من الدين فرحون أي : معجبون به .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فذرهم في غمرتهم حتى حين أي اتركهم في جهلهم ، فليسوا بأهل للهداية ، ولا يضق صدرك بتأخير العذاب عنهم ، فلكل شيء وقت ، شبه سبحانه ما هم فيه من الجهل بالماء الذي يغمر من دخل فيه ، والغمرة في الأصل ما يغمرك ويعلوك ، وأصله الستر ، والغمر : الماء الكثير ؛ لأنه يغطي الأرض ، وغمر الرداء هو الذي يشمل الناس بالعطاء ، ويقال للحقد الغمر ، والمراد هنا : الحيرة والغفلة والضلالة ، والآية خارجة مخرج التهديد لهم ، لا مخرج الأمر له - صلى الله عليه وآله وسلم - بالكف عنهم ، ومعنى حتى حين حتى يحضر وقت عذابهم بالقتل ، أو حتى يموتوا على الكفر فيعذبون في النار .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين أي أيحسبون أنما نعطيهم في هذه الدنيا من الأموال والبنين . نسارع به لهم فيما فيه خيرهم وإكرامهم ، والهمزة للإنكار ، والجواب عن هذا مقدر يدل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56بل لا يشعرون لأنه عطف على مقدر ينسحب إليه الكلام أي : كلا لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون بشيء أصلا كالبهائم التي لا تفهم ولا تعقل ، فإن ما خولناهم من النعم وأمددناهم به من الخيرات إنما هو استدراج لهم ليزدادوا إثما كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ليزدادوا إثما [ آل عمران : 178 ] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى نسارع لهم به في الخيرات ، فحذفت به ، و ( ما ) في إنما موصولة ، والرابط هو هذا المحذوف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إن إنما هنا حرف واحد فلا يحتاج إلى تقدير رابط .
قيل ويجوز الوقف على ( بنين ) ، وقيل : لا يحسن ؛ لأن ( يحسبون ) يحتاج إلى مفعولين ، فتمام المفعولين في الخيرات . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وهذا خطأ لأن ما كافة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14510أبو عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن أبي بكرة ( يسارع ) بالياء التحتية على أن فاعله ما يدل عليه أمددنا ، وهو الإمداد ، ويجوز أن يكون المعنى : يسارع الله لهم . وقرأ الباقون نسارع بالنون . قال
الثعلبي : وهذه القراءة هي الصواب لقوله نمدهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير و ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328و ابن أبي حاتم عن
ابن [ ص: 986 ] عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثم أرسلنا رسلنا تترى قال : يتبع بعضهم بعضا . وفي لفظ قال : بعضهم على إثر بعض .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935و ابن جرير و ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328و ابن أبي حاتم عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وجعلنا ابن مريم وأمه آية قال : ولدته من غير أب . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس آية قال : عبرة . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328و ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وآويناهما إلى ربوة قال : الربوة المستوية ، والمعين : الماء الجاري ، وهو النهر الذي قال الله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=24قد جعل ربك تحتك سريا [ مريم : 24 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة و ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328و ابن أبي حاتم عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وآويناهما إلى ربوة قال : هي المكان المرتفع من الأرض ، وهو أحسن ما يكون فيه النبات
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50ذات قرار ذات خصب ، والمعين : الماء الظاهر .
وأخرج وكيع
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508و ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد و ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وتمام الرازي nindex.php?page=showalam&ids=13359و ابن عساكر . قال
السيوطي بسند صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50إلى ربوة قال : أنبئنا أنها
دمشق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام مثله . وكذا أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
أبي أمامة مرفوعا نحوه ، وإسناده ضعيف .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328و ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط
و ابن مردويه nindex.php?page=showalam&ids=13359و ابن عساكر عن
مرة النهزي ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020889الربوة الرملة .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935و ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328و ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359و ابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : هي
الرملة بفلسطين . وأخرج
ابن مردويه من حديثه مرفوعا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12757و ابن السكن و ابن منده وأبو نعيم nindex.php?page=showalam&ids=13359و ابن عساكر عن
الأقرع بن شفي العكي مرفوعا نحوه .
وأخرج
أحمد ومسلم وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020890يا أيها الناس nindex.php?page=treesubj&link=19885_19925إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم أو قال nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172ياأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم [ البقرة : 172 ] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام يمد يديه إلى السماء : يا رب ، يا رب ، فأنى يستجاب لذلك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عن
حفص الفزاري في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51ياأيها الرسل كلوا من الطيبات قال : ذلك
عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه . وأخرجه
عبدان في الصحابة عن
حفص مرفوعا ، وهو مرسل ؛ لأن
حفصا تابعي .
[ ص: 984 ] nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28994ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلَ لَا يَشْعُرُونَ .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ أَيْ مِنْ بَعْدِ إِهْلَاكِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42قُرُونًا آخَرِينَ قِيلَ هُمْ قَوْمُ
صَالِحٍ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ كَمَا وَرَدَتْ قِصَّتُهُمْ عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ فِي الْأَعْرَافِ
وَهُودٍ ، وَقِيلَ : هُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ . وَالْقُرُونُ الْأُمَمُ ، وَلَعَلَّ وَجْهُ الْجَمْعِ هُنَا لِلْقُرُونِ وَالْإِفْرَادِ فِيمَا سَبَقَ قَرِيبًا أَنَّهُ أَرَادَ هَاهُنَا أُمَمًا مُتَعَدِّدَةً وَهُنَاكَ أُمَّةً وَاحِدَةً .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=33679_28781كَمَالَ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ فِي شَأْنِ عِبَادِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ أَيْ مَا تَتَقَدَّمُ كُلُّ طَائِفَةٍ مُجْتَمِعَةٍ فِي قَرْنٍ آجَالَهَا الْمَكْتُوبَةَ لَهَا فِي الْهَلَاكِ وَلَا تَتَأَخَّرُ عَنْهَا ، وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=34فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [ الْأَعْرَافِ : 34 ] .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ رُسُلَهُ كَانُوا بَعْدَ هَذِهِ الْقُرُونِ مُتَوَاتِرِينَ ، وَأَنَّ شَأْنَ أُمَمِهِمْ كَانَ وَاحِدًا فِي التَّكْذِيبِ لَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا بِمَعْنَى أَنَّ إِرْسَالَ كُلِّ رَسُولٍ مُتَأَخِّرٌ عَنْ إِنْشَاءِ الْقَرْنِ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، لَا عَلَى مَعْنَى أَنَّ إِرْسَالَ الرُّسُلِ جَمِيعًا مُتَأَخِّرٌ عَنْ إِنْشَاءِ تِلْكَ الْقُرُونِ جَمِيعًا ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44تَتْرَى تَتَوَاتَرُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ وَيَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، مِنَ الْوِتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : وَاتَرْتُ كُتُبِي عَلَيْهِ : أَتْبَعْتُ بَعْضَهَا بَعْضًا إِلَّا أَنَّ بَيْنَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا وَبَيْنَ الْآخَرِ مُهْلَةً . وَقَالَ غَيْرُهُ : الْمُتَوَاتِرَةُ الْمُتَتَابِعَةُ بِغَيْرِ مُهْلَةٍ .
قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَمْرٍو ( تَتْرَى ) بِالتَّنْوِينِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَعَلَى هَذَا يَجُوزُ ( تَتْرَى ) بِكَسْرِ التَّاءِ الْأُولَى ؛ لِأَنَّ مَعْنَى ثُمَّ أَرْسَلْنَا : وَاتَرْنَا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ أَيْ : مُتَوَاتِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ هَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مُبَيِّنَةٌ لِمَجِيءِ كُلِّ رَسُولٍ لِأُمَّتِهِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَجِيءِ التَّبْلِيغُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا أَيْ فِي الْهَلَاكِ بِمَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ الْأَحَادِيثُ جَمْعُ أُحْدُوثَةٍ ، وَهِيَ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ كَالْأَعَاجِيبِ جَمْعُ أُعْجُوبَةٍ ، وَهِيَ مَا يَتَعَجَّبُ النَّاسُ مِنْهُ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : إِنَّمَا يُقَالُ جَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فِي الشَّرِّ وَلَا يُقَالُ فِي الْخَيْرِ ، كَمَا يُقَالُ صَارَ فُلَانٌ حَدِيثًا أَيْ : عِبْرَةً ، وَكَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=19فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ [ سَبَأٍ : 19 ] .
قُلْتُ : وَهَذِهِ الْكُلِّيَّةُ غَيْرُ مُسَلَّمَةٍ فَقَدْ يُقَالُ صَارَ فُلَانٌ حَدِيثًا حَسَنًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنِ دُرَيْدٍ فِي مَقْصُورَتِهِ : وَإِنَّمَا الْمَرْءُ حَدِيثٌ بَعْدَهُ فَكُنْ حَدِيثًا حَسَنًا لِمَنْ رَوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ وَصَفَهُمْ هُنَا بِعَدَمِ الْإِيمَانِ ، وَفِيمَا سَبَقَ قَرِيبًا بِالظُّلْمِ لِكَوْنِ كُلٍّ مِنَ الْوَصْفَيْنِ صَادِرًا عَنْ كُلِّ طَائِفَةٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ ، أَوْ لِكَوْنِ هَؤُلَاءِ لَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ إِلَّا مُجَرَّدُ عَدَمِ التَّصْدِيقِ ، وَأُولَئِكَ ضَمُّوا إِلَيْهِ تِلْكَ الْأَقْوَالَ الشَّنِيعَةَ الَّتِي هِيَ مِنْ أَشَدِّ الظُّلْمِ وَأَفْظَعِهِ .
ثُمَّ حَكَى سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=31913مَا وَقَعَ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ عِنْدَ إِرْسَالِ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا هِيَ التِّسْعُ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهَا غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَلَا يَصِحُّ عَدُّ فَلْقِ الْبَحْرِ مِنْهَا هُنَا ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ الْآيَاتُ الَّتِي كَذَّبُوا بِهَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا : وَالْمُرَادُ بِالسُّلْطَانِ الْمُبِينِ : الْحُجَّةُ الْوَاضِحَةُ الْبَيِّنَةُ : قِيلَ هِيَ الْآيَاتُ التِّسْعُ نَفْسُهَا ، وَالْعَطْفُ مِنْ بَابِ :
إِلَى الْمَلِكِ الْقَرْمِ وَابْنِ الْهُمَامِ
وَقِيلَ : أَرَادَ الْعَصَا ؛ لِأَنَّهَا أُمُّ الْآيَاتِ ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ عَطْفِ
جِبْرِيلَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْآيَاتِ : الَّتِي كَانَتْ لَهُمَا ، وَبِالسُّلْطَانِ الدَّلَائِلُ الْمُبِينُ : التِّسْعُ الْآيَاتِ . وَالْمُرَادُ بِالْمَلَأِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=103إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ هُمُ الْأَشْرَافُ مِنْهُمْ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فَاسْتَكْبَرُوا أَيْ طَلَبُوا الْكِبْرَ وَتَكَلَّفُوهُ فَلَمْ يَنْقَادُوا لِلْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ قَاهِرِينَ لِلنَّاسِ بِالْبَغْيِ وَالظُّلْمِ ، مُسْتَعْلِينَ عَلَيْهِمْ ، مُتَطَاوِلِينَ كِبْرًا وِعِنَادًا وَتَمَرُّدًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةٍ اسْتَكْبَرُوا وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ أَيْ : كَيْفَ نُصَدِّقُ مَنْ كَانَ مِثْلَنَا فِي الْبَشَرِيَّةِ ، وَالْبَشَرُ يُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17بَشَرًا سَوِيًّا [ مَرْيَمَ : 17 ] كَمَا يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَتَثْنِيَتُهُ هُنَا هِيَ بِاعْتِبَارِ الْمَعْنَى الْأَوَّلِ ، وَأَفْرَدَ الْمَثَلَ لِأَنَّهُ فِي حُكْمٍ الْمَصْدَرِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ أَنَّهُمْ مُطِيعُونَ لَهُمْ مُنْقَادُونَ لِمَا يَأْمُرُونَهُمْ بِهِ كَانْقِيَادِ الْعَبِيدِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْعَابِدُ الْمُطِيعُ الْخَاضِعُ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ مَنْ دَانَ لِمَلِكٍ عَابِدًا لَهُ ، وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ يَدَّعِي الْإِلَهِيَّةَ فَدَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَتِهِ فَأَطَاعُوهُ ، وَاللَّامُ فِي لَنَا مُتَعَلِّقَةٌ بِعَابِدُونَ ، قُدِّمَتْ عَلَيْهِ لِرِعَايَةِ الْفَوَاصِلِ ، وَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فَكَذَّبُوهُمَا أَيْ فَأَصَرُّوا عَلَى تَكْذِيبِهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ بِالْغَرَقِ فِي الْبَحْرِ .
ثُمَّ حَكَى سُبْحَانَهُ مَا جَرَى عَلَى قَوْمِ
مُوسَى بَعْدَ إِهْلَاكِ عَدْوِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ يَعْنِي التَّوْرَاةَ ، وَخَصَّ
مُوسَى بِالذِّكْرِ ؛ لِأَنَّ التَّوْرَاةَ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ فِي
الطُّورِ ، وَكَانَ
هَارُونُ خَلِيفَتَهُ فِي قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ أَيْ لَعَلَّ قَوْمَ
مُوسَى يَهْتَدُونَ بِهَا إِلَى الْحَقِّ ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهَا مِنَ الشَّرَائِعِ ، فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ إِيتَاءَ
مُوسَى إِيَّاهَا إِيتَاءً لِقَوْمِهِ ؛ لِأَنَّهَا وَإِنْ كَانَتْ مُنَزَّلَةً عَلَى
مُوسَى فَهِيَ لِإِرْشَادِ قَوْمِهِ . وَقِيلَ : إِنَّ ثَمَّ مُضَافًا مَحْذُوفًا أُقِيمَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ مَقَامَهُ أَيْ : آتَيْنَا قَوْمَ
مُوسَى الْكِتَابَ . وَقِيلَ : إِنَّ الضَّمِيرَ فِي لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمِلَائِهِ ، وَهُوَ وَهْمٌ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=31912لِأَنَّ مُوسَى لَمْ يُؤْتَ التَّوْرَاةَ إِلَّا بَعْدَ إِهْلَاكِ فِرْعَوْنِ وَقَوْمِهِ كَمَا
[ ص: 985 ] قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى [ الْقَصَصِ : 43 ] .
ثُمَّ أَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى قِصَّةِ
عِيسَى إِجْمَالًا فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً أَيْ عَلَامَةً تَدُلُّ عَلَى عَظِيمِ قُدْرَتِنَا ، وَبَدِيعِ صُنْعِنَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 91 ] وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ إِلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ أَيْ : جَعَلْنَاهُمَا يَأْوِيَانِ إِلَيْهَا .
قِيلَ هِيَ أَرْضُ
دِمَشْقَ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَمُقَاتِلٌ ، وَقِيلَ :
بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ وَكَعْبٌ ، وَقِيلَ : أَرْضُ
فِلَسْطِينَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50ذَاتِ قَرَارٍ أَيْ ذَاتِ مُسْتَقَرٍّ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سَاكِنُوهُ وَمَعِينٍ أَيْ وَمَاءٍ مَعِينٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ الْمَاءُ الْجَارِي فِي الْعُيُونِ ، فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي مَنْبَعٍ ، وَقِيلَ : هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13676عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَخْفَشُ مَعْنَى الْمَاءِ إِذَا جَرَى فَهُوَ مَعِينٌ وَمَمْعُونٌ : وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ . وَقِيلَ : هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْمَاعُونِ ، وَهُوَ النَّفْعُ ، وَبِمِثْلِ مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ قَالَ
الْفَرَّاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هَذِهِ الْمُخَاطَبَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَدَلَّ الْجَمْعُ عَلَى أَنَّ الرُّسُلَ كُلَّهُمْ كَذَا أُمِرُوا . وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ خُوطِبَ بِهَا كُلُّ نَبِيٍّ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ طَرِيقَتُهُمُ الَّتِي يَنْبَغِي لَهُمُ الْكَوْنُ عَلَيْهَا ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : وَقُلْنَا يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ خِطَابًا لِكُلِّ وَاحِدٍ عَلَى انْفِرَادِهِ لِاخْتِلَافِ أَزْمِنَتِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : إِنَّ الْخُطَّابَ
لِعِيسَى .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ الْوَاحِدِ كَفُّوا عَنَّا ، وَالطَّيِّبَاتُ : مَا يُسْتَطَابُ وَيُسْتَلَذُّ ، وَقِيلَ : هِيَ الْحَلَالُ ، وَقِيلَ : هِيَ مَا جَمَعَ الْوَصْفَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ .
ثُمَّ بَعْدَ أَنْ أَمَرَهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=18580بِالْأَكْلِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَمَرَهُمْ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51وَاعْمَلُوا صَالِحًا أَيْ عَمَلًا صَالِحًا وَهُوَ مَا كَانَ مُوَافِقًا لِلشَّرْعِ ، ثُمَّ عَلَّلَ هَذَا الْأَمْرَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ لَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْهُ ، وَإِنِّي مُجَازِيكُمْ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِكُمْ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً هَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا خُوطِبَ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ هَذِهِ مِلَّتَكُمْ وَشَرِيعَتَكُمْ أَيُّهَا الرُّسُلُ مِلَّةً وَاحِدَةً ، وَشَرِيعَةً مُتَّحِدَةً يَجْمَعُهَا أَصْلٌ هُوَ أَعْظَمُ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ وَأَنْزَلَ فِيهِ كُتُبَهُ ، وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=31789_28666دُعَاءُ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ هُوَ دِينُكُمْ وَمِلَّتُكُمْ فَالْزَمُوهُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأُمَّةِ هُنَا الدِّينُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ [ الزُّخْرُفِ : 22 ] ، وَمِنْهُ قَوْلُ
النَّابِغَةِ :
حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً وَهَلْ يَأْثَمَنَّ ذُو أُمَّةٍ وَهُوَ طَائِعُ
قُرِئَ بِكَسْرٍ ( إِنَّ ) عَلَى الِاسْتِئْنَافِ الْمُقَرِّرِ لِمَا تَقَدَّمَهُ ، وَقُرِئَ بِفَتْحِهَا وَتَشْدِيدِهَا .
قَالَ
الْخَلِيلُ : هِيَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لِمَا زَالَ الْخَافِضِ أَيْ : أَنَا عَالِمٌ بِأَنَّ هَذَا دِينَكُمُ الَّذِي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ ، وَتَقْدِيرُهُ : وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ أَمَتُّكُمْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : هِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِاتَّقُونِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَاتَّقُونِ لِأَنَّ أُمَّتَكُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ ، وَالْفَاءُ فِي فَاتَّقُونِ لِتَرْتِيبِ الْأَمْرِ بِالتَّقْوَى عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنْ كَوْنِهِ رَبَّكُمُ الْمُخْتَصَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ أَيْ : لَا تَفْعَلُوا مَا يُوجِبُ الْعُقُوبَةَ عَلَيْكُمْ مِنِّي بِأَنْ تُشْرِكُوا بِي غَيْرِي ، أَوْ تُخَالِفُوا مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ أَوْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا وَقَعَ مِنَ الْأُمَمِ مِنْ مُخَالَفَتِهِمْ لِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ الرُّسُلُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ عِصْيَانِهِمْ عَلَى مَا سَبَقَ مِنَ الْأَمْرِ بِالتَّقْوَى ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ لَفْظُ الْأُمَّةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ جَعَلُوا دِينَهُمْ مَعَ اتِّحَادِهِ قِطَعًا مُتَفَرِّقَةً مُخْتَلِفَةً .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : زُبُرًا فِرَقًا وَقِطَعًا مُخْتَلِفَةً ، وَاحِدُهَا زَبُورٌ ، وَهِيَ الْفِرْقَةُ وَالطَّائِفَةُ ، وَمِثْلُهُ الزُّبْرَةُ وَجَمْعُهَا زُبُرٌ ، فَوَصَفَ سُبْحَانَهُ الْأُمَمَ بِأَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا ، فَاتَّبَعَتْ فِرْقَةٌ التَّوْرَاةَ ، وَفِرْقَةٌ الزَّبُورَ ، وَفِرْقَةٌ الْإِنْجِيلَ ثُمَّ حَرَّفُوا وَبَدَّلُوا ، وَفِرْقَةٌ مُشْرِكَةٌ تَبِعُوا مَا رَسَمَهُ لَهُمْ آبَاؤُهُمْ مِنَ الضَّلَالِ : قُرِئَ ( زُبُرًا ) بِضَمِّ الْبَاءِ جَمْعُ زَبُورٍ ، وَقُرِئَ بِفَتْحِهَا أَيْ : قِطَعًا كَقِطَعِ الْحَدِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ أَيْ كُلِّ فَرِيقٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُخْتَلِفِينَ بِمَا لَدَيْهِمْ أَيْ : بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الدِّينِ فَرِحُونَ أَيْ : مُعْجَبُونَ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ أَيِ اتْرُكْهُمْ فِي جَهْلِهِمْ ، فَلَيْسُوا بِأَهْلٍ لِلْهِدَايَةِ ، وَلَا يَضِقْ صَدْرُكَ بِتَأْخِيرِ الْعَذَابِ عَنْهُمْ ، فَلِكُلِّ شَيْءٍ وَقْتٌ ، شَبَّهَ سُبْحَانَهُ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْجَهْلِ بِالْمَاءِ الَّذِي يَغْمُرُ مَنْ دَخَلَ فِيهِ ، وَالْغَمْرَةُ فِي الْأَصْلِ مَا يَغْمُرُكَ وَيَعْلُوكَ ، وَأَصِلُهُ السِّتْرِ ، وَالْغَمْرُ : الْمَاءُ الْكَثِيرُ ؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْأَرْضَ ، وَغَمْرُ الرِّدَاءِ هُوَ الَّذِي يَشْمَلُ النَّاسَ بِالْعَطَاءِ ، وَيُقَالُ لِلْحِقْدِ الْغَمْرِ ، وَالْمُرَادُ هُنَا : الْحَيْرَةُ وَالْغَفْلَةُ وَالضَّلَالَةُ ، وَالْآيَةُ خَارِجَةٌ مَخْرَجَ التَّهْدِيدِ لَهُمْ ، لَا مَخْرَجَ الْأَمْرِ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِالْكَفِّ عَنْهُمْ ، وَمَعْنَى حَتَّى حِينٍ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْتُ عَذَابِهِمْ بِالْقَتْلِ ، أَوْ حَتَّى يَمُوتُوا عَلَى الْكُفْرِ فَيُعَذَّبُونَ فِي النَّارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ أَيْ أَيَحْسَبُونَ أَنَمَا نُعْطِيهِمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْبَنِينِ . نُسَارِعُ بِهِ لَهُمْ فِيمَا فِيهِ خَيْرُهُمْ وَإِكْرَامُهُمْ ، وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا مُقَدَّرٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56بَل لَا يَشْعُرُونَ لِأَنَّهُ عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ يَنْسَحِبُ إِلَيْهِ الْكَلَامُ أَيْ : كَلَّا لَا نَفْعَلُ ذَلِكَ بَلْ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ أَصْلًا كَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَا تَفْهَمُ وَلَا تَعْقِلُ ، فَإِنَّ مَا خَوَّلْنَاهُمْ مِنَ النِّعَمِ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِهِ مِنَ الْخَيِّرَاتِ إِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا [ آلِ عِمْرَانَ : 178 ] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى نُسَارِعُ لَهُمْ بِهِ فِي الْخَيْرَاتِ ، فَحُذِفَتْ بِهِ ، وَ ( مَا ) فِي إِنَّمَا مَوْصُولَةٌ ، وَالرَّابِطُ هُوَ هَذَا الْمَحْذُوفُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : إِنَّ إِنَّمَا هُنَا حَرْفٌ وَاحِدٌ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرِ رَابِطٍ .
قِيلَ وَيَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى ( بَنِينَ ) ، وَقِيلَ : لَا يَحْسُنُ ؛ لِأَنَّ ( يَحْسَبُونَ ) يَحْتَاجُ إِلَى مَفْعُولَيْنِ ، فَتَمَامُ الْمَفْعُولَيْنِ فِي الْخَيْرَاتِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَهَذَا خَطَأٌ لِأَنَّ مَا كَافَّةٌ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14510أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ( يُسَارِعُ ) بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ عَلَى أَنَّ فَاعِلَهُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ أَمْدَدْنَا ، وَهُوَ الْإِمْدَادُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : يُسَارِعُ اللَّهُ لَهُمْ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ نُسَارِعُ بِالنُّونِ . قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ هِيَ الصَّوَابُ لِقَوْلِهِ نُمِدُّهُمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
ابْنِ [ ص: 986 ] عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى قَالَ : يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا . وَفِي لَفْظٍ قَالَ : بَعْضُهُمْ عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَ ابْنُ جَرِيرٍ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً قَالَ : وَلَدَتْهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ آيَةً قَالَ : عِبْرَةً . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ قَالَ : الرَّبْوَةُ الْمُسْتَوِيَةُ ، وَالْمَعِينُ : الْمَاءُ الْجَارِي ، وَهُوَ النَّهْرُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=24قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا [ مَرْيَمَ : 24 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ قَالَ : هِيَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَهُوَ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ فِيهِ النَّبَاتُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50ذَاتِ قَرَارٍ ذَاتَ خِصْبٍ ، وَالْمَعِينُ : الْمَاءُ الظَّاهِرُ .
وَأَخْرَجَ وَكِيعٌ
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَ ابْنُ عَسَاكِرٍ . قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50إِلَى رَبْوَةٍ قَالَ : أَنْبَئَنَا أَنَّهَا
دِمَشْقُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ مِثْلَهُ . وَكَذَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرٍ عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ ، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ
وَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَ ابْنُ عَسَاكِرٍ عَنْ
مُرَّةَ النَّهْزِيِّ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020889الرَّبْوَةُ الرَّمَلَةُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَ ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَ ابْنُ عَسَاكِرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : هِيَ
الرَّمْلَةُ بِفِلَسْطِينَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ مَرْفُوعًا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12757وَ ابْنُ السَّكَنِ وَ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
الْأَقْرَعِ بْنِ شُفِيٍّ الْعَكِيِّ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020890يَا أَيُّهَا النَّاسُ nindex.php?page=treesubj&link=19885_19925إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ أَوْ قَالَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [ الْبَقَرَةِ : 172 ] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ
حَفْصٍ الْفَزَارِيِّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ قَالَ : ذَلِكَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَأْكُلُ مِنْ غَزْلِ أُمِّهِ . وَأَخْرَجَهُ
عَبْدَانُ فِي الصَّحَابَةِ عَنْ
حَفْصٍ مَرْفُوعًا ، وَهُوَ مُرْسَلٌ ؛ لِأَنَّ
حَفْصًا تَابِعِيٌّ .